اسماعيل موسى حميدي
الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 03:35
المحور:
حقوق الانسان
تراجيديا
د.اسماعيل موسى حميدي
في حزيران عام 1982 .ذهبت الحاجة أم حمزة لزيارة ابنتها (أم نزار).. جلست العائلة في عصر ذلك اليوم المليئ بالاحساس في باحة البيت الصغرى التي تفيض بفرح أحفاد الجدة (ام حمزة).. الجدة التي تغرورق عيناها بحب احفادها، ابناء بنتها( أم نزار) وهم يجثون على اطراف فخذيها وهي تغازل سمرتهم بابتسامتها تارة وبمسح مقدمة رؤوسهم تارة أخرى.رائحة الهيل المنبعثة من قوري الشاي تعم البيت ،وقع قرع الملاعق باطراف اقداح الشاي تكسر الصمت الذي يعم المكان بين فينة واخرى ،العائلة تفيض بحب فطري والكل يدقق بملامح الجدة وانكسارات خديها وتجاعيد جبينها...أم حمزة تتحدث: لاينقص جلستنا سوى( حمزة).. حمزة ابنها البكر ، الشاب العشريني الذي ترك زوجته وحيدة بعد مضي ستة اشهر على زواجهما.. فقد التحق متجحفلا بجبهات القتال... في الريق غصة، وفي القلب لوعة، وفي الروح عصرة.
طارق يطرق الباب.. يخرج ابو نزار ...شرطيان من مركز شرطة المنطقة في عتبة الباب ...أبو نزار: الشرطة تدعوني للحضور الى المركز ..استئذنكم للذهاب ..بعد ربع ساعة عاد ابو نزار وشفتاه مطبوقتان وقد لف كفيه على بعض واطرق رأسه الى الارض ..فقد عاد بمعية (حمزة) ملفوفا بعلم ذي ثلاث نجمات ..أم حمزة تصرخ صرخة تهد بها كل مسكونات الكون لم ينته صدى صرختها إلا اليوم، 3/6/2018.فجر الـ18 من رمضان المبارك .ام حمزة .تقضي وتفيض روحها الى بارئها...الفاتحة.
#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟