روائي عراقي
( إن حياة أي إنسان،
مهما كانت تافهة،
ستكون ممتعة إذا رويت بصدق).
* كولريدج.
يوم صدرت رواية رؤوف مسعد " بيضة النعامة" سنة 94 لم يكن احد يعرف من قبل هذا الكاتب كروائي، بل كان معروفا في أوساط النخبة الثقافية والأدبية كصحفي عمل في دول عديدة ومنها العراق وألف مع الروائي المصري صنع الله ابراهيم كتابا عن تجربة السد العالي.
لكن الظهور المفاجئ والعلني بهذه القوة وبرواية عارية مفتوحة وبلغة جارحة تفضح وتعري وتكشف، يكون رؤوف مسعد قد فرض نفسه على الواقع الثقافي الذي يميل إلى تقاليد صارمة في المحاباة وتقديس الرموز والنموذج والأصل والرواد والأسماء والولاءات الشخصية والحزبية من جهة، وإلى رسوخ صورة نمطية شائعة ونموذجية وتقليدية عن الرواية، فضلا عن تقاليد القراءة المتخلفة.
وهناك، مع كل أشكال القمع السائدة السياسية والاجتماعية والدينية، توجد معها وبضراوة أشكال قمع أخرى وهي كما ذكرنا تقاليد الولاءات بما عرف عنها من نفور أو محاباة، وكذلك رسوخ صورة محددة نمطية عن العمل الروائي نتيجة سنوات طويلة من القراءة للرواية الكلاسيكية حتى آمن البعض، بل أقول غالبية القراء، أن وظيفة الروائي لا تختلف عن وظيفة المؤرخ، كلاهما، حسب هذا الفهم السطحي، يكتب( عن الحقيقة).
ولسنا هنا في وارد الفصل بين لغة الروائي ولغة السياسي أو المؤرخ التي تعرضنا لها في مقال سابق وهي باختصار:
*إن المؤرخ يتحدث عن وقائع كما هي.
* والروائي يتحدث عن وقائع حقيقية أو متخيلة كما ستكون أو كما يراها هو.
* المؤرخ يبحث عن الحقيقة في التاريخ.
* والروائي يبحث عنها في اللغة والجسد والخيال.
* المؤرخ يصف الواقع.
* والروائي يفككه.
* المؤرخ يبني الماضي من جديد وبلغة واقعية.
* والروائي يبنيه في المستقبل باللغة والمخيلة والمحكي.
* مهمة المؤرخ أن يعيد رسم صورة الماضي كما وقع.
* والروائي يعيد رسم الحاضر/ الماضي/ المستقبل كما جرى أو يجري في خياله.
* لغة المؤرخ لغة يقينية جازمة حاسمة مطمئنة.
* ولغة الروائي لغة نسبية احتمالية مقلقة.
ويمكن المضي قدما في الفصل بين وظيفة المؤرخ وبين وظيفة الروائي. لكننا نكتفي بهذا القدر كما يسمح الوقت والظرف.
ورغم أن رؤوف مسعد كتب على غلاف روايته كلمة( رواية) ولم يكتب سيرة ذاتية، خاصة وأن هذا التعريف الأولى على الغلاف يعكس ميثاق القراءة أو عقد القراءة بين الكاتب وبين القارئ، إلا أن هذا التوصيف لا يلغي كون هذه الرواية هي سيرة ذاتية روائية مبهرة وممتعة وجريئة.
وسنحاول، في هذه القراءة، تقديم صورة عامة عن طرق قراءة النصوص الروائية الجديدة، وكذلك طرق نقدها من خلال التركيز على الخطاب الروائي وليس على مادته فقط، فالخطاب الروائي هو الطريقة التي ينتظم فيها الموضوع أو المادة داخل شبكة علاقات وبناء لا يمكن لأي مضمون مهما كان أن يظهر بدونها.
وهنا، مرة أخرى، لا بد من الفصل النظري في الأقل، بين الرواية وبين السيرة الذاتية، وبين هذه وبين السيرة الذاتية الروائية رغم أن هذه الأجناس تتداخل في بعض الأعمال.
هناك خلط مستمر وواضح بين هذه النصوص حتى بين صفوف الروائيين العرب، بل وبين النقاد العرب، وليس بين القراء فحسب، رغم أن الوضع القرائي المزري بين القراء هو الأكثر إثارة للاهتمام لأنه هو الذي يتحكم في سوق النص ولو بصورة مؤقتة.
إن السيرة الذاتية، باختصار مركز، هي محاولة لاستعادة ذات أو وقائع كما هي بالدليل والشهادة والوثيقة والصورة والفيلم ..الخ.
أما السيرة الذاتية الروائية فهي محاولة لاستعادة ذات أو وقائع حدثت فعلا أو ستحدث أو حوادث متخيلة، وليس مطلوبا من الكاتب أو المؤلف في هذه الحالة الالتزام بحرفية الوقائع، لأن الخيال يعيد بناء ولا ينسخ الواقع نسخا.
ولذلك فإن قراءة السيرة الذاتية الروائية قراءة حرفية هو تشويه وتسطيح وحذف للنص أولا ، وهي قراءة دينية حزبية تاريخية تطابق بين النص وبين الواقع، ثانيا.
وهذه" المطابقة" أو المحاكاة الأرسطية ناتجة من يقين ساذج وشائع بأن اللغة قادرة على نقل الأحداث كما هي إلى النص، أو أن النص الروائي يجب أن يكون نسخا أو طبعة أخرى أو صورة مشابهة للواقع.
وفي هذا نفي للفن على أساس انه ليس صورة مشابهة للواقع، و إلا ما حاجتنا إلى إنتاج كل هذه الصور التي تنتجها الطبيعة بإفراط بتعبير الرسام ماتيس؟.
الفن، والرواية خاصة، هو أو هي واقع آخر مختلف، ونقيض. ومن هنا قدرته على التغيير في المزاج والهوية والحياة عموما.
إذا كانت السيرة الذاتية هي استعادة حرفية للوقائع، وإذا كانت السيرة الذاتية الروائية هي واقع بديل أو صورة مغايرة له، فإن الرواية هي الخلط بين الاثنين.
أي أن الرواية هي خليط من تقنيات السيرة الذاتية والسيرة الروائية وبين العمل الروائي. وبمعنى أوضح: إن الرواية هي فن تحويل الأحداث، من خلال الخيال، واللغة، إلى واقع بديل، ليس مشابها، بل نقيضا.
وهنا تكمن قدرة الرواية عبر تاريخها في عملية التغيير.
أما الذين يشرحون ويفسرون الرواية والسيرة الروائية بطريقة نصية حرفية آيديولوجية دينية سلفية اجتماعية، فهم يفسرون ويشرحون ما يدور في عقولهم وليس كما هو مثبت في بنية النص.
وهذه القراءة، أو اللاقراءة، هي أسوأ القراءات. ومن مساوئ هذه القراءة السطحية هي تعميم فهمها للنص إلى الآخرين، وحثهم على قراءته بذات الطريقة كما لو أننا أمام نص حزبي أو ديني أو تجاري أو قائمة حساب هاتف أو أوامر عسكرية أو كنسية.
وأسلوب القراءة الجميع، كما يؤكد الناقد الفرنسي بيرنار فاليط( لم تعد صالحة، ولا يمكن تلبيس النص أو مؤلفه بخطاب نقدي جاهز قائم على بديهيات إلا بالإسقاط). أي إسقاط عقد وشذوذ وأمراض القارئ على نص روائي خليط من الأسطورة والمتخيل والخرافة والملحمة والحلم والوهم الروائي .
ومن الطريف والمفيد أن اذكر هنا كمثال على قول بيرنار في الإسقاط البيان الذي أصدره أحد الطراطير عند قراءة روايتي ( سنوات الحريق) وفي صفحة 42 هناك وصف لصورة تلفازية في نشرة الأخبار عن قتل زوج عراقي لزوجته في النرويج، حين أدعى هذا الحثالة أن الروائي هو القاتل!
ولا أدري ماذا كان سيقول هذا التويفه عن شكسسبير أو أجاثا كريستي أو مورافيا وغيرهم المئات الذين تمتلئ أعمالهم بحوادث قتل وسرقة وغدر وجنون ومصحات..؟ وكيف يمكن تحميل الروائي أو المخرج أو المسرحي أفعال شخوصه المتخيلين أو الحقيقيين؟!
ولو حصل هذا لوجد كل كتاب العالم، بلا استثناء، أنفسهم في السجون، ومن حسن الحظ أن هذا التقليد الزقاقي المرحّل من لغة الكراج إلى الأب هو تقليد عراقي صرف، ولا وجود له في أي بلد حتى في بلدان العالم الثالث، وهو يجد سوقا وتقبلا لأن المناخ العام هو مناخ استقالة عقلية وتقبل وإيحاء وتسليم الذاكرة للآخر، حتى لو كان هذا الآخر نفاية.
و في العبارة الأخيرة يكمن كل الرعب والفوضى والعطب.كيف تستطيع نفاية أن تصنع رأيا عاما؟!
في نص رؤوف مسعد كل عناصر السرد السيروي الروائي المستند على خيال جامح ومركب قائم على الصدمة والتكثيف والفرادة والبوح المكشوف واللعب الفني والشطح والخيال والتشظي في عمل أدبي خارج من القاعدة والمعيار والسائد وفضاءات النص التقليدي وتهشيم الأزمنة بطريقة السرد غير المنطقي أو المتسلسل.
فهو نص روائي سيروي لا يمكن التعامل معه من خارج شروطه، أي لا يمكن الحكم عليه بغير قوانينه الداخلية، أي لعبته الفنية. وأي قراءة له من خارجه،أي بناء على قيم ومعايير اخلاقية أو سياسية أو دينية، هو تشويه للنص أولا، وقراءة لنص آخر غير هذا العمل الجريء، ثانيا.
طبعا، وكما يقول الكاتب والشاعر يوسف بزي وهو يكتب عن هذا النص المتمرد، إن نصوص السيرة الذاتية الروائية العربية قد أخذت طريقها للنشر والقارئ في السنوات الأخيرة التي أعقبت نهاية( الحكاية الكبير) عن المجتمع والتاريخ والسلطة والعقيدة والإنسان والجسد.
فبعد خروج الذات الفردية أو ذات الكاتب تحديدا من ركام وأوحال وسرديات كبرى وصور ضخمة تشرح وتفسر وتحلل كل شيء بلغة سياسية سحرية ترفض أية لغة أخرى تساعدها على فهم العالم مثل لغة علم النفس والاجتماع والطب و الأسطورة والجنس والأديان والقانون والفلسفة، بعد كل ذلك اكتشف المؤلف أو الروائي أو المثقف ذاته المنفية والمقصية والمستبعدة وشرع، في لحظات العمر الأخيرة، في التعرف على ذاته المغتربة، وعلى هواجسه، وعلى أشواقه الإنسانية العادلة التي كان ينفيها ويقصيها من مجال الشعور نحو الداخل والباطن كي تشوهه على نحو سري دون أن يشعر.
كان يقال له إن هذه الأشواق الجسدية والعاطفية والفردية تفسد المشروع السياسي النضالي العام، لذلك عليه بالمزيد من الإقصاء ونفي الذات والرغبة والجسد عن دائرة الوعي نحو الأعماق، كي تنفلت من بعد وفي ظروف مغايرة منفتحة على شكل اغتصاب أو شذوذ جنسي مروّع يأخذ شكل الجريمة العلنية أو الصامتة.
ومن متابعة خاصة قائمة على الملاحظة والتأمل لاحظت أن بعض الذين انخرطوا في أحزاب سرية لفترة طويلة من الزمن نفوا خلالها مشاعرهم الإنسانية وتهربوا منها في سنوات تفتح المشاعر والرغبات، ارتكبوا أخطاء جنسية فادحة فيما بعد، وفي ظروف مغايرة، أي في ظروف العري الأوروبي وانكشاف الجسد المخفي.
هؤلاء كانوا قد أسسوا مشاعرهم على النفي والزجر والإقصاء والإنكار الكاذب للعواطف، لكن جسدهم باغتهم في أول لحظة مواجهة مع الجسد الأنثوي أو المثلي كما يباغت المرء ضبع في منعطف طريق غابي.
فجأة التقوا بأجسادهم كما يعثر المرء على صورته الضائعة في منعطف طريق أو كما يعثر على رغبته المنفية والمقصية في سرير عاجل أو لحظة عري في قطار أو محطة أو مطار أو حديقة عامة أمام مشهد تعري عابر.
وبدل وعي المسألة والاعتراف بها ولو على مستوى الذات، يلجأ هؤلاء
تحت مشاعر كبرياء غير مبررة، واستنادا إلى ذهنية المخبأ السري والنفق الشخصي، إلى مزيد من الإنكار والنفي لأصل المشكلة، مما يقود إلى مزيد من الأخطاء، بل الجرائم.
وهكذا الحلقة المفرغة.
وظيفة الرواية والسيرة الروائية هي جعل المستور علنيا، والمخبوء مرئيا، والمطمور مكشوفا، والمسكوت عنه واضحا، والذي لا يقال معترفا به، والمهمش ظاهرا، والرغبة غير المعترف بها علنية.
وهنا التصادم والرفض والشجب للسيرة الذاتية الروائية باعتبارها كشف للزيف والمطمور والمختفي والمهمل والسري. وعادة ما يتم هذا الإنكار، وهنا المهزلة، تحت دعاوى أخلاقية.
مع تجربة الحياة، ظهر أن أكثر الذين يرفضون هذه النصوص المكشوفة والمفتوحة والصادمة والصادقة هم أكثر الناس شذوذا، لكنهم، وهنا المأساة، يريدون ممارسة هذا الشذوذ العام السياسي والجنسي والأدبي والأخلاقي بسرية وكتمان وصمت ويتخندقون خلف ( واجهة) مزيفة وملفقة وقناع أو شعار.
والويل لمن يفتح هذا الجرح النرجسي. سيجد نفسه مجرما، وعدوا للتاريخ والوطن والشرف والحقيقة.
هكذا يدافع الكبت عن نفسه بلباس التقوى، وتدافع الجريمة عن نفسها تحت شعار الطهرانية، ويدافع الانحراف الأخلاقي عن نفسه بحجة صيانة الحقيقة أو المجتمع من هذه النصوص المفتوحة.
كأن مجتمعاتنا وصلت بها التقوى والنقاوة والعدالة والنظام والتنسيق والجمال والطمأنينة والديمقراطية إلى حدود غير متخيلة ولا يهددها غير هذا النص أو تلك الرواية؟!
وهذا كذب علني مفضوح.
وبيضة النعامة هي كشف لهذا الكذب وخاصة في مقتله الرئيس وهو الجنس والسلطة والجسد والرغبة. ليس المقصود بالجنس هو الشبق، كما يقول مسعد في مقدمته، بل المقصود بذلك هو الإيروتيك، أي الشهوة العادلة.
والروائي في هذه المقدمة يثبت أنه أكثر أخلاقية من الذين يطالبون في مقدمات أعمال بائسة أو في نصوصهم الداخلية إلى ممارسة الزنا وترك الحلال والحرام والطلب، بكل دعارة، إلى الأجيال القادمة أن لا تلتزم بقضية الحلال والحرام في دعوة شنيعة وفاجرة وسوقية للانحطاط الأخلاقي كأن كل هذا الانحطاط السياسي لا يكفي ـ كما وردت هذه الدعوة في مقدمة عمل روائي سخيف وصفه قبل أيام الروائي برهان الخطيب في مقال في جريدة القدس العربي عن بعض الروايات العراقية بأن قراءته قد قادته إلى" الانهيار" فعلا وهو أيضا عنوان هذه الرواية البائسة.
والنص الروائي أو أي نص آخر يعكس عقل صاحبه بلا شك خاصة حين يأتي هذا التصريح والدعوة إلى ممارسة الشذوذ في مقدمة تحمل اسم المؤلف وليست مشهدا أو حدثا في الرواية يمكن أن تعكس وجهة نظر الشخصيات.
إن بيضة النعامة( وبيضة النعامة كما أظن هو احد رموز الكنيسة القبطية) هي سيرة رؤوف مسعد منذ منتصف الأربعينات مرورا ببغداد والخرطوم وكل الأشخاص والنساء الذين عرفهم وتركوا شيئا ما في الذاكرة حتى الرحلة إلى الجبل والغابة في نهاية المطاف أو العودة إلى النبع والجمال البري، حيث الطبيعة هي الرحم والبراءة وهي مكان اكتشاف الجسد والرغبات المنسية والمهمشة والمقصية والمبعدة.
في سيرة رؤوف مسعد نجد أسماء حقيقية كما وجدناها في سير روائية سابقة وهو أمر لا يفهمه القارئ البسيط على نحو دقيق. إن روايات وسيرة محمد شكري المغربي( زمن الأخطاء مثلا) تمتلئ بأسماء حقيقية لكتاب وعاهرات مثل محمد الصباغ، المختار الحداد، وكذلك الروائي حيدر حيدر في ( وليمة لأعشاب البحر) حيث نجد أسماء حقيقية مثل الشاعر مظفر النواب والسياسي عزيز الحاج والمرحوم ظافر وغيرهم، كما نجد في رواية غالب هلسا( السؤال) أسماء حقيقية ، وفي كل روايات صنع الله إبراهيم، وفي رواية الكاتبة المغربية ليلي أبو زيد( رجوع إلى الطفولة) حيث نجد أسماء حقيقية مثل ثريا السقاط، عثمان جوريو، عبد القادر بن يوسف، محمد منصور وغيرهم.
والذين يخافون من ذكر الأسماء الحقيقية لا يخافون صيانة للأخلاق، بل على العكس، يخافون من الانكشاف والفضيحة، لأنهم تعلموا على حياة مزدوجة وسرية وباطنية من جهة، وعلى حياة أو صنع واجهة علنية مزورة من جهة أخرى.
ومرة أخرى:
لماذا لا يخجل هؤلاء من ممارسة الفضيحة، ويخافون من أسلوب التعبير عنها؟!
الروائي يتعامل مع الشخوص الواقعية على أنها شخوص روائية دون أن يهمه كثيرا أو قليلا هويتها الحقيقية. فهناك فرق كبير بين الشخص الواقعي وبين الشخص الروائي. فنحن نتعرف على شخوص روايات محمد شكري وحيدر حيدر والغيطاني وصنع الله إبراهيم وألياس خوري وإبراهيم نصر الله وغالب هلسا والطيب صالح وغابريل ماركيز وشكسبير وهمنغواي على أنها شخوص روائية أو مسرحية دون أن يهمنا أن نعرف هويتها الأصلية.
الشخص الروائي هو كائن نصي يتم التعامل معه بناء على هويته داخل
اللغة أو النص حتى لو كان يحمل أسماء حقيقية. إن جمال عبد الناصر في رواية( السؤال) لغالب هلسا ليس هو جمال عبد الناصر السياسي ورجل
الدولة المعروف . بهذه الطريقة يرد غالب على منتقديه الذين قالوا أن غالب شوه عبد الناصر. أي أنهم يريدون (المطابقة) والنقل الحرفي للشخص أو الواقع إلى العمل الروائي.
إن المقارنة بين الشخص الواقعي وبين الشخص الروائي هي مقارنة تصلح في النصوص التاريخية أو السير الذاتية الوثائقية والاعترافات.
النص الروائي أو السيروي هو نص يبحث عن هوية مغايرة والقارئ في هذه النصوص العارية هو مؤول ومشارك في صنع النص من خلال إعادة إنتاجه في قراءة إبداعية وليس عبر قراءة نصية حرفية.
القراءة الإبداعية هي تأليف آخر على النص.
بهذا المعنى تصير القراءة كتابة أخرى.
بتواضع مبدع يشكر رؤوف مسعد كل الذين ساعدوه على إتمام هذا النص وبلغة عفوية صريحة دون تلك العجرفة التي نجدها في نصوص فارغة.
يشكر أولا، فاطمة الطناني وأحمد هشام على المؤازرة في ساعات اليأس والقنوط. يشكر من ساعده على الطباعة بالكومبيوتر، يشكر أدوار الخراط ونبيل السلمي وعبد الحكيم قاسم لدعمهم له في لحظات الإحباط وهي كثيرة، ويشكر خاصة الروائي صنع الله إبراهيم على الإلحاح والنق في إنهاء الكتابة والذي ساعده في النصح بإعادة صياغة صفحات غير ناضجة، ولم ينس زوجته، أخيرا، ووتد خيمته وأم العيال أنا ماريكا رفيقة الدرب.