ابراهيم الجندى
الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تؤكد تفجيرات مراقد الأئمة فى العراق بالاضافة لمقتل مجموعات من الطائفة الشيعية مقابل مجموعات اخرى من الطائفة السنية أن الحرب الاهلية على الابواب ، مع الاخذ فى الاعتبار تصريحات اياد علاوى رئيس وزراء العراق الاسبق التى اكد فيها ان الحرب الاهلية بدأت فعلا ، والامر الذى لا شك فيه ان الحرب الاهلية فى حالة وقوعها لن تدمر العراق وحدة وانما سوف تؤدى الى حالة من الفوضى فى الشرق الاوسط كله ، فالعراق بما يملكه من نفط وكوادر عسكرية مدربة سيكون بمثابة قنبلة سوف تنفجر فى وجه الجميع ، على الجانب الاخر فان الامريكيين مستعدون بالفعل للانسحاب بعد الخسائر المادية والعسكرية والبشرية التى حاقت بقواتهم ، وتتعالى الاصوات هنا فى واشنطن مطالبة بالانسحاب فيم القيادة برئاسة جورج بوش لديها حسابات اخرى منها شكل وسمعة الامبراطورية لو تم الانسحاب تحت ضغط ضربات الارهابيين ، وعلى جانب ثالث فان البعثيين وعلى رأسهم صدام حسين امتطوا جواد المطالبة بطرد المحتل الغاصب للعراق بالاضافة الى الارهابيين والاصوليين والقوميين الذين يتبنون ذات المطلب !!ا
وأعتقد ان زيارة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الى السعودية ومصر مؤخرا قد فشلت فى اقناع القيادتين بارسال قوات الى العراق لانقاذ الوضع هناك ويرجع الفشل الى تصفية حسابات انظمة مصر والسعودية مع الامريكان الذين طالبوا البلدين مرارا بالاصلاحات الديمقراطية مما حدا بالنظام فى مصر الى اجراء انتخابات رئاسية تنافسية واضطر ايضا النظام فى السعودية الى اجراء انتخابات بلدية ، الامر الذى فتح شهية الشعبين للمزيد ، بل تجرأت بعض الاقلام على الذات الرئاسية فى مصر ، وارتفع صوت المطالبين بالاصلاح فى المملكة !ا
وأرى ان الحل الامثل للوضع فى العراق هو ان تناقش القمة العربية القادمة المقرر عقدها فى العاصمة السودانية الخرطوم ارسال قوات عربية الى العراق لتحل محل القوات الاجنبية على ان يتقدم العراق بطلب ذلك رسميا ، شرط ان تكون القوات تحت مظلة الامم المتحدة بحيث يتولى المجتمع الدولى الانفاق عليها، على ان يتضمن قرار ارسال القوات بقائها فترة محددة يجب الاعلان عنها حتى يتمكن العراق من حماية نفسه وحدوده واستكمال وبناء جيشه ، فاذا كان العرب يخرجون ألسنتهم فرحا وشماتة فى الامريكيين الذين غرقوا فى الوحل العراقى ، فان الامريكيين فى النهاية سوف ينسحبوا ليتركوا خلفهم الفوضى والدمار ، أعتقد ان العرب لن يتنبهوا الى حجم الكارثة الا بعد أن يجلس ملالى طهران على كراسى الحكم فى بغداد خصوصا بعد ان اصبحوا قاب قوسين او ادنى من تصنيع القنبلة الذرية
#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟