أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام شكري - بوش والهــدف الاخلاقــــــــــــي للحـــــــــــرب!!!














المزيد.....

بوش والهــدف الاخلاقــــــــــــي للحـــــــــــرب!!!


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 423 - 2003 / 3 / 13 - 01:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بوش والهــدف الاخلاقــــــــــــي
للحـــــــــــرب!!!


 

وصف جورج بوش في مؤتمره الصحفي مساء الخميس 6 آذار هدف الحرب التي ينوي شنها على العراق بانها لتحرير الشعب العراقي
وتخليصه من ”القتلة“ الحاكمين في بغداد. مقولته حول“تحرير“ الشعب العراقي تفترض ضمنا“ براءة“ المنقذ  الامريكي من قتل جماهير العراق واضفاء سمة البطولة عليه. فماذا تقول الـــ 12 سنة الماضية من حياة محرومي العراق؟!
تقول ان قرابة المليون ونصف قد ماتوا جراء الحصار الاقتصادي الذي ادامته الادارة الامريكية مرة بحجة نزع سلاح العراق ” حسب القرار 687“, ومرة بحجة احتواء صدام, ومرة ثالثة بحجة التخلص من النظام عن طريق خنقه اقتصادياً. بطبيعة الحال تنكر الادارة الامريكية في كل ادعاءاتها وباشد صيغ الانكار (ويتبعها في ذلك ”المعارضة العراقية القومية الاسلامية الرجعية) ان لها اي ضلع بموت المليون ونصف انسان عراقي او انهيار المجتمع وتردي الحالة المادية والمعنوية للجماهير وخراب البنية التحتية والخدمات وانهيار النظام الصحي وانعدام الدواء للغالبية العظمى من المسحوقين واستشراء البطالة وسوء التغذية والجوع والاوبئة السهلة العلاج والسرطان بتاثير اليورانيوم المنضب. تنكر ان الحصار قد سبب ذلك وتعزي شقاء الجماهير الى صدام ونظامه فقط . الا ان الوقائع البسيطة  تثبت بان الادارة الامريكية تقف على نفس المنصة التي يقف عليها صدام واعوانه ليحوزوا على اعلى اوسمة ونياشين الاجرام والقتل بحق الشعب العراقي, ان لم نقل بان الادارة الامريكية قد فاقت صدام اجراما و باشواط بعيدة.
فخلال ال 12 سنة الماضية زادت نسب وفيات الاطفال تحت الخامسة حسب اليونيسيف من 56 وفاة لكل 1000 ولادة حية في الفترة بين 1984-1989 الى 131 وفاة لكل 1000 ولادة حية بين الاعوام 1994-1999 اي ما يعادل زيادة في الوفياة تقدر ب 500000  طفل (نصف مليون). ان تقديرات مجلس الامن الدولي نفسه للحالة الانسانية في العراق العام 1999 قد اكدت على انه قبيل العام 1991  فان 90% من السكان كان بامكانهم الحصول على كميات وفيرة من مياه الشرب. بينما كان معدل السعرات الغذائية المخصصة للشخص الواحد تبلغ اكثر من 3100 كيلوسعرة في اليوم وتمتع الناس باعلى نسبة من الوفرة الغذائية في المنطقة وبدون وجود الحصص التموينية.
هذه حقائق صادرة من المنظمة الدولية تؤيدها حقائق لجان انسانية اخرى.  فاقت وحشية الولايات المتحدة وحشية صدام وبزته بالاجرام. فعن اي تخليص وتحرير وديمقراطية يتحدث بوش ولمَ يكذب بهذه الوقاحة؟!!
هل سيخلص الشعب العراقي من مجرم على يد مجرم اكثر احترافاً؟؟ هل ستتحرر تلك الجماهير باغراقها بالدم ؟؟ ان الفجاجة لاتعرف الحدود عند هؤلاء فهنالك ما يسمونه الآن الهدف الاخلاقي للحرب. ويتنوع سرد هذه الهدف ”الاخلاقي“ بين تخليص العالم من صدام وبين تخليص الشعب العراقي من الحصار والامه عن طريق الحرب!!!. ان ذلك يبدو في حد ذاته ازمة اخلاقية عميقة للهيئآت الحاكمة في بريطانيا وامريكا وتوابعها العراقية من المعارضة القومية والاسلامية الرجعية والتي تبرر القتل والتدمير ووجود ربع مليون مقاتل امريكي متحفزين لافراغ حمم قذائفهم على العراق بحجة تخليص الانسانية من صدام. فاما ان الناس في العراق ليسوا في عرف بوش والادارة الامريكية بشرأ وعليه سيضحى بهم لخدمة البشرية ”الاصلية” لديهم واما انهم يحاولون اخفاء السبب الاصلي للحرب بعد ان اشتدت حدة الاعتراضات ضد هذه الحرب وبشكل لامثيل له في التاريخ المعاصر. ان اخفاء الدافع الاصلي لشن الحرب هو المرجح بلا شك وهو السبب الاساس في حملات الكذب والتضليل الاعلامي والسياسي للولايات المتحدة واجهزة دعاياتها التي تتفنن في اختراع المبررات لشن الحرب. وما حديث بوش في المؤتمر الصحفي المذكور الا احداها. الا ان هنالك شيء آخر وراء هذا الكذب وهو نزع الصفة الجرمية عن الحرب وتحويل قتل الابرياء الى شرعية اخلاقية!!.بعد ان فقد بلير وبوش دعم مجلس الامن الدولي لمحاولاتهم في تشريعها قانونياً.بمعارضة فرنسا والصين والى حد ما روسيا.
ان كذبة ”تحرير جماهير العراق“ عن طريق ستراتيجية ”تغيير النظام“ والتي يصر على استعمالها ساسة الادارة الامريكية برغم مما سببته هذه السياسة ولحد اللحظة من ويلات لجماهير العراق لم ولن تكون الا كذبة دنيئة للقتل والتدمير.
انها مجرد وقود اعلامي لمحاولات الادارة الامريكية في ترسيخ النظام العالمي الجديد بتحويل الولايات المتحدة الى المهيمن الاوحد وبشكل كامل على شؤون ومقدرات البشرية.

سيرسي تدمير العراق حجر الاساس لهذه المخطط الوحشي.




#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب منـع هذه الحرب بكل الطرق
- أسئلـــــــة للجنرال باول
- الطليعة الجسورة لقوى الانسانيـــــة
- بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين
- احمد الجلبي وهزيمة الباب الخلفي
- سقوط الاقنعةٌ- ردٌ على الكاتب علاء اللامــــي
- ردي على رسالة السيد صاحب الطاهر في موسوعة النهرين بخصوص من ...
- خسرنا البارحة قائدنا الكبير منصور حكمت
- "الرفع الفوري وغير المشروط للحصار عن العراق"


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام شكري - بوش والهــدف الاخلاقــــــــــــي للحـــــــــــرب!!!