الأكراد الفيليون كانوا ولا يزالون في مقدمة الكفاح الوطني

أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 424 - 2003 / 3 / 14 - 04:23
المحور: القضية الكردية
    

                                                                         

قبل كل شئ لابد من الاشارة بأن الكورد الفيليين جزء من الأمة الكوردية المسالمة والمجزأة، وليس خافيا على أحد بأن الكورد الفيليين برزوا في الميادين الكفاحية والوطنية للشعب العراقي، حيث انخرطوا في صفوف الحركة الوطنية العراقية ، وبالأخص في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، وصفوف الحركة التحررية للشعب الكوردي.
ان الحكومات المتعاقبة عامة ، وحكومة النظام الصدامي خاصة مارست وبشراسة سياسة عربية شوفينية ضد الكورد الفيليين عن طريق اقتراف الجرائم البشعة بحقهم كجريمةالتطهير العرقي. ان النظام الدكتاتوري المجرم مارس أبشع صنوف القهر والاضطهاد ضد الكورد الفيليين بالسيطرة على ممتلكاتهم وسلب أموالهم ، وزج الالاف من خيرة أبنائهم في السجون وعدم الكشف عن مصيرهم لحد الان، والقيام بتهجيرهم قسرا ورميهم على الحدود في ظروف مناخية قاسية ، وفي حقول الألغام بين الدولتين المتحاربتين ، العراق وايران، الأمر الذي سبب استشهاد العديد منهم.
يتذكر ويشهد كل عراقي شريف بأن الكورد الفيليين قدموا الكثير من القرابين للحركة الوطنية العراقية في مقاومتهم الباسلة للأنظمة الرجعية التي حكمت العراق ، وللمثال على ذلك المقاومة البطولية عند قيام الانقلاب الفاشي في 8 شباط الأسود عام  1963في حي الاكراد ، والتي قادها الشهيد محمد صالح العبلي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي  وان جميع العراقيين يتذكرون بفخر واعتزاز المواقف المشرفة لهذه الشريحة المقدامة للشعب الكوردي ، وذلك عن تصديها للمجرمين الذين جاؤا الى الحكم بالقطار الأمريكي. ان أحياء ومحلات المقاومة الجماهيرية لنظام الأوباش والحرس اللاقومي مثل : باب االشيخ، عكد الأكراد، الكولات، بني سعيد، أبو دودو، ابو سيفين ، السباع، قنبر علي  وغيرها في شارع الكفاح كانت بمثابتة معاقل للحزب الشييوعي العراقي والحركة الوطنية.
ان مأثر الكورد الفيليين كنز لا يفنى، وان هؤلاء القوم قدموا الغالي والنفيس للعراق والعراقيين، فعلى سبيل المثال مقاومتهم لانقلاب رمضان ، واشتراكهم الفعال في المظاهرات ضد النظام الدموي ، وتنظيمهم للمهرجانات الطلابية كمهرجان ساحة السباع الذي ادخل الهلع والفزع في نفوس البعثيين ، كما قادوا جنبا الى جنب مع أخوتهم العرب وأبناء القوميات الاخرى النضالات والاضرابات العمالية ، مثل اضراب معمل الزيوت النباتية في بغداد ، والذي سقط فيه شهيدان اثر اطلاق النار عليهم من قبل جلاوزة النظام الأرعن.
لقد قرأت كتابات الاخوة : عباس رضا، عادل العراقي  وابن الغراف ، ومن خلالها شعرت بالحيف الذي لحق بهم جراء تجاوزات البيت العراقي وما تفوه به المدعو ( دي. كي) . اعتقد ان الأخ عادل انفعل لدرجة الغليان حيث وصف الحزب الشيوعي العراقي بالمرحوم والمقبور! .  انني بعيد كل البعد عن أحاديث البالتوك ، ولا أريد الدخول الى أي بيت. لست بواعظ كي أنصح الاخرين ، والجميع أحرار فيما يكتبون. أرجو المعذرة من اولئك الاخوة . وأقول لهم  حسب علمي ومرافقتي لشجون والام بني جلدتي من الكورد الفيليين ، والنضالات البطولية التي خاضها الحزب الشيوعي العراقي، لم أسمع قط من الحزب الشيوعي العراقي ما يسئ الى شريحة ، أو جزء معين من الناس. ان الشيوعيين العراقيين كانوا ولا يزالون ينظرون بعين الاعجاب للفيليين ودورهم البطولي في الحياة السياسية للعراق. وهنا يتبادر في ذهني السؤال التالي : من يقول بأن البيت العراقي عائد للحزب الشيوعي العراقي ؟
انني كوردي وأحمل قسطي من هموم شعبي ، وباستطاعتي أن أقول لأخوتي الذين كتبوا ما دار في خلدهم عن تجاوزات البالتوك ، بأن لا يصبوا جام غضبهم على الحزب الشيوعي العراقي ، ويحق لهم قول كل شئ على المتحدث في البالتوك. أن من يسئ لغيره من الناس ، سوف ينال حتما الاساءة أيا كان . ان كلام المتحدث في البالتوك ، والذي يصور البعثيين وصدام أشرف من الفيليين ، كلام عدو خبيث وبعيد جدا من كلام الشيوعيين العراقيين.
وقد كتب الاستاذ الفاضل قاسم خضير عباس مناشدة للاخوة في الحزب الشيوعي العراقي لتوضيح ذلك الكلام الذي فيه تجني على حقوق الكورد الفيليين.
وبدوري أطالب قيادة الحزب الشيوعي العراقي بيان وجهة نظرها ، ومعالجة الاشكال الذي حدث في البيت العراقي. ان المهمة الانية لجميع العراقيين هي عدم افساح المجال للمجرمين من اتباع الدكتاتور صدام واجهزته القمعية والمخابراتية في الداخل وفي الخارج للايقاع بين أبناء القوميات المحتلفة.

#أحمد_رجب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات