|
طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (2)
تميم منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 23:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (2) تميم منصور مرة أخرى فإن الصراع على السلطة بين صفوف القيادات الفلسطينية حال دون اقامة مؤسسات عسكرية ، أو شبه عسكرية ، وحال دون اقامة أحزاب بعيده عن روح الطائفية والقبلية ، والسؤال هل يمكن لأيه حركة وطنية أن تتطور وتخوض غمار أية صراع سياسي ، اذا كانت قيادات ذات مرجعية قبلية عائلية ، أو طائفية ، لأنه من غير الممكن اعتماد أو اعتبار أية تجمع طائفي أو عائلي حزباً يحمل فكراً تقدمياً ، واليوم بعد عودة الطائفية الى العراق وتواجدها الراسخ في لبنان ، يمنع استقرار الحياة السياسية في هذين القطرين العربيين الهامين . المفتي وموقعة الطائفي و الحمائلي ، كان احد الاسباب التي افشلت اقامة أول تنظيمات شبه عسكرية في فلسطين في أكثر الأزمنة حساسية ، فقد أصر المفتي على تولي حزبه " حزب الدفاع " المسؤولية عن فصائل النجادة بعد تشكيلها ، ليس لأنه لم يكن يثق بقائد النجادة " محمد نمر الهواري " فقط ، بل لأنه كان يسعى للسيطرة على كافة المؤسسات القائمة في فلسطين . عندما رفضت قيادة النجادة الاعلان عن تبعيتها لحزب الدفاع ، رفع المفتي يده المالية والمادية والمعنوية عن هذا التنظيم ، وأخذ جماعته بالضغط على الكثير من عناصر هذا التنظيم بتركه والانضمام الى تنظيم بديل له من الشباب أطلق عليه اسم " الفتوة " . هذه الاجراءات لم تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ، وتعكس فساد وانانية القيادة الفلسطينية ،وتوضح دورها في اقامة شبيبة فلسطينية مقاومة ، كما كان الأمر لدى الجماعات الارهابية ، التي كانت لا تتوقف على تدريب ابناء الشبيبة اليهودية على الفنون العسكرية ، من خلال تنظيمات " الجاد – ناع" وفرق الفيلم التي كانت رديفا للعناصر المقابلة ، في وحدات الهاغاناة ، والبلماخ وغيرها ، اعترف العديد من المؤرخين قيام وحدات البلماخ بارسال مستعربين الى قطاع غزة في منتصف ايار 1948 ، لوضع السموم في آبار غزة ، ونشر انواع خطرة من فيروس داء التيفوس ، أما القيادات الفلسطينية فقد كانت متصارعة فيما بينها ، وكان المستفيد الوحيد من هذا الصراع العصابات الصهيونية . حتى يحقق المفتي غاياته ، أصر على دمج تنظيم النجادة مع تنظيم الفتوة في تنظيم واحد ، لكن هذا لم يمنع تحديد موعد ومصير هذين التنظيمين وخروجهما للتقاعد الابدي قبل نضوجهما ، فقد تبخر الحماس في نفوس أعضاء فصائل النجادة ، بدأ الشباب يتخلون علن هذا التنظيم ، واغلقت الكثير من مقراته ، ولم تبدا سنة الحسم 1947 الا وكانت وحدات هاذان التنظيمان قد تفرقت ، وأغلقت جميع مقراتها ، بما فيها مقرها الرئيسي في مدينة يافا الفلسطينية ، وأثناء المواجهات العسكرية بين العرب واليهود خلال عام 1948 ، لم تساهم عناصر التنظيمين المذكورين في القتال ، الا بصورة فردية في بعض القرى والمدن . لم يتعظ المفتي وكل الذين حوله كما هو الأمر اليوم بالنسبة للرؤساء والملوك العرب من أحداث وتاريخ الامبراطوريات العربية ، التي تهدمت حصونها ، ووهنت قواها ، وهزمت جيوشها ، وتجزأت اقاليمها ، من دولة الراشدين الى الامبراطورية الأموية وتلتها الامبراطورية العباسية ، ومن بعدها الوجود العربي في الاندلس في مقدمة الاسباب التي وقفت وراء ما حل بهذه الامبراطوريات هو الصراع على السلطة . كان للقيادة الفلسطينية أيضاً دوراً هاماً بإفشال مهمة أول جيش تقيمه الجامعة العربية ، ميزة هذا الجيش ان جنوده لم يكونوا من قطر عربي واحد ، بل كانوا من جميع الأقطار العربية تقريباً ، وقد عرف هذا الجيش باسم " جيش الانقاذ " فقد قررت جامعة الدول العربية اقامته مباشرة بعد صدور قرار التقسيم عام 1947 ، وقد كلف بحماية المدن والقرى الفلسطينية ومقاتلة العدو ، ريثما تدخل الجيوش العربية الى فلسطين بد انسحاب بريطانيا وانهاء انتدابها الذي امد من عام 1918- 1948 . مرة أخرى حشر المفتي نفسه ، ورفض التعاون مع هذا الجيش ، لأنه اراد ان يتولى قيادته ، وقد تعاملت قيادة هذا الجيش الذي كان مقرها في مدينة دمشق مع المفتي بالمثل ورفضت التعاون مع المفتي . اصيب هذا الجيش بالمرض وهو لا زال في المهد ، فقد اثيرت شكوك كثيرة حول قيادته ، أمثال فوزي القاوقجي وطه الهاشمي وغيرهم . والدليل على فشله في الادارة والتنظيم ، انه رفض التعاون مع قوات الجهاد المقدس التي قادها عبد القادر الحسيني ، ومولها المفتي ، كما أنه لم يحسن استعمال الاسلحة التي حصل عليها من الدول العربية ، وهناك من اتهم بعض ضباطه ببيع قسم من هذه الاسلحة ، والدليل على فشله وتواطؤ قيادته انه لم ينجح في منع سقوط قرية الشجرة وقرية المجيدل ، ولم يتمكن من الدفاع عن مدينة الناصرة . هناك من شبه جيش الانقاذ بالجيش الذي اعده القائد صلاح الدين ، لتطهير البلاد من احتلال الفرنجة ، لأن جيش صلاح الدين كان مؤلفاً من كافة الأقطار العربية في ذلك الحين ، مصر العراق ، الشام الجزيرة العربية المغرب . هذا كان حال جيش الانقاذ ، فهو أول جيش عربي تمت اقامته من غالبية الأقطار العربية ، الذين عبروا عن استعدادهم للقتال في فلسطين . لكن شتان ما بين قيادة جيش صلاح الدين وبين قيادة جيش الإنقاذ والقوى التي وقف وراء ويذكر عارف العارف في موسوعته " نكبة فلسطين " بأن المفتي وضع الكثير من العراقيل لافشال مهمة هذا الجيش ، الذي وصل عدد المتطوعين العرب داخل صفوفه حوالي أربعة آلاف متطوع ، اضافة الى حوالي 1500 متطوع فلسطيني ، لقد كان مصير هذا الجيش في النهاية مثل مصير فصائل النجادة والفتوة . ساهم في اكمال فصول النكبة ، مثله مثل باقي الجيوش التي ارسلتها جامعة الدول العربية ، لتسليم أكبر مساحة من فلسطين بدلاً من الدفاع عنها . يتبع
#تميم_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين
-
لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف
-
نتنياهو في أسواق العنصرية
-
عندما تكون المرأة مقاومة وسجينة
-
امرأة تعيش خارج الذاكرة .. لماذا ؟؟
-
هنا القاهرة من دمشق
-
صور من حالات التعليم في زمن الانتداب - الحلقة الاخيرة
-
صور من حالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب 5
-
صور من حالات التعليم في فلسطين - 4 -
-
صور من جالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب -3-
-
التعليم في فلسطين زمن الانتداب
-
موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
-
من ارشيفات حزب مباي
-
كفى .. لقد شبعنا مزايدات
-
الحصان الفلسطيني بقي وحيداً
-
مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر
-
زمن خريف التساقط العربي
-
نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولا يرى الخشبة في العين
...
-
هنا محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية
-
هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|