أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - المرجعية والانتخابات وعموم الشأن السياسي 2/4














المزيد.....

المرجعية والانتخابات وعموم الشأن السياسي 2/4


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 11:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المرجعية والانتخابات وعموم الشأن السياسي 2/4
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
ولم تتخل المرجعية عما كان يسمى بـ(الائتلاف العراقي الموحد) الذي بقي على اسمه في الانتخابات الأولى بعد إقرار الدستور الدائم نهاية عام 2005، لكنها لم تعلن رعايتها له بشكل مباشر، إلا أنها نصحت (أو أفتت) بانتخاب القائمة التي تتوفر على مواصفات محددة، كانت لا تنطبق إلا على القائمة الشيعسلاموية ذات الخمسات الثلاث، التي اعتبرها عمار الحكيم خمسات مقدسة بربطها بالأصول الخمسة وبالخمسة أهل الكساء وبالصلوات الواجبة اليومية الخمسة. وبقيت إرشادات المرجعية مختلفا فيها، فمنهم من يعتبرها أوامر شرعية ولائية واجبة الطاعة، ويكون مخالفها مرتكبا لإثم شرعي، ومنهم من اعتبرها أوامر إرشادية، أي على نحو النصيحة والترجيح، ربما يكون اتباعها مسحبا وليس واجبا، وترك المستحب جائز، حسب القاعدة الشرعية، ولكن هؤلاء كانوا القلة من عامة الشيعة المؤمنين بالمرجعية.
لكن المرجعية، وحسبما يبدو بعدما اكتشفت بالتدريج، وليس مرة واحدة، عدم نزاهة وعدم كفاءة أكثر السياسيين الشيعسلامويين، تخلت عنهم تدريجيا، وليس دفعة واحدة، فكان موقفها في انتخابات 2010 أن تبنت أن تكون على مسافة واحدة من الجميع. وابتعدت أكثر عنهم عام 2014، وكان لها دور في الحيلولة دون الولاية الثالثة للمالكي. وكانت من قبل ولسنوات عديدة، تعبيرا عن عدم رضاها عن أداء السياسيين الشيعسلامويين قد أوصدت بابها دون استقبالهم.
ثم كان موقف المرجعية معبرا عنه بخطب الجمعة الملقاة من قبل ممثلَيها عبد المهدي الكربلائي وأحمد الصافي، موقفا شديد النقد للنخبة السياسية، لاسيما للفاسدين، وبالأخص الشيعسلامويين وإِلَّم تُسمِّهم. وبلغ بيان المرجعية الأخير ذروة الابتعاد عن القوى الشيعسلاموية. ومما يميز هذا البيان، أنه صيغ بلغة مدنية لم تستخدم فيه أي من النصوص الدينية واللغة الدينية؛ هذا باستثناء عبارتين، بقيتا مما يمكن تأويلهما إلى معنى ديني أو مذهبي، أتناولهما ابتداءً وقبل تناول بقية مقاطع البيان، وكذلك استهلال البيان بالبسملة وختامه بدعاء للعراق مما لا إشكال عليهما، خاصة عند صدوره من جهة دينية. والعبارتان اللتان أتوقف عندهما لكونهما قابلتين للتأويل هما:
1. «... إن أريد للبلد مستقبل ينعم فيه الشعب بالحرية والكرامة، ويحظى بالتقدم والازدهار، ويحافظ فيه على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا».
2. «... فالعبرة كل العبرة بالكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ».
فتبقى كل من «القيم الأصيلة» للشعب العراقي، و«القيم والمبادئ» الواجب الالتزام بها من قبل الذين يرجح انتخابهم ما هو قابل للتأويل. فهل المقصود يا ترى بالقيم الأصيلة مما يقصد بها هي قيم الدين الإسلامي؟ وهل المقصود بالقيم والمبادئ من ضمن ما يقصد بها قيم ومبادئ الإسلام، بل وبالنسبة للشيعي قيم ومبادئ التشيع والولاء لأهل البيت؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا إقحام للدين والمذهب في الشأن السياسي ولو بشكل مخفف وخفي، خاصة وإن المعنيين بتحديد القيم الإسلامية الأصيلة من جهة وقيم ومبادئ الإسلام وربما التشيع من جهة أخرى سيختلفون في تحديدها حسب مدى درجة كل من التطرف والاعتدال لكل منهم. لذا كان المفروض ألا يشتمل بيان المرجعية على (المُتشابِهات) الخاضعة لتأويل المؤولين، بل كان يجب أن يصاغ كله بلغة (المُحكَمات) الواضحات، مما لا يقبل التأويل إلى معنى غير ما أرادته المرجعية. أما إذا كانت المرجعية قد عنت فعلا مبادئ وقيم الدين والمذهب، فكان عليها أن تفصح بذلك، عندها سننتقدها بلا شك، نحن القائلين بالفصل بين الدين والسياسة. ولكن من المحتمل جدا إن البيان لم يرد هذا المعنى، ومن هنا كان عليه تجنب ما يمكن تأويله إلى غير ما أرادت، فيا ليتها قد وصفت القيم بالقيم الإنسانية والمبادئ بالمبادئ الوطنية، أو ما شابه، إذا كانت فعلا لم تقصد المعنى الديني أو المذهبي، ليكون ذلك منسجما مع اللغة المدنية العصرية التي صيغت بها بقية عبارات البيان من أوله إلى آخره.
وفي الحلقة القادمة أتناول مقاطع من البيان المشار إليه. حيث يبدأ بالبسملة ثم بعبارة: «مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية يسأل الكثير من المواطنين الكرام عن موقف المرجعية الدينية العليا من هذا الحدث السياسي المهم، وبهذا الصدد ينبغي بيان أمور ثلاثة». ثم ذكر الأمور الثلاثة، التي سأدرجها بالنص كما هي، معلقا عليها بين مضلعين [هكذا].
27/05/2018



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية والانتخابات وعموم الشأن السياسي 1/4
- 9 - الانتخابات والمقاطعون
- 8 - الانتخابات ورؤساء الكيانات
- 7 - الانتخابات والأحزاب المتطوئفة
- 6 - الانتخابات والبدع المتحولة إلى دستور
- 5 - الانتخابات ولوبي ولاية الفقيه والعبادي
- 4 - الانتخابات ومقتدى الصدر
- 3 - الانتخابات والحزب الشيوعي
- 2 - الانتخابات والعلمانيون
- 1 - الانتخابات وهوس المؤامرة
- هل ننتخب الجيد من قائمة سيئة؟
- من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟
- هل نقاطع؟ هل ننتخب؟
- «المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟
- العقل الحر شرط للتعايش 2/2
- العقل الحر شرط للتعايش 1/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 2/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 1/2
- عامر الكفيشي يروج لداعشية أخرى
- الشعار فوق مدخل الدعوة يفشي بلاديمقراطيته


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - المرجعية والانتخابات وعموم الشأن السياسي 2/4