أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - السيد نصر الدين السيد - حتى لا ننسى سطوة التكفير














المزيد.....

حتى لا ننسى سطوة التكفير


السيد نصر الدين السيد

الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 19:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشهد النهاية
في مثل هذا اليوم ومنذ 26 سنة، وقبيل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام (الجمعية المصرية للتنوير) بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة. وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين. غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.

وتبيّن أنّ الجريمة جاءت بفتوى من شيوخ جماعة الجهاد، وعلى رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن. وفي شهادته التي استمرت نصف ساعة قال الشيخ محمد الغزالي: "إن فرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المرتد، والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسئول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التي ينبغي أن يحاسب عليها الشباب الواقفون في القفص ليست هي القتل، وإنما هي الافتئات على السلطة في تطبيق الحد." ثم شهد الدكتور مزروعة لمدة ثلاث ساعات قال فيه "إن فرج فودة كان يحارب الإسلام في جبهتين … وزعم أن التمسك بنصوص القرآن الواضحة قد يؤدي إلى الفساد إلا بالخروج على هذه النصوص وتعطيلها. أعلن هذا في كتابه (الحقيقة الغائبة)، وأعلن رفضه لتطبيق الشريعة الإسلامية، ووضع نفسه وجندها داعية ومدافعا ضد الحكم بما أنزل الله. وكان يقول: لن أترك الشريعة تطبق ما دام فيّ عرق ينبض. وكان يقول: على جثتي. ومثل هذا مرتد بإجماع المسلمين. ولا يحتاج الأمر إلى هيئة تحكم بارتداده". وأكد المتهمون أن شهادة الشيخ الغزالي والدكتور مزروعة تكفيهم ولو وصل الأمر لإعدامهم بعد ذلك. وقد كانت "جبهة علماء الأزهر" أحد الجهات التي شنت هجوما كبيرا على فرج فودة، وطالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، بل ونشرت تلك الجبهة في 3 يونيو 1992بجريدة النور بياناً بكفره.

وأثناء المحاكمة سئل قاتل فرج فودة:
 لماذا اغتلت فرج فودة؟
القاتل: لأنه كافر
 ـ ومن أيّ من كتبه عرفت أنه كافر؟
القاتل: أنا لم أقرأ كتبه
 ـ كيف؟
القاتل: أنا لا أقرأ ولا أكتب...!

السيرة الذاتية لضحية التكفير

وقد كان بطل الواقعة هو فرج فوده الكاتب والمفكر مصري المولود ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر
في 20 أغسطس 1945، والذي تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992. ولم يكن بطلنا متخصصا في الادب العربي او الدراسات الإسلامية بل كان متخصصا في العلوم الزراعية. فقد عمل فرج فودة معيدا بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، ثم على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في ديسمبر 1981، وكان عنوان رسالته: "اقتصاديات ترشيد استخدام مياه الري في مصر.”
ولم يكن تخصصه هو الشيئ الوحيد الذي يميزه عن ابطال معركة التجديد الآخرين، مثل طه حسين، علي عبد الرازقـ، محمد احمد خلف الله ، بل كانت أيضا "شعبويه" خطابه. فلقد جذب أسلوبه البسيط والقوي الذي استخدمه في عرض المفاهيم المركبة قطاعا عريضا من المتابعين. وهكذا خرج النقاش حول القضايا الشائكة من حيز "النخب" الضيق الى براح "الجمهور" الواسع.

وأصبحت مقالاته في مجلة "أكتوبر" وجريدتي "الأحرار" التابعة لحزب الأحرار الاشتراكيين و"الأهالي" التابعة لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي كـ "الطلقات الكاشفة" التي تنير الطرق وتهدي الحائرين. أما كتبه بقوة منطقها وسلاسة أسلوبها فقد كانت كـ "المدفعية الثقيلة" التي تدك قلاع فكر الظلام. هكذا كان الوفد والمستقبل (1983)، الحقيقة الغائبة (1984)، قبل السقوط (1984)، الملعوب (1985)، حوار حول العلمانية (1985)، الطائفية إلى أين؟ (1985) (بالاشتراك مع يونان لبيب رزق وخليل عبد الكريم)، الإرهاب (1988)، النذير (1989)، زواج المتعة (1990)، نكون أو لا نكون (1990)، حتى لا يكون كلاما في الهواء (1992).

وأخيرا لم يكتفي فودة بالعمل الفكري بل مارس العمل الميداني. فقد شارك فرج فودة في تأسيس حزب الوفد الجديد، لاعتقاده بأنه سيشكل، انطلاقا من تراثه التاريخي، الإطار الجامع لكل من يؤمن بالديمقراطية والوحدة الوطنية، افرادا وكيانات، وبأنه سيكون القوة المؤهلة لمواجهة الاتجاه السياسي الديني المتطرف. وخاض فودة معركة داخل حزب الوفد الجديد لمنع تحالف الحزب مع الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية في عام 1984. وأدى فشل فرج فودة في منع ذلك التحالف الى استقالته من الحزب في 26 يناير 1984. ثم حاول تأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" غير أن لجنة شئون الأحزاب في مجلس الشورى رفضته مرتين، فخاض انتخابات برلمان 1987 مستقلا عن دائرة شبرا وخسر، حيث حصل على 2396 صوتا، بينما وصل مرشحا الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وحزب الوفد الجديد إلى جولة الإعادة بعد حصول مرشح الوفد على نحو 3000 صوت. كما أسس الجمعية المصرية للتنوير.

وقد قام مشروع فرج فودة التنويري على أربعة محاور رئيسية هي:
 نقد الإسلام السياسي المعاصر والتاريخي،
 نقد التاريخ المغلوط،
 حتمية الاجتهاد وإعمال العقل،
 الدفاع عن أسس الدولة المدنية الحديثة.

وهي المحاور التي على كل مهموم بشأن الوطن اعتبارها من الأولويات.



#السيد_نصر_الدين_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاوز الإنسانية وتغيير خلق الله
- خليك افتراضي
- تقلص المكان وانضغاط الزمان
- حضارة التمكين
- الليبرالية العرجاء
- اديني عقلك
- مصر 2018
- انتحار توك توك
- العلم نور ولكن
- تأملات أكتوبرية
- العلمانية: المفهوم المظلوم (5/ 5)
- العَلمانية: صحوة العقل (4/5)
- العَلمانية: انتفاضة الراهب (5/3)
- العلمانية: الانسان أولا (5/2)
- العلمانية: عصر الظلمات (1/5)
- استفتي عقلك
- حكاية الجزيرتين
- فرض عين
- عبء الاختيار
- جبر التنوير


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - السيد نصر الدين السيد - حتى لا ننسى سطوة التكفير