أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - على طاولة الرئيس :ركود ام كساد














المزيد.....

على طاولة الرئيس :ركود ام كساد


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 02:05
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


على طاولة الرئيس :ركود ام كساد


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

20/1/2016 12:00 صباحا

في الجناح الجنوبي من منزل بلير اتخذ الرئيس هاري ترومان، الذي امتدت ولايته بين العام 1945 والعام1953 مكتبا مؤقتاً له مجاورا للبيت الابيض، حيث سُئل يومها، ما الفرق بين الركود والكساد في الاقتصاد..؟ وهل حقا ان الركود يعني الاصابة بالزكام والكساد يعني مرضاً مزمناً طويل الاجل؟
تبسم ترومان صامتاً في سره متسائلا قبل ان يجيب: «يخيل لي ان الامور الاقتصادية اخذت تمضي في مجرى جديد بعد ان وضعت الحرب الثانية اوزارها، فبعيداً عن هموم الركود الاقتصادي، عليَ ان امهد الطريق لتبتعد بلادنا عن الكساد ومشاقه في تكاثر البطالة وتدني الازدهار»، هنا انتبه الرئيس على وقع السؤال ليجيب من فوره: «الركود هو عندما يخسر جارك فرصة عمله، والكساد هو عندما تخسر انت بنفسك فرصة عملك».
الركود الاقتصادي يعني تدهورا في نمو الناتج المحلي الاجمالي ويمتد لفصلين متعاقبين، الامر الذي يدعو البنوك المركزية الى خفض الفائدة لتحفيز الطلب على السلع والخدمات والاستثمارات معا،ً ومن ثم تحفيز النمو وخفض مستويات البطالة.في حين يصل الاقتصاد الى مراحل الكساد عندما يتخطى التدهور في النمو الاقتصادي ثلاثة فصول اواكثر. اذ يؤشر الكساد هبوطاً حاداً في الانفاق الكلي والانتاج معاً. ونتيجة لذلك تهبط الارقام القياسية للسوق المالية وتنحدر الكثير من الشركات الى الافلاس، وترتفع معدلات البطالة بين العمال.
وهنا تذهب الحكومات الى تبني برامج تحفيزية من خلال توسيع مجالات الانفاق الحكومي والسماح لعرض النقد بالتوسع. ولكن يبقى اللغز لماذا سُئل الرئيس ترومان عن الفرق بين معنيي الركود والكساد؟. في نهاية الحرب الاولى التي كان ترومان جنديا فيها، بدأ عمله في السوق مع شريك في محل لبيع المواد المستعملة، ولكن تعرض في العام 1921 الى خسارة نجمت عن ظاهرة الركود التي ضربت البلاد آنذاك ولم يستطع ترومان تسديد ما بذمته من ديون حتى العام 1934.
والاغرب انه في نهاية الحرب العالمية الثانية وعند توليه الرئاسة ،انتقلت اميركا وعلى نحو مضطرب من اقتصاد الحرب الى اقتصاد السلام متعثرة بشيء من الركود وهو الامر الذي تزامن بتسريح جماعي للجنود القدامى، فضلا عن التباطؤ الذي شهدته مصانع السلاح وتسريحها لآلاف العمال. وبهذا اشتدت مخاوف الرئيس من ان تنزلق البلاد الى الكساد الاقتصادي ليكون مماثلا للكساد العظيم في العام 1929.
ختاما، تم تجديد البيت الابيض في العام 1948 يوم اشارت التقارير الهندسية الى ان مقر الرئيس قد اصبح متهالكاً بعد مرور 130 عاماً على تشييده ما اضطر الرئيس ترومان الى ان يأخذ الجناح الجنوبي من (منزل بلير) المجاور للبيت الابيض. فعلى سبيل المصادفة الموضوعية اصطحبني مضيفي في منزل بلير نفسه في ربيع العام 2015 ليطلعني على الجناح الجنوبي للرئيس ترومان، وقد تمعنت حينها بالنظر الى الطاولة التي شغلها الرئيس واستطردت في سري قائلا: «هنا جرى التفريق حقاً بين الركود والكساد» .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي الحافظ :العقل و الضمير و الحرية
- علم اقتصاديات السعادة:مفارقة ايسترلن
- العمارة...حاضرة الجنوب
- من سرق طاولة الملك؟!
- الحب والسياسة
- نجاة بلقاسم.. اليفاع المتوثب...!
- آرثر لافر
- سجون بلا جدران
- الأغتراب الصناعي والتقسيم الدولي للعمل
- فقاعة اقتصادية.. أم هوس الورد!
- الاحتلال و العينة المنتظمة..!
- حياتي كلها
- المصلح والفيلسوف
- نادي الكون
- البقرة فريزن :بين امستردام و مزرعة المسيب الكبير
- القمامة المحزنة
- ديوان الحكومة القديم
- مفارقة اسيا
- متجر الماس:أغنياء وفقراء
- انغولا والنفط الملعون...!!


المزيد.....




- السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت ...
- وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا ...
- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - على طاولة الرئيس :ركود ام كساد