أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمزة خوري - محنتي مع غلاة كتب التراث














المزيد.....

محنتي مع غلاة كتب التراث


حمزة خوري

الحوار المتمدن-العدد: 5902 - 2018 / 6 / 13 - 19:58
المحور: سيرة ذاتية
    


كمسلم بسيط، له غيرة و حب لهذا الدين، قررت ذات يوم أن أفعل شيئا في حياتي أخدم به دين الله عز وجل . عافست وكابدت من أجل هذا الطموح. راهنت على اختيارات عديدة، وفي الاخير ، خلصت الا أن لاشيء سيشفي غليل قلبي سوى الإيغال في فهم دين الله، من خلال البحث والتقصي والمتح في الكتب. و بالفعل، عقدت العزم، وشمرت عن أذيال رخوتي ، و بدأت مسيرة رحلتي.

بدأت رحلتي في أجواء تطفح بألوان البهجة والحبور. سرور غمر قلبي وأنا أتصفح أوراق كتب المحدثين، وفرح وانا أهيم بين أقلام المؤرخين . بداياتي الأولى كانت مفعمة بالتساؤلات، كنت شديد التساؤل ، كلما استشكل علي شيء سارعت إلى شيخ من الشيوخ، أجثوا بركبتي إليه،وأغذق عليه بكل ما أملك من صفات التواضع والاحترام ، وفي خضم هذا الأدب الزائد سرعان ما أنهال عليه بوابل من التساؤلات.
كانت هذه طبيعتي وسجيتي، لربما جبلت على حب السؤال ، سيتضح لي فيما بعد أن هذه الخصلة التي قد تبدوا لكم صفة حميدة ، ستصبح سبب ضنكي وحسرتي.

استمريت في رحلتي، وكلي عزم وصدق، أفتح أضابير كتب الماضي، فأنثر غبارها نثرا يزيل عنها ضروب الأدران والأكدار. أخضع كل المرويات لميزان العقل والنقد. أنظر إليها بمنظار سبك بروح الحياد.
زاد عذابي واتسعت كلومي كلما مقلت عيني رواية هي للصواب براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

موضوعيتي جعلتني أرفض مرويات كانت بالنسبة لي مسلمات لا يجب الاقتراب منها. ربما هي خطوة جريئة وشجاعة من شاب كان متدينا، لكنهم قتلوا تدينه برواياتهم الكليلة وأحاديثهم العليلة، تالله إني في سهاد وعذاب لا يعلم به الا رب العباد.
قتلوا طاقة واعدة فياضة بالايمان، بأكاذيبهم و تلفيقهم، بتزويرهم لمعادن الحقيقة، قتلوا في حب الاصرار، بسبب جورهم واحتكارهم للحق، وهم للحق أبعد بعد الشمس للقمر ، قتلوا في الرحمة ،قتلوا في الأناة، أبعدوني عن جمال الحياة.


مازلت أتذكر أن في أحد الأيام وأنا أرتشف شرابي كالعادة، ظهر علينا شيخ من الشيوخ على إحدى القنوات الدينية التلفزية، تابعت برنامجه بنهم. أتذكر أن حلقة ذاك اليوم كانت تدور حول إبراز فضائل الصحابي الجليل أبوبكر الصديق رضي الله عنه، زاد اهتمامي بالموضوع خاصة وأن شخصية الصديق لطالما أثرت في صراحة، بدأ الشيخ في حديثه عن فضائل الصديق من السنة والقرآن . ثم انتقل إلى تبيان إنجازاته و خدماته في سبيل نشر الإسلام وتدعيم ركائزه، وهنا تطرق الشيخ إلى رواية تقول أن "الصديق كان يشم عنده رائحة الشواء، وماكان هذا إلا رائحة شواء كبده رضي الله عنه خوفا من الله لأنه كان شديد الورع!!".

فركت أذني من هول ما سمعت، ثم أطلقت هديرا مزعجا مار الدمع به من عيني لكثرة ضحكي على الشيخ المسكين، سرعان ما اختلطت لدي مشاعر السخرية بمشاعر الحسرة والندم، فالشيخ المسكين غال في تقديم شخصية الصديق رضي الله عنه، ونحن لا ننكر فضله ومكانته، لكن الإتيان بمثل هذه المرويات، عار في رقبة هؤولاء.

أثر في سماع هذا الخبال، تأثرت كثيرا لسماع مثل هذه الروايات، التي يتم تسويقها لشبابنا بطريقة بشعة وغريبة، للأسف يذوب القلب من كمد لرؤية هذه الخرافات والخزعبلات تغزوا عقول شباب الأمة وتجتاح بيوتهم.
رواية أخرى سمعتها من شيخ إدعى أنه من دعاة التنوير، و قدم نفسه على أنه من المحاربين لفقه الغلو والتقديس، هذا الشخص"ع.إ"
قال في إحدى خطبه المتلفزة أن الشيخ الجيلاني كان يحضره مائة ألف مريد، وكان الشيخ يقف أمام هؤولاء في الهواء تماما كما يفعل زوروا وسبايدرمان!! ياللعجب. الحق أن كتب التراث مليئة بهذا الغلو والمشايخ الذين ذكرت ليسوا إلا أداة لتمرير هذه الدعايات المغرضة.

في غمرة هذا التعب والأرق الذي انتابني وأنا أصادف هذا الغلو وهذا الخبال، قررت أن ألملم أوراقي، وأستمر في طموحي الذي هو خدمة دين الله،لن أسمح لأي كان أن يغتال طموحي ، لن أتركهم يقتلوا طاقتي وهمتي. أخيرا، وجدت ضالتي فقد قررت أن احارب هذا الغلو وامحوا كل هذا الضمور الذي يجتاح بعض الكتب، وبهذا سأنتصر لدين الله، بهذا سأحقق غايتي ،بهذا سأسير في درب الإصلاح.






#حمزة_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقامة العمود وحث الأمة على الصعود الجزء الثاني
- إقامة العمود وحث الأمة على الصعود الجزء الأوا
- العرب وسؤال الحداثة


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمزة خوري - محنتي مع غلاة كتب التراث