|
لماذا إهتم العرب بترتيل كلام الله في حين عمل الغرب على تحليل كلماته؟؟
ذ/محمد بنزكري _المغرب
الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 15:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن المتتبع لساحة الفقهية في مختلف بقاع الدول العربية يلحظ مدى اهتمام كل الفقهاء بوضع القواعد التجويدية والترتيلية للمصحف الكريم، وتحسين المخارج والعمل على الصوت في قراءة التنزيل الحكيم؛ عملا بالآية الكريمة 《ورتل القرآن ترتيلا 》. ولإعتبار أن العقل العربي عقل ترادفي؛ فقط فهم الفقهاء المؤسسون للترسانة التشريعية للدين الإسلامي هذه الاية انطلاقا من مقام أن الله تعالى أمر رسوله الكريم بتحسين صوته،وتجميله وقراءة القران مرتلا؛ أي تجويدا.وهو اللفظ المتداول عندنا في مختلف بقاع الدول العربية،ولهدا نجد الكثير من المحافل التي تعقد في شأن تدارس السبل لتحسين هذا العلم الذي اصبح قائما بحد داته. إن هذا العلم جعل من العقل العربي الجمعي ينظر الى القرآن الكريم كمادة تقرأ؛وأصبح من حق القارئ أن يجتهد في حفظه وترتيله والمسابقة على تدقيق القواعد الموضوعة مسبقا واتقانها . هذا العقل الجمعي لم يعمل بالبتة لمحاولة تحليل كلام الله واستخراج واستخلاص المعرفة من التنزيل الحكيم؛لأن من بين هذه القواعد الفقهية المتداولة ما ورثت عقدة تأنيب الضمير لدى الفرد العربي، وأن أي خطوة لمحاولة فهم كلام الله تعالى تزج بصاحبها في سجن التطاول على كلام الله تعالى بغير علم. هذه القناعة تشربها العقل العربي الجمعي من خلال اعتبار ان كلام الله تعالى هو مصاغ لفئة معينة من الناس والتي لها الحق لوحدها في التأويل والتفسير تم من خلال دلك منح لها الحق في التشريع ،إن هذه الفئة العريضة في جل الاوطان العربية التى ورثت هذا الدور لعقود خلت هي الاخرى لم تستطيع أن ترى في القرأن الكريم اكثر من جانب تشريعى يفهم من خلاله الحلال والحرام ،الامر والنهي، والوعظ والنصح،وكحد أعلى فالتنزيل الحكيم في نظرهم يحمل الجانب العلائقي بين الله وعباده وبين العباد بعضهم البعض. إن فئة قليلة جدا ممن لم تبني تدينها تحت معطى "الشيخ والمريد "هي ما رأت أن القرأن الكريم يحمل إلى جانب ما دكر نظريات في الطبيعة الكونية والانسانية،ومختلف العلوم التي توصل اليها الانسان ..لكن عزاء الفئة الأولى التي لم تستطيع تجاوز الترتيل في التنزيل الحكيم هو أنها تريح ضميرها عندما تستطيع أن تنسب لها كل اكتشاف علمي حديث من خلال البحث له عن أية او سورة؛ حتى يستطيعون أن يقولوا للمكتشفين والمخترعين والعلماء انكم لم تأتوا بالجديد، رويدكم!!!! فهذا مكتوب عندنا مند الآلاف السنين في هذا الكتاب . إن العلماء الذين قدموا العطاء للإنسانية بمختلف توجهاتهم وتخصصاتهم إنما عملوا على تحليل كلام الله تعالى ومطابقته لكلماته التى تعم الكون. وبالتالي لم يقتصرو على ترتيل كلام الله تعالى وتوجيه أعينهم للبحث عن مواضع الاضغام ،القلقلة، الاخفاء، التشديد ،وإنما حرروا عقولهم لاكتشاف اسرار المعرفة التي وضعها الله تعالى في ابسط مخلوقاته؛ من الباعوضة الى التدبر في خلق الانسان . إننا نعتقد لو اهتم العرب بمدارسة القرأن الكريم، على أساس ابتكار واكتشاف وخلق النظريات الناظمة للكون لما ضل العرب يعانون نقصا في المعرفة التى الى الآن هي المقياس الفاصل في وعي شعب على شعب اخر. إننا هنا نسطر على أن هذا المعطى المتمثل في اهتمام العرب بترتيل القران الكريم، هو ما جعل الأمة العربية تزيح مركز الدين الاسلامي، من القران الكريم وتسقطه على السنة النبوية اعتبارا لقول الشافعي: بأن السنة هي الوحي الثاني للقران الكريم ؛وبالتالي لم يفرق بين الرسول والنبي، ولا بين القول والنطق في تفسيره الآية في سورة النجم 《ما ينطق عن الهوى*ان هو الا وحي يوحى》وبالتالي سقط في العقل الترادفي حسب "الدكتور محمد شحرور" ،هذه الإزاحة الخطيرة للدين الإسلامي أفرزت الملايين من الكتابات والدراسات التى ألفت على الحديث. ولم يكتب حتى ربعها في شأن القرأن الكريم بل أسس علم بكامله في الحديث. اطرح السؤال التالي ما الفرق بين الغناء وبين التجويد إذا ما اسبعدنا الالات الموسيقية من الغناء؟؟ كل ما في الامر هو أننا نعمل على تغيير الأصوات واللعب على الأوتار الصوتية لإخراج صوت شجي يطرب المستمع وإذا كان الترتيل ليس المقصود به بالبثة التجويد الذي نعرف وإنما قصد به تصفيف الآيات والحرص على حسن تمركز مواضعيها من خلال قوله عز وجل 《رثل القرآن ترتيلا☆ انا سنلقي عليك قولا تقيلا》 وبالتالي امر الله تعالى محمد (ص) بترتيل الآيات والإستعداد لتلقي قول تقيل حسب قراءة شحرور ،لكن الفهم القاصر حسب نظرنا لهذه الاية والوقوع في شرك و مصيدة الترادف الذي اخدت اللغة العربية صيتها من خلاله؛ هو ما جعل فقهائنا يخافون من الخوض في القران الكريم المليئ بالمتردفات حسب فهمهم والإقتصار على قراءة الآيات البسيطة وترتيل وتجويد باقي الآيات الاخرى . هذا المعطى كدلك أعطى الأولوية لمختلف العلماء الغربيين على اعتبار أن التجويد غير وارد في تقافتهم وبالتالي عندما يقرأون أي كتاب سواء القرآن أوالكتب المنزلة الأخرى فهم يحللون أي كلمة ويسائلون أي أية؛ مما مكنهم من إنتاج المعرفة وتصديرها للعالم العربي الذي لم يجهد نفسه في إعادة تفكيكها بقدر ما يطرح السؤال السرمدي :هل هي حلال أم حرام؟
#ذ/محمد_بنزكري__المغرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|