رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 18:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما ينظر الى المياه كسلعة ومن ثم كورقة سياسية تتعد الطرق وتكثر الوسائل التي يتم التعامل بها مع المياه لا سيما وأن المنطقة تتجه نحو حروب مياه وتغيرات مناخية متطرفة، وضمان الأمن المائي والغذائي يعد مسألة ضرورية ومن الأوليات من أجل صحة وسلامة المجتمع وبيئته. فكان مشروع أنابيب "مياه السلام" التركي وهو عبارة عن خطين من الأنابيب الضخمة يبلغ قطركل خط ثلاثة أمتار، تسير في مسارين الأول من تركيا، سوريا، الأردن ثم إلى الحجاز. بينما يكون المسار الثاني من تركيا، العراق، الكويت، وينتهي في المنطقة الشرقية من المملكة السعودية. إنَّ فكرة مشروع "أنابيب مياه السلام" وإن كانت الفكرة ليست تركية من حيث الأساس، بل كانت فكرة إسرائيلية -أميركية. وقدرت كلفة مشروع المسارين حوالي 21 مليار دولار أمريكي. ولضمان نجاح فكرة نقل المياه بالانابيب تفذًت تركيا مشروعاً عملاقاً سميً بمشروع "القرن او مشروع العصر" بايصال المياه من تركيا الى قبرص الشمالية هذا المشروع سيتمكن من نقل 75 مليون متر مكعب من المياه سنويًا عبر خط طوله 107 كيلومتر وكلفة اكثر من مليار ونصف دولار ولترويج بيع المياه بادرت تركيا الى شراء المياه من بلعاريا لكي لا تكون بيع المياه الى البلدانالاخرى سابقة غير معمول دولياً.
جمهورية إيران الإسلامية هي الاخرى ترويج المياه كسلعة تباع وتشترى، فقد عرضت على كل من قطر والكويت بيع مياه نهر الكارون اليهم بعد أنْ شيدًت عليها سدود كبرى وقننً تصريفها الى العراق ليؤثر تأثيرا كبيراً على نوعية وكمية المياه في شط العرب، وتسببت بكارثة بيئية وحياتية لسكان البصرة وأهوارالعراق، وبالأخص هور الحويزة، وذلك من خلال مدِّ أنابيب تحت مياه الخليج العربي، لتزويد الدولتين بالمياه وسميً المشروع بمشروع (أنابيب مياه الإيمان)، وقدرت تكلفة المشروع الكلية بحدود 17 مليار دولار.
ومشروع "أنابيب مياه سليمان" الذي تفكرالمملكة العربية السعودية هي الاخرى بتنفيذها من خلال توصيل ماء نهرالنيل الفئض عن حاجتها إلى ميناء بورسودان ومنها الى مدينة جدة الذي تبعد عن بورسودان بمسافة مقدارها 290كيلومتراً تثريباً مما يجعل هذا المشروع ممكناً وقابلاً للتنفيذ.
ومشروع "أنابيب مياه خليفة" لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذ يتضمن نقل نهر السند في باكستان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عبر إنشاء بحيرة صناعية تسمى ببحيرة خليفة في باكستان تقوم بتخزين المياه ثم يقوم توصيلها عبر أنبوب إلى ظفار العمانية، ومن بعد ذلك إلى بحيرة صناعية في دولة الإمارات ويتم عبرها ري مساحات شاسعة من المناطق الزراعية المفترضة والحدائق.
وانا أرى أن يبادر العراق " بنقل المياه بين المحافظات لتمكين محافظات الجنوب العراقي من الحصول على المياه النظيفة للشرب والإستخدامات الأخرى من نهر دجلة التي تغذيها روافد الخابور والزاب الاعلى والزاب الاسفل قرب سدة سامراء بكمية ونوعية وضمن المواصفات المسموح بها عالمياً وأقترح أن يسمى المشروع وليس من باب التهكم بل ليكون سهل التمويل والتنفيذ ولكي لا يصادف إنجازه أية عقبات أن يسمى المشروع بمشروع "أنابيب مياه التوبة".
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟