|
الناسخ والمنسوخ
ماجد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 5911 - 2018 / 6 / 22 - 20:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يمكن لأي عاقل أن ينكر الناسخ والمنسوخ في القرآن ولا في اي كتاب مقدس في اي دين ... فلأن العقل اول الأدلة يعرف أن الدين في حقيقته خصوصا في الشرائع براجماتي قائم على المصلحة والمنفعة ولأن الإنسان يتطور ويتغير بطبيعة حال ظروفه الجيددة التي تقابله فقد لا يكون له الحاحة لتغيير الدين او الإله إلا إذا وصل للكتلة الحرجة _ مجازا _ وكان ظهور نبي او حالة تطورية في الفهم عن الإله ملحّة ... فعندما يقابل الانسان ظروفه الجديدة اجتماعيا مثلا تظهر آية تشريعية تضع قانونا ما يسير على نهجه الحالة المعنية او يعمم على الحالات المشابهة وهو امر مهم يهدم فكرة متوحشة فقهيا تسمى ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) والتي بسببها تم تدمير أُسر ومجتمعات وافراد وساعد على ظهور الجماعات المتطرفة القاتلة ومن خطورة تلك القاعدة ايضا تتعارض مع فرع تاريخي ديني يسمى علم اسباب النزول ... لذلك كان واجبا انه اثناء وجود النبي وطرأ امر ما مغاير يستلزم تعديل القانون او الإضافة عليه لوضع استثناء تكثر الآيات الخاصة بشريعة ما ... لكن ان احتاج الأمر لإلغاء القانون نهائيا لانتهاء الحالة الخاصة التي نزلت من اجلها او لوأد ظرف اجتماعي لن يتكرر في المستقبل مثلا تظهر فكرة الناسخ والمنسوخ ... لكن النسخ ليس بشكل مطلق ... فمثلا لا يصح في كتاب مقدس ما يؤمن اصحابه أنه منزل من عند إله لا يُخطئ ولا ينسى ان يترك آية في الكتاب فيها حكم ثم ينزل آية تنسخها ويتركها ايضا في نفس الكتاب ... لأن ساعتها ستكون الآية الأولى فارغة المحتوى وحمل زائد على الوعي الفردي الديني اثناء التلاوة واثناء الفهم الشرعي وايضا على الوعي الجماعي عندما يريدون تطبيق تلك الشريعة عمليا .... وبهذا تتحول آيات كثيرة في هذا الكتاب الى عبء وحشو لا قيمة له وياليتها حكايات للعبرة والتسلية لكنها تخص امر المؤمن بشكل مباشر ومصلحته لأنها في الشريعة ... اليس هذا الأمر تهمة في حق الله وشمول عقله وحكمته وكأنه حاشاه لا يعرف ما يقول او ينزل من لدنه ما يؤخذ عليه من مخلوقاته ؟ اذا لا يمكن ان نقول ان هناك ما نُسخ حكمه وبقى نصه كآيات الصيام وحرية الإيمان والعقيدة في الآيات المكية في القرآن وآيات الخمر وغيرها ... ولكن ممكن ان تقول انها آيات مكملة للحكم او لوضع شريعة خاصة بكل كالة يي هذا المضمار اما تبني آية عن اخرى ومحو حكم الآية الأولى وتعميمها هذا ما يجعلك فورا تتسائل عن السبب السلطوي الذي من احله يمارس هذا الفقيه هذا الأمر ... وكذلك عن ما نسخ نصه وبقى حكمه هذه افظع من الاولى فكيف تبقى شريعة معمول بها من امر الإله وهي لا يوجد نص يثبتها للمتدين يقرأها ويرجع اليها آناء الليل واطراف النهار ؟ ... كيف تثق الأجيال القادمة فينا مثلا اذا قلنا لهم ان حد الرجم موجود ولكن الله نسخ آية ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ) لن يقتنع احدهم إن اخبرناه ان ابو هريرة روى احاديث الرجم ويقرأ الإبن ذلك ليجد ان ابوهريرة لا يعرفه احد من رواة السيرة على اليقين ولو قرأ الاحاديث ليجدها ان النبي محمد يتنصل من تنفيذ تلك الشريعة قدر المستطاع مثلما فعل المسيح مع الزانية و كيف يثق فينا ونحن نؤكد على حد الرجم ونقول بنسخ النص فقط وهو عنده آية صريحة موجودة وهي آية مائة جلدة ولم يُذكر فيها شرط الإحصان من عدمه ؟ حقيقة هذه اشياء لو عرضت على المنطق قد تجعله ينهار ويختفي في المستقبل تماما ... هذا بغض النظر عن نسخ الآية الشيطانية ( تلك هي الغرانيق العُلى وان شفاعتهن لترتجى ) التي نسخت من سورة النجم لما القى الشيطان هذا في وحي النبي وهو امر معروف للقارئين في الدين وراينا مشكلته قريبا مع #سلمان_رشدي وما فعله الحمقى فيه بعد ما كفروه بسبب كتابه عن هذا الأمر ... اذا الشئ المنطقي الوحيد في الكتب المقدسة ان تنسخ الآية والحكم معا لعدم وحود سبب وجيه لوجودها والأخذ بها .... اما عن بقاء آيات لا نعمل بها فهذا يقع تحت بند التفعيل والتعطيل يعني لو رأى المشرعون او ولي الأمر تعطيل آية ما لعدم مناسبتها للظروف او العصر فليفعل فورا وهو ليس بالأمؤ الحديد والذي فعله الأنبياء جميعا مرورا بالسيد المسيح ( لم آتي لأنقض ) حتى النبي محمد ( لن تجد لسنة الله تبديلا ) حتى ما جاء بعدهم ليكمل كشاؤول الطرسوسي _ بولس الرسول _ وعمر ابن الخطاب في وضع قواعد قد راوها مكملة للشريعة والأول حجة المؤمنين به انه يتلقى ذلك بالروح القدس والثاني لأن النبي محمد وصى باتباع اصحابه لأنهم كالنجوم وهو امر مشابه تماما لفكرة وحي الروح القدس وانهم لا ينطقون عن الهوى اختلفت مسميات كل دين فقط ... النسخ هنا لا يخص القرآن وحده بل يإمكانك تطبيقه على باقي الكتب ومنهم الكتاب المقدس فقط غيّر الإسم وسأعطيكم خيطا تبدأون به ... فمثلا حد الردة في في سفر التثنية الإصحاح ١٣ لا يمكن ان يعتبره المسيحييون منسوخ والا لما تم الإبقاء عليه لكن ممكن يقال انه تم تعطيله بعد المسيح لأنه ليس مفيدا ان اعرف ان اليهود يطبقون حد الردة وانا لا يكفيني ان يقول المسيحي لي لا حد في الردة .... لكن كمنهج ديني لاهوتي للحفاظ على تماسك وتبرير وجود هذا الإصحاح انه تم تعطيله ... بهذا النحو قد يفهم الجميع ونصل سويا لفهم ماهي خطورة فكرة الناسخ والمنسوخ واستغلال الكهنوت لذلك الأمر لمصالح مادية وسياسية كثيرة لا مجال لذكرها ... #انسان_يفكر
#ماجد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النجمة الخماسية ... هارديز وابليس
-
جدع ( انت يا جدع انت )
-
با_كن_رع_نف
-
أزمة افتعلها لنا الزمن
-
صوت الجرس عورة
-
أسطورة الرياضيات
-
السعودية البريئة
-
نظرية في الجمال ... مسلسل لعنة الإرتباط الشرطي
-
الإليانز_والإليوميناتي_والمسيا
-
محاولة للفهم
-
الختان اصل القريان
-
نحو تكنولوجيا مصرية
-
الموسيقى والشعوب ( لغة الطير )
-
الدعاء على اسرائيل
-
كيفية عمل قانون الجذب
-
معبد سيرن و رمز 666 الغير شيطاني
-
النتر يسوع رع
-
#ملابس_الرمال
-
#ملابس_الرمال ٢
-
صدمة ادريس
المزيد.....
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|