أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في الفكرة - الصنم ...















المزيد.....

في الفكرة - الصنم ...


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 10:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" لا تضخموا الأفكار البسيطة في عقول الناس فتتحول إلى أفكار- أصنام "

نشر أحد التراثيين منوها تنويها كبيرا بتفسير الشيخ ابن باديس لايات من سورة النور و مدح و أثنى و أكد و أوصى..

فتساقطت الإعجابات بما يقارب مائتي إعجاب ..

المنوه بمنشوره هو ممن عرفوا بتمرير خطاب للناس لا يمارس عليه نقدا و لا يراجع و لا يحلل و لا يموضع المعرفة في سياقها ...

لقد تعود العزف على أوتار الناس و عواطفهم و السير في ركبهم و عدم معارضتهم ...

بمعنى اخر هذا الدكتور الشيخ من المغردين داخل السرب يعزف على وتره....

و المعلوم أن مجتمع الإستهلاك يبتلع السام المضر و النافع المجدي و نصف نصف و ما لا علاقة له بما يبتلع يعني كل شيء يمرر ....

فيكفيك أن يذكر الواحد منه في خطابه الشيخ ابن باديس حتى يتحول كلامه من قيمته المعرفية و الدينية الحقيقية إلى أضعاف مضاعفة و لو كان عاديا ...

ثم تتكون حالة من الهيستيريا و يا ويح من يمارس النقد فيعد متطاولا على الشيخ فهو يعارض وحيا لا شيخا أدى دوره في سياق معين .

و من نقل كلام الشيخ فهو مبارك .

لنكون أمام الفكرة- الصنم ...

هيا معي إلى تفسير ابن باديس و هو رأي بسيط للشيخ :

:قال تعالى " إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمُ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "- سورة النور-2)

قال ابن باديس :" ما أصيب المسلمون في أعظم ما أصيبوا به إلاّ بإهمالهم لأمر الاجتماع ونظامه، إما باستبداد أئمتهم وقادتهم وإما بانتشارجماعتهم بضعف روح الدين فيهم وجهلهم بما يفرضه عليهم، وما ذاك إلاّ من سكوت علمائهم وقعودهم عن القيام بواجبهم في مقاومة المستبدين وتعليم الجاهلين وبث روح الإسلام الإنساني السامي في المسلمين. فعلى أهل العلم - وهم المسؤولون عن المسلمين بما لهم من إرث النبوة فيهم - أن يقوموا بما أرشدت إليه الآية الكريمة فينفخوا في المسلمين روح الاجتماع الشوري في كلّ ما يهمّهم من أمر دينهم ودنياهم حتى لا يستبد بهم مستبد ولا يتخلف منهم متوان، وحتى يظهر الخاذل لهم ممن ينتسب إليهم فينبذ ويطرح ويستغنى عنه بالله وبالمؤمنين"
....................................................................................................
و هذا هو تعليقي و ملاحظاتي /

إن كلام ابن باديس الذي جاء في تفسير الاية الكريمة كلام عادي ليس فيه ما يبهر فلا هو بالرفيع جدا و لا هو بغير المقبول ....

تحدث ابن باديس عن إهمال أمر الإجتماع و نظامه فلم يكن خطابه متقدما جدا للأسباب التالية /

جل أراء علماء جمعية العلماء المسلمين انذاك تأثرت بفكر النهضة محمد عبده و جمال الدين الأفغاني و رشيد رضا و منهم الكواكبي في كتابه " طبائع الإستبداد " الذي ترك أثرا كبيرا في العالم العربي و الإسلامي...

أخونا الذي أكثر من المدح الذي لا يعلم ويلقن الناس إلا الإعجاب المفرط بالذات و تقديسها و مجانبة التحليل و النقد و النقد الذاتي و الإشادة بالعقل التحليلي و اعتماده هو أحد عناصر جماعة " الجزأرة " التي تسوق للناس إسلاما بطبعة جزائرية....

و تفهمهم أن مدرسة الأندلس و المغرب العربي متميزة عن مدرسة المشرق بالمقاصد ..

و غيرها من الترهات التي عفى عنها الزمن و تجوزت....

أخونا الشيخ و الدكتور نسي أن يقول هذا من ريح النهضة التي هبت و كتاب ترك أثره البالغ في تونس القيروان و الأزهر و القرويين المغرب و أمصار العالم الإسلامي هذا من جهة ..

من جهة ثانية أن يتحدث ابن باديس عن الإستبداد بكلمة و جملة فماذا يتكلم صاحبنا الشيخ الدكتور اليوم في النظام السياسي الحاكم و ما البدائل التي طورها و قدمها لنا أم إنه توقف عند ابن باديس ...

و أي تحرك و حراك و محاولة تغيير قام بها سواء وحده أو في اطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالية التي ما رأيناها إلا تتفنن في امتصاص غضب عشوائي غير مؤطر ...

و تتفنن في صياغة بيانات فكرية و ثقافية تغفل وضعنا الحضاري و الثقافي و مكانة الحريات و الإعلام و حرية التجمع و التنظيم التي منعها النظام خاصة في الجزائر العاصمة ....

و لم تشر و تذكر يوما لا الجمعية و لا هو إلى مادة قانونية مسكوت عنها تتعلق بضرورة إشغار منصب رئيس الجمهورية ...

أن يقول ابن باديس كلمة عابرة عن الإستبداد و لا يفهمها صاحبنا الا من جهة الإعجاب و البيان و الخطابة و الوعظ و تقديس التراث ....

و هذا لا يعني شيئا كبيرا لو علم المعجبون بالنص ...

فخير للغاشي أن يتحرك في الواقع بما يجدي نفعا لا أن يثرثر تاركا منظومة فساد تعبث به و بالحكم و بالبلاد...

كما أن ابن باديس كان يتحدث في سياق محدد هو الإستعمار الفرنسي و صراعات الحركة الوطنية و الثورة و حتى الصراعات الداخلية لجمعية العلماء المسلمين تنظيميا ...

كما أن كلام ابن باديس حول الإستبداد و حول قيم الإسلام الإنسانية و مكافحة الإستبداد على النحو التالي /

" مقاومة المستبدين وتعليم الجاهلين وبث روح الإسلام الإنساني السامي في المسلمين. فعلى أهل العلم - وهم المسؤولون عن المسلمين بما لهم من إرث النبوة فيهم - أن يقوموا بما أرشدت إليه الآية الكريمة فينفخوا في المسلمين روح الاجتماع الشوري في كلّ ما يهمّهم من أمر دينهم ودنياهم حتى لا يستبد بهم مستبد ولا يتخلف منهم متوان، وحتى يظهر الخاذل لهم ممن ينتسب إليهم فينبذ ويطرح ويستغنى عنه بالله وبالمؤمنين" ...

ليس كلاما طفرة في الثلاثينيات و الأربعينيات من القرن الماضي لأنني رأيت من يعلق و يقول " هذا كلام متقدم " ...

أبدا لأن فكر النهضة بالمشرق كان أكثر تقدما فلا نبالغ في جزأرة كل شيء و هذا الكلام ليس لابن باديس وحده بل أيضا لغيره ...

فلو قرأت لجدنا الشيخ الطيب بلحاج صالح المدعو الطيب العقبي مقالا يتحدث عن " الاسلام و المدنية " لقلت نفس الشيء و عند غيره أيضا..

لا نحتاج إلى تضخيم ابن باديس و لا العقبي و لا مالك بن نبي و لا غيرهم...

بل لم يقل ابن باديس و العقبي و الابراهيمي كلاما مثل هذا إلا بتأثير فكر النهضة بالمشرق الذي انتشرت ريحه على كل العالم الإسلامي ...

أو بتأثير وجود الإستعمار الفرنسي الذي كان بوسائله المختلفة التي رافقت دخوله يستفز ضعف المسلمين في مناحي التطور الإنساني و من ثمة عبارات من نوع " الإنسانية " و " الحضارة " و " المدنية " ..

أجزم أن نص الكواكبي " طبائع الاستبداد " كان حاضرا حضورا قويا في هذه الفقرة " الباديسية " التي هزت شيخنا الدكتور ..

عدم فتح منافذ للقراء على افاق جديدة و كتابات جديدة و إبقاءهم في صحن الجمعية و حصنها أو حصون التراث المنيعة دون ما دون و كتب و ابتكر في الفكر الإنساني...

مع بيان تمركزاته في قضايا الدولة و السلطة و الحرية و غيرها من القضايا ...

هو تحنيط للفكر و تجميد للعقل و غلق على القراء في سجن " الأرثدوكسيا " و " الدوغمائية "...

المبالغة في تقديس النصوص التراثية و شبه المعاصرة أو التاريخية يعلم و يلقن الناس الإنبهار و الإعجاب بكلام عادي يكتبه أي كان ما لم يلحق بنقد و يذكر للاستئناس لا للمكوث ...

سواء تعلق الأمر بفكر جغرافيا جزائريا أو عربيا أو إسلاميا أو سنيا أو شيعيا أو إنسانيا و غربيا...

كما أن الفكرة التي لا تترجم في إطار أزمة واقعنا و إخفاقاته و تداعياته ستبقى في متحف العقول تكرس حالة الفصام..

علموا الناس التحليل و النقد و الإنفتاح على افاق معرفية جديدة إنسانية ...

لا بأس أن تستأنس من غير تضخيم بتراثنا إن كانت الفكرة راهنية نافعة مجدية و عميقة أو قابلة للتحيين و المراجعة و التطوير بلا تقديس...

قام مالك بن نبي بنقد جمعية العلماء المسلمين نقدا كاد يبلغ حد الشيطنة....

فكل ما قاله يوضع في سياق محدد ...

فلا فكر مالك بن نبي وحيا من السماء مقدسا فوق النقد...

و لا فكر ابن باديس و جمعية العلماء قداسة و وحي فوق النقد...

و لا التراث العربي و الإسلامي سنيا أو شيعيا و غيره قديما أو حديثا وحيا منزلا من السماء

و لا المنجز الغربي القديم و الحديث خلاصا و وحيا و نبوؤة ...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في الإسلام / في القوامة
- خصائص التمرد الإيجابي و الإنفلات من النسقية و التنميط و النم ...
- رأي عابر في أصل النص النيتشوي / ما الجدوى من نيتشه و من الفل ...
- حجة الله البالغة ..ولي الله الدهلوي و الأنبياء عليهم السلام ...
- مالك بن نبي بين التضخيم و الإنتقاص / ملاحظات
- كلمة في جذر و أصل فلسفة المفهوم هل هو دولوزي أم أرسطي ...
- السعودية دولة علمانية و الدين الشائع من صناعة البشر ..
- التربية والهوية و العلمانية ...
- ديباجة من أجل ميثاق نحو أمة مسلمة موحدة في إطار التنوع...
- أوهام البحث عند أساتذة الشريعة الإسلامية في الجامعات و غيرها ...
- النص ضد النص / إسلام ضد إسلام
- في تطوير العلوم الإسلامية و مقاصد الشريعة و أصول الفقه و الن ...
- دوران الحكم مع العلة ..ابن تيمية و العقل
- ملامح أولية لمشروع معرفي إسلامي حضاري إنساني - - الجزء الأول ...
- فهم القران ..بداية البداية (2)
- فهم القران ..بداية البداية (1)
- كيف نصوم رمضان
- إسلام عليك بخويصة نفسك ...خياركم خياركم لأهله..
- العقل و الأنسنة و مفاهيم أخرى و مشكلة ضبط المفاهيم في نصوص ا ...
- بوح وجودي إنساني ذاتاني عرفاني بمسحة الإناسي ....


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - في الفكرة - الصنم ...