أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - ماسح الأحذية..!














المزيد.....

ماسح الأحذية..!


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5910 - 2018 / 6 / 21 - 00:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ماسح الأحذية..!


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

12/11/2014 12:00 صباحا

تطلعت اليه وهو يفترش عدة عمله على حافة الطريق و يرى في أن مسألة إقامته على الرصيف العام او مغادرته من صميم حقه الذي لاينازعه منتزع. مرقت من جانبه الى الحافة اليسرى من الطريق بأرجل متثاقلة ، كانما ادعو نفسي الى التريث في مواصلة المسير، ثم استدرت اليه بعد ان رمقني بنظرة كادت ان تطلب بنفسها ان امسح حذائي. تراجعت من فوري وقد لوى عنقه نحوي واشرأب به صوب منظور طويل وعلامات البؤس تظهر تقاسيمها على وجهه الذي عطبته هزائم الحياة وشظف العيش وتعثر الرزق . أخذ ينظف حذائي بهمة عالية وقلبي يخاطبه يابني انك في مشاغل عملك الذي تجد صداه في وجدان الجمع الانساني بعد ان عتقتك الحياة من شر العطالة . نظَر نحوي متفائلاً وقد اكتسب براعةً في مهنته وصار في تلك اللحظات ابعد مايكون من اليأس وهو يهرس فرشاته بارتياح و يعانق الامل في البقاء في صورة غامضة المعالم ومن دون تساؤل.
حدثني وهو في زحمة انشغاله، أحذاؤك هذا ايها الرجل من علامة تجارية اصلية ومن جلد الماشية ؟ اجبته عسى ان يكون ذلك! ثم تساءل، لماذ تستخدم التلميع الجاهزالذي يسيُء الى حذائك الغالي الثمن على ما يبدو؟ اجبته بنعم انه دافع الكسل! واني امتلك على الدوام علبة تلميع واحدة من تلك العلب الجاهزة لألمع بها حذائي، وهي مهيئة بطريقة صنع واستعمال لا تستغرق مني الا القليل من الوقت! اجابني مستطرداً ،كان حريٌ بك ايها الرجل ان تستخدم الملمعات الاصلية التي تحمل (علامة الثعبان) وهي على الرغم من ذلك لا تلدغ حذاءك وتفكك واجهته اوتقضي على تماسك الجلد الامامي له ،كما فعلت الملمعات الجاهزة الاخرى المنتشرة في يومنا هذا وهي تحمل (علامة الثعلب)!.ضحكت كثيراً على مفارقة ماسح الاحذية، ذلك الشاب الذكي وهو يتحدث عن الجلود واثر الملمعات ذات العلامات الحيوانية المختلفة في ديمومة الحذاء وكانما نحن في (مزرعة الحيوان) التي كتب عنها الروائي البريطاني(جورج إروال) في منتصف اربعينيات القرن الماضي!! قلت في سري كم هو عميق هذا الشاب في فلسفته وهو يترجم الحياة بِشرها وخيرها ومن ميدان عمله!. وظل يروي لي كيف امتلئت الاسواق بتلك العلب الملمعة المدمرة التي هي لاتلائم سوى تلميع ابدان السيارات و كيف عُبئت بطريقة وجهت لتدمير جلود احذيتنا ،وهي ملمعات كاذبة منخفضة الثمن تُرتب استيراد المزيد من الاحذية!!
غادرت ماسح الاحذية بعد ان امسك ( بالفي دينار) .كان الالف الاول ثمن اتعابه وجاء الالف الثاني تقديراً مني لتحليله الاقتصادي الفطري حول انفلات السوق واثاره الضارة على حماية المستهلك. وتذكرت الرئيس البرازيلي السابق (لولا دا سيلفا ) الذي بدأ حياته ماسحا للاحذية وانتهى زعيماً سياسيا فذاً قاد بلاده نحو قمة النمو والتقدم الاقتصادي.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدواء المغترب ...!
- غذاء الآلهة !
- لعبة الجبناء...!
- العقل الجميل:توازن ناش
- قارب الحرية
- على طاولة الرئيس :ركود ام كساد
- مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية
- علم اقتصاديات السعادة:مفارقة ايسترلن
- العمارة...حاضرة الجنوب
- من سرق طاولة الملك؟!
- الحب والسياسة
- نجاة بلقاسم.. اليفاع المتوثب...!
- آرثر لافر
- سجون بلا جدران
- الأغتراب الصناعي والتقسيم الدولي للعمل
- فقاعة اقتصادية.. أم هوس الورد!
- الاحتلال و العينة المنتظمة..!
- حياتي كلها
- المصلح والفيلسوف
- نادي الكون


المزيد.....




- -غولدمان ساكس- يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولاراً
- أكبر متجر إلكتروني روسي يطرح قميصا بصورة بوتين وخلفه صاروخ - ...
- كم حصتك من -أموال العالم مجتمعة- لو وزعت على سكان الأرض بالت ...
- إيران تتقدم بطلب للانضمام إلى بنك مجموعة -بريكس-
- خبراء يحذرون من تأثر إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا بسبب ...
- قطر تطلق مشروعا سياحيا ضخما
- أوغندا تضع حجر الأساس لمشروع سكة حديد تصل كينيا
- سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 ...
- ارتفاع أسعار النفط والذهب بعد تحذيرات بوتين
- سعر الذهب اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - ماسح الأحذية..!