|
ألقيم الحضارية.. وطقوسية الاديان
ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 16:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
================= *قيم الحضارةوطقوسية الأديان* ================= #ماجد_أمين_العراقي في البدء لابد أن نعرج قليلا ..حول ماهية القيم الحضارية ..ولانقول بمقارنتها بقيم الاديان ..لكون ان الأديان تعتمد السلوك الطقوسي ..والجبري . وهذا ما يجعل القيم ان وجدت في نظرية الأديان..فهي جامدة بقالب محدد بمعنى ان قيمية الأديان ثابتة ..لتعلقها بمصدرية الأديان على انها من الماوراء او من السماء . بينما تعتبر منظومة القيم ..هي منظومة مصدرها الأنسان .. فالأخلاق مثلا نتاج سلوكيات بشرية ..وليست ماورائية ..لان مبدأ القيم هو الممارسة والتطبيق وليس تجريدية بحت ..نعم ربما تبدو فلسفيا هي ابداع الوعي وقد تمثل مثلا تجريدية ولكن كيفية معرفتها وتقييمها تأتي من خلال السلوك والتطبيق سواء كانا انفرادا او جمعيا ... ومن هنا سنصل الى ان القيم تتطور مع معطيات الزمن البيئة والثقافة .. لذلك فان أي باحث سيلحظ بوضوح وبجلاء ...تطور القيم الحضارية بشكل متدرج ويعتمد مدى تطورها على ثقافة المجتمع . فتراها متقدمة في المحتمعات المتمدنة والزراعية بينما تكون بطيئة او ثابتة في مجتمعات ثقافتها متدنية ..كالبداوة ..مثلا او مجتمعات الغابات حيث الانغلاق المفرط والخشية من الاختلاط ... بل ان بعض المجتمعات التي تتخذ من الغابات مازالت قيمها قريبة من سلوكيات حيوانية .وكذلك مجتمعات الصحارى حيث ندرة الموارد ..تؤدي الى الابتعاد عن مراكز التحضر ..وعليه ستبقى ذات القيم دون تطور بسبب الارتباط البيئي والثقافي . ان مايدلل ويثبت تطور القيم الحضارية الى جانب الدلائل المادية الملموسة عبر تاريخ تلك الحضارات ..عدا ذلك فإن علم النفس التطوري قد اضاف دليلا تحليليا وعلميا بأن القيم هي نتاح الإنسان وهي تتطور بتطور الانسان .. فيما يعتقد اصحاب نظرية الخلق او اتباع الثيولوجيا ..بأن القيم هي انتاج سماوي وعلينا اﻷمتثال لسلوكها وفق إرادة الغيب او السماء ..ولكن تطبيق وسلوك ماسمي بالقيم الدينية ..غالبا مايصطدم بعامل التطور ..وبالتالي سيكون في موضع تناقض ناهيك عن المختلفات الثقافية والاجتماعية والسلوكية ..وهذا ما اضطر لجعل الكاهن يقوم مقام السماء ..وهنا وما زاد الطين بلة ..ان الكاهن او رجل الدين هو بشر ..وقد يتبع الاهواء .. فالأديان تعتمد السلوك الطقوسي والتعبدي ..وبينما تظل الطقوس رهينة النصوص فمن المحال ان تتطور لان احكام وقواعد الأديان ثابتة مما تتعارض مع حتمية تطور القيم .. لذلك فالأدبان ترسخ ثقافة ولاتنتج حضارة . اذ كما ذكرنا الحضارة هي مجموعة قيم يصنعها البشر ..وتتطور بمرور الزمن ومدى تأثرها بعوامل عدة اقتصادية وثقافية واجتماعية .. فحين نجد الحضارة ..لاتعارض الفكر او الدين نجد الاديان تتعارض مع قيم الحضارات .. ** الثقافة الاسلامية ...وليس الحضارة الاسلامية ...** -----------------: لم نسمع في كتب التاريخ ..عن حضارة اقيمت بعنوان ديني ..فالحضارات القديمة ..كانت تفرق بين قيمها وقيم الالهة ..وهي اي الحضارة اقرب الى مسمى (العلمانية )اليوم ...فهي لاتعارض الاعتقادات حيث تعتبر ذلك سلوكا ذاتيا .. لذلك لم نقرأ او نسمع باشارات واضحة ..الى الحضارة المسيحية ..او الحضارة اليهودية ..وحتى الهندوسية ..كدين تختلف عن حضارات الهند ..وحتى الزرادشتية ..لم تشكل الحضارة الفارسية .. ولكن نتفاجأ بتسمية غريبة ..لكنها تمثل ايديولوجيا الدين ..الا وهي ماتسمى خطءا " بالحضارة الاسلامية" .. فالاسلام كدين ..لم ينتج حضارة ..هو استلهم واستند لثقافة البداوة ..والدليل .. اولا /ذكورية القرآن ... ثانيا البعد الجغرافي . اذ كان من الاولى لو كان الاسلام انتج منجزا حضاريا ...لكان في مكة او المدينة ..فماسمي بالحضارة الاسلامية ارتبط بحضارات اخرى .. فدمشق تمثل مركز حضارة سريانية ...رومانية وبقايا من حضارات ارامية ...
وبغداد تمثل عمقا حضاريا للحضارة الفارسية ...بحكم الهيمنة للامبراطورية الفارسية .. وعمق لحضارات سالفة بل ان الكوفة كانت يقطنها نصارى تاثروا بحضارة الروم .. **البعد الفلسفي ..نقل مركز الخلافة خارج حدود الجزيرة العربية ..والانفتاح على ثقافات الاغريق ساهم في ازدهار الترجمة والتبادل المعرفي مما شجع في بروز مدارس وقف الاسلام بالضد منها كالمعتزلة ..والصوفية ..وشخصيات اتهمت بالزندقة ... ففيما انتشرت ثقافات اثرت في الاسلام في الحواضر البعيدة نسبيا عن الجزيرة العربية حافظت مكة والمدينة على السلوكية السلفية الطقوسية .. وبقيت كحلقة محافظة مغلقة ... مايعني ان مصطلح الحضارة الاسلامية مصطلح خاطيء وغير دقيق .. ولكن لماذا انفرد الاسلام كدين في الهيمنة فكريا وسياسيا واقتصاديا..بحيث يشكل امبراطورية ويطلق على هذا النموذج الهجين بين الرموزية المقدسة ونعني بها النظرية الثيولوجية وبين نظام الحكم السياسي وكذلك الهيمنة الفكرية بحيث حتى باحثون ومستشرقون وقعوا بذات الخطأ من خلال تسمية الثقافة الدينية الاسلامية .."كمنتج حضاري ديني " ------------------- "*شخصية محمد تمثل دين هو الاسلام*" ------------------: ان الأسلام كعفيدة بنفرد عن شقيقيه من العقائد الابراهيمية .. فهو العقيدة الوحيدة قياسا للتوراة او المسيحية شكل منظومة متكاملة سياسيا واقتصاديا وعسكريا بالاضافة الى العنوان الديني .. كل ذلك ارتبط بشخصية وكاريزما لها تاثيرا غريبا على الاقل في مجتمع الجزيرة .. كيف لشخصية ان تستثمر قيم الصحراء وتوضفها توضيفا مقدسا ..لاعجب ان يفصل الاسلام تفصيلا دقيقا . لقيم البداوة ..ويجعل من اقوام شتات يغزو بعضهم الآخر ...أمة تسقط اكبر امبراطوريتين في مكان صحراوي لايمثل مطمعا لاي غازي او مستعمر ماعدى ابرهة ..والذي بنى فلسفة غزوته لتحطيم الاصنام في مكة نصرة للرب اذ كان موحدا ..بيد ان من سخريات القدر الا ينصره الرب ... استطاع محمد من توجيه جينات البداوة في مجتمع الجزيرة بدلا من الغزوات المتبادلة للقبائل الى غزو اممي بعنوان جامع هو عنوان مقدس في قوم ومجتمع لايفهم سوى لغة السيف...وقد استثمر ذلك افضل استثمار كذلك تتجلى الكاريزما وشخصة ممبزة من خلال مبدأين اعتمدهما محمد بذكاء بحيث لايترك مجالا للشك وهذان المبدأن هما ----: اولا :تركه لتفسير القرآن لمن بعده ..فيما انشغل في قول الاحاديث وهو مايسمى بالسنة ..حيث لو خاض في تفسير القرآن..لدخل في جدل فلسفي وتاريخي وقد يسبب حرجا ... ثانيا /حين لم يكن له ولد يخلفه بالنبوة ..فقد ترك امر من بعده لغيره لأن التحول من النبوة الى الخلافة يثير كثير من الشكوك وقد يقوض الدين الاسلامي برمته والدليل ماحصل بالنسبة لإرتداد كثير من الزعامات وما جرى في حروب الردة ..خير شاهد ... من هنا نستنتج ان الاسلام لم يكن مصدرا للحضارة كما يقال ..فهو حركة يقودها شخص مميز ذو كاريزما مؤثرة لذلك يلحظ كل باحث منصف وحيادي مدى ارتباط عقيدة مركبة مع شخصية اثرت كثيرا في مجتمع مركب وذات ثقافة صبغوية تعتمد السلوك الملائم لهذه العقيدة ..وهو القتال بلغة السيف والغزوات كنمط سلوكي كان سائدا ساعدت في بلورته الحتمية التاريخية ..وتحول هذا السلوك الصحراوي الى ركن مقدس من اركان العقيدة الاسلامية ..الا وهو ****(الجهاد)*****
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة نهاية حضارة ...!!
-
نص//نوتي..تائه
-
القرون العشر الاخيرة ..
-
الإنتقالة من الطين الى الدين -جلد الذات-
-
-الحضارة الأخيرة ..-
-
-تأثير الفاعل الاقتصادي فى بناء العقيدة الاسلامية -
-
لماذا فشل وسيفشل المصلحون الاسلاميون...!!
-
((الحتمية الوجودية ..))
-
الدلة الجديدة ...(المتتالية الهندسية ..الصعبة )..ج//2
-
الدالة الجديدة...((متتالية هندسية صعبة))
-
الحضارة ...والتضاد القيمي
-
نص//-فك رقبة -
-
نص ///مرحبا بالجحيم
-
نص ..طيف أمي
-
لماذا ستخلفنا -الربوتات-...
-
عذرية الجسد ...أم عذرية العقل..!
-
الانسان من الصباح الى المساء ..ومن الحيوان الى الملاك
-
نحن ...والطبيعة..من البوهيمية ..الى المثلية
-
حتى انت ...يابروتس ....!
-
من العدم ...والى العدم ..قصة الوجود الجزء /الثاني
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|