|
مفاهيم ورموز قرآنية : نظرية تأصيل الوعي القرآني لمعالجة بعض رواسب مشاكل الفهم الماضية
علي الواسطي
الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 21:51
المحور:
الصحافة والاعلام
في البداية اود ان ابين ان محور الكلام حول بحث مفاهيم ورموز قرآنية للمفكر الإسلامي الشيخ عباس الزيدي والذي قدم فيه لرؤية تفسيرية تختلف عن عن من سبقه في التفسير من خلال عرضه لبعض المعاني والمفاهيم القرآنية بشكل مختلف . عندما تكون هناك معرفة بان للحرف معنى وللكلمة حقيقية ومفهوم بعيدا عن تأويلات البعض تكتمل الصورة للفهم الصحيح لينتج الوعي القرآني . المفاهيم والتفسيرات والتأويلات والتي حاولت قدر المستطاع ان تقدم وجهة نظر معينة لكثير من الحوادث التي ذكرها القران الكريم فمنها ما اصاب ومنها ما اقترب من ما اراده النص . لكن هناك بعض التفسيرات والتأويلات كانت بعيدة عن هدفها المنشود فقد قدمت للقارئ بعض المفاهيم والتي ساهمت بشكل او باخر بالابتعاد عن ما يعنيه النص وربما يكون السبب في ذلك ان تلك المفاهيم هي حصيلة ثقافة معينة في ضرف معين و زمن معين سائدة في وقتها ادت بالتالي الى تأطير فكر بعض المفسرين باطار وثقافة ولغة عصرهم لتنتج مشكلة اخرى وهي التأصيل لثقافة ولغة عصر هؤلاء المفسرين والتي زاحمت اللغة القرآنية ومعانيها واصبحت هذه اللغة والالفاظ الخاصة بالمفسر هي لغة التفسير والتأويل وبهذا سوف يستنطق النص بلغة غير لغته مما ينتج تفسير لا يكون كاشفا للمعنى الحقيقي وبهذا تولدت عدة مناهج ومدارس تفسيرية تختلف باختلاف العقيدة والاسلوب اللغوي بالإضافة الى سبب اخر يذكره الشهيد الصدر (قدس سره )هو "ان القران الكريم يحتوي على كثير من موارد الاجمال وصعوبة الفهم بلا اشكال وقد يكون الفرد معذورا نسبيا في ما خطر في باله من السؤال, ومخلصا في البحث عن الجواب , وقد لا يجد ضالته في التفاسير السائدة او لا يجد نسخها بين يديه" . وبالرجوع الى عنوان المقال نظرية التأصيل فهي نظرية نابعة من منهج ومنظومة كاملة اصل لها ائمة اهل البيت عليهم السلام ويرجع سبب ذلك "اهليتهم (عليهم السلام) للتأسيس والتأصيل ومن ثم تفسير النص فعليا ,ويتضح ذلك من خلال ما يختصون به من صفات ومميزات متفردة تعطيهم هوية الاهلية الكاملة للبحث في النص ....الى وضع الضوابط وتأصيل القواعد التي ينطلق في ضوئها المفسر لكشف دلالات النص وافاق التعامل معه, والنظر اليه, والموقف بازاء مجموعة مغاليق مهمة في النص لا تكشف لكل احد , يمثل النفاذ منها المفاتيح التي تشرع ابواب الفهم في وجه المفسر ليعود النص ناطقا فاعلا" على حد تعبير الدكتور ستار جبر حمود الاعرجي . ان ابتعاد بعض المفسرين عن هذا المنهج قد سبب بعض التشويش لعملية الفهم لكثير من الناس لعدم تقديم المعاني الحقيقية ومدلولاتها فغموض بعض الكلمات او المعاني سببه اهمالها في ثقافتنا المعاصرة في فهم اللغة وخصوصا العربية وللأسف ان يطال الاهمال والتقصير في الوقت الحاضر هذه اللغة الرائعة والرصينة فعدم الاحاطة باللغة العربية ينتج نوع من الصعوبة في التعامل مع النصوص خصوصا النصوص الدينية المقدسة فما بين المعاني الحقيقية والمجازية والممكنة كانت هناك عدة تفسيرات . ان البناء اللغوي للقران الكريم هو بناء في غاية الدقة والبلاغة ولهذا السبب فان اي تفسير يهمل اداة من ادوات فهم اللغة يسبب في بعض الاحيان تقديم معنى مغاير وبهذا الصدد يشير محمد باقر سعيدي روشن ان" اللغة في صورتها الراهنة فعل اجتماعي منسجم مع اصناف التفكير لدى الناس ولذلك فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالرؤى الكونية والمعتقدات والقيم الثقافية لكل مجتمع . وما ينطبع في ذهن الناس وعقله ليس المصاديق الخارجية للأشياء , وانما مفاهيمها ومعانيها وانعكاس هذه المفاهيم واثارها يتبع ما نمتلكه نحن عن الحقائق الخارجية ". والان الكلام بخصوص مواضيع بحث (مفاهيم ورموز قرآنية ) للمفكر الاسلامي الشيخ عباس الزيدي انما هي مواضيع جديرة بالدراسة والمتابعة ولست هنا بصدد النقد او الدراسة فكاتب هذه السطور ليس بالمتخصص في هذا المجال لكن هي وجهة نظر تولدت نتيجة انطباع حصل بعد متابعة حلقات هذا البحث . الشيخ الزيدي كان موفقا في تقديم بعض التفسيرات المقبولة لبعض الكلمات القرآنية وذلك بتقديم المعنى والمفهوم الحقيقي للكلمات والمطابقة للمصاديق الخارجية للأشياء وليس ما هو مترسخ في اذهان الناس من مفاهيم صاغتها ضروف زمانية وربما مكانية ايضا فاللغة تتأثر بالصور المكانية . وحاول جاهدا في ارجاع طبيعة الكلمات القرآنية الى لغتها الاصلية التي تخاطب المجتمع مما اتاح فرصة كبير لمعرفة وظيفة بعض الكلمات و دلالاتها ومعانيها بعد ان كانت هناك عسرة لدى بعض المفسرين في كيفية التعامل مع النص القرآني وخصوصا ما كان تحت عنوان الالغاز والرموز فان القران الكريم كتاب هداية وتربية للامة ولقد رأينا الشيخ المفكر عباس الزيدي كيف تجاوز بعض التفسيرات التقليدية والآراء التي تعتبر من المسلمات لدى كثير من الناس وبهذا يكون سار بنفس خطى استاذه السيد الشهيد محمد الصدر(قدس الله سره) حيث قال الشهيد الصدر في مقدمة تفسير منة المنان "الفائدة الرئيسية التي توخيناها من عرض مثل هذه الاطروحات هي فتح عين القارئ اللبيب. والفاته الى امكانية تجاوز الفكر التقليدي او المتعارف في كثير من ابواب المعرفة لا في جميعها بطبيعة الحال بل في تلك النظريات المشهورة التي تعصب لها الناس واخذ بها المفكرون .بدون ان تكون ذات دليل متين او ركن ركين .وأن كثير من العلوم المتداولة تحتوي على شئ من ذلك وخاصة في مجال القواعد العربية كالنحو والصرف وعلوم البلاغة " وقد يكون طرح فضيلة الشيخ الزيدي بهذا الشكل هو انتماءه للمدرسة الصدرية والتي تربى وترعرع فيها لسنين طويلة ولا زال هذا الانتماء قائما حتى ان المرجع محمد اليعقوبي (دام ظله) وهو احد اعلام هذه المدرسة قد وضع المؤلف في مصاف المفكرين الاسلاميين بعد ان اطلع على كتابه المسيح المنتظر مقارنة بين منهجين وتفسيرين . ان محاولات بعض المفسرين الخروج من حالة الجمود والانغلاق بقيت محسورة جدا بسبب تراكم الموروثات والتي هي غالبا ما ان تكون شعبية غير مستندة على نص مقدس بل هي عبارة عن كلمات والفاظ ساهم المناخ الاجتماعي في ذلك العصر بصياغتها وفقا لضرف معين او حادثة تحولت بمرور الزمن الى مفاهيم مترسخة في اذهان الناس يصعب تجاوزها مما انتج صعوبة في تقبل المفهوم والمعني الحقيقي الصحيح حتى وصل الامر بالنص الشعبي بطقسنة بعض العقول مزاحما ومنافسا في الوقت نفسه النص الفقهي ولا يخفى على القارئ ما افرزت هذه المشكلة من تصرفات وافعال مثل التطبير والمشي على الجمر وغيرها .لقد كانت هناك محاولات لإعادة تفسير بعض الكلمات القرآنية رغم قلتها باطار مناسب ومقبول وبنفس الوقت غير متعارض مع سياق النص القرآني وتعد محاولة الشيخ الزيدي من ضمن هذه المحاولات المميزة والتي تميزت بجرأة الطرح خصوصا انها كانت باطار متعارض مع بعض التفسيرات الموجودة والمسلم بها ويعد الزيدي من المفكرين المعاصرين الذين قدموا قراءات وتفسيرات غير معهودة لدى اغلب المفسرين كشف من خلالها عن بعض من دلالات المعاني والكلمات القرآنية وهي ليست المحاولة الاولى للشيخ عباس الزيدي لاستنطاق النصوص بلغة زمانها وثقافة عصرها فكانت هناك عدة دراسات وابحاث ومن اهمها النبي يونس (يونان ) والحوت وادم ليس اول البشر والمسيح المنتظر. المعروف عن ابحاث الزيدي انها تحاول ان تحرر بعض النصوص الدينية الخاصة بالعهدين القديم والجديد من طابعها الاسطوري وذلك لتوفير مساحة اكبر للمشتركات مع القران الكريم وهو الكتاب الوحيد من الكتب السماوية التي لم تنالها يد التحريف والتلاعب بنصوصه المقدسة وذلك لتميز القران الكريم بالدقة البلاغية والحجة الواضحة وأسلوبه المنطقي والعقلاني والذي يعتبر هو الفيصل والحاكم على نصوص الكتب السماوية الاخرى بل هو من يحدد ويثبت صحة او زيف ما ذكر من احداث في العهدين القديم والجديد . ولمتابعة حلقات البحث على الرابط https://www.youtube.com/channel/UC1vbeuCa9K2SiWqk7KzFh_g
#علي_الواسطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|