أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - قول في التنمية الثقافية والاستثمار الفكري














المزيد.....


قول في التنمية الثقافية والاستثمار الفكري


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 21:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(إشكاليات التنمية والإستثمار) بصورتها الأعم ،ربما هي الأهم من بين كل العبارات والمفاهيم اللغوية في الخطابات السياسية والإقتصادية تناولاً وتداولأ على أفواه الرموز التي تمثل دفّات (السياسة والمجتمع والثقافة والإقتصاد)بيننا، التناول بمعناه التجميلي والبلاغي لا بدلالاته الجدلية ضمن الأعمال والجهود التطبيقية الظاهرة والمنتجة. والتداول بمعناه الأكروباتيكي بين البيادق الممثلة للتأريخ أو الماضي الذي يجدد أغلفته دوماً بتصاميم أبوية قبلية أو بالأحرى الطوطمية ولا بمعناه الديمقراطي أو المدني والإختياري.
تلحين الخطابات وتجديد توزيعاتها وتقسيماتها فولكلورياً هو شغل الشاغلين لما يسمى الساسّة ورجالات المُلك هنا، إبتهالات الخطاب والتنهيدات وهزّات الرؤوس والأجساد لها هي عبادةٌ طوطمية مغروسة في اللاشعور الجمعي ومتظاهرة في سلوكيات الأفراد والجماعات دوماً، خطاباتٌ تخلق حياتنا وتُلَحِّنها وليس العمل أوالفعل البشري خالقاً لها.
آفاتُ التأوّهِ للماضي أصبحت مكونات روحية للخطابات الدينية والإجتماعية والسياسية والثقافية، بُكاءٌ وأحياناً نحيبٌ أزلي يعيدان لنا الراحة السايكولوجية التي لا تعني غير التلذذ المازوخي والهروب من مواجهة الواقع، هذه هي تنمية الماضي وإحياء أوجُهِهِ ومَشاهِدِه في الخطاب المجتمعي الشامل وكذلك في الفعل الظاهراتي المُعلَن.
ثقافة تعيد أنفاس خلائقها الغابرة وتستثمر عليها قولاً وكتابةً وعملاً، دائرةٌ زمنيةٌ حَبَست أنفاسنا لشدة دورانها على أسلاكها الصّدِئة المميتة، يا للهول تتحرك العقول هناك في أقاصي الدنيا وحتى من حولنا صوب لا متناهيات الكون ودقائق أمور العلوم وتتجدد ألسنة خطاباتها الثقافية والفكرية في مضامينَ ومحتوياتَ آنية مُعبِّرة عن الآن والأماكن التي فيها تتنفس الآن، ولكننا ما زلنا نركض وراء الماضي ولا ندعه يغبر ويغيب الى الأبد.
لا نَشعُر بل ولا نحسّ بيننا بوجود مجموعات منظِّمة نفسها في أحزاب وجماعات سياسية وثقافية تعي جدوى وأهمية التنمية بمعناها التحوّلي المتجدد في مجالات الثقافة والفكر وتُمهِّد لظهور معطياتها المادية وصياغة السلطة بالشكل الذي تتأسس على العقل والازدهار الفكري، تنحية لا تنمية هي التي تبرز فاعليتها في الإطار الفكري والثقافي المتزمت لدى المتربعين على أكتاف الناس والرعية.
التنحية الثقافية والاستحمار الفكري هي آليات نشطة تدور في فلك مُنتِجي الخطاب التسلطي الجاثم على أرواح الكائنات البشرية هنا بيننا، جاثمٌ لا يؤمن بالحركة والتغيير سواءً في الجوهر أو في الأشكال المُنَمذجَة لأيقونات الماضي المقدس التي تجدد وجودها كما يقول يوسف زيدان في (التحميس والتهميش والتشويش) المجتمعي.
تحميس الناس على هوى النغمات الشبه كلاسيرومانسية الفئوية والقومية البدائية، وتهميشهم وخاصة العقلاء من بينهم خشية تحريكهم للاّمتحرك وإظهار اللّامُعلّن، وتشويش الأجواء وتغليب الفوضى عليها وذلك لعدم تهيئة بيئةٍ نقيةٍ نسمع من خلالها الأصوات المنادية للتغيير والظواهر الدالّة على الحركة والتجدد، هذه هي عقلية الإستثمار ومعانيها الفكرية لدى الغالبين على مجتمعهم.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الاحتجاج
- الموت خارج الجسد!
- دول وانظمة وثورات فاشلة!
- علاج معرفي لعلل معتقدية!
- الزمن الفردي والزمن المجتمعي
- الفشل الثنائي في تشكيل الدولة
- الٲمان الاتكالي المزيف
- الی احلام مستغانمي.... صوت(الانوثة المفقودة).
- ما نزال عند نقطة البداية!
- افواه وفوهات متلازمة في النطق
- فرويد ومن تنفس بمفاهيمه
- وطن بلا مواطنين!
- نهاية التأريخ والانسان الأوّل!
- ٲي كردي ٲنا!؟
- رهاب الاختلاف وسلوكيات الاستقواء
- نخاسة عقلي
- البناء النفسي والبناء الثقافي
- الاقتصاد النفسي....ستراتيجية تصريف الطاقة
- ذات غير سوية.....جسد غير متوافق
- كم هو صعبٌ أن تكون بسيطاً!


المزيد.....




- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - قول في التنمية الثقافية والاستثمار الفكري