أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !














المزيد.....


العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 10:38
المحور: القضية الفلسطينية
    



يجب علينا قول هذا ببساطة ونزاهة: هم على حق. ليس لديهم خيار آخر إلا أن يقاتلوا بأجسادهم وممتلكاتهم وسلاحهم ودمهم من أجل حريتهم. لا يوجد لهم خيار آخر سوى القسام والقذائف. ليس هناك طريق مفتوح أمامهم سوى العنف أو الاستسلام. ليس لديهم طريقة لاختراق أسوار حبسهم إلا بالقوة، قوتهم بدائية، وتثير الشفقة، تقريباً تمزق القلب. شعب يناضل من أجل حريته بالطائرات الورقية والأنفاق والمرايا والاطارات والمقصات والزجاجات الحارقة وقذائف الهاون ومواسير القسام، أمام آلة الحرب الأكثر تطوراً في العالم، هو شعب ليس لديه أمل. ولكن ليس لديه خيار آخر لتغيير وضعه إلا عن طريق سلاحه البائس.
عندما يكونون هادئين فان إسرائيل والعالم لا يهتمون بمصيرهم. فقط «القسام» أعاد كارثتهم الى الوعي. متى يسمعون في اسرائيل عن غزة؟ فقط عندما تقوم غزة بإطلاق النار. لذلك ليس لديهم خيار سوى إطلاق النار. ولهذا فان نيرانهم محقة، حتى اذا أصابت بصورة مجرمة مواطنين أبرياء، وألقت الرعب في قلوب سكان الجنوب، وكان ذلك غير محتمل من ناحية إسرائيل وبحق. ليس لهم سلاح أكثر دقة، لذلك ليس بالإمكان اتهامهم بالمس بالمدنيين: اغلبية قذائفهم تسقط في مناطق مفتوحة، ايضا هذا دون أن يقصدوا ذلك. يصعب اتهامهم باطلاق النار على روضة اطفال: هم بالتأكيد كانوا يفضلون سلاحا دقيقا يوجه لأهداف عسكرية، مثلما يوجد لدى اسرائيل التي تضرب بالمناسبة، الكثير من الأطفال. من الواضح أن عنفهم قاس مثل كل عنف. ولكن أي خيار لهم؟ كل محاولة مترددة لهم للسير في طريق اخرى، هدنة، تغيير القيادة، أو تغيير المواقف، تواجه على الفور برفض اسرائيل التلقائي. في اسرائيل يصدقونهم فقط عندما يطلقون. يوجد نقد واضح للضفة الغربية، هناك لا توجد «حماس» ولا «قسام»، بصعوبة بقايا «ارهاب». وماذا استفاد من ذلك محمود عباس أو شعبه؟
هم محقون، حيث إنه بعد كل حرف للانظار، التضليل، والاكاذيب في الدعاية الاسرائيلية، لم يعد هناك شيء يمكنه اخفاء الحقيقة الثابتة بأنه تم رميهم في قفص كبير الى الأبد. حصار لا يصدق، 11 سنة بدون توقف، وهو يمثل جريمة الحرب الكبرى في هذه الساحة. لا يمكن لأي دعاية اخفاء هويتهم، ماضيهم، وحاضرهم، ومستقبلهم. معظمهم يعيشون في قطاع غزة لأنهم لاجئون بسبب إسرائيل. اسرائيل طردت آباءهم من قراهم ومن اراضيهم. آخرون هربوا بسبب الرعب منها. وبعد ذلك لم يسمح لهم بالعودة، وهي جريمة لا تقل خطورة عن الطرد.
كل قراهم دمرت وخربت. لقد عاشوا طوال عشرين سنة تحت حكم مصر. وخمسين سنة تحت احتلال اسرائيل، الذي لم يتوقف عن التنكيل بهم بطرق مختلفة. عندما خرجت اسرائيل من غزة لاعتباراتها، فرضت عليهم الحصار. وزاد مصيرهم سوءاً. لم يكونوا أحراراً ولو ليوم واحد في حياتهم. ايضا لا يبدو هناك أمل بأن يكونوا كذلك، حتى الاطفال من بينهم. يعيشون على قطعة ارض من اكثر المناطق اكتظاظ في العالم التي اعلنت الامم المتحدة أنها لن تكون مناسبة للعيش فيها بعد سنة ونصف. ألا يكفي هذا كي نقف إلى جانبهم.
هم المحاربون الأخيرون للاحتلال الاسرائيلي. في حين أن معظم الضفة الغربية المحتلة تتصرف وكأنها رفعت أيديها، غزة لم تستسلم. دائما كانوا أكثر تصميماً وشجاعة من إخوانهم في الضفة، ربما بسبب أن معاناتهم أكبر. لا يوجد اسرائيلي واحد يمكنه أن يتخيل حياته في غزة. أو معنى العيش في واقعهم. لقد قيل كل شيء عن ذلك، ولم يشعر أحد. يوجد لديهم نظام حكم قاس وغير ديمقراطي، لكن اسرائيل لا يمكنها أن تلقي الذنب على «حماس». في الضفة يوجد نظام معتدل اكثر، ولا تعمل اسرائيل أي شيء من أجل إنهاء الاحتلال هناك.
في الأسابيع الأخيرة دفنوا 118 شخصاً، وبالنسبة لعدد السكان يعادل هذا 500 قتيل لدينا، وهم لم يتوقفوا في أي يوم عن النضال. إنهم على حق.
عن «هآرتس»



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي
- الإرهاب الذي في الشوارع والذي لا نسمع عنه
- أمريكا وأسرائيل ضدّ كل العالم
- فجأة ينادون بالمساواة
- مُعْجزةٌ تحدث في نابلس: حكاية مستشفى النجاح تحطّم كلّ القوال ...
- إسرائيليّون يقتلون إسرائيليين
- 15 رصاصة على ابن 15 سنة
- تخيّلوا أن نتنياهو اعْتُقِل في لندن
- أقتلوهم ، دمهم مهدور
- مُتْعةٌ أن تكون عربيًا
- لا يوجد شريك
- مات عربي. حسنا
- تمثيلية نتنياهو
- محمود درويش باق فينا ما حيينا
- بقينا مع الهذيان، ومع الكذب
- التمْر والقهوة السّادة للمحزونين على الطفلة التي قُتِلت بهكذ ...


المزيد.....




- اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من ...
- حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
- ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
- حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
- تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
- الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
- بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين ...
- تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
- -حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3 ...
- عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !