أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - حنين جاهلي














المزيد.....

حنين جاهلي


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 16:34
المحور: المجتمع المدني
    


حنين جاهلي
يبدو أن الجاهليه لا تريد أن تفارقنا, وتكاد تكون حريصه على البقاء فينا ,ولا أدري أن كانت هي قدرنا, كما فلا أدري أن كان بيننا غرام أبدي يجعلنا لا نفارق بعضنا البعض , أن منطقتنا أصبحت منطقة جذب سياحي لكل جهلت العالم , ويبدو هناك ما يسعد هؤلاء الجهله بالأقامه في أراضينا , فهي مرتع خصب , ومأوى ممتاز , ومشرب يروي عطش اللاهثين في دهاليز الجاهليه.
يقول أحد الباحثين في التراث العربي أن كلمة الجهل في لغة ما قبل الأسلام ( تعني الخضوع لسطوة الأنفعال والأستسلام لقوة العاطفه) . فالجاهليه هو السلوك المنافي للعقل والمنطق. فالسلوك الأجتماعي في ظل الجاهليه هو سلوك قائم على الظلم المستند الى القوه والقهر في العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد, حتى أن ما يتبوءه المرء من موقع في سلم الهرم الأجتمائعي يتناسب طرديآ مع ما يسدده من ظلم لمحيطه الأجتماعي, وهذا ما يؤكده الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى في بيته الشعري:
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم, ومن لا يظلم الناس يظلم
يتضح من هذا أن الظلم والأعتداء على الآخر هو سمة البقاء والديمومه للعيش عزيزآ ومكرمآ في المجتمع الجاهلي.
فالجهل قد لا يعني أن المجتمع لا يقرأ ولا يكتب ,بل الجاهليه هي عندما لا يحتكم المجتمع الى العقل والمنطق في شؤون حياته, أي أن الأنفعال والتعصب هو سيد الموقف ,فيمكن لأي سبب تافه يشعل حربآ ضروس كما سبب سباق خيل بين قبيلتين عربيتين حرب دامت أربعين عام وهي حرب داحس والغبراء , ومن الغريب أن يحدث اليوم بعد أكثر من الف وخمسمئة عام أن يختلف جيران في مدينة الديوانيه على طيور فيذهب ضحيته أثنان من الشباب , وشبيه هذا الحدث يتكرر بين عشائر شمال البصره , حيث تستخدم بها كل الأسلحه الخفيفه والمتوسطه , وعندما تبحث عن السبب تراه كلب أم بقره . بالرغم من هذا الفارق الزمني ترى ما يحدث بين داحس والغبراء وما يحدث من معارك بين عشائرنا اليوم يتطابق تمامآ وكأن الزمن قد توقف.
أن الأسلام عندما جاء , جاء على أعقاب جاهليه أراد أجتثاثها من الواقع , وهذا الأجتثاث ليس للوجود الأنساني بل أجتثاث لعادات ومبادئ المجتمع الجاهلي , وها هي مبادئ الجاهليه تعود الينا وكأنها على موعد معنا , وكأن محمد (ص) لم يرسل لهذه الأمه ,فغياب القانون ضارب أطنابه , والأعراف العشائريه هي من تحكم , والتعاملات التجاريه يسودها الغش والأحتيال , والمظالم منتشره أنتشار النار بالهشيم , أما عمليات السلب والنهب فهي سمة عصرنا يمارسها معظم القوم , وهي ذات طبائع أجدادنا البدو الذين لا عمل لهم الا الفرهود , وهي عندهم علامة شجاعه , كما هي اليوم سمة الشطاره ,أنه منظر غابوي بأمتياز.
أن العصبيه من أهم مظاهر العصر الجاهلي , هو عين ما نعيشه , فالتعصب ضارب أطنابه , ومظاهره لا تعد ولا تحصى في مجتمعنا فأنت لا تكاد تختلف مع متحدث في رأي , فسرعان ما تتهم بأبشع الأتهامات , وقد تتحول الى مشكله شخصيه يطول الزمن فيها الى ماشاء الله , وحتى تتجنبه ما عليك الا أن أن تتسلح بسلاح النفاق حتى تكون في مأمن من شرور القوم.
لقد رقمت جاهلية ما قبل الأسلام بالجاهليه الأولى , وكأن هذا الترقيم ينبأك بأرقام تأتي تباعآ , وهذا ما يحدث عندنا بين الفينه والأخرى, حيث الجاهليه زائر متردد الزياره , حتى أكتسب عليها الأقامه الدائمه أذا جاز لنا أستخدام لغة اللجوءكما هو معمول في نظام اللجوء العالمي , وقد نقترب بعد طول أقامتها بين ظهرانينا من أكتسابها الجنسيه فتحل بيننا في الفصول والعهود , وحينها يأتي حكم التاريخ فيزيحنا الى مقبرته الى الأبد . أن جاهليتنا الحاضره أخطر من جاهلية أبي لهب لأنها جاهلية تجمع فيها سوءة التاريخ وميراثه الهزيل مع حداثه مزيفه, أي نحن مضغوطين من جاهليتين خطرتين , أن تمكنت منا , وتناولنا منها جرعات عاليه ,فسنسقط في أدمانها صرعى تنتهي بالأنتحار الحضاري.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافه بين الشفاهه والقراءه
- الكرد مالهم وما عليهم
- النصر مخطوبة الجميع
- الأقتراع حق ومسؤوليه
- طائفيه سياسيه قادت الى طائفيه مذهبيه
- حروب ثقافيه بالنيابه
- عراقيوا الخارج وحس الأنتماء
- العراقي وحرب الدعايات الأنتخابيه
- الحروب والنزاعات من أختصاص دول الشرق الأوسط
- منابع الأرهاب
- طريق نحو التحديث
- الديمقراطيه والجمهور
- تماهي الأنتماء الديني والثقافي لأبناء الجاليه في الأخر البعي ...
- هل حكم الأسلام العراق
- أبعدوا الأعداء والخونه
- ديكتاتورية الأعلام
- لكي يكون لنا وطن
- ذوات فجرت واقعنا
- هل تصنع مدارسنا رجال مستقبل
- النجيفي السياسي العاق


المزيد.....




- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - حنين جاهلي