أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلام علي موحان - النزاهة اولى شروط الحكم- الجلبي نموذجا















المزيد.....

النزاهة اولى شروط الحكم- الجلبي نموذجا


سلام علي موحان

الحوار المتمدن-العدد: 423 - 2003 / 3 / 13 - 01:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


يبدوا أن مقولة دوام الحال من المحال تنطبق على السياسة اليوم مكثر من انطباقها على حالات أخرى , وهذه المقولة الشهيرة ذكرتني بشكل مباشر وسريع بحال السيد احمد الجلبي . وهنا لا أريد الدخول في تفاصيل كثيرة ومملة , لابل سمجة عن معطيات هذا الرجل وفي هذا الظرف الحساس والضيق فيما يخص العراق . وبما ان استمرار الحال من المحال , فأن الجلبي وكما تذكر الأخبار , أصابته هذه الأيام لوثة التخريف واخذ يمارس هوايته التي تركها من امد بعيد , وهي هواية المصارعة . وحسب صديق قديم فان الجلبي كان مولعا بالضرب تحت الحزام بالرغم من معرفته أن الضرب بهكذا طريقة يعتبر محرما .
السبب الذي أعاد الجلبي الى هوايته القديمة بالضرب تحت الحزام , هو الشعور الذي اخذ يلازمه هذه الأيام بقوة وهو شعور الحرمان من الحضن الدافئ للام أمريكا  , حيث تورد المعلومات المتحصلة من مصادر المعارضة العراقية , أن السيد الجلبي قد غلب حماره وان الأمريكان قد أداروا له ظهورهم بعد ان كان يتصور انه سيكون ابنها البار في حكم العراق .
أذن لنصبر قليلا ولنفتش عن الأسباب والأسرار والخفايا وراء هذا الانقلاب الدموي والشرس عليه.
قبل العام 1996 اتهم الجلبي بانه كان العقل المدبر لإفلاس بنك البتراء , وبعد العام 1996 شهد المؤتمر الوطني بقيادته انسحابات من قبل الأحزاب المنضوية للمؤتمر , وكانت الأسباب وقتها هي عدم تمتع المؤتمر بشفافية مالية . بعد ذلك أفلس المؤتمر واصبح الأعضاء مثل الأيتام على مائدة اللئام , ولسوء الحظ شاهدت شخصيا أعضاء المؤتمر وهم يتوسلون أهلنا في شمال العراق كسرة الخبز واستكانة الشاي فيما الجلبي وزمرته المحيطة به يمخرون كازينوهات فرنسا وبريطانيا . ولا أحد يعلم حتى هذه الساعة أين اختفت أموال المؤتمر . بعد ذلك بأعوام منحت الدولة الأمريكية أموالا أخرى للمؤتمر , لكن هذه الأموال اختفت هي الأخرى , فاصبح هناك شك كبير, لابل اعتقاد راسخ ان السيد الجلبي استولى على هذه الأموال بطريقة أو أخرى , وبرغم الدهاء المالي للأمريكان فانهم لم يستطيعوا العثور على أموالهم التي صرفوها .
لم يتوقف الأمريكان عند هذا الحد وقدمت منحة جديدة من وزارة الدفاع الأمريكية , لكن هذه المنحة اختفت هي الأخرى ولايعلم أي شخص اين وكيف تم تحويلها الى حسابات السيد جلبي . ومرة أخرى لم يستطع الامريكان معرفة الكيفية التي استطاع الجلبي  فيها تجيير المبالغ لحسابه الخاص . سأم الامريكان من هذه الألاعيب المريره فوضعوا شروطا لصرف الأموال وقدموا من جديد أموالا تقدر قيمتها ب 50 مليون دولار , وكان الامريكان يشعرون هذه المرة بأنهم قد حاصروا الجلبي ويستطيعون السيطرة على أموالهم وبالتالي يعرفون اين وكيف تصرف هذه الأموال , لكن المضحك المبكي ان الامريكان وبعد فترة بسيطة اكتشفوا مرة أخرى انهم خدعوا , وحينما طالبوا الجلبي بالفواتير عن المبالغ المصروفة , اكتشفوا ان السيد قد تلاعب بها بشكل كبير ومن ثم اختفت الأموال فجأة وانهار الامريكان أمام لصوصية واحتراف الجلبي على السرقة .
كان الجلبي يلح في كل مقابلاته مع الامريكان على ضرورة توفير أموال للمؤتمر خاصة بعملياته داخل العراق , وكان الامريكان اشد حذرا من كل المرات السابقة . كان الجلبي يقول للأمريكان ان لديه وكلاء وعملاء داخل العراق ويريد ان يصرف لهم الأموال ولان العمل داخل العراق سري فانه لا يستطيع تزويد الامريكان بأسماء العملاء والوكلاء , لكن الامريكان أحسوا باللعبة وادركوا ان أموالهم سوف لا تذهب الى هؤلاء الوكلاء إنما الى جيب الجلبي الخاص , أيضا يعرف الأمريكان بالحجم الحقيقي للجلبي ويعرفون تمام المعرفة ان لا أحد للجلبي داخل العراق وليس له أي قاعدة هناك, ووفقا لهذا اشترطوا عدم صرف أموالهم على ما يسمى بعمليات المؤتمر داخل العراق واشترطوا الصرف على وسائل الأعلام خارج العراق وهو العمل الذي سيكون دائما وفقا لمعايير المحاسبة النزيهة . وبالرغم من هذا استطاع الجلبي ( لفط ) الأموال واعلن الامريكان من جهتهم وقفا للتمويل.
أتذكر من ضمن ما أتذكره ان للجلبي في مدينة اربيل ثمة أستوديو للتصوير , وكان هذا الاستوديو يزور لحساب الجلبي عبر عمليات مونتاج صورا عن نشاطات الجلبي داخل بغداد من مثل لصق بيانات معارضة على حيطان بغداد وكانت عملية التصوير والمونتاج  كما قنا سابقا  تتم كلها داخل الاستوديو , بعد ذلك تذهب الصور الى الامريكان على اعتبار ان نشاط المؤتمر وصل لمدينة بغداد والدليل هذه الصور . لكن حبل الكذب قصير وفضح العملية أحد أعوان الجلبي نفسه في شمال العراق وبعد ان استولى – الجلبي- على أموالهم ورزقهم وتركهم في الشوارع ضائعين يكفرون باليوم الأسود الذي تعاونوا فيه معه ومن ضمن هؤلاء سائق الجلبي الخاص  في مصيف صلاح الدين.
لم يكتف الجلبي بكل صولات النهب هذه بل اخذ يمارس اللصوصية باحتراف بارز على الأحزاب السياسية في شمال العراق وتتذكر الأحزاب الكردية  بألم كيف استولى الجلبي على أموالهم واضطرت بعض الأحزاب او كانت على وشك الإفلاس لولا تدخل الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني من اجل إنقاذ الموقف .
الجميع في شمال العراق من أحزاب سياسية وشخصيات كردية مرموقة وشيوخ عشائر ووجهاء , تعرضوا الى محاولات النصب هذه , واصبح للجلبي ضحايا كثيرون والقائمة طويلة بدءا من الامريكان والبريطانيين وانتهاءا بمحلات البقالة في مصيف صلاح الدين مرورا طبعا بالأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية وغيرهم الكثير . الذي يحسب لصالح الجلبي هو قدرته البهلوانية على اللعب على الحبال , وبما ان حبال الكذب قصيرة دائما , فان الماما أمريكا ووفقا لحسابات معينة تتعلق بالنزاهة خاصة ان العراق مقبل على إعادة بناء. أبعدت الجلبي عن أي منصب مرتقب وذلك خوفا من( تشفيطه ) كل أموال العراق لصالحه , وهذا يعني فضيحة سياسية للأمريكان يمكن لها ان تؤثر على المستقبل السياسي للرئيس بوش نفسه .
رهان الجلبي الآن على الإدارة الأمريكية أصابه العطب والإدارة الأمريكية لاتفكر الآن بشخصية من مثل شخصية الجلبي لها تاريخ ملوث بالسرقات وقلة النزاهة ان لم يكن انعدامها , ووفقا لهذا عاد الجلبي الى رياضته القديمة والمتمثلة بالضرب تحت الحزام , حيث اخذ يكيل الضربات لشخصيات وطنية عراقية و اخذ يستعمل سلط المال من اجل التحريض حيث يمتلك الجلبي مجموعة محددة من الصحافيين الغربيين المدفوعة الأجر  يستعملهم من اجل التشهير بهذه الشخصيات دون وجه حق وبمعلومات مفبركة وكاذبة , وهو حينما يشن حملاته الإعلامية على هذه الشخصيات فانه ينطلق من افتراضات معينة هدفها تحطيم هذه الشخصيات من اجل ان يبقى اللاعب الأساسي أمام الامريكان وهدفه معروف مسبقا وهو الوصول الى ( حنفية العراق المالية ).  لكن الجلبي تناسى على الأغلب عامدا ان المرحلة قد تغيرت تمام والأمريكان ليسوا بحاجة الى شخصية ( تشفيطية ) بل بحاجة الى شخصيات تتمتع بمصداقية ونزاهة على مستوى الشعب العراقي وهذه الشخصيات يجب ان تتوفر لها الأيادي البيضاء والنزاهة والشفافية وهي صفات لا يتمتع بها الجلبي للأسف .   



#سلام_علي_موحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلام علي موحان - النزاهة اولى شروط الحكم- الجلبي نموذجا