أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد بشارة - التحليل المنطقي














المزيد.....


التحليل المنطقي


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 18:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




في بداية القرن العشرين، عندما نشر آينشتين نظريته النسبية الخاصة عام 1905 وبعدها بعشر سنوات نشر النسبية العامة سنة 1915، كان مضطراً لمجاراة الاعتقاد السائد آنذاك بأن الكون غير مخلوق، وثابت، وليس له عمر ، لا بداية له ولا نهاية، بيد أن معادلاته أثبتت عكس ذلك فاضطر أن يضيف إليها عامل آخر أسماه " الثابت الكوني constante cosmologique"، الذي اعتبره آينشتين فيما بعد أفدح خطأ علمي ارتكبه في حياته. ولكن التقدم والتطور العلمي وعمليات الرصد والمشاهدة والتجارب العلمية المختبرية أثبتت أن للكون تاريخ وبداية تعود إلى 13.8 مليار سنة وتبدأ بحدث الانفجار العظيم وأن هذا الكون" المرئي" في حالة تمدد وتوسع مثلما هو حال المكان والزمن اللذان يتأثران بالكتلة والحركة وبالتالي يتمددان ويتقلصان ويتسارعان ويتباطآن، بل ويتداخلان في وحدة سميت " الزمكان". من هنا نشأت المفارقة الوجودية والفلسفية، فإما أن نتبنى فرضية أن الكون موجود من الأزل وإلى الأبد، وبالتالي فهو ليس مخلوق، أي لايوجد له خالق تسميه الأديان " الله" وهذا يناقض الواقع العلمي الخاضع للتجربة والدليل العملي والمختبري والمشاهدة والرصد والذي يقول العكس، أي أن للكون " المرئي" بداية وتاريخ وستكون له نهاية مفترضة وهناك عدة سيناريوهات لتلك النهاية المتوقعة، ومن هنا ينشأ التساؤول التالي : ماذا كان هناك قبل بداية الكون المرئي؟ أي قبل البغ بانغ أو الانفجار العظيم؟ وما الذي تسبب في حدوث الانفجار العظيم ومن أوجد مادته الأساسية وجوهره؟ وهذا يقودنا بدوره إلى عدم اعتبار الكون المرئي " الكينونة الأولى المطلقة" لأننا صرنا نعرف الآن مراحل نشوئه وتاريخه وتطوره وأن هنالك تاريخاً محدداً للمادة التي تكونه، ومن أهداف الفيزياء هو دراسة ومعرفة تاريخ هذه المادة وتطورها ومكوناتها، ولكن علينا أن نجد تفسيراً لمبدأ حفظ المادة وحفظ الطاقة، الذي يقول : أن المادة " والطاقة" لا تفنى ولا تستحدث من العدم"، وهي المقولة التي تناقض المبدأ الثيولوجي الديني الذي يقول " خلق الله الكون " أي المادة " من العدم. وفي نفس الوقت علينا سبر أغوار سر الحياة ومن الذي خلقها أو أـوجدها؟ وهل يمكن للحياة أن تنشأ من الجماد؟ وهو الأمر الذي اهتمت به علوم البيولوجيا " علم الأحياء" والكيمياء الحيوية أو " البيوشيمي biochimi " ونظرية التطور والانتخاب الطبيعي التي جاء بها تشارلس داروين وعدد آخر من العلماء في زمنه ومن بعده. وأكدتها العديد من الأبحاث والتجارب العلمية في مجال علم الجينات والهندسة الوراثية. والاستنتاج المنطقي الناجم عن ذلك هو أن " الكون المرئي" هو بمثابة " نظام " تتزايد وتتراكم فيه " المعرفة" و " المعلومة"، وهو نظام في طور التكون منذ مليارات السنين وما يزال يتطور، وهو غني بالمعلومات، بل وأكثر غنى مما كان عليه قبل بضعة مليارات من السنين، وهو كينونة لم تكن موجودة منذ الأزل ، أي إنه نظام في طور التكوين المستمر منذ 13.8 مليار سنة، منذ لحظة " الفرادة الكونية singularité cosmique إلى يوم الناس هذا في نهاية العقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين. وإذا أردنا أن تدخل في نقاشٍ علميٍ فعلينا نأخذ بالحسبان أن مجرد الرأي ليس بدليلٍ، بل التجارب والدراسات والأبحاث التي أثبتت صحتها هي التي يجب أن تكون الدليل. فلا يمكننا القول مثلاً أننا لا نصدق بأن الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع سرعة الضوء فلا خيار أمامنا سوى تقبل ذلك لأن التجربة العلمية أثبتت صحتها والتطبيقات عليها أنتجت لنا القنبلة الذرية، استناداً إلى هذه المعادلة التي وضعها آينشتين. وللخروج من مأزق أو مفارقة " من أوجد من ومن كان قبل من"، لا بد من تقبل فرضية علمية أخرى أكثر " ثورية " وميتافيزيقية " ألا وهي فرضية الكون المطلق المتعدد الأكوان، والذي يتكون من عدد لانهائي من الأكوان ، وما كوننا المرئي سوى واحد منها. وإن هذا الكون المطلق هو " الله" الذي دعت إليه الأديان السماوية والوضعية ، فهو الكائن المطلق الوحيد الأزلي والأبدي الذي لم يخلقه أحد وهو حي وبالتالي فإن الحياة صفة ذاتية فيه وكل مكوناته تحمل " في جيناتها" معلومة الحياة الرقمية الافتراضية وهو دائم الحركة والخلق والتجدد الذاتي، وبالتالي فهو الوجود الوحيد الحقيقي و لاوجود غيره وكل الموجودات هي جزء منه ومن مكوناته من أصغر كينونة في اللامتناهي في الصغر إلى أكبر كينونة في اللامتناهي في الكبر، وهذه هي فكرة " وحدة الوجود " الصوفية الموجودة في كافة الأديان، والتي سوف يعمل العلم على إثبات صحتها مع تقدم العلم والتكنولوجيا بعد بضعة ملايين من السنين.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق أمام أربع سنين عجاف قادمة
- معضلة الأديان في تعاطيها مع العقل
- لأوهام الخطرة دور الأديان في تعطيل العقل وترهيبه بالخرافات – ...
- الأوهام الخطرة دور الأديان في تعطيل العقل وترهيبه بالخرافات ...
- دردشة تأملية مع الغيب والماوراء
- الكون والوجود والمطلق
- كابوس الحياة اليومية في العراق رؤية من الداخل
- العراق السوريالي لوحة الانتخابات العراقية السوداء رؤية من ال ...
- السينما الممسرحة والمسرح المؤفلم بريخت نموذجاً
- المأزق الانتخابي في العراق بين الريف والمدينة
- سوريا في مرمى الإصابة الأمريكية مرة أخرى
- العراق الكافكوي رؤية من الداخل
- الملف الكامل لدراسة ألغاز الكون العصية
- مقدمة لنظرية كونية بديلة لكنها غارقة في القدم
- ألغاز الكون المرئي الصامدة – 2 - شيفرة الكون الخفية
- عراق الغد: هل هناك تغيير ممكن في الأفق؟
- فرانكنشتاين يدعى داعش مسخ القرن الواحد والعشرين
- صدور كتاب - إله الأديان وإله الأكوان : بحث في نشأة الإلوهية ...
- عرض كتب د. جواد بشارة الثلاثة عن الكون الصادرة في الأردن عن ...
- ألغاز الكون المرئي الصامدة – 1 -


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد بشارة - التحليل المنطقي