أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - التحالفات العراقية والدور الإيراني















المزيد.....

التحالفات العراقية والدور الإيراني


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 03:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين دخل الحزب الشيوعي العراقي في تحالف مع قوى التيار الصدري باسم "سائرون"، سجلت مع عدد من الأخوات والأخوة المناضلين رأياً واضحاً ومكثفاً حول الموقف من هذا التحالف، وأشرنا فيه باختصار شديد إلى خسارتنا لوحدة قوى التيار الديمقراطي، التي كانت تتشكل من الحزب الشيوعي العراقي، وكان العمود الفقري في التيار، والحزب الاجتماعي الديمقراطي الجديد وثلاثة عشر حزباً آخر وشخصيات ديمقراطية علمانية عراقية كثيرة. وقد أطلق على هذا التحالف المدني الديمقراطي اسم "تقدم". ونشط أتباع "تقدم" في الداخل والخارج لصالح هذا التحالف الجديد. ولعبت الحركة المدنية الاحتجاجية دوراً مهماً في تكوين رصيد شعبي واسع نسبياً لصالح تحالف "تقدم"، وكان من المؤمل أن يحرز مقاعد في المجلس أكثر مما تحقق له في تحالف "سائرون". وكان في مقدوره أن يتحالف بعد ذاك مع التيار الصدري أو مع غيره على وفق البرامج المطروحة والفعلية للقوى السياسية التي تمت تجربتها خلال الأعوام المنصرمة.
اكتفيت بهذا الراي الذي صدر عن "لجنة المبادرة لتوحيد الحركة الوطنية الديموقراطية في العراق". وسكت عن إبداء الرأي بشأن "سائرون"، ورجوت الآخرين أن يكونوا في نقدهم موضوعيين وبعيداً عن التجريح، إذ من حق الحزب الشيوعي أن يتخذ المواقف التي يراها مناسبة في العمل السياسي، على أن يستفيد بأقصى ما يمكن من تجارب العقود المنصرمة في مثل هذه التحالفات والموقف من نقد سياسات القوى التي يتحالف معها حين ترتكب تلك القوى أخطاءً، أو تبتعد عن الالتزام بالخط المتفق عليه في التحالف. وفي الدعاية الانتخابية دعوت لانتخاب ممثلي الحزب الشيوعي العراقي وقوى التيار الديمقراطي.
خلال الفترة التي تشكل تحالف "سائرون وحتى اليوم وصلتني رسائل واتصالات هاتفية كثيرة عن موقفي وسبب سكوتي عن إعطاء الرأي بشأن ما يحصل بالعراق في إطار "سائرون" ومجرى التحالفات مع القوى الأخرى والمقالات والتصريحات التي نشرها الحزب، ولاسيما الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي العراقي. أقول مرة أخرى، أي شخص يحق له أن يتخذ رأياً في قضية ما ويمكن أن يكون الراي خاطئاً، ولكن هذا لا يشكل مشكلة كبيرة، فهو رأي فرد، ولكن حزب سياسي، كالحزب الشيوعي العراقي، حين يتخذ موقفاً سياسياً يفترض أن يحسب نتائجه أو عواقبه جيداً، إذ الوقوع في خطأ تكون له عواقب سلبية على الحزب والمجتمع. من هنا تكون مسؤولية الحز السياسي أكبر بكثير من مسؤولية الفرد، على أهمية وضرورة أن لا يقع الفرد في أخطاء مؤذية
تحالف سائرون استفاد من الحملة الشعبية الاحتجاجية الواسعة إلى أبعد الحدود الممكنة، التي بدأت عام 2011 وتوقفت بشرسة وعنف النظام السياسي الذي كان يقوده المستبد بأمره نوري المالكي وبإسناد شديد من إيران، ثم بدأت الحركة الاحتجاجية ثانية في العام 2014، في كسب أصوات الشيوعيين والكثير من المدنيين الديمقراطيين والمحتجين على السياسات الطائفية المحاصصية والفساد والإرهاب، ورفعت من رصيد التيار الصدري في الانتخابات الأخيرة إلى نسبة تتراوح بين 40-50% من عدد الأصوات التي حصل عليها هذا التيار في انتخابات عام 2014.
في التحليل السياسي يمكن القول بأن الحزب الشيوعي في تحالفه" مع التيار الصدري في "سائرون" قد استطاع التحرك بحيوية أكبر وولج مجالات لم يلجها في السابق ووصل إلى جماعات كان يصعب الوصول إليها قبل ذاك. ولكنه لم يحقق النتائج المرجوة من العملية الانتخابية، وكان رصيده من النواب، على وفق قناعتي، أكبر لو كان قد استمر في تحالفه مع بقية قوى التيار الديمقراطي في تحالف "تقدم".
ما هي المسائل التي تثار في تحالف حزب شيوعي مع التيار الصدري في "سائرون"؟
التعاون مع شخصيات دينية ليس غريباً على عمل الحزب الشيوعي العراقي، فهناك شخصية عبد الكريم الماشطة من الحلة، وشخصية محمد الشبيبي من النجف، وكان للحزب خط حزبي خاص لرجال الدين (خط الموامنة)، ولاسيما في كلية الشريعة ببغداد مثلاً. ولكن تلك الشخصيات الدينية كانت مدنية وعلمانية ترى ضرورة فصل الدين عن الدولة، وهي مسألة مركزية لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية.
التيار الصدري، حركة دينية سياسية اجتماعية، تعتمد على زعامة أو قيادة شخص واحد، إذ له يعود القرار الأول والأخير، وليس هناك من يستطيع اتخاذ أي قرار آخر، إن قراراته فتاوى لتابعيه أو مريديه أو مقلديه، الذين كانوا في الغالب الأعم يقلدون والده قبل استشهاده على أيدي النظام البعثي الدكتاتوري.
ومثل هذه الحركة الدينية الشيعية قد ارتبطت طويلاً بإيران، ورغم بروز محاولات الابتعاد عنها، كان الحبل السري قوياً إلى حد يصعب الانفكاك عنها، أو يمكن العودة إليها تحت ظروف وضغوط معينة. وبالتالي لا يخضع الصدر في قراره على المتحالفين معه بل لموقفه الشخصي الخاضع بهذا القدر أو ذاك لعوامل كثيرة. ويمكن أن تختلف قرارات بين ليلة وضحاها دون أن يحتاج إلى تفسير أسباب تغيير مواقفه. قال لن يتحالف مع المالكي والعامري، وهنا نحن أمام تحالف محتمل من هذا النوع هو الذي تحدث عنه!
والمسالة الثالثة في هذا الصدد تبرز في طبيعة الجماهير الواسعة المؤيدة لمقتدى الصدر، فهي مؤيدة بالأساس من موقع ديني، وليس اجتماعي، وهي بالأساس بسيطة وتقبل بما يقرره الصدر ولا تناقش في ذلك، إلا القليل الذي تأثر بالحركة المدنية الاحتجاجية وتفاعل مع شعاراتها المناهضة للطائفية والفساد والإرهاب ويمتلك شيئاً من الوعي الفكري والاجتماعي والسياسي. وهم الذين برزوا في فترة الاحتجاجات وكفلوا التواصل مع الحركة المدنية الاحتجاجية.
من هنا فأن التفاوض مع القوى الأخرى من جانب التيار الصدري لم ولن يخضع للقوى المشاركة في تحالف "سائرون"، بل لقرار مقتدى الصدر الشخصي وحده لا غير. وحين قال سأتحالف مع النصر أو الائتلاف الوطني أو مع الكرد ...الخ، كان قراراً فردياً، وحين قال الآن مع فتح، هو قرار فردي أيضاً ولم يرجع به إلى الحزب الشيوعي العراقي أو إلى بقية القوى المتحالفة معه. إنها الإشكالية التي تضع القوى الأخرى في حرج دائم من أمرها. وكان بيان الحزب الشيوعي التوضيحي الأخير بتاريخ 13/06/2014 يعبر عن هذا الحرج الذي برز في موقف الذي "لا يطير ولا ينكض باليد"! في حين كان موقف الدكتور فارس نظمي أكثر وضوحاً وجرأة في تحديد المسيرة: رفض التحالف مع فتح، الأفضل أن يكون تحالف سائرون في المعارضة من أن يكون في تحالف محاصصي طائفي جديد...الخ.
لا شك إن مقتدى الصدر قد تعرض لضغوط مباشرة تجلت في تهديد مباشر باغتياله أولاً، وتفجير مستودع الأسلحة التابع لسرايا السلام التابعة له في مدينة الثورة ثانياً، وإرسال تحذيرات مباشرة من قاسم سليماني المقيم حاليا بالعراق لصهر التحالف الجديد، الذي أشار المالكي بأنه يجد التأييد من جانب إيران! كما إن إيران تضغط على الكرد وعلى قوى كثيرة وحركت قواها وأموالها وما عندها من عيون لتعمل على ذلك!
ومع ذك فالأمور لم تنته حتى الآن، والاحتمالات القادمة عديدة، ولكن لا بد للحزب الشيوعي أن يكون له موقفه الواضح الذي لا لبس فيه، رغم صعوبة وتعقيدات الوضع، لا لأعضاء الحزب فحسب، بل وللجماهير المؤيدة له وللقوى المدنية والديمقراطية الأخرى التي تنتظر عودته لها وعمله معها. لا بد أن يكون له الموقف الرافض لأي تحالف طائفي خاضع لسطوة وسيطرة إيران التي يمثلها هادي العامري والمالكي والخزعلي ومن لف لفهم، فهؤلاء يمثلون القطب الأكثر طائفية وعنفاً ورفضاً لمصالح الشعب العراقي والأشد رغبة في ربط العراق بعجلة إيران ومصالحها وهيمنتها الكاملة على العراق وعلى قراراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الداخلية منها والخارجية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية المريضة للبروفيسور سعد الفاضل حول العرب وأهل السودان!
- العدوان التركي المستمر على استقلال وسيادة العراق
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ...
- سبيل التعامل الديمقراطي بين الرأي والرأي الآخر!!
- الحركة القرمطية
- الانتخابات في الدولة الفاسدة بسلطاتها ونخبها الحاكمة
- الاستنتاجات والمعالجات: محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبي ...
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ...
- سيبقى الحزب الشيوعي العراقي شوكة في عيون أعداء الشعب والوطن!
- العراقيون الزرادشتيون
- هل تريد إسرائيل السلام حقاً، أم تسعى للصراع والنزاع والتوسع؟
- العراقيون اليارسانيون (الكاكائيون)
- من يشعل الحرائق بمنطقة الشرق الأوسط، ومن يؤججها؟
- دانا جلال، ما كان ينبغي لك أن تموت مبكراً أيها المناضل الحال ...
- إضاءة في كتاب -محطات في حياتي- للكاتب الدكتور خليل عبد العزي ...
- العراقيون البهائيون
- محن وكوارث الشبك بالعراق
- لم ينته توزيع الأدوار بين المرجعية وأحزاب الإسلام السياسي ال ...
- محن وكوارث المندائيين في وطنهم العراق
- هل ستتعافى مصر بوصفة صندوق النقد الدولي؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - التحالفات العراقية والدور الإيراني