أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - شتان بين صدام وكريم














المزيد.....


شتان بين صدام وكريم


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 11:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في 7 تشرين الأول / اكتوبر عام 1959 تعرض الزعيم عبدالكريم قاسم لمحاولة اغتيال ، اعد لها ودبرها ونفذها اعضاء في حزب البعث العراقي الفاشي ، " حزب المؤامرات والأغتيالات " كما وصفه بحق الشهيد " ماجد محمد أمين " في مرافعته اثناء محاكمة المتهمين ، وكان الطاغية صدام احد المشاركين في تلك الجريمة ، وكانت تلك مواصلته للسير في درب القتل والأجرام بعد ان ابتدأ دربه هذا بإغتيال الشهيد الحاج سعدون التكريتي في 24 تشرين الثاني عام1958.

اثر محاولة الأغتيال استشهد العريف " كاظم عارف " سائق سيارة الزعيم واصيب الزعيم نفسه بجروح بليغة في القسم الأعلى من كتفه الأيسر ، وراحة يده اليمنى ، ظل يعاني منها لحين استشهاده في التاسع من شباط 1963 اثر انقلاب شباط الأسود ، وكذلك اصيب مرافقه قاسم الجنابي بجروح بليغة ، وقد تعرض الزعيم لمحاولة الأغتيال اثناء مروره في شارع الرشيد " اشهر شارع في بغداد العاصمة " وفي منطقة رأس القرية بالذات ، وذلك بعد خروجه من وزارة الدفاع الواقعة وقتذاك في باب المعظم ، وفي الساعة السادسة والنصف مساء يوم الأربعاء ، ولم تصاحب الزعيم وقتذاك أية حماية او حراسة او سيارات مرافقة ، بل كان فقط برفقته مرافقه قاسم الجنابي وسائقه .

بعد فشل محاولة الأغتيال ، تم القاء القبض على المشتركين في الجريمة ، تم احالتهم الى محكمة الشعب ، وتدفقت اعترافاتهم على بعضهم البعض امام المحكمة والتي كانت تنقل نقلا حيا من خلال الأذاعة والتلفزيون ، واخذ بعضهم ينعت الآخر " بالمجرم الحقير " ، " يمكن مراجعة مجلدات محكمة الشعب الأجزاء 20ـ 21 ـ 22 " ، وبوجود محامين للدفاع عنهم ، ولقد اصدرت محكمة الشعب احكامها بحق المجرمين الذين اعترفوا بجريمتهم .

ولم يتم اعتقال أي فرد من عوائلهم ، ولم تتم مصادرة املاكهم ، ولم يتم حجز بيوتهم ، ولم يتم ترحيل عوائلهم او حجزهم .

وبعد مدة من الزمن تم اطلاق سراح المجرمين الذين شاركوا في جريمة الأغتيال وقتلوا العريف كاظم عارف واصابوا الزعيم ومرافقه بجروح خطيرة ، ومعروف لجميع العراقيين مقولة الزعيم المشهورة " عفا الله عما سلف " .

في يوم 8 تموز 1982 تعرض الطاغية صدام الى محاولة اغتيال في ناحية الدجيل ، نفذ محاولة الأغتيال ستة شباب من اهل الدجيل ، ولم يصب الطاغية او أي فرد من مرافقيه بأي جرح ، بعد فشل محاولة الأغتيال استخدم حزب " الأغتيالات والمؤامرات" الطيران وزج بقواته العسكرية ومرتزقته ، وتمت استباحة مدينة الدجيل من قبل قطعان الجيش اللاشعبي .

واوضحت محاكمة رأس النظام واعوانه في قضية الدجيل ، ان النظام قام بإعتقال عوائل بأكملها ولم يفرق بين طفل او شيخ ، وبين رجل او إمرأة ، وتم اعدام مائة وثمانية واربعين مواطنا ، استشهد ستة واربعون منهم تحت التعذيب وتم اعتقال وحجز مائتين وستة واربعين مواطنا ومواطنة في منطقة صحراوية لمدة اربع سنوات .

واصبح واضحا لكل من شاهد جلسات محاكمة الطاغية واعوانه ، ان محكمته التي اطلق عليها اسم " الثورة " ويرأسها المتهم عواد البندر وهو خريج القانون ، قد احال المعتقلين للمحاكمة في اليوم التالي لوصول اضابيرهم وهذا مخالف لأصول المحاكمات الجزائية والذي يتطلب على الأقل مدة ثمانية ايام ،كما اوضح المدعي العام جعفر الموسوي وأيده في ذلك القاضي رئيس المحكمة . واعترف المتهم البندر بأنه قام بمحاكمة المائة والأربعين مواطنا سوية ، مما اثار استغراب القاضي رؤوف رئيس المحكمة الجنائية واستفسر منه كيف استوعبهم قفص الأتهام جميعهم ؟ ، واصدر المجرم البندر حكم الأعدام بهم جميعا علما ان الذين اشتركوا في محاولة الأغتيال ستة اشخاص فقط ومنهم استشهد اثناء محاولة الأغتيال ، ودامت محاكمة هذا العدد الكبير اسبوعين فقط ، وذلك وفق اعتراف المجرم عواد البندر وان هذا " العبقري " استطاع دراسة ملف القضية المؤلف من " 361 " صفحة ، واستنتج انهم جميعهم " مجرمون " ويستحقون عقوبة الموت ، وتم سلبهم حق الحياة .

حق الأنسان في الحياة هو حق طبيعي نصت عليه كافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ، حيث ورد في الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفي المادة الثالثة منه ان " لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه " ، وكذلك اكدت المادة السادسة من الأتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 في الفقرة الأولى ان " لكل انسان الحق الطبيعي في الحياة " ، واوكلت مهمة حماية هذا الحق الى القانون والسلطات التي تقوم بتطبيقه ، ولايجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي ، ويرتبط بهذا الحق عدم جواز تعريض الأنسان للحبس او الأعتقال او تعريضه لأرهاب شخصي او نفسي او تعذيب بدني ، حيث نص اعلان حقوق الأنسان والمواطن الفرنسي لعام 1789 على انه " لا يمكن اتهام أي انسان او توقيفه او اعتقاله الا في الحالات المحددة في القانون ووفقا للأصول المنصوص عليها " ، واكد على ذلك الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والذي نصت المادة التاسعة منه على انه " لا يجوز القبض على انسان او حجزه او نفيه تعسفا " .

بمقارنة بسيطة يمكن استنتاج الفرق الشاسع بين الحاكم الطاغية والحاكم الكريم ، بين صدام حسين وعبدالكريم قاسم ، وكل منهما ينطبق اسمه عليه ، فشتان بين صدام وكريم .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الصدق يا ساسة العراق ؟
- اصوات حكيمة واصوات المراهقة السياسية
- متى تكف إيران عن تدخلاتها في الشأن العراقي ؟
- مكونات الشعب العراقي والوحدة الوطنية
- مقابر جماعية للبشر والكتب !!!
- ؟خط احمر ... أم خطوط حمر
- حكم الأغلبية
- أين الحقيقة ... أين مصلحة العراق ؟
- القانون في إجازة
- أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟
- ماهي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟
- لماذا حكومة وحدة وطنية ؟
- تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- سنمضي الى ما نريد
- كشف حساب ...!!
- ما هكذا تورد الأبل ...
- ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية ؟
- كيف سيكون الحال ؟
- العفالقة الجدد ... ثانية
- مفارقات انتخابية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - شتان بين صدام وكريم