أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد فتحي رزق - الدماغ العربي و سيكولوجية العبيد














المزيد.....

الدماغ العربي و سيكولوجية العبيد


سعد فتحي رزق
باحث

(Saad Fathi Rizk)


الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 18:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن ظاهرة عربية واضحة اسميتها "الدماغ العربي وسيكولوجية العبيد) سأبدأ الاشارة اليها من حدث جلل في التاريخ المصري الحديث لتوضيح فكرة المقال ، الذي سيؤسس لطبيعة وكيفية شغل الدماغ العربي لغة و سلوك و منهج تفكير،

صوت يأتي من المذياع المصري ، احمد سعيد الاذاعي الشهير يعلن انتصار مصر علي اسرائيل وان مصر اسقطت 81 طيارة للعدو الاسرائيلي، و اللي قال وقتها إنه يذيع هذه الاخبار من مصادر عسكرية، يعني من الجيش المصري ،
ثم جاء بعدها الاستاذ (محمد حسنين هيكل) ليمارس نفس الدور مع المصريين حين قام بتغيير مسمي الهزيمة المصرية الي "نكسة" ثم قام بالعديد من تقديم المغالطات في تأريخ تلك الفترة،
هنا وبعد هذه المقدمة، اود الإشارة الي ثقافتنا العربية التي دائماً ما تنتج لنا هذه الامثلة من المُهَونيِن ، و المُهَوُليِن ، فنحن امام ظاهرة عربية وليست اشخاص بعينهم،
وبمعني آخر، انا أُريد ان أُؤسس لفكرة سُدنة السلطان، اصحاب سيكولوجية العبيد، وهي صفة تمتد جذورها في تاريخنا العربي، و ليس فقط لفترة جمال عبد الناصر،
لأن ثقافتنا العربية ذو طبيعة (مدح و هجاء)، وهو سلوك واضح جداً في تاريخنا العربي، الذي يحمل لغة بها اخطر وسيلة تعبير لغوي ،
وهي تلك التي يتم وزنها علي فعل (اسم التفضيل) " أَفعَل" وهنا لغتنا العربية صاحبة التأثير الاكبر في تشكيل منهج تفكيرنا المحصور بالضرورة ما بين ( مُفَضَّل ، و مُفَضَّلاً عليه )
يعني ايه الكلام دا ؟ يعني احنا في اللغة دماغنا بيشتغل علي اساس فهمنا لتلك اللغة اللي بنتكلم بها، ولما تكون لغتنا العربية هي الوحيد من بين اللغات اللي فيها (اسم التفضيل )، اللي علي وزن "أَفعَل" ،
هيبقي كل كلامنا و كل تفكيرنا علي نفس النهج وهو نهج التقييم والحُكم علي الآخر ، مثالاً علي ذلك، كلمات لتوضيح الفكرة : ( افضل ، احسن، اسوأ، اجمل ، اجدع، اعظم، ابطأ ، اسرع، الي اخر هذه الامثلة التي تُظهر لغتنا التي تجعل الدماغ العربي دماغ تقييم، و حُكم علي الآخر، وليست دماغ نقد وتحليل،
اذن وبعد هذه الإشارة الي طريقة شغل الدماغ العربي لغة وسلوك، مدح وهِجَاء، أود ان أستكمل فكرتي عن ظاهرة احمد سعيد الذي ساعد في تهوين خِصمَنا، والتهويل من إنجازنا، هنا يتضح لنا اننا اصحاب تاريخ أصيل في انتاج احمد سعيد، ابتداء من مُعلقة عمرو ابن كلثوم الذي قال " إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ تخر له الجبابر ساجدينا"
وصولاُ الي احمد سعيد و هيكل و مصطفي بكري واحمد موسي، وغيرهم،
اذن ما اود الاشارة اليه، هو اننا امام سلوك سَدَنة السلطان وحَامِلِي عَرشهُ، و طول الوقت نحن نمارس منهج التقييم والحكم علي الآخر "بأسم التفضيل" الذي هو علي وزن "أفعل "،
مستخدمين المديح مرة والهجاءة مرة، والاثنين معاً مرات عِدة، عشان كدا احنا شعوب مأزومة بالفعل ، و الازمة في منهج الدماغ العربي، اللي طول الوقت يجلس للحكم علي الناس وتقييم تصرفاتهم و معتقداتهم بحالة من التقييم وبحالة من الادعاء بالفضيلة و للتباهي الشكلي بأي حاجة، والتفاخر النظري بأي حاجة لا تمر علي العقل النقدي او التحليلي،
و دون التفكير في المصلحة او المنفعة الفردية، و المنفعة العامة، التي تنبني علي فكرة النقد و النقض، وهي بداية التحرر من ميراثنا البدوي القبلي العشائري، فنحن نملك منهج و نملك سلوك، ونملك لغة مقيِدة للعقل العلمي النقدي التحليلي، عشان كدا احمد سعيد وغيره هم ظاهرة في كل تاريخنا وليسوا أشخاص.



#سعد_فتحي_رزق (هاشتاغ)       Saad_Fathi_Rizk#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبه التجديد لا ياتي من الخلف !
- اصولية يوليو والنخبة الحمرا !!
- التسلف كمنهج تفكير!!
- المنطقة ما بين فصلين الربيع العربي و خريف الاسلام السياسي
- ما فعلته التعديلات المريضة بالدستور الميت !!
- الدولة المدنية .. وسيط الدخول للقرن ال21
- حركة المقاولة حماس !!
- هزيمة الإخوان و فوز اوباما
- تخاريف اخوانية
- الإخوان.. و العريان .. (( سمك لبن تمر هندي ))
- المحظورة و مبدأ الانتقائية
- مواطنة الإخوان قائمة علي التمييز بسبب اللغة و الجنس و الدين
- منافيستو حاكمية الله.. صناعة إخوانية و( القاعدة ) بدأت تطبيق ...
- مهدي عاكِك .. وأخر إبداعاته
- مقاطعة ( الروكفور ) ليست كمقاطعة الدستور
- الأبواق الجديدة للإخوان


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد فتحي رزق - الدماغ العربي و سيكولوجية العبيد