|
كأس العالم لكرة القدم وفرح الشعب ..
عبدالرحمن مهابادي
الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 15:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظرة إلى عداوة النظام الإيراني مع الرياضة والرياضيين الإيرانيين !
يتابع طيف واسع من شعوب العالم مع بداية ألعاب كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت هذا العام في روسيا هذه الألعاب بطرق مختلفة. مع كل مباراة ومع كل نهاية كل لعبة كم من الدموع انهمرت وكم من الضحكات رسمت على الشفاه. هذا هو انعكاس هكذا مسابقات على الشعب. من الطبيعي أن يبتهج الشعب الإيراني بنصر الفريق الإيراني على فريق المغرب ولكن الشعب الإيراني أصبح غاضبا جدا بعد سوء استغلال نظام الملالي هذه الانتصارات. لأنهم وقبل أي شخص يعلمون بأن النظام الحاكم في بلدهم هو عدو الرياضة والرياضيين الإيرانيين. هم يعلمون بأنه منذ اليوم الاول الذي أصبح فيه الملالي حكاما على إيران أبتليت الرياضة مثلها مثل الكثير من الموضوعات الاخرى بالوصول لمثل هذه الحالة السوداوية. ان حكومة ولاية الفقيه وفقا للمصادر الرسمية لا تأخد مشروعيتها من «الشعب» بل من «الله». وهذا «الله» الذي زيفه الملالي الحاكمون يختلف كثيرا بمنظورهم عن الله عز وجل الذي يعبده الشعب الإيراني والعالم. ولهذا السبب فلا يوجد مكان لهذا النظام في فرح وسرور الشعب الإيراني. وإنما أظهره أمثال حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي بعد هذا النصر لا يتعدى كونه عملا مخادعا و أفاقا لا أكثر. عداوة هذا النظام مع الرياضة لها تاريخ وباع طويل جدا وبنظرة واحدة إلى السجل الاسود للرياضة في إيران تحت حكم نظام ولاية الفقيه تتبين هذه الحقيقة بوضوح. هؤلاء بدلا من إعطاء ميزانية كافية للرياضة ولاسيما الرياضة النسائية قاموا بصرف كامل ميزانية الدولة من أجل تصدير الاصولية والارهاب. الكثير من الرياضيين وأبطال الساحات الرياضية ومن بينهم حبيب خبيري تم اعدامهم من قبل نظام الملالي. عدد منهم أجبر على ترك الوطن وعدد أكثر تم إجبارهم على ترك الساحات الرياضية غصبا وتوفي في الاعوام الماضية في داخل أو خارج إيران. عزيز أصلي (حارس المرمى الكبير للمنتخب الوطني الإيراني في الاربعينيات والخمسينيات)، عزيز كياني (أحد أبطال إيران والعالم في الوزن الثقيل) كانوا من بين الابطال الرياضيين الذين لم يستسلموا وغابوا عن ناظرنا في ديار الغربة. وذلك لان قلوبهم كانت تنبض دائما من اجل إيران والشعب الإيراني وكانوا يعتبرون دائما أن نظام الملالي هو السبب الوحيد في إبعاد وتشريد ملايين الإيرانيين الأحرار. حبيب خبيري أصبح قائدا للمنتخب الوطني الإيراني في عام ١٩٧٩. كان حبيب خبيري يلعب كظهير أيسر في الفريق سابقا. حسن نائب آقا الذي هو الان عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وكان سابقا زميلا ورفيقا لحبيب يقول : "كان حبيب خبيري عبقري كرة القدم الإيرانية في تلك السنوات. في تلك السنوات، كان أفضل لاعب في آسيا يلعب بقدمين، وعلى الرغم من أنه كان قصيرًا، ولكن مع لياقة بدنية عالية كان يندفع كهرقل صغير يستخرج النصر من كل تدافع بين اللاعبين" تم اعتقال حبيب خبيري في أغسطس ١٩٨٣ من قبل نظام الملالي القمعي وبعد عمليات التعذيب والضغوط الشديدة التي استخدمت لسحقه أمام عدسات كاميرات تلفزيون الخميني في النهاية في ٢١ يونيو ١٩٨٤ تم اطلاق النار عليه بتهمة مولاة ودعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. إلى جانب حبيب خبيري تم اعدام الكثير من الرياضيين أيضا على يد نظام الملالي ومن بينهم : هوشنك منتظر الظهور (البطل الوطني في المصارعة الرومانية) علا كوشالي (عضو فريق برسیولیس و المنتخب الإيراني)، مهشبد رزاقي (عضو فريق هما طهران)، مجيد حاج بيغي (بطل أندية طهران للكاراتيه)، منوتشهر زنغويي (بطل خوزستان في كرة السلة) مجيد نظري (بطل أندية طهران للجودو)، سيد محمد عطارودي (بطل ومدرب تكواندو) و فروزان عبدي (بطل المنتخب الوطني لكرة الطائرة) و .. غيرهم الكثير .. في كل مجتمع تكون الساحات الرياضية والملاعب المحلية من أجل تدريب وتقدم الروح البشرية وتنمية الصداقة والحريات وصنع مجتمع صحي وسالم ولكن في إيران في ظل حكم الملالي ورجال الدين تم تدمير وتخريب هذه الاماكن أو تم ابقائها على شكل متخلف ورجعي أو أصبحت مكانا لشنق واعدام أبناء الشعب الإيراني. هذا النظام بالاضافة إلى وهب وايداع الاتحادات والملاعب الرياضية لقوات الحرس وعملائه التابعين له يقوم بقتل أي رياضي يقف من أجل الدفاع عن الشعب والانتفاضة الشعبية. يوم السبت ١٥ يوليو كان هناك رياضي شاب باسم أصغر نحوي بور لم يتحمل الوقوف صامتا أمام اهانات وتحقير رجل دين لفتاة شابة في مترو المدينة وقام بانتقاد هذا الملا المرتزق. نفس هذا البطل سقط شهيدا على يد عملاء النظام. قوات الحرس وقوات البسيج المعادية للشعب الإيراني لا يقتصر حضورها الواسع اليوم على المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والادراية في المجتمع الإيراني بل تعدتها لتصل إلى الاندية الرياضية وهيئات ادارة أندية كرة القدم وخاصة كرة القدم التي يملكون فيها حضورا فعالا ولهم فيها الكلمة الاولى والاخيرة. الرياضة الإيرانية حاليا تعاني بشدة من هذه الكارثة، حيث أن أكثر من 50٪ من سكان إيران دون سن الخامسة والثلاثين، لكن متوسط نصيب كل فرد من الشعب الإيراني من الأرض الرياضية في جميع أنحاء إيران هو 60 سنتيمترًا مربعا فقط. ان ما جرى على الأرضية الرياضية بالنسبة للنساء الإيرانيات أكثر سوءا بكثير. فبناءا على فتوى الخميني وبقية الملالي فان النساء الإيرانيات محرومات من أي نوع من أنواع الرياضات المحببة لديهم ومن مشاهدة المسابقات الرياضية والحضور في الملاعب ومحرومات أيضا من عرض مسابقاتهن على وسائل الاعلام ومن الحصول على اماكن مناسبة وكافية من أجل الرياضة ومن الكثير من الحقوق فيما يتعلق بالرياضة. إن موضوع حرمان النساء من حرية الحضور في الأندية كانت أحد الأمور التي أشارت اليها الفقيدة السيدة عاصمة جهانغير المبعوثة الخاصة المعنية بحقوق الانسان في إيران في تقريرها أيضا. ليسوا قلة أؤلئك الرواد السابقون والابطال الرياضيون الإيرانيون الذين هم اليوم أعضاء في المقاومة الإيرانية والذين بالاضافة إلى نشاطهم اليومي ضد نظام الملالي متلهفون لحضور المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس (#FreeIran2018) الذي تقرر عقده في ٣٠ حزيران هذا العام. والشعب ولاسيما الرياضيون الإيرانيون يدعون للانضمام والتضامن من أجل دعم المقاومة الإيرانية. ومن بينهم : البطل مسلم اسكندر فيلابي، اصغر اديبي، حسن نائب اقا، بهرام مودت، عباس نوين روزغار، محمد قرباني، محمد طهراني و غيرهم الكثير من الرياضيين الإيرانيين .. *کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصير الفن والفنان في إيران الحالية!
-
صوت من أجل انتفاضة الشعب الإيراني في العالم
-
سأقتل، سأقتل، ذاك الذي قتل أخي !
-
بحثا عن السلاح !
-
لماذا يكذب النظام الإيراني؟!
-
المقاومة الإيرانية والمجتمع الدولي على خط مشترك واحد
-
احتجاز الاقتصاد الإيراني كرهينة
-
جدار سوف ينهار قريبا!
-
خروج امريكا من الاتفاق النووي، خطوة طويلة في مسير الاستراتيج
...
-
هندسة الانتخابات العراقية من قبل النظام الإيراني
-
نظرة إلى احتلال العراق من قبل النظام الإيراني
-
لماذا تم سجن تليغرام في إيران!
-
العمال الإيرانيون كارهون ومشمئزون من الدكتاتورية الحاكمة
-
اعتياش أكبر ديكتاتورية عرفها القرن على دم الشعب !
-
انتفاضة الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية من اجل الحرية
-
جريمة بلا حدود
-
الشعب الايراني يستعد لاتخاذ خطوات أكبر
-
إيران تتحرّر!
-
التغيير في إيران يقترب بسرعة
-
انهيار عملية استقلاب نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|