|
الفاشية الجديدة : الحلف الصهيوني لنتنياهو و ترَمپ و آل سعود 4-10
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 23:50
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يقطع نص الملك فيصل بن عبدالعزيز المقتبس في الحلقة السابقة بإدراكه لحقيقة أن "مصير" طغمة آلسعود في استمرار تسلطهم الفاشي المطلق على شعب المملكة عبر إرهابه و تجهيله و إفقاره إنما "يستمد قوته من نفس الأهداف التي تربط أمريكا بأسرتنا و بالاعتماد علينا في العالمين العربي و الاسلامي كقوة كبرى تحمي المصالح المشتركة و تكافح الشيوعية" . حجر الزاوية في نص فيصل بن عبد العزيز هذا واضح وضوح الشمس في رسم خارطة التوازنات الجيوسياسية المطلوبة ضمانها إمبريالياً في الشرق العربي و الإسلامي . لدينا هناك أولاً المصالح الستراتيجية و الاقتصادية للإمبراطورية الأمريكية الكبرى زعيمة الإمبريالية العالمية في المنطقة . هذا هو الطرف الأول و اللاعب الأساس في تقرير مصائر كل شعوب المنطقة . و لحماية هذه المصالح الستراتيجية للإمبراطورية العظمى ثانياً ، فإن الأخيرة تحتاج إلى "دول عازلة" في المنطقة تضطلع بوظيفتها الوجودية الأساسية : كلب الحراسة الإمبريالي ضد "أعداء الإمبراطورية" ، و هما الحليفان : السعودية "زعيمة العالم العربي الإسلامي ، كذا !" و اسرائيل ربيبة الحركة الصهيونية العالمية . الحليفان الأخيران المزروعان زراعة اصطناعية في المنطقة للغرض الوحيد المتمثل بحماية مصالح الامبراطورية الكبرى يتقاسمان العمل فيما بينهما للاضطلاع بواجبهما ككلب الحراسة المحلي الوفي القوي : الذراع العسكري هو اسرائيل مع الأصدقاء من زعماء الحرب للأقليات العرقية و الطائفية في البلدان العربية و الإسلامية ، و الذراع التمويلي هم طغمة آلسعود الناهبة لمليارات البترودولار العربي بغية تدمير بلدان العرب و المسلمين و احتلال أراضيهم . و لما كان هذا الحلف السياسي الاقتصادي العسكري هو بأمس الحاجة لتخليق الأعداء على نحو دائم ، فإن هؤلاء الأعداء الذين يهددون وجوده هم – طبقاً لنص و فص فيصل عبد العزيز هذا – الشيوعيون و القوميون العرب و الشعب الفلسطيني لكونهم من حملة : " المبادئ التي لا تتصدى لها الأسرة السعودية إلا لكونها لافتات طريق الشيوعية العدوة اللدودة (كذا!) للجميع الساعية لابتلاع المصالح المشتركة التي تربط الجميع ." و لكن ما هي المتطلبات التي تكفل دوام اضطلاع الكيانين المصطنعين محلياً بدورهما "كلباً" لحراسة المصالح الإمبريالية ؟ الجواب واضح : ضمان التفوق العسكري لجيش العدوان الاسرائيلي بحصر حيازة آخر منتجات الأسلحة المتطورة و أسلحة الدمار الشامل الكتلوية في المنطقة به ، و ضمان الزعامة الدائمة لطغمة آل سعود على العالم العربي و الإسلامي . و ذا أمر طبيعي في ضوء كون الإمبراطورية الأمريكية العظمى هي أقوى إمبراطورية شهدها التاريخ ، لذا ، فلا بد لكلاب حراستها المحلية أن تتملك الأسنان الكتلوية ، و العيون الحرارية الشاوية ، و النباح الآمر الناهي المطاع . الآن نأتي إلى أهم سؤال و الذي توضح الإجابة عليه كل ما حصل و ما سيحصل من حروب داخلية و خارجية في الشرق الأوسط الحديث : كيف يتولى كلبا الحراسة المحليين – السعودية و إسرائيل – حماية المصالح الإمبريالية للإمبراطورية العظمى في المنطقة ؟ الجواب : بشن الحروب الاستباقية المباشرة أو بالوكالة ضد كل الدول الكائنة حولهما و في المنطقة ممن قد يمكن أن "تزعج" اضطلاعهما بالدور المبرر لوجودهما المستند على التفوق العسكري الكاسح للآلة العدوانية الإسرائيلية و الزعامة السياسية السعودية على العرب و المسلمين ، سواء جاء هذا "الإزعاج" المفبرك أتٍ من طرف جمال عبد الناصر أم صدام و من جاء بعده أم القذافي أم علي عبد الله صالح أم مرسي أم الأسد أم أردوغان أم الحوثيين أم القطريين أم إيران ! المطلوب هو اصطناع كباش الفداء في كل حين ، أما مهمة تلصيق اليافطات الجاهزة حسب الطلب بتلك الكباش المختارة فهي أمر يسير : الشيوعية و القومية و الوحدة العربية و عودة الفلسطينيين البارحة ؛ و تصنيع الحروب الأهلية بين مكونات الشعب الواحد ، و آخرها الشحن الطائفي بين السنة و الشيعة اليوم . السؤال هو : متى أصبح السنة أعداءً للشيعة – و هم إخوان في الدم و الدين منذ ألف عام ؛ وهم العم و الخال مع ابن الأخ و الأخت ؟ و متى أصبح "الإخوان الوهابيون" – الذين دأبوا على تكفير و ذبح كل علماء السنة و أهلها في نجد و الحجاز طوال قرنين – و حلفائهم الصهاينة من "أنصار أهل السنة" ؟! الجواب : حصل هذا عندما أصبحت الإمبريالية الأمريكية حريصة على تحويل كلاب حراستها لطغمة آل سعود من مقاطيم العرب إلى السادة على العالم العربي و الإسلامي بغية محاربة الشيوعية البارحة – حسب اعتراف فيصل بن عبد العزيز – و الشيعة اليوم ، حسب اعتراف الملك سلمان . ثم ، متى كان العرب في العراق و الشام و فلسطين و مصر و المغرب العربي أعداء لأبناء عمومتهم اليهود ممن ساكنوهم ثلاثة آلاف سنة متواصلة ؟ الجواب : عندما اصطنعت الصهيونية العالمية هذا العداء بتحويلها فلسطين و القدس من محج مقدس لليهود – مثلما هي للمسيحيين و للمسلمين ، ومثل مكة للمسلمين – إلى أرض للميعاد الموهوم على حساب تقتيل و تشريد أهلها الفلسطينيين خدمة للمصالح الإمبريالية في المنطقة . فرِّق تسد . لتطالع القارئة و القارئ الكريم كل صفحات التاريخ للشرق الأدنى الحديث ، و لن تجدوا في غير هذا تفسيراً معقولاً لأكبر الجرائم التي تقترف بحق البشرية و المتمثلة بإشعال أتون الحرب العالمية الثالثة القائمة ضد المسلمين حصراً : التركز المشهود لأغلب الحروب المباشرة أو بالنيابة في كل العالم طوال على الأقل الستين عاماً الماضية على بقاع العالم العربي و الإسلامي بأشد كثيراً عن غيرها من بقاع العالم و ذلك بالضبط لتحقيق الهدف الذي تحدث عنه الملك فيصل بن عبد العزيز في نصه السابق : ضمان زعامة طغمة آل سعود و الكيان الصهيوني على الشعوب العربية و الإسلامية في المنطقة خدمة للمصالح الستراتيجية لإمبريالية الإمبراطورية الأمريكية العظمى ، و أهمها استمرار تدفق النفط الرخيص منها . إليكم "جردة" سريعة لوقائع الحرب العالمية الثالثة السعودية-الاسرائيلية ضد العرب و المسلمين في بلدان آسيا و أفريقيا منذ عام 1962 إلى اليوم :
1962-1970 الحرب الأهلية في اليمن الشمالي 1962-1970 / ثورة ظفار في عُمان 1963 / الانقلاب البعثي الأسود في العراق 1967 / عدوان (5) حزيران الصهيوني على مصر و سوريا و فلسطين و الأردن و لبنان 1970–1971 / مجازر أيلول الأسود في الأردن 1975–1990 / الحرب الأهلية اللبنانية 1973- 1998 / حروب صدام ضد أكراد العراق 1978 / عملية الليطاني : الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين في لبنان 1978- 2003 / إعدامات صدام للمعارضة السياسية السلمية 1979–1983 / ثورة الأحساء و القطيف 1979- 1989 / الحرب الأمريكية – السعودية – الباكستانية ضد أفغانستان 1979/ احتلال جماعة جهيمان للحرم المكي 1979–1982/ حركة الإخوان المسلمين في سوريا 1980–1988 / الحرب العراقية الإيرانية 1982 / الاحتلال الصهيوني للبنان 1985 – 2000 / العدوان الصهيوني و جيش انطوان لحد ضد جنوب لبنان 1986 / حرب اليمن الجنوبية 1987 / مجزرة الحجاج الإيرانيين في مكة 1987-1993 / الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الصهيوني 1989-1993 / الحرب الأهلية الأفغانية 1990–1991 / حرب الخليج الثانية 1991- 2002 / الحرب الأهلية في الجزائر 1991- لحد الآن / الحرب الأهلية الصومالية 1991 / الحرب الأهلية اليمنية 1992-2001 / الحروب الأهلية الأفغانية 1995 / حركة مقاومة سلطة آل سعود 1998 / حرب فرض منطقة حظر الطيران في العراق 1999- لحد الآن / الحرب الأهلية في نيجيريا 2000-2005 / الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الصهيوني 2001- لحد الأن / حروب الاحتلال الأمريكي لأفغانستان 2002- لحد الآن / الحرب الأهلية في مالي 2003–2011 / حروب احتلال العراق 2003- لحد الآن / الحرب في دارفور 2004–2014 / الانتفاضة الحوثية في اليمن 2006 / العدوان الصهيوني على لبنان 2008-2009 / الحرب الصهيونية الأولى ضد أهل غزة 2009–2015 / حرب اليمن الجنوبي 2010–2015 / الحرب ضد القاعدة في اليمن 2011- لحد الآن / الحرب بالوكالة بين السعودية و إيران 2011- 2014 / الأزمة المصرية 2011- لحد الآن / حرب الناتو و وكلائه في ليبيا 2011 / الانتفاضة البحرينية 2011 / الحرب الأهلية في اليمن 2011 – لحد الآن / الحرب الأهلية في سوريا 2011–2017 / حرب داعش في لبنان 2012 / الحرب الصهيونية الثانية ضد أهل غزة 2014 / الحرب الصهيونية الثالثة ضد أهل غزة 2014–2017 حرب داعش في العراق 2015– لحد الآن / الحرب السعودية الإماراتية ضد اليمن 2017 / النزاع الكردي-العراقي 2018/ الحرب الصهيونية الرابعة ضد أهل غزة
إلخ .. و البقية على الأبواب .
في كل الحروب أعلاه ، و بعضها متواصل ، و غيرها عديد ، و القادم أشر ، تشتغل كل من اليد السعودية و الإسرائيلية دوماً معاً بشكل مباشر أو غير مباشر للقضاء على هذا النظام السياسي أو ذاك ، أو على الأقل إضعافه بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية ، لحساب ضمان المصالح الإمبريالية الأمريكية الستراتيجية في المنطقة ، و لكي تسودا سياعسكرياً على بقية شعوب المنطقة .
يتبع ، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفاشية الجديدة : الحلف الصهيوني لنتنياهو و ترَمپ و آل سعود
...
-
الفاشية الجديدة : الحلف الصهيوني لنتنياهو و ترَمپ و آل سعود
...
-
الفاشية الجديدة : الحلف الصهيوني لنتنياهو و ترَمپ و آل سعود
...
-
تَرَسْمُل المُتَمَرْكِس : عصام الخفاجي أنموذجاً /16-20
-
تَرَسْمُل المُتَمَرْكِس : عصام الخفاجي أنموذجاً /15-20
-
تَرَسْمُل المُتَمَرْكِس : عصام الخفاجي أنموذجاً /14-20
-
تَرَسْمُل المُتَمَرْكِس : عصام الخفاجي أنموذجاً /13-20
-
َترَسْمُل المُتَمَرْكِس : عصام الخفاجي أنموذجاً /12-20
-
ترسمل المتمركس : عصام الخفاجي أنموذجاً / 11-20
-
تداعيات في وقت الفراغ
-
الأرنب و السلحفاة
-
الجيف بروائحها ، لا بألوانها
-
انحناءة إجلال للبلاشفة في مئوية ثورة اكتوبر / 5-5
-
انحناءة إجلال للبلاشفة في مئوية ثورة اكتوبر / 4-5
-
انحناءة إجلال للبلاشفة في مئوية ثورة اكتوبر / 3-5
-
المنهج البنيوي في العلوم الاجتماعية (5-5)
-
المنهج البنيوي في العلوم الاجتماعية (4-5)
-
المنهج البنيوي في العلوم الاجتماعية (3-5)
-
المنهج البنيوي في العلوم الاجتماعية (2-5)
-
المنهج البنيوي في العلوم الاجتماعية (1- 2)
المزيد.....
-
-لمعالجة النفايات-.. هل تنجح بغداد ببناء مطامر صحية لحماية ا
...
-
مبعوث أممي يقترح تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب والبوليسار
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 574
-
مبعوث أممي يقترح تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب والبوليسار
...
-
م.م.ن.ص// متابعة الرفيقة سميرة قاسمي في حالة اعتقال وايداعها
...
-
اقرا الاشتراكي
-
رغم معاناتهن.. السودانيات الأجدر بالمقاومة سلمًا وحربًا
-
انقذوا شمال غزة من الموت بالجوع والقصف
-
الشرطة تفض احتجاجًا لأهالي جبل تقوق النوبية
-
الفصائل الفلسطينية تدين العدوان الأمريكي البريطاني الجديد عل
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|