أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - قيمة الذات العربية - بمناسبة اليوم العالمي للطفل














المزيد.....

قيمة الذات العربية - بمناسبة اليوم العالمي للطفل


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 05:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الذات العربية تكاد تتآكل من أطرافها رغم محاولات الفئات الواعية والمثقفة لرص الصدع لهذه الذات . إن تهميش الذات العربية يأتي أحياناً من خارجها إبتداءاً بالسلطات المتعاقبة والتي تحكم وتقرر من يموت ومن يحيى ، من يغتني ومن يفتقر وإنتهاءاً بمصالح الإحتكارات العالمية التي تحاول فرض إنتاجها الصناعي والزراعي لقاء النفط والغاز وتحجيم النهضة الصناعية والزراعية المحلية .
إن الحاضنة الأساسية لبؤس الذات العربية هو ذواتنا أنفسها . فالهوس بكل ما هو سلفي ومحاولة إعادة التاريخ بحذافيره هو ما يجعلنا نراوح مكاننا .
إن أوربا الحديثة قد إستفادت من تاريخها الإقتصادي والعلمي والعسكري وتاريخ الحروب العالمية والمحلية لكنها تعدتها بكثير وأطلقت العنان للذات الأوربية لكي تفكر بمعزل عن كل السلطات ، فلا سلطة فوق سلطة العقل وعرفت الكنيسة مكانها كما عرفت المؤسسات العلمية والإقتصادية ، كل يُهرول إلى الأمام ، وإن نظر إلى الخلف فلكي يرى هفواته . لكننا وللعجب نسير إلى الأمام ووجوهنا إلى الخلف ويؤكد ذلك ما حصل في كل المدن العربية ، في القاهرة أو دمشق أو بغداد أو صنعاء أو الموصل .
لو نظرنا إلى المدن التي خرج منها داعش أو لا زال فيها لوجدنا الخراب العقلي والعلمي والإقتصادي يسيران معاً ، فهناك المئات من الأطفال الذين فقدوا عوائلهم وأجزاء من أجسادهم في هذه المدن لا يلتفت أحد إليهم ولا يعوضهم عما فقدوه . شاهدت ذات يوم فيديو قصير لطفل عراقي من مدينة الرمادي كان إسمه ( غيث ) لكنه كان يقفز كعصفور صغير وهو في السابعة من عمره بقدم واحدة ، يتنقل بسرعة وبنشاط طفولي على أرض جرداء لم يمسها الغيث منذ سنوات . كانت الحكومة تفكر ومنذ ٢٠١٥ بأن تهبه ساق صناعية لكي يذهب بها إلى المدرسة لكنها لا زالت تفكر ، ولا عجب في هذا لأن في مدينة الموصل هناك ٤٠٠٠ جثة تحت الأنقاض وحوالي ٢٠٠ ألف مفقود وأكثر من مليوني لاجيء بدون مأوى ، ولا زال هؤلاء أيضاً على لائحة الإنتظار .
حسب تقرير منظمة ( إنقذوا الأطفال ) أن في ٢٠١٧ قد مات في اليمن ٥٠ ألف طفل من الجوع والمرض وأن هناك ١٥ مليون طفل لا يعلمون إن كانوا سيتناولون وجبتهم التالية أم لا ، وأن هناك ٣٥٠ ألف طفل سوري قد قتلوا منذ إندلاع الحرب السورية ، وأن هناك أكثر من نصف مليون قتيل .
لو فتحنا قائمة الإستيرادات العربية من الغرب لوجدنا أن القليل منها هو المعدات الصناعية والزراعية ومصانع الأغذية والتعليب ، لكن الكثير منها هو إستيرادات السلاح ، والسلاح أولاً وآخراً . لقد نشر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام إحصائية عن الإنفاق العسكري في العالم وكانت إحدى الدول العربية هي الثالثة في الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة والصين وهي السعودية ، فقد كان إنفاقها العسكري ٦٩،٤ مليار دولار في العام الماضي ، أما العراق فقد كان ٧،٤ مليار دولار ، أما السودان ٤،٣ مليار دولاد .
إن بنظرة سريعة وبديهية يستطيع القاريء أن يتساءل ، أما كان أولى أن تصرف هذه المليارات لإنشاء المصانع والمزارع الحديثة وأن تُطعم إن قيمة حياة الفرد العربي لم تعد تساوي ثمن رصاصة واحدة سواء كان هذا الفرد طفلاً أو عجوزاً حيث يدخل الآلاف من الأطفال في مطحنة الدواعش والحوثيين كجنود قسريين لا يتعدى طولهم أطوال بنادقهم ، وتملأ أفواههم بدل الحليب حبوب الهلوسة فيمشون إلى حتفهم غير عابئين . وقد شمل هذا آلاف النساء فهن ما بين قوانين الموروث الثقافي السلفي أو قوانين داعش والتنظيمات السلفية الأخرى ، فهي تُزوج قسراً وتُجند قسراً وتصبح محضية قسراً . قرأت قبل أيام أن إحدى القاصرات السودانيات قد خُطبت لرجل وهي في السادسة عشرة ثم زُوجت قسراً في التاسعة عشرة ، وقد إستعان الزوج بأقاربه في ليلة الزفاف بمعاشرتها ، وحينما تكرر الأمر قامت الفتاة بقتل هذا الزوج ، وحُكمت بالإعدام شنقاً ، ثم قرأت بعدها بأن شيخاً من شيوخ ( الخلوة ) قد قام بإغتصاب عشرة أطفال ولم يُحكم هذا الشيخ إلا بخمس سنوات ، فهل نجرؤ بعد هذا أن نتحدث عن كرامة الذات العربية ، فنحن لا نقيم وزناً لحياة الفرد ونضع أسباب واهية لإلغاء ذواتنا . وها نحن نحاول إستكشاف المريخ ونبذل الملايين لهذا ونحن لم نتعلم بعد السير على الأرض ، حكمنا على أنفسنا أن نحبو دائماً والعالم يهرول ونُكتف أيدي وأفواه الصحفيين والفنانين والناشطين وكل من ينطق بالحقيقة ، ثم نحلم بعدها بعصور الخلافة الذهبية ، أي شرخ هذا في ذواتنا . بها الأفواه الجائعة في اليمن وسوريا والعراق والسودان .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب الحرية المظلم
- أطفال التوحد هم نتاج صراعاتنا
- قراءة نقدية للمجموعة القصصية ( غسل العار ) للقاصة صبيحة شبر
- حين بكى البابا على فقراء المسلمين .
- الإرجوحة
- لونوا العالم بالبرتقالي
- حين ضاعت المرأة العراقية على طاولة الصراع البرلماني
- الأطفال وقود النزاعات
- لماذا نقتل أطفالنا
- الجذور التحتية للقاعدة وداعش
- أمهات الدواعش
- واقع المرأة العربية المعاصرة
- قراءة نقدية لكتاب قواعد العشق الأربعون
- الولد الذئبي
- عرس الدم في الموصل
- لماذا تُختن المرأة في المجتمعات الشرقية
- لماذا يُدمن الشاب العراقي على المخدرات
- حينما يُظلِم المرء من الداخل هل يبحث عن البريق
- لماذا يضع الإرهابيون اللثام
- جيل الملاجيء


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - قيمة الذات العربية - بمناسبة اليوم العالمي للطفل