|
مداخلة انتقادية حول بعض ما يجري من تحالفات داخل المعارضةالسورية
محمد علاء الدين عبد المولى
الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:53
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
شهدَ المجتمعُ السوريّ – ويشهدُ – حراكا سياسيا بارزاً منذ رحيل حافظ الأسد، بما مثله رحيله من انقضاء (أو بالأصحّ شبه انقضاء) لمرحلة سياسية فرضت على الأقطاب السياسية الفاعلة أن تلزم الصمت في عملها والحذر في خطابها، نظراً للنتيجة الحتمية التي سيتمخض عنها أي إعلان واضح عن أي نشاط سياسي في تلك الفترة. وقد امتلأت السجون السورية بعشرات الآلاف من الجيل الشاب والنشيط على صعيد السياسة والثقافة كنتيجة لهيمنة عقلية (المخابرات) على أدوات الحكم... بعد رحيلِ الأسدِ إذاً تنفّس الكثيرون الصّعداءَ وخاصة في ظل (إشاعاتٍ) صادقة أو واهمة، حول الحرية الموعودة التي يبشر بها الأسد الابن... فتحرّك عديد من المثقّفين والناشطين من الاتجاهات كلها في خلايا عمل لا تهدأ... وكانتْ كمنْ وجدَ أن النافذةَ فتحتْ أخيراً ولمْ يبقَ إلاّ القفزُ نحو الضوء... إن الجوع التاريخي إلى الحوار والالتقاء ومكاشفة الذاتِ ومراجعة الخطاب لهذه الحركة أو تلك، في سورية، هو جوعٌ دفع بالكثيرين إلى المبالغة في رؤية الصورة النقيض للوضع القديمِ. وربّما كان ذلك مشروعا نوعا ما لبعض المثقفين غير المخضرمين وأصحاب التجارب المتواضعة في العمل السياسي... ولكن كيف يمكن تبرير ذلك الانخداع بوهم الديمقراطية لدى نخب سياسية عريقة ومعتقة في العمل السياسي والمعارضة؟ كيف يمكن تبرير قناعتهم بأن (الديمقراطية وهامش الحوار المتسع) يمكن أن يكون هدية مجانية تعطيها السلطة من تلقاءِ ذاتِها وبشكلٍ مفاجىءٍ؟ إن السلطة هي هي، ولا يعني غياب رمز كبير من رموزها أنها انتهت وانتقلتْ إلى مرحلةٍ جديدة، بل هي سلطة تكرّر إنتاج نفسها (بمعنى الاجترار هنا) وتتوارى خلف شعارات جديدة ومسميات مختلفة لا تنطلي على العين البصيرة... ولا أدري حقا حتى الآن، كيف لعبت المعارضة (في فترة ما يسمّى ربيع دمشق) اللعبة بشكل مبالغ في (نواياه الطيبة) حتى كنت أقول لبعض أصدقائي في تلك الفترة: إن (المعارضة السورية) تكشف كلّ أوراقها للسلطة بشكل سافرٍ وغير مبرر، والسلطة ستتركهم يقولون ما لديهم وكما يريدون ثم ستنقض عليهم... وأعتقد أن هذا ما حدث. حيث كان من نتائج ذلك اعتقال المزيد من رموز العمل السياسي ومحاكمتهم وإطلاق أحكام تعسفية بحقهم. في إشارةٍ جليّة إلى أن دور النهج الذي كرّسه النظامُ لم ينتهِ بعد... ومع أنني لا أنتمي إلى أي تيار سياسي معارض مباشرة، لكنني أعتبر نفسي بكل تواضع من الذين يقفون موقفا معارضا واضحا في فعاليتي الشعرية التي من خلالها أعبّر عن (معارضتي) الحرة... ومع أنه لا تيار أنضوي تحته لكنني معنيّ في الصميم بما يجري، لسبب بسيط أنه يعنيني كمواطن أولا وكشاعر ومثقفٍ ثانياً. لهذا لم أستسغ كمواطن هذا الشكل (الطيب) من العمل السياسي الذي أودى ببعضٍ من فرص العمل الحقيقي أو أخّرها... وللحقيقة يجب التساؤل: لولا الوضعُ الحرج للنظام السوري الآن، ولولا هذه الضغوط المتتالية عليه (والتي يتحمل وحده مسؤوليتها على كل الأصعدة) أقول، لولا هذا الوضع وما نجم عنه من نمط علاقات سياسية جديدة ومكشوفة ومباشرة حدّ الفجاجة؛ أكان يمكن للمعارضة السورية أن تستعيد نشاطها بهذه الكثافة؟ في الداخل والخارج؟ تساؤل تمليه ضرورة أن نعترف بالشرط التاريخي (ولو كان سلبيا) في تنميةِ المعارضةِ وتنشيطِ أدائها... ومع وعينا وتقديرنا لنزاهة المعارضة السورية وخيارها الوطني الصّرف، ورفضها التعامل مع القوى العالمية الضاغطة، ومناداتها بالعمل سياسيا وبشكل سلمي لتغيير المعادلة السياسية في الداخل، مع وعينا لكل هذا، ومع استثنائنا لبعض أصواتِ المعارضة الفردية التي تتخذ من بعض دول الغرب مكانا لإقامتها وتعقدُ تحالفاً معها؛ فإنّ عملَ هذه المعارضةِ يفرضُ على المتابعِ أن يلقي ببعضِ الملاحظات والانتقاداتِ وهي كلها تتشكّل وفقَ قاعدة الحوارِ الوطنيّ الدائر داخل المجتمع السوري. أميزُ ما أراه من ملاحظات هي أنّ هذه المعارضة تعتمد على تجارب سياسية وحزبية بحتة (تقريبا) مع ضآلة التّواجد لمفهوم (المثقف) و(المفكر) و(المبدع)... ولا نريد أن نقلل من أهمية معنى أن يكون المعارضون (مثقفين سياسيا)، هذا أمر طبيعي، وليس هو ما نقصده... بل نقصد غياب نموذج مثقف يخلق الأفكار وينتج المعرفةَ بشكل نوعي يساهم في التمهيد الاستراتيجي للسياسي لتتوضح طرائق عمله وخطواته. قد يقول البعض أنني ألغي أسماء مثل الياس مرقص وياسين الحافظ وبرهان غليون وعبد الرزاق عيد... الخ حسنا. كل هؤلاء (وغيرهم) لا يمكن لأحد تغييبهم و لا مصلحة لي في ذلك.(على الأقل لأنهم يشكلون تجارب فكرية أقرؤها لتنمية وعيي السياسي والاجتماعي والفلسفي وتحريضي على الشك). لكن ولأنني أقرأ هؤلاء، أتساءل: ما هو الأفق الثقافي / المعرفي / الفلسفي الذي شكلته تجاربهم لتولد في رحمه (معارضة) حقيقية؟ هل شكلّ هؤلاء إرثا معرفيا – هم وغيرهم ممن لا تخفى أسماؤهم – تستند إليه المعارضة؟ ثم ما هو البعد الفلسفي للمعارضة السورية كحركة تسعى للتغلغل في النسيج السوري؟ أم هل يتم اختزال السياسة والعمل بها إلى مؤتمرات وبيانات ونشرات ولقاءات سرية وشبه سرية؟ ربما كانت القضية المعنية هنا جزءاً من إشكالية المعارضة العربية بشكلٍ عامّ وليس في سورية وحدها... فهي معارضة تعمل ضمن مجالات ضيقة (تضيق معها الرؤيا وتتسع العبارة) بعكس مقولة (النفري)... وهذه مشكلة كبرى: ألاّ تتمتع معارضةٌ ما برؤيا واضحة وتعوّض عن ذلك بأن تكتفي بالكثير من العبارات... هل وصلت أفكارُ المثقفين والمفكّرين العرب (أصحاب المشاريع المعرفية الكبرى) إلى المستوى المطلوب في تحديد المسار العميق للعمل السياسي المعارض؟ تبدو المعارضة وكأنها ردّة فعل على السلطة، بمعنى أن السلطة تلعب ضمن نطاق ضيق وتطيح بالمعرفة والثقافة (وشعار الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية لمسنا لمس اليد ماذا يعني على أرض الواقع وكان من آخر مفرزاتِهِ ما سمّاه حتى بعض الفنانين التشكيليين مع الأسف بـ (ظاهرة) علي الديك (كذا)... الذي هو نتاجُ الثقافة السلطوية المهيمنة) أقولُ وجدت المعارضة أنها تعارض نظاماً غير مثقف ويهبطُ بقيمة المعرفة إلى الدرك الأسفل من سياساته وخططه، فاكتفت بأن (تقلّده) – مع قساوةِ التّعبيرِ هنا – وتكتفي بأن تنشطَ في تياراتٍ سياسيةٍ لا تعطي كبير أولوية للمعرفة والفلسفة... مع هذا الوضع سيغيبُ الكثير الكثير عن بالِ المعارضين... من حيثُ أنّ الرؤيا الفلسفية للعمل السياسيّ ستفتح زاوية النظر بشكلٍ أفقيّ وبعيدِ العمق، ولن يكتفي المعارض بوجود هذه الرؤيا بأن يصدرَ بياناتٍ ونشراتٍ حزبية ممهورة بشعاراتٍ حزبيةٍ ومقولاتٍ تكرّر (ولو بطريق السلب) آلية النظام في تأليف شعاراته وأقواله المأثورة – أيضاً مع قساوة التعبير – فكأن تلكَ مصيدةٌ وقع فيها من يفترض فيه أن يكون مثال الحذر واليقظة من كمائن عنكبوتية قد لا يتعب النظام في نصبها لأنها كمائن موجودة بطبيعة الحال من حيث كونها إفرازا طبيعيا لوجوده نفسه... في ظل ذلك قد يكون الموقف من الديمقراطية وضرورة الحوار الوطني موقفا مشوبا بالكثير أو القليل من الرومانسية والارتجال، وهما أيضا سمتان لا تفيدان أبدا في بناء موقف نقدي متكامل من تلك القضايا التي تتخذها المعارضة موضوعا لها ولنشاطها وبرامجها. وإذا كان ذلك مبرّرا – ولو بصورة جزئية – بسبب الضغط النفسي الواقع على الأفراد والجماعات مما يدفعها للتعامل مع القضايا الكبيرة بروح انفعالية كردود فعل على الضغط الذي تمارسه السلطات الحاكمة، فإن ذلك غير مبرّر على المدى البعيد، وغير مبرر عندما (تذهب السكرة وتجيء الفكرة) على حد القول الشعبي... فمثلا إذا كان المجتمع السوري واقعاً تحت الضغط والقمع والحصار الثقافي والفكري، وإذا عانى المعارض السوري الكثير من الأهوال النفسية والاجتماعية ، فهل هذا مبرر لأن تتشكل (تحالفات عشوائية) من أقطاب المعارضة مبررين ذلك بحجة الوقوف معا في لحظة تاريخية حرجة تتطلب من الجميع أن يشارك في الحوار الوطني؟ لا يحسبنّ أحدٌ أننا نضمر ولو موقفا عابرا من ضرورة أن يعمّ الحوار الوطني، فهذه مسلّمة منتهية، وكلّ ما في الأمر أننا ننتقد الانطلاق من هذه المسلّمة بطريقة غير مدروسة قد توصل إلى تضارب في المواقف بل وتناقض فجّ مع منظومة الأفكار التي يؤمن بها هذا الفصيل أو ذاك. ففي هذا السبيل نجد اختلاط المواقف والمفهومات بطريقة ليست دقيقة ولا تخدم الانسجام بين القول والسلوك. نتساءل على هذا الصعيد عن التقارب الحاصل فيما بين قوى فكرية يسارية (لنقل عقلانية وتنويرية وحداثوية... من أجل الخروج من التصنيفات التي قد توحي بشبح الفهم الأيديولوجي الماضي) ما الذي يفسر هذا التقارب بين هذه القوى وبين قوى أصولية تتضارب منطلقاتها من حيث المبدأ والموقف الثقافي إلى حدّ عدم الالتقاء معرفيا على أي صعيد؟ كيف نفهم ذلك؟ سيقال كما أشرنا قبل قليل إنها طبيعة المرحلة الوطنية الحساسة التي تتطلب عدم نفي أحد من ساحة الحوار... حسنا. ماذا نصنع إذا كانت القوى الأصولية (في بنيتها الحقيقية وليس في مواقفها المعلنة والارتجالية والمتماشية مع روح العصر حسب زعمهم) تقف موقف إلغائيا تكفيريا مناهضا بكل أشكال المناهضة للعقل وللحداثة ولمفهومات المجتمع الحديث والاقتصاد الحديث والدولة الحديثة؟؟؟ إذا انطلقنا في فهم هذه القضية من الفهم الوطني الرومانسي سنقول (حرام... ليشترك الجميع في الحوار وعلينا أن نتحالف جميعا) هذا لا يفيد في حدّ زعمي وفهمي في تطوير موقف استراتيجي من القضايا لمصيرية التي تهمّ المواطن الحقيقي البعيد عن حسابات ورهانات التيارات المتحاربة أو المتحالفة... المواطن الذي قد يخشى على مستقبلِ عملهِ وحريته ونشاطه وعلاقاته الاجتماعية في حال هيمنت القوى الأصولية على المجتمع السوري. أقول على المستوى الفكري كيف تلتقي بنية معرفية لها موقفها النقدي من التراث والدين والحكومة الإسلامية ووو... الخ مع بنية معرفية تؤسس لنفسها خارج التاريخ البشري وتنطلق من الغيب والميتافيزيقيا في تحديد ملامح مجتمعها وتصورها الكامل فيما يخصّ مناشطَ الحياةِ اليومية؟ وما الذي طرأ فجأة على هذه البنية المعرفية المنغلقة حتى نقبل بالتحالف معها؟ هل تغيرت هذه البنية وراجعت تاريخها ومواقفها ومرتسماتها الفكرية وأعادت النظر في مواقفها الإلغائية والمناهضة للحداثة؟ كيف تنسجم هذه الحالة في نظر الفكر التنويري النقدي الحديث؟ وضمن أية فرضية تلتقي هاتان البنيتان؟ على المصلحة الوطنية؟ وأية مصلحة وطنية لنا في الاندغام بثقافة تنظر للواقع من منظور الغيب؟ وأية مصلحة وطنية في أن نسلّم مقدراتنا الاجتماعية لتيار يضمر في أعماقه فهماً متأخرا حول المجتمع؟ ما مصلحة الوطن في أن تضيّق الفئات الأصولية الحريةَ على الفكر والإبداع والفن وحرية التعبير؟؟؟ لا بأس. يقولون إن (الإخوان المسلمين) – وهم من أقصدهم في كلامي تحديداً - طرحوا في عدد من أدبياتهم الأخيرة أفكاراً متطوّرةً من نبذ العنف والدعوة إلى الحوار الوطني والاعتراف بالجميع والتغيير السلمي وضرورة تداول السلطة... الخ. نحن نتوقف بالضبط عند مثل هذه الأفكار: ما الذي جرى للإخوان المسلمين حتى ينقلبوا هذا الانقلاب الأبيض على مشروعهم؟ هل هي قفزة نوعية حقيقية تأتي من داخل سياق هذا المشروع؟ أم أنها لحظة عابرة تتصل بموقف تكتيكي من المرحلة؟ شخصيا لا أرى في العقيدة الفكرية للإخوان المسلمين ما يجعلني أصدق بسهولة أنهم هم أنفسهم من يدعو للحوار الوطني وتداول السلطة والاعتراف بالجميع... الخ هؤلاء ليسوا الإخوان المسلمين كنتاج تاريخي للثقافة الذهنية الأصولية... التي مهما تطورت وتغيرت فلا يمكن أن تصل في تحديث أدواتها ومفاتيحها إلى هذه الدرجة التي تشبه ثورة كبرى. بل إنها لحظة ميلاد لتيار جديد في تاريخ الإخوان ليس له مقدمات... لا أجد مقدمات منطقية لما يطرحه الإخوان ولا أرى أفكارهم الأخيرة أكثر من تكتيك واضح ومرحلي جدا من أجل تحسين شروط اللعبة السياسية التي يلعبونها أو يسعون ليكون لهم دور أساسي فيها.ولا أدري كيف تنطلي مثل هذه اللعبة على الآخرين الذي يريدون التحالف مع أي كان في سبيل إثبات حسن النوايا وتقديم شهادة حسن سلوك في الديمقراطية والليبرالية... هل ثمة مشيئة مسبقة في الارتهان للخدعة؟ شخصا كمواطن وكشاعر (حديثٍ) وكائن متحرر من هيمنة الغيب والنصوص المقدسة، (ارتعبتُ) حقا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، عندما تخيلت مجتمعا سوريا تديره سلطة لها منطلقات الإخوان، أو أي منطلقات لأي فئة أصولية أعرف معرفة اليقين وبالتجربة المباشرة والعينية كم هي فئة ستجعلني أختنق فكريا وثقافيا واجتماعيا وسأكون ربما من أول ضحاياها. بل أخذت أتساءل هل سيمسح لي في ظل نظام إسلاميّ أن أجلس في كافتيريا مع صديقتي ونحتسي قدحا من النبيذ مثلا؟ هل سأتمكّن من إلقاء قصائد عن الجسد؟ هل سأتمكن من استخدام اللغة القرآنية في شعري بطريقة لا تلبي شروط الأصوليين ولا تتطابق مع رؤيتهم الضيقة للدين ولا الإبداع؟ أخذت أسأل نفسي أسئلة تتعلق بحقوق المواطن في حياته اليومية. فتشكلت لدي صورة مرعبة وظلامية أخذت معها أشعر بالاختناق فوق الاختناق الذي سببته لي السلطة القائمة... وأخذت أتوجه باللوم بيني وبين نفسي إلى التيارات الوطنية العقلانية والتي ربيت على الفكر التنويري والانتقادي والتي رضعت حليبها الثقافي من فلسفة الأنوار والليبرالية أو الماركسية أو أو... كيف تتحالف مع الإخوان المسلمين؟ وضمن أية رؤية مشتركة وجدتها معهم؟ أصلا ما المشترك معهم؟ هل يجمعهم الموقف من النظام؟ هل هذا الأفق الذي تشتغل فيه المعارضة الثقافية والفكرية؟ وما ذا يسمى هذا الأفق؟ ألا تقفز هذه المعارضة فوق تاريخها ومواقفها ومرجعياتها الفكرية التاريخية، وتدخل في رهانات عابرة مصلحية كيفما اتفق بحجة الموقف المعارض للنظام؟ لأتساءل بشكلٍ لا يخفي الخبث: هل ستتحالف هذه المعارضة مع الإخوان المسلمين لو كان الإخوان المسلمون على غير ما هم عليه الآن؟ أي تجمعهم بالنظام نقاطٌ ما (أيضا مصلحية) ويبقون في الخط المعارض لكن على أسس يتم التفاهم عليها وعلى طبيعتها مع النظام.؟ ألا يحدث هذا في تاريخ المعارضات السياسية كلها؟ ألا يتم التنازل من هذا الطرف أو ذاك عندما يشعر الجميع بالخطر يقترب من مصالحهم العابرة وليست مصالح التاريخ والوطن؟ وكلنا نعرف بشهادة الجميع بمن فيهم زعيم الإخوان المسلمين (البيانوني) أنهم دخلوا في أوقات كثيرة في مفاوضات مع النظام السوري وأجهزته الأمنية؟ ومن أجل أي شيء تتم هذه المفاوضات؟ هل من أجل تسليم السلطة سلميا إلى الإخوان؟ أم من أجل الاحتيال عليهم وتطويقهم وامتصاص نقمتهم وبالتالي تمييع موقفهم ومعارضتهم؟ وهذا هو هدف النظام... وهذا هو هدف الإخوان من الاقتراب المفاجىء من القوى الوطنية الأخرى التي هي أصلاً تتناقض مع توجهاتها ومشاريعها الفكرية، تناقضا يضل حتى الإلغاء والتكفير... وإذا كانت التنازلاتُ مفهومة كحاجة تكتيكية لتحقيق مكاسب راهنة، لكن هذه المكاسب يجب ألا تتضارب مع الرؤيا البعيدة للمعارضة. ثم إن لغة (المكاسب) مفردةٌ تدخل في معجم السلطة أكثر مما تدخل في معجم معارضةٍ حقيقية. إلا إذا كانت مكاسب عميقة وليست لحظويةً راهنة. ماذا جرى للجميع حتى يسحبهم النظام بطريقة غير مباشرة إلى هذه السوق من المصالح الصغيرة؟ إن الإخوان الذين كانوا يتفاوضون مع النظام (حتى ولو وصلت المفاوضات أو اللقاءات أو السجالات ليسموها كما أرادوا، إلى طريق عقيم) هم من يقبل اليوم بالتفاوض مع التنويريين والماركسيين وأصحاب المجتمع المدني... الخ فما الذي جرى؟ وما حدث مؤخرا يفجّر القضية بشكلها الفجّ والصارخ، أقصد لقاء (خدام والبيانوني) وما تمخض عنه من تشكيل (جبهة خلاص وطني)! هؤلاء هم الإخوان المسلمون... تدفعهم شهوة الحصول على الحصة من السلطة والثروة والمناصب والتمثيل وليتعاملوا مع أيّ كان...(وطبعا أنأى بنفسي عن اتهامهم بالارتباط أو العمالة). بالأمسِ دخلوا بأفكارهم إلى منتدى جمال الأتاسي وصدّقهم الجميع فيما يقولون. ولم أسمع في حدود معرفتي أحداً يطالب الإخوان بتبرير قبولهم المفاجىء لتبنّي قضايا حساسة كانت حتى الأمس القريب جدا – وهي مستمرة – من الخطوط الحمرِ عندهم؟ (وأرجو ممّن يمتلك نقضاً لهذا الكلام أن يفيدني ويغيّر رأيي) ما معنى أن يتحدّث أبناء الإرث الثقافي الأصولي لسيد قطب وحسن البنّا وأبي الأعلى المودودي وابن تيمية، في مسائل المجتمع الحديث والاعتراف بالآخر؟ هل تغيّر هذا الآخر في نظرهم؟ هل (استتابوه فتاب فقبلت توبته نصوحاً)؟ ألا ينحدر الإخوان المسلمون من فكرية الحاكميّة لله، وتكفير المجتمع والدول ومن يتعامل معهم؟ أليسوا حمَلَةَ الرؤيا التكفيرية حسب المذاهب؟ ما الذي غيّر رأيهم؟ وما هي سيرورة تطورهم إن كان ذلك موجودا حتى يصلوا في نقدهم لأنفسهم إلى درجة تبنّي مشاريع اليسار العربي في خطابهم؟ وأين تجلّى الاختلاف الحقيقي في بنية لغتهم؟ من يدلّني حتى أغيّر موقفي؟ ثم ألم يعودوا هم أنفسهم وينفوا هذا (الخطاب المنفتح) الهابط عليهم فجأة من السماء، عندما أصدروا بيانهم الاستنكاري للرسوم المسيئة للرسول، حيث تسربت في لغة البيان مفرداتهم الحقيقية التي لا يستغنون عنها، والدّالة على معجمهم الفكري الحقيقي؟... وفي الحقيقة إنّ خطاب الإخوان المسلمين لم يكن معنيّا في فترة ما بالتطوّر والتّحديثِ فهذه قضايا خارج نطاق مشاغل هذا الخطاب. ممّا يلقي بظلال الشّك على (انفتاحهم) المفاجىء. لا شكّ أن التناقضات الداخلية لأية حركة سياسية وثقافية تفيد في تطوير الحركة وتنميةِ إمكانياتها، ولكن ليس بهذا الشكل الذي يشبه انقلابا ليس له تمهيد مقنع. الآن وبعد لقاء (خدام والبيانوني) كيف سيحلّ الماركسيون والليبراليون وتيار المجتمع المدني وبقية أصناف المعارضة، هذه المسألة؟ ما الذي يجمع من تحالفوا معه بالأمس وجاملوه وعقدوا صداقة معه وتعاطفوا معه، ما الذي يجمعهم معه وهو الذي يجتمع الآن مع (خدام)؟ أي تناقضات صارخة ولعب واحتيال يحدث على المواطن السوري وهو المسكين لا أحد يأخذ رأيه فيما يجري؟ أأصبح (خدام) الآن عنصرا فاعلا في جبهة وطنية للخلاص؟ وحتى شهور كنا ندعو للخلاص من النظام بمن فيهم خدام؟ أم أننا كنا دون أن ندري نستثني (خدام)؟ وما مبرر استثنائه إذا كان هذا الاستثناء موجودا؟ ألأنّ (خدام) انشق عن النظام بسبب دنيء وتافه ولا علاقة له بالموقف السياسي والثقافي ولا التاريخي، أصبح حليفا (لنا)؟ (خدام) الذي يعرف الإخوان حتى أدواره في قمعهم أنفسهم، منذ كان له دور نافذ في محافظة حماة في منتصف الستينيات حتى دوره في السلطة؟ أيبرئونه من دمهم الآن لأنه لم يكن مسؤولا مباشرة عن اعتقالهم ومطاردتهم وإعدامهم في السجون؟ هل هكذا تتشكل المواقف من رموز الفساد والديكتاتورية؟ هل انقلب (خدام) إلى رجل وطني لمجرد أنه عارض النظام؟ ومتى كان (خدام) يعارضُ النظام؟ أليس من مهندسيه من أربعين عامً؟ ينقلب الآن إلى منقذ وطني؟؟؟ هل نصرخ يا لبؤسكم أيها المعارضون الإخوانيون... يا لصغرِ مصالحكم ويا لنفاقِ رهاناتكم... إنّ ما يفعله (خدام) في لقائهِ مع (البيانوني) يذكّرني بطريقة ساطعة بالتقارب الذي كان يحققه حافظ الأسد بينه وبين (التجار الشوام) من جهةٍ، و(العمامات الجاهزة للإفتاء) والدعاء له بالحمد وطول العمر في منابر يوم الجمعة من أجل كسب الشارع الديني (ذي الأكثرية تاريخيا) وكذلك كسب رضا النخبة التجارية في المدينة العريقة... وهي اللعبة التي تعلمها (خدام) من النظام الذي هو جزء أساسي منه. أي أنه يريد من أجل تحقيق (سلطته) - حتى لو كانت السلطةَ الافتراضية – أن يعقد حلفا مع القوة التي يتصور أنها تمتلك الشارع وتؤمّن له غطاءً شعبويّا وطائفيا هو الآخر... إنها لعبة السلطة نفسها... فأية معارضة هذه تتعلّم من السلطة وتتماهى معها بشكل لا شعوريّ؟ وتنقلُ درس السلطة إلى داخلها لتكرره؟ ربما لا يستطيع المرء فعلا أن يخفي شماتته من هذا المآل الوسخ (والمعذرة) الذي وصلت إليه اللعبة السياسية... معارضة في الداخل تتحالف (أو تتصادق أو تتكتك) مع الإخوان، الإخوان يشكلون الآن جبهة مع خدام، خدام ابن النظام وأحد أركانه، المعارضة السورية في الداخل التي لقيت العنت والقمع الفكري والذهني من خدام مباشرة، يتحالف الآن مع الإخوان... الخ أية دوامة تطيح بالمصداقية هذه؟؟؟ لقد أربك لقاء (خدام – البيانوني)، المعارضةَ السوريةَ حقّا وأخذ أقطابها يصحّحون الموقف ويحرفون الموضوع باتجاه إعلان براءتهم من الجبهة التي شكّلها الاثنان، وهي جبهة لا أجد أفضل من وصفها (بالجبهة السوريالية) وليس السورية... وهي في العمق ليست من مهامها تخليص الوطن، بقدر ما همها الانقضاض عليه وتقاسم مساحاته وثرواته. وهذه هي مرة ثانية لعبة النظام نفسه الذي تتسرب آليات عمله إلى صفوف المعارضة دون أن تدري. أو ربما كانت تدري (من يدري)!. لا شكّ أنه موقف يدعو فعلا إلى (الشماتة) (لكنها بالنسبة لي شماتة فكرية وثقافية وليست عاطفية) ولم أستطع منع نفسي من أن أقول بيني وبين نفسي قبل أن أقرأ مادة د. عبد الرّزاق عيد في الحوار المتمدن بعنوان (البيان الانقلاب - حول بيان الإخوان المسلمين ضد الإساءة إلى شخص الرسول) http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=60033 الحوار المتمدن - العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20) قلت لنفسي: يا شماتتي بكم أيها المتنوّرون الذين تتحالفون (تتصادقون – تتكتكون – تجاملون – اختاروا الاسم المناسب) مع الإخوان، فها هم أحرجوكم بلقائهم الفجّ مع رمز من رموز النظام والفساد والنهب واللصوصية... وهذا (الخدّام) في رأيي حتى الآن هو في حقيقته وبنيته العميقة ما يزال ابن النظام، ولم يكن لينشقّ عنه لو أمّن له النظام استمرار المكاسب والأرباح والهيمنة، وأعطاه ديمومة النهب والسلب وممارسة هواياته في قطع الطرق والنصب على البشر... وهو لا يتصور نفسه أقلّ من (رئيس الجمهورية العربية السورية) حتى أنه يحلم ليل نهار أن يقرأ اسمه مقرونا باللقب (السيد الرئيس)... فأي منشقّ تافهٍ هذا؟؟؟ وأيّ مصداقية للمعارضة في نظري كمواطن ستتبقى لها بعد تشكيل الجبهة السوريالية للخلاصِ الوطنيّ؟؟؟ لكأنّي بالمواطنِ السوريّ المسكين يعلن بكلّ ألم: لا أريدُ خلاصاً يأتيني منكم... لأني آخرُ ما أعنيكم أيها اللصوص الذين أصبحتم أمهرَ من الأفعى في تجديد جلودكم حسبَ الطقسِ والمزاج. وللتوضيح أقول: ليست لديّ دعوة لإلغاء (الإخوان المسلمين) من خارطة العمل السياسي، وليس من حقي ذلك. ولكن من حقّي كذلكَ أن أنتقدهم وأشير بوضوح إلى ما أعتبره تناقضاً علنيّا بين مواقفهم، وبين مرجعيتهم الفكرية. ومطلوبٌ منهم أن يقدّموا دلائل أوضح على أن ثمّة خطّة لنقد ونقضِ مشروعهم، خطّة تطال أساسَ بنيانهم النظريّ الذي لا ينسجم كما أعلم مع التكتيك الذي يمارسونه الآن. وإلاّ سيعتبر تكتيكهم شكلاً من أشكال اللعبِ غيرِ الأخلاقيّ... والسّؤال: ما مدى قدرة حركة أصوليّة شمولية على فعل ذلك؟! هل يسمح لها مسارها ورؤياها بذلك النقض؟ ألن تتحوّل عندها من أصوليّةٍ شموليّةٍ إلى حركة سياسية اجتماعية تعمل على أرض الواقع وتتبرّأ من إرثٍ ثقافيّ إلغائيّ وتكفيريّ؟ إذا فعلَ الإخوانُ ذلك فسوف تختلف عندها المواقف... وإذا عدنا إلى ملاحظتنا المذكورة فيما سبقَ من صفحات حول غياب البعد الفلسفيّ عن شغلِ المعارضة السورية، أقول لو كان هذا البعد موجودا، ولو كانت بعض رموز الفكر والثقافة الموجودة في الساحة السورية، من راحلين وأحياء، استطاعت التحول من حيزها الفردي إلى الحيز الجماعي لتشكل وعياً فلسفيا مشتركا، لو كان هذا متوفرا لما حدثت كل هذه الأخطاء التي لا تغتفر في حق المعارضة السورية. لأن البُعدَ الفلسفيّ سيوفر الكثير من الوقت والعناء وسيكشف مباشرة زيف هذه التحالفات لأنها تتم بين أقطاب لا يمكن أن يجمعها شيء فلسفي وفكري... لكن الشغل (بالتكتيك السياسي) أعمى ببعضِ بصيرة العارفين... فاكتفت هذه المعارضة في مجمل مواقفها ونشاطاتها بالتكتيك وأطاحت بالاستراتيجيات البعيدة المدى. نحن لا نحمّل غياب هذا البعد الفلسفي أو الموقف الثقافي الواسع الطيف، لا نحمّله للمعارضة بشكل مباشر، فهي بالأصل ضحية من ضحايا عدم وجوده في المجتمع العربي الذي تشتغل المعارضات العربية فيه. وهذا ما يمكن توضيحه أكثر عندما نعي أننا نعاني كمجتمع عربي من عدم وضوح ملامح مشروع نهضوي حقيقي، وإذا كان هذا المشروعُ موجوداً، فهو عبارة عن بؤر ثقافية وكتل فكرية نخبوية معزولة عن بعضها ولا تمتلك إمكانيات الشغل الجماعي الذي يؤمّن لكل مثقف معارض البعد الواضح في عمله السياسي التكتيكي، بحيث إذا اضطرّ لأن يدخلَ في علاقاتِ تحالف تاريخية من باب التكتيك معها لاستيعاب المرحلة وظروفها، فيمكنه أن يدخلَ التكتيك من باب الوعي البعيد المدى الذي لا يجبرُه على التخلي عن موقفه الاستراتيجي من القضايا المطروحةِ للنقاش وللمعارضة. إنها جزءٌ من مشكلة الأحزاب والتيارات السياسية العربية وليست مشكلة خاصة بالأحزاب السورية (بأسمائها المختلفة من تنظيمات وتجمعات وحركات...الخ) هذه الأحزاب التي تنغمس في العمل الحزبي والتنظيمي والإداري والشكلاني وتحدّد سياساتِها في هذا الإطار الحزبي التنظيمي الضيق، وتغفل عن الموقف الأبعد من ذلك والذي لا علاقة له لا بتنظيم ولا حركة ولا كوادر ولا بيانات ولا منشورات... يجب الاعتراف أن المعارضة العربية (والسورية جزء منها) ضعيفة معرفيا وهشة ثقافيا ولم تفرز ما يمكن تسميته بأنتلجنسيا فاعلةٍ وحقيقيّة... وتركت تحديد آفاقها للارتجالات والعواطف والمصالح الضيقة. ولم يكن النظام الحاكم بأحسن حالاً منها في طبيعة الحال، فهو الآخر عديم المعرفة وبائسُها، وهشّ لدرجة الرثاء على الجانب الثقافي والفكري والإبداعي . فإذا كان شرطه يتناسب مع وضعه، أي أنه كنظام شمولي مستبدّ لا يحتاج لثقافة ولا معرفة، بل هذه (شغلات) لا تلزمه، وإلا لفقدَ مبرر وجوده الشمولي والاستبدادي، إذا كان له شرطه الخاص، فما المبرر الذي نعطيه للمعارضة حتى لا تشتغل في جانب من جوانب برامجها على الجانب المعرفي؟ لا يعتقدنّ أحد أنني أشكك في قدرة المعارضين وفي ثقافتهم ودرجة معرفتهم وتنظيرهم وكتاباتهم، لا على العكس، بل أنا كما ذكرت وأكرّرُ، أعتبر كتابات بعضهم وسجالاته الفكرية والثقافية جزءا من شخصيتي ومكوّنا من مكوّناتي الفكرية التي أعتدّ بها... الأمرُ يكمن في أن هذا ظلّ على نطاق الفرد وليس على نطاق تشكيل وعي عام يسود مناخ المعارضة ويوجه حركاتها... وهذا طبيعي في إطار فهمنا لعلاقة الثقافي بالسياسي في مجتمعنا العربيّ، حيث يغلب الجانب السياسي دائما على الجانب المعرفي، وكثيراً ما اتّهم المثقف (بالانشقاق) وإفساد وحدة الصفّ... وكم من حزب ثوري ومعارض مارس القمع والإرهاب على مثقفيه الأفراد لأنهم يتجرؤون على توجيه النقد إلى فكر الحزب أو ممارسات سياسييه، حتى بلغ القمع في بعضها إلى الدرجة نفسها التي يمارسها النظام الحاكم في أي بلد عربي. حتى هذه النقطة يجب تطويقها في مجال المعارضة السورية. لأن بقاءها يعني (تقليداً) لمساوىءِِ النظامِ السياسيّ الذي نعارضُه. ومنَ الضّروريّ أن تتخلّص أيّ معارضةٍ من أدواءِ هذا النظام. أخيراً... لا يمكن إلا أن أضع نفسي في خطّ المعارضة، هذا قدري وطبيعة انتمائي الثقافي والشعري. لهذا لا أقبل ممّن يُفترض أن يمثلني ويعبر عن رأيي (حتى ولو بصورة غير مباشرة وغير مقصودة) لا أقبل أن يكون سلوكه وموقفه ملتبسا وماشيا باتجاه يشوّش عليّ صفاء الانتماء للمعارضة... من هذا الباب وحده، كما من باب المحبة والاحترام، أعطيت هذه الأفكار حرية التجوال في المشهد الراهن رغبة مني في الدعوة إلى تصويب ما نستطيع تصويبه... قبل فواتِ الأوان...
#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصدعات روح المغني
-
خماسيات
-
في مديح النهدين
-
رثاء لصهيل االفكرة
-
الأرض تمدح نفسها
-
قصيدة مهداة إلى مروان البرغوثي وأحمد سعدات وجميع المحاصرين
-
قلق صيّاد المجاز
-
نثريات أخرى للحب
-
نثريات للحب / مقاطع
-
حرائق تحت لسان المغني
-
الشاعر
-
آدم ووقت للردة
-
يوم من شعر، أبد من وجود
-
ريش الطير قوتنا الأخيرة
-
وجهة نظر في واقع اللغة العربية
-
مكاشفات في أفق السهروردي
-
البيان الإباحي
-
إعلامولوجيا سورية
-
قصتان قصيرتان
-
فئران
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|