أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحمن خضير عباس - راموس ومحمد صلاح














المزيد.....

راموس ومحمد صلاح


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 02:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


راموس… ومحمد صلاح

رحمن خضير عباس
أتيح لي السبت الماضي ، أن أشاهد مباراة البطولة بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الانجليزي. رغم أنني لا أكترثُ كثيرا بكرة القدم. ولا أعتبر نفسي من أنصار (الطائفة البرشلونية ) او خصمها اللدود ( الطائفة المدريدية ). لذلك فقد تمتعتُ بالمباراة ،لأنني كنتُ على الحياد، ولانها تضمنت أعلى التقنيات في لعبة كرة القدم التي تحولت الى فن حقيقي.
ناهيك عن تحول مسارات الكرة ، من فكرة اللهو وتمشية الوقت ، الى البطولة باسمى معانيها والتي لاتعتمد على العاطفة والحماس أو الدعاء ؛ وإنما تعتمد على ترسانة من التدريبات الجسدية والفنية والنفسية ، ودراسات للإستفادة من الفرص المتاحة . لذا فقد أصبحت هذه الفرق ذهبية في ربحها وعطائها. وقد أصبح عشاقها منتشرين في كل العالم.
قلتُ انني تمتعتُ بهذه المباراة في أجمل تجلياته.
ولم أكن مشجعا لليفربول ، لان فيه لاعب من بلد عربي موهوب اسمه محمد صلاح ، ولم أكن أيضا مشجعا لريال مدريد لان فيه لاعب ذهبي متميز اسمه رونالدو.
كنتُ مع الفن الجميل الذي قدمه الفريقان خلال تسعين دقيقة. ومع الفريق الذي ينال إعجابي بقوته وفنه ومثابرته .
لذا فقد وجدتُ أنّ الاحتكاك الجسدي بين راموس ومحمد صلاح ؛ هو جزء من مقتضيات اللعب ، ولم يكن مقصودا أبدا .
فهؤلاء لاعبون محترفون يدركون بأنٌ الخشونة المتعمدة ، والتي تسبب الضرر ليست من أولوياتهم، وتضرّ بسمعتهم .
لذا فان ما حدث من ضرر جسدي لمحمد صلاح ، ليس مقصودا من قبل راموس. وانما جاء نتيجة إلتحام الإثنين وسقوطها معا. وهذا الامر يحدث في أغلب المباريات الكروية. ومنها نفس المباراة التي عرفت بعض الخشونات المتبادلة من لاعبي الفريقين .
ولكن( خيالنا المريض) صوّر لنا بأنها مؤامرة من راموس لإنهاء حياة محمد صلاح الرياضية.
الذي دفعني للكتابة هو ان ملايين الناس ، أعلنوا كراهيتهم وحقدهم على اللاعب راموس. بل بلغ الامر بالفضائيات أن تطلق النفير العام ضده ، بحيث أن إعلاميا مصريا طلب من الأمة الاسلامية عامة ومن المصريين خاصة.
أن يكون دعاء اليوم مع الافطار ضد (الشيطان راموس) !!!!!
وكأن هذا اللاعب قد تحوّل الى موشي دايان الذي احتلّ سيناء
أو كَأَنَّ اللاعب محمد صلاح قد تحوّل الى نهر النيل
وقد ذكر لهم هذا الإعلامي من خلال الفضائية ، كيفية الدعاء وتوقيته ، ويجب ان يكون قبل الصلاة وبعدها. وقبل تذوّق التمر !
حتى يستجيب الله سبحانه لهذه الأمة ، فيحقق أهدافها بإصابةٍ تشلّ قدرة راموس!!
راموس ومحمد صلاح لاعبان محترفان ، يعيشان على قدراتهم الكروية. ويربحان ملايين الدولارات من هذه اللعبة وما يتعلق بها من إعلانات ودعاية وجوائز. لذلك فان تعرض اي منهم للإصابة أمر طبيعي وليس بالمأساة .
فلا تتعبوا انفسكم بالدعاء ضد إنسان رياضي ، لم يتسبب في مآسيكم وسوء أحوالكم المعيشية. ولم يكن متعمدا في سلوكه. وقد أظهرت الكاميرات الدقيقة ان اللاعبين سقطا معا. وهذه الكامرات تنظر بعين العقل وليس بعين العاطفة .
ولنفترض بان راموس هو المُصاب ، هل تسمحون لانفسكم بالدعاء ضد محمد صلاح لانه كان السبب؟ أو تسمحون بالامة الاسبانية أن تدعو علينا وعلى لاعبنا محمد صلاح في الكنائس والأديرة؟
لنتحلى بالروح الرياضية السمحة.
ولنتخلص مما لحق بِنَا من هشاشة بالفكر وسذاجة بالسلوك.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيفاء الأمين
- مابين متحف ابو ظبي ومتحف بغداد
- أغاني ناراياما
- الاستفتاء. بين الحق والقطيعة
- مليكة مزان .. والذبح العرقي
- الخيمة
- قمة النهي عن المنكر
- أحكام الجهاد في الاسلام
- الحرب البرمائية
- مطار الناصرية الدولي
- العبادي.. ومظاهرات جامعة الكوت
- Pinacchio والوزير صولاغ
- بين عصا ترامب وجزرة اوباما
- سلاح الكاريكاتير يحاصرهم
- البوركيني والبكيني
- الفتنة... ملاحظات عابرة
- سيلفي ..ناصر القصبي
- خطوات متعثرة في أزقة مألوفة
- بستان الليل
- العصيان البرلماني


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحمن خضير عباس - راموس ومحمد صلاح