حسام رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 22:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد مرور أكثر من 106 أعوام على حادثة آرم ام اس تيتانيك في شمال المحيط الأطلسي، ما زال العالم بأسره يتذكر تلك الحادثة كما لو أنها وليدة الأمس، أو كما أن ضحاياها لا يزالون يخضعون للتشريح لمعرفة سبب موتهم، أو كأن قبورهم ما تزل تنتظر استقبال أجسادهم المتجمدة منها والمتآكلة. في الواقع، صدمت تلك الحادثة العالم ككل، وتسببت بغضب عارم من أهالي الضحايا الذين طال انقاذهم وانتشالهم من ناحية، أو من العالم الذي تعاطف مع تلك الضحايا من ناحية أخرى.
لكن أي ذلك الغضب يا ترى حيال ما يحدث في غزة؟ أين الصخب الاعلامي تجاه الأبرياء المحاصرين، ليس فقط في بيوتهم، بل أيضا في مياههم التي لم تعد ملكهم؟ أين صناع الأفلام لأخذ قصص وحبكات لأفلامهم؟ أين منظمة SOLAS لحماية الأرواح في البحر؟
على بعد عشرة أميال من شواطئ غزة، أنقطع الاتصال بطاقم سفينة الحرية والتي انطلقت لكسر الحصار الذي فرض على تلك البقعة الصغيرة من العالم منذ عشر سنوات ونيف. في صباح اليوم قامت بعض الزوارق الحربية الاسرائيلية بالاقتراب من تلك السفينة ولم يعد يعرف عنها أي شئ.
توجهت تلك السفينة من غزة الى ميناء ليماسول في قبرص، فهي لم لا تكن تحمل سوى جرحى عجزت مشافي غزة عن تقديم العلاج لهم، وطلاب يحلمون بالحصول على حقهم المشروع في التعليم. حيث أن عدد الأشخاص على متن ذلك القارب لم بتجاوز العشرين. ذلك القارب الصغير لم يكن الا رمزاٌ نحو قول "كفى للحصار، نعم للحرية" فالسؤال هنا، أما حان يا عالم لهذا الجبل الجليدي أن يذوب؟ أما حان لهذه الماء الباردة أن تكون دفئاٌ على أهلها؟ أما حان لأهل غزة أن يروا العالم، ويحصلوا على ما يطمحون اليه؟
لم يكن خبر ذلك القارب هو الوحيد، بل تعرضت غزة اليوم لاغتصابات جوية متكررة. حيث شنت طائرات بلا طيار عدة غارات تحت ذريعة أنها تعود الى معاقل لكتائب القسام، لكن في حقيقة الأمر ما هي إلا منازل مواطنين غزل، ينتظرون بشوق ساعات كسر الحصار عنهم وفتح أبواب السجون أكثر من انتظارهم ساعات المساء لكسر جوعهم وعطشهم بعد صيام دام لأكثر من خمس عشرة ساعة.
#حسام_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟