أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شذى احمد - الرمادي














المزيد.....

الرمادي


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 11:54
المحور: الصحافة والاعلام
    


ربما لم نلد بجينات الخيار الرمادي. علنا لم نكن احرارا لكي نختار الرمادي حزبا. طريقا..خيارا، ومن ثم منهجا في الحياة

به نختار في مجالات حياتية شتى. في البداية بالبيت عندما نربى على ان الرمادي رديف الرحمة وحسن التربية .. الكياسة واللطف في التعامل، فنتنازل عن حقوقنا من اجل حماية اخر بحجة التضحية والايثار.

في المدرسة قد نصادف عشرات المواقف التي تنبت فينا جذور الرمادي. لانهم يعلموننا بطرق مباشرة ام غير مباشرة بان الرمادي خيار الصالحين من الاولاد!. فنتحمل احيانا كثيرة تبعات اخطاء الاخرين من اقراننا.
ونكبر وتحيطنا فروع الرمادي الممتدة مثل الحشائش الضارة التي لا تحتاج الى رعاية بل تتولى العناية بنفسها للتكاثر … تحيطنا من كل جانب.

حتى اذاما بلغنا اشدنا ودخلنا معترك الحياة كنا مصبوغين بالرمادي لونا لجلودنا التي لا تغفلها عين.

رماديون في علاج كل المشاكل الحياتية المستعصية. رماديون في التعاطي بالقضايا المصيرية. رماديون في تناول الحقائق بحثا واعلاما .. تحليلا ودراسة. لان طرفي المعادلة الحاكم والمحكوم لا يقبل بلون اخر، وهوية اخرى لنا غير الرمادي.

نقاتل لندافع برمادية عن حكام وطغاة ومستبدين برمادية التبعية المقيتة. لا يسمح لك بمصافحة حاكم لم تعلن له ولاءك برمادية الذل والخضوع. واذا ما اردت غير ذلك فلا مكان لك عنده في مناطق حكمه.

حتى اذا ما سرنا في الارض بحثا عن أمان في مكان اخر افضل يصلح للحياة . اغدقنا بعطايانا الرمادية على كل من حولنا .. الرمادي الذي نظنه كنزنا وعلامتنا الفارقة هو كعب اخيليس الذي لولاه لا نخطو خطوة واحدة في الحياة. فتتراشقنا سهام النقد بل الموت.. الاحكام المسبقة والنظرة المتعالية. والخسارات التي لها بداية وليس لها نهاية.

الرمادي الذي يجعلنا بلا قيمة تذكر بهذا البلد او ذاك هويتنا التي لا تسقط بتقادم الزمن.

اما للاخرين فلم يعد الرمادي لونا يتعاطون معه على الاطلاق. بل هناك تطرف بالالوان التي اختاروها اعلاما لهم!!. فلا مكان للرحمة، والعطف والتعاطف مع الاخر او مع بعضهم. هناك التطرف في الأنا الذي لم يعد يعبأ اطلاقا بالنتائج.

يضحك بوجهك يقتله الفضول لتسبير اغوارك حتى اذا ما حصل على كل ما يريد وضعك في ميزان مصالحه. وادوات احتياجاته بعدها يقصيك ام يبقيك مثلما تخبره النتائج .

في هول صدماتك لا تعرف عن اي جانب او لأي رمية سهم مسموم قاتلة ترد.. لا تملك وقتا كافيا لتقول ساخرج من هذا وذاك لكي اصارع من اجل البقاء.

قليلا من يفلتون من شباك هذا الصيد اللعين ـ لم اسمع باحد منهم ـ انما من الضروري ان تكون لكل قاعدة استثناء. لكن الاغلبية تبقى اسيرة الرمادية من الولادة للمات. تدفع ثمن اصرار لا ينتهي للاحتفاظ بها علامة فارقة .

للحديث بقية



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دافنينشي
- ملامح عصر
- عيد الديناصور
- واوجعني ذله
- آن بعض الظن أثم
- ما العالم بدون كلمة
- ربيع الأمومة
- الخيمة العجيبة
- اين ضياؤك بلاد الصباح
- خطوات بين بلاد العالم
- زفرات الاحتفالية
- الملف الشائك
- لتدفئة اطفالهم
- لوجستية التسويق
- الاسبوع الاخضر
- ولاتعبرها بالفستان
- العالم منذ الازل
- ليسبوز والبابلي
- و شكرا ليوم الحب
- الوعيد الاسود


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شذى احمد - الرمادي