|
لماذا توافق القرآن مع عمرضد أبى بكر؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 13:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا توافق القرآن مع عمرضد أبى بكر؟ طلعت رضوان باب أسباب النزول (أى الذى تناول فيه مفسروالقرآن شرح وتفاصيل الواقعة التى بسببها نزلتْ بعض الآيات) وهذا الباب المهم يكرهه ويُـعاديه كل الأصوليين الإسلاميين (لافرق بين مُـعتدلين ومُــتشـدين) لأنّ شرح أسباب النزول يكشف عن حقيقة يود أصحاب العاطفة الدينية (لوأنّ الأمربيدهم) لمنعوا قراءة الكتب التى تناولتْ هذا الباب من الفقه الإسلامى، ومن كل الدراسات والرسائل العلمية التى تتناول القرآن وأنّ الآيات العديدة التى فرضها الواقع تكشف عن أنّ القرآن كان مرآة وترجمة لهذا الواقع. وكان رواة الأحاديث الذين اعتمد عليهم البخارى، لديهم درجة عالية من الصدق مع النفس (سواء بسذاجة أوبغرض التمجيد والافتخار) وهم يحكون ما سمعوه من أحاديث قالها نبى الإسلام (بغض النظرعن صدقهم أوتلفيقهم) فمثلا آية التيمم عالجتْ شـُـح الماء فى الجزيرة العربية. وماذا يحدث فى حالة (الغائط) وملامسة النساء فيكون البديل التيمم وهوما نصّـتْ عليه الآية رقم 6 من سورة المائدة. والتيمم يكون بالتراب (الطاهر) أما سبب نزول تلك الآية: عن فلان عن فلان عن عائشة زوج النبى (أى زوجة النبى) قالت: خرجنا مع رسول الله فى بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء (أى الصحراء) انقطع عـُـقد لى فأقام رسول الله على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فأتى الناس إلى أبى بكرالصديق وقالوا: ألاترى ما صنعتْ عائشة، أقامتْ برسول الله وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبوبكرورسول الله واضع رأسه على فخذى، فقد نام. فقال: حسبتُ رسول الله والناس ليسوا على ماء وليس معهم ماء. فقالت عائشة: فعاتبنى أبوبكروقال: ما شاء الله أنْ يقول وجعل يطعننى بيده فى خاصرتى، فلايمنعنى من التحرك إلاّمكان رسول الله على فخذى. فقام رسول الله حين أصبح على غيرماء، فأنزل الله آية التيمم (حديث رقم334) وهذا الحديث رديىء الصياغة ركيك الأسلوب أرهق عقلى بسبب الاسهاب والانتقال من مشهد إلى مشهد، بينما العبرة بأسباب نزول آية التيمم، لم ترد صريحة ومباشرة، وعلى القارىء أنْ يستنتجها من كلام عائشة أنّ النبى نام على فخذها، فلماذا نزلتْ آية التيمم إلاّ إذا كان قد نال شهوته الجنسية وعليه أنْ يتطهر، ونظرًا لعدم وجود الماء نزلتْ آية التيمم. أما الحديث المروى عن عمربن الخطاب فهووثيقة دامغة على أنّ (الله) كان يستجيب لرغبات البشر. قال عمر: وافقنى ربى فى ثلاث ، فقلتُ يا رسول الله لواتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلتْ ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) وآية الحجاب قلتُ: يا رسول الله لوأمرتَ نساءك أنْ يحتجبن، فإنه يـُـكلــّـمهنّ البروالفاجر، فنزلتْ آية الحجاب. واجتمع نساء النبى فى الغيرة عليه فقلتُ لهنّ: من عسى ربه أنْ طلقكنّ أنْ يـُـبدلنه أزواجـًـا خيرًا منكنّ، فنزلتْ آية الحجاب (حديث رقم402) وهذا الحديث ورد فى أمهات الكتب التراثية، ولكن ما ورد فى صحيح البخارى جاء مبتورًا، حيث ذكرآخرون أمثال النسائى وابن ماجة وأنس بن مالك، أنّ (الله) وافق عمرفى مواقف أخرى، فمثلا عندما نزلتْ آية ((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)) قال عمر((تبارك الله أحسن الخالقين)) فنزلتْ ((فتبارك الله أحسن الخالقين)) (المؤمنون/ 14) وتوجد آية خامسة نزلتْ على لسان عمربن الخطاب، ذكرتفاصيلها ابن جريروابن المنذروابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى أنّ يهوديًا لقى عمرفقال: إنّ جبريل الذى يذكرصاحبكم عدولنا. فقال عمر((من كان عدوًا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال، فإنّ الله عدوللكافرين)) (البقرة/98) وقد أسهب السيوطى فى ذكرتفاصيل تلك الواقعة، وأهم ما ذكره أنّ عمرقال ((ثم أتيتُ النبى وأنا أريد أنْ أخبره، فلما لقيته قال: ألا أخبرك بآيات نزلتْ علىّ؟ فقال عمر: بلى يا رسول الله فقرأ ((من كان عدوًا لجبريل..إلخ)) فقال عمر: يارسول الله. والله ما قمتُ من عند اليهودى إلاّ إليك لأخبرك بما قالوا لى، وقلتُ لهم فوجدتُ الله قد سبقنى)) (المصدر: أسباب النزول للواحدى النيسابورى ص17، 18) أما أهم واقعة حدث فيها التوافق التام بين (الله) وعمر، فهى الواقعة التى عالجتْ موضوع أسرى غزوة بدر، حيث استشارالنبى أبا بكر، فأشارعليه بالرفق بهم مع أخذ الفدية منهم، بينما رأى عمرضرورة ضرب أعناقهم، تجاهل النبى رأى عمروأخذ رأى أبى بكر، واستلم (الفدية) من أهالى الأسرى ثم أطلق سراحهم، ثم كانت المُـفاجأة التى أسعدتْ عمر، حيث استجابتْ السماء لرأيه وأيـّـدتْ موقفه من ضرورة قتل الأسرى. وفى حديث عن ابن عمرقال فيه: استشارالرسول فى الأسرى فقال أبوبكر: هم قومك وعشيرتك، فخلّ سبيلهم. واستشارعمرفقال: اقتلهم، ففاداهم رسول الله. فنزلتْ ((ماكان للنبى أنْ يكون له أسرى حتى يــُـثخن فى الأرض تــُـريدون عرض الدنيا والله يـُـريد الآخرة)) (الأنفال/ 67) وذكرالفخرالرازى الحديث بشىء من التطويل وجاء فيه ((فقام عمروقال للرسول: كذبوك (أى الأسرى) وأخرجوك فاضرب أعناقهم، فإنّ هؤلاء أئمة الكفر. وإنّ الله أغناك عن الفداء، فمكــّـن عليًا من عقيل وحمزة من العباس، ومكــّـن من فلان فينتسب له فنضرب أعناقهم)) ولكن الرسول مال إلى قول أبى بكر. وكان تعليق الراحل الجليل خليل عبد الكريم على موقف عمربأنْ كتب ((ولاندرى كيف يـُـواجه الإمام على رضى الله عنه وكــرّم وجهه إخوة عقيل وأسرته لوقتله؟ وكيف يـُـصبح موقف حمزة من أم الفضل (زوجة العباس) وأولادها منه لونفــّـذ مشورة عمر، وقتل أخاه الذى هوفى ذات الوقت عم (يس/ ياسين) الذى أفزعته تلك المشورة فقال لصاحبها (أى لعمر) أتأمرنى أنْ أقتل العباس؟ فقال عمر: ويلٌ لعمرثكلته أمه)) (المصدر: التفسيرالكبير- الفخرالرازى– المجلد السابع – ج 14 – ص 538، 539) ونقل القرطبى ذات الحديث. وكان عمريقول ((كان الاثخان فى القتل أحب إلىّ)) (النيسابورى– نقلا عن خليل عبد الكريم فى كتابه " النص المؤسس ومجتمعه " – السفر الأول – دارالمحروسة– عام 2002- ص 236، 237) وقد تعمّـدتُ نقل ما ورد فى أحاديث أخرى غيرالتى أوردها البخارى، من منطق أهمية قراءة مجمل الكتب التى أوردتْ الأحاديث، حتى تكون الصورة مـُــكتملة. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإله بعل فى الأساطير والعهد القديم والقرآن
-
أكذوبة محاربة الإرهاب والخداع الأمريكى
-
هل يمكن التنبؤبأمراض التعصب الدينى؟
-
مفارقات الصراع العربى/ العربى
-
التوراة والقرآن وتشريعات العصرالمُسمى بالجاهلى
-
النص القرآنى ومشكلات التأويل
-
تصريح وزيرة إسرائيلية لتوطين الفلسطينيين فى سيناء
-
الفلسطينيون وتجربة الهنود الحمر
-
مغزى تحريض اليهود على قتل السيد المسيح
-
كشف المستور عن العلاقات السعودية / الإسرائيلية
-
الصراع السعودى/ الإيرانى: والضحية الشعب اليمنى
-
مدارس الفقه والمزايدة على القرآن
-
الفنان بقشيش وأرملته إيزيس العصرية
-
الصين وكيف حاربت الإرهاب
-
هل التطبيع الساداتى / الإسرائيلى ملزم وأبدى؟
-
جمهورية أفلاطون الطوباوية
-
الشهورالسابقة على يوليو1952 ثقافيا وسياسيا
-
متابعة كتب التراث العربى / الإسلامى
-
ما الفرق بين الكهنوت الإسلامى ووزيرالتعليم؟
-
أهمية قراءة كتب التراث العربى/ الإسلامى
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|