أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الوافي العزوزي - موسم الغش في الامتحانات














المزيد.....

موسم الغش في الامتحانات


عبد الوافي العزوزي

الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 09:51
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لعل العبارة التي تدفع التلاميذ للغش في الامتحان هي التي ابتكرها من عندهم لا ندري مصدرها ومن قال بها اول مرة ولكنها هي عبارة شائعة بين التلاميذ والطلبة ألا وهي كالتالي " من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه " . هذا هو موسم الغش والتنقل في الامتحانات. هذا هو موسم من جد وجد ومن زرع حصد، لكننا اليوم أمام مفارقة أخرى دخيلة على المنظومة التربوية وهي المفارقة التي تجدها العبارة المذكورة . هذه العبارة لو حللناها جيدا لوجدنا السبب الرئيسي الذي يدفع التلاميذ إلى الغش في الامتحانات، كما أنها يمكن أن تفتح لها الباب من أجل تقديم حلول ناجحة في إطار إصلاح المنظومة التعليمية والقضاء على هذه الظاهرة.
إن ظاهرة الغش هي ظاهرة منتشرة في مجتمعنا وهي معروفة منذ القدم حيث نجد بأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يحث على اجتناب الغش " من غشنا ليس منا " . لكن في يومنا هذا نجد بأن ظاهرة الغش منتشرة بكثرة ولا يوجد أحد منا لا يغش إلى درجة أنه يكاد ينقلب الحديث إلى" من لا يغش ليس منا " .
إذا بقينا في ظاهرة الغش في الامتحان يمكن أن نتساءل عن مصدر هذه الظاهرة هل هي سبب ام نتيجة لفشل المنظومة التربوية؟ كما يمكن أن نتساءل لماذا التلاميذ يغششون في الامتحانات؟ وما فائدة الاستمرار في الدراسة والانتقال من قسم لآخر إذا كان الهدف هو الاستمرار في الغش؟
للإجابة عن هذه الإشكالات لابد وأن ننظر إلى الأهداف التي تسطرها المنظومة التعليمية هل هي أهداف تضمن للتلاميذ مستقبلهم ام انها أهداف وهمية لا أساس لها بالواقع وبالتالي تجعل التلميذ يتهافة على الدراسة لا يدري لماذا يقرأ .
نعم التلميذ الذي يغش في الامتحان لا يدري لماذا هو موجود في القسم اصلا. تلميذ لا يعرف هدفه. وبالتالي ليس هو المسؤول عن تحديد الهدف بل من قام بتحمل مسؤولية تربيته هو الذي عليه أن يرسم هذا الهدف. أما إذا تركنا التلميذ هو الذي يحدد هدفه فإننا نجده قد حدده في العبارة التي ذكرناها في أول هذه الأسطر. الا وهو الانتقال من قسمه إلى قسم آخر ربما أعلى مرتبة من تلك المتواجد فيها. أي أن التلميذ هدفه هو النجاح في آخر السنة لا يهمه الأمر الطريقة أو الوسيلة التي سينجح بها. لأنه يرى حتى في الغش الذي يقوم به مجهودا يستحق عليه النجاح.
لكن لو علمنا أن النجاح الحقيقي هو ليس ذاك النجاح القريب المدى. أي الانتقال من قسم لآخر بل النجاح هو ذاك النجاح البعيد المدى هو نجاح في الحياة. نجاح يجد فيه ذاته وليس ذات "الحرز " أو" الهاتف النقال" هذا الأخير الذي قالوا عنه أنه سمي بالنقال لأنه ينقل في الامتحان . إذن حتى الهاتف حصروا هدفه في الغش في الامتحانات حيث يعد هو الوسيلة الأكثر استعمالا في هذه الظاهرة. وهي الأخطر من الطرق والوسائل الأخرى حيث تعد الان ظاهرة الغش عبر تلخيص الملخص في أوراق مصغرة غشا تقليديا. بينما الغش المتطور هو أن تضع السماعات في الأذن وتستمع لما يقرؤه عليك صاحبك من الشارع. وانت تكتب في القسم كأنك انت المجتهد وانت الشخص الذي شمت السوق. بينما على العكس من ذالك ان الذي يغش بالطرق التقليدية هو أفضل من الذي يغش بالطرق الحديثة والذي لا يغش هو الأفضل والأرقى والشخص الذي يعول عليه في التغيير والإصلاح والانتقال بالمجتمع الى الأفضل . هذا الشخص هو الذي رسم هدفه في انتقال المجتمع من حال إلى حال احسن منه، ليس كالغشاش الذي رسم هدفه أمامه بخطوة فقط وهو الانتقال من قسم لآخر. وشتانا بين من يرسم أهدافه الشخصية ويفكر في ذاته فقط وبأنانية. وبين من يرسم أهداف المجتمع بكامله ويفكر في ذات المجتمع ويسعى جاهدا لكي يكون عضوا فاعلا في مجتمعه عبر تحقيق مجموعة من الإيجابيات التي تساهم في تقدم مجتمعه . ولكم هذه القصة التي يمكن أن توضح لنا الفرق جميعا بين الخشاش والتلميذ الذي يعتمد على نفسه " أن هذان تلميذان الأول نجح بالغش وصار أستاذا وبالتالي أصبح يكون لنا جيل من الغشاشين مثله فشل في مهمته لم يقدمها كما أراد المجتمع. أما التلميذ المجتهد لم ينجح في المبارة ولكنه لم ييأس انشأ مكتبة في الحي للطباعة والنشر وبدأ يؤلف كتب كانت تدر عليه دخلا محترما وزادت سمعته واشتهر وصل العالمية بفكره وتأثر القراء بكتبه وبدأ ينظر وتفاعل ويساهم في تغيير مجتمعه. وأول خطوة قام بها هي محاربة الغش والغشاشين " ومن ذالك الزمان مازال الكسول الغشاش والمجتهد المثابر يتصارعون صراعا تجسد في قوى الشر والخير



#عبد_الوافي_العزوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التربية: اهميتها خصائصها تاريخها
- الدولة الفاضلة عند اخناتون و كونفوشيوس
- ظاهرة الكتابة على جدران المراحيض
- التربية الجنسية بين اغتصاب العقل واغتصاب الجسد


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبد الوافي العزوزي - موسم الغش في الامتحانات