أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - أليسو حلاً لا مشكلة














المزيد.....

أليسو حلاً لا مشكلة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 22:57
المحور: المجتمع المدني
    


مشكلات العراق لا تتعلق بالأموال والموارد والأيادي العاملة، بل بحسن الإستخدام وسياق الإستراتيجيات والرؤية للمشكلة من زوايا متعددة متخالفة، ولذلك تنفق مليارات الدولارات دون جدوى أو حسب أولوية، ولا تجد منها إلاّ الإستعراض والعقود الفاشلة والخطط المتكلسة بالأخطاء، وإستهلاك الموارد دون النظر الى أبعد من مقعد المسؤولية ومسكه بشتى الوسائل؛ حين يبرر المسؤول أخطاءه ويبرر المواطن فشل مسؤوله عند المقارنة بالدول، لكن لا المسؤول يعمل لخدمة المجتمع، ولا المواطن يختار من هو أحق بالتنصيب كي تتحقق خدمته!
أزمة المياه ليست بالجديدة، وكأن بإمكان العراق أن يكون مصدراً للمياه والزراعة بدل إستيراده من خليج بلا رافدين، ومحاصيل زراعية من مجمل دول المنطقة.
دجلة والفرات وشحة المياه، مسألة حياة أو موت وإنفاق أدى الى نفوق، وحصار سيؤدي الى إندثار، وتعلق أمر بين سياسة الدولة المائية والعوامل الطبيعية وسلوك الدول المتشاطئة، وغياب منظومات الخزن والنواظم وتقليل الهدر وكيفية توزيع المياه، مقابل إنخفاض المياه الواصلة سنوياً قبل ربع قرن (80- 100مليار-م3 ) سنوياً، وتردي المياه بسبب سوء الإستخدام وأختلاطات الملوثات وزيادة نسبة الملوحة في أسفل نهر الفرات، وإستمرار العراق بإستيراد المياه من الخليج مع خسارة 5% من الأراضي الصالحة سنوياً، تناسباً مع إستمرار خسارة (250-500) ألف دونم كل مليار متر مكعب نقصاً او تلوثاُ.
يمكن للعراق تحقيق ما يحتاجه من مياه الشرب والإستخدامات الزراعية، أكثر من دول الخليج، التي تعتمد على مياه البحر عالية الملوحة، ويوفر (30-50) مليون لتر سنوياً، وأن ثلث الأراضي يمكن زراعتها بإستخدام الأمطار مباشرة او بخزنها، وبهذا يمكن إستصلاح 44 مليون دون لتحقيق الأمن الغذائي، ويتطلب إنفاق 5 مليار دولار سنوياً لبناء سدود وخزانات الري والبزل والمياه الجوفية والصيانة وإنعاش الأهوار، ومضاعفة التطور الزراعي والثروة الحيوانية والأيادي العاملة، والصناعات المتعلقة، ومنع التصحر والعواصف الترابية، وإنتاج كهرباء نظيفة تصل الى 3000 ميغاواط.
إن إعتماد العراق على ما تجود به الدول سياسة غير مدروسة، ولا يمكن الإعتماد على ردود الأفعال والحلول غير المنطقية، كالتصعيد السياسي الى درجة المقاطعة وإعلان الحرب، ولا يمكن كذلك مقاطعة البضائع، في ظل عراق يعتمد بشكل كبير على المستورد، وعدم قدرة الدولة على التحكم بحرية التجارة وأموال التجار، والعراق اليوم بلا نواظم ينفق أكثر من (70مليار/م3/س) لإرواء 10 مليون دونم، وبالتقنين يحتاج (25-30مليار/م3/س) لنفس المساحة، ويمتلك معدل مياه جوفية يصل (18مليار/م3/س).
المسألة بحاجة التي تكاتف وطني، ولا يحدث ذلك علي يد سياسي طامع لا يفكر سوى بإستلام السلطة دون إستخدام أدواتها، ولاتاجر جشع لا يعرف إلاّ الثراء على حساب شعب.
عندما أسقطت تركيا طائرة روسية، توقع وتمنى كثيرون مهاجمة روسيا لتركيا، وإعتبروا الأخير أهان الأقوى، لكن الرئيس الروسي بوتين، إستخدم منع الإستيراد والتصدير والسياحة والتعاون الإقتصادي، فعاد الأتراك معتذرين، والتحدي الذي يواجه العراق لابد من مواجهته من شقين شعبي وحكومي، فالأول عليه مقاطعة الأتراك سياحياً وإستهلاكياً، والثاني بإستخدام الدبلوماسية ووضع خطط كفيلة بحفظ المياه وتقنين المياه ومنع التلوث من المبازل في الأنهار، وإنشاء معامل لإنتاج المياه وأن كانت من مياه البحر، سيما وأن مناطق جنوب العراق ستكون الأكثر تضرراً لإعتماد مساحات شاسعة منها على المياه والزراعة والعيش قرب الأنهار، وبذا تكون مشكلة سد أليسو حلاً لكثير من المشكلات لا مشكلة بذاتها.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرز الإلكتروني مصداق لتزوير يدوي
- شب البرلمان وشاب
- أمنيات وإشكالات الكتلة الأكبر
- الكتلة الأكبر؛ مفهوم ديموقراطي لا تفسير سياسي (دكتاتوري)
- ملامح الحكومة العراقية القادمة
- . التشظي ينتظر كتل كبيرة
- لماذا يفوز الفاسدون؟
- ذباب من أفواه الحيتان
- الأغلبية من يحققها وكيف؟
- الذات والملذات في الإنتخابات
- باء المفوضية وعين الناخب
- مَنْ أمن المفوضية أساء أدب الإنتخابات
- طاولة العراق للحوار الإقليمي
- الصراحة رأس سطر المستقبل
- قانون حماية الخرفان
- شر الدعاية ما يُضحك
- التحديات والمواجهة
- المواطن مسؤول أيضاً
- التسقيط والتسفيط
- الحسينية بداية لتحريك المناطق المنسية


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - أليسو حلاً لا مشكلة