يقال في اللغة الخلع كالمنع ويعني النزع الا أن في الخلع مهلة ، وأستعمل الخلع في لفظ الطلاق التي تطلبه الزوجة من زوجها لقاء بذلها له كل أو جزء من حقوقها الشرعية مقابل طلاقها منه ، كما يقال في الخلع للبعير الذي لا يقدر أن يثور والساقط الهشيم من الورق ( القاموس المحيط للفيروز آبادي الصفحة 921 ) .
يكثر الحديث هذه الأيام عن عمليات نزع أسلحة الدمار الشامل وتجريد العراق من الأسلحة الفتاكة ، وأجبار العراق أن يتخلى عن أسلحة الدمار وينزعها من جسمه والتفتيش في جسد العراق وبين تلافيف قصوره الرئاسية والأماكن الحساسة من جسده عن الأسلحة التي يتهم أنه يخبأها بين طيات ملابسه .
وتختلف الدول الكبرى بين من يرى أن يقوم هو بنفسه في عملية النزع والخلع والتجريد وبين من يرى أن يقوم بهذا العمل المفتشين الدوليين أو أنهم يوعزون للعراق بعمليات النزع والخلع أمام أنظارهم ومراقبة مفتشيهم .
ترى لماذا أختيرت هذه المفردات اللغوية التي أدخلت في القضية العراقية الشائكة ؟ فعملية النزع تعني التعري ، والحكومة العراقية قامت بنزع ما يسترها قطعة قطعة حتى تكاد أن تظهر عارية للملأ وأمام عدسات الصحف والمشاهدين و صيحات المعجبين ، وعملية النزع التدريجي للسلطة فن من الفنون التي نعرفها و التي يحرص المشاهد على متابعتها بعد منتصف الليل حين ينام الصغار وتخلد العائلة الى النوم ويتحجج رب العائلة بمتابعة فلم أو مسرحية مملة أو تقرير أخباري ، ثم ينعطف الى متابعة عمليات الخلع التدريجي المعروضة في التلفزيون .
ما الذي أقنع الدبلوماسيين على أختيار مفردة أن يجبر العراق على الخلع وهو الذي بدأ يخلع قطعة قطعة منذ جلس تحت خيمة صفوان التي ما سترت كرامتنا ولا حفظت ماتبقى لنا من ماء الوجه ؟؟ ترى ماذا بعد أن تخلع الحكومة كل ما عندها وتبقى عارية مثل ما خلقها الله ، تتلفت يمنة ويسرة الى الدول المحيطة بها وهي تتدثر بالملابس وقطع الغيار التي تلبسها وتستر عورتها ، في حين لم نزل نتباهى بقدرتنا السريعة على الخلع وخلال أسبوع واحد من قرار مجلس الأمن .
وتعالوا معي نتابع متى يخلع الأنسان وينزع ، فأذا كان الخلع والنزع في مخدع النوم وهو ما أعتادته الناس الأسوياء ، أو في غير هذا في أماكن العراة والمسابح الخاصة .
والنزع والخلع في الأماكن العامة يعتبر من الأمور المخالفة للنظام العام والآداب مما يستوجب العقوبة القانونية في بلداننا ، وبشيء من المنع في بلدان أوربا الغربية ، والذي يقوم بالنزع أو الخلع من الرجال عمله مستنكر ومستهجن ، أما من النساء فمستحب ومرغوب ، وفي هذا أمر عجيب فعلى أي منصة تقف الحكومة العراقية سامحها الله حين تنزع أو تخلع ، وحيث تحقق لنـــا المعنى الحرفي اللغوي للنزع في المهلة التي حددها مجلس الأمن بعشرة أيام فقد تطابق المدلول الحرفي للكلمة مع المعنى الحقيقي في اللغة فأن الخلع يعني النزع الا أن في الخلع مهلة كما أوردها الفيروز آبادي والذي لم تكن له علاقة بمجلس الأمن مطلقاً .