عامل الخوري
الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 23:22
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
من أوراق العمل السري في الداخل …الورقة الثالثة ......
كان حزبنا ، الحزب الشيوعي العراقي ، قد اصدر بيانا ، عام ١٩٨٢ ، لا اتذكر اي شهر ، يطالب بايقاف الحرب العراقية الإيرانية فورا ، بعد استمرار سقوط عشرات الآلاف من الضحايا من كلا الطرفين بأعتبارها حربا غير مشروعة ، قررنا في منظمتنا ، في مدينة كركوك ، القيام بحملة لتوزيع البيان على البيوت . ( كنت اسكن في الموصل ومسؤول عن منظمة كركوك ، وهنا اؤكد ما سبق وقلته ، لم نكن المنظمة الوحيدة هناك ، كان خطا تابعا لنا) .
قمنا انا واحد الرفاق بكتابة البيان بخط اليد مستخدمين أوراق الكاربون لاستنساخ اكبر كمية. واستنسخنا حوالي ٥٠٠ نسخة ،وقررنا توزيعها على خمسة مناطق ، امام قاسم ، رحيم آوا ، الدبس ، القلعة ، و شاطرلو ، يقوم رفيقين بالتوزيع في كل منطقة واحد للمراقبة والثاني يلقي البيان من تحت الأبواب ، مع تحديد اليوم وساعة الصفر ، يتم التوزيع في وقت واحد في جميع المناطق ، واخترنا وقت الساعة الثامنة مساء حيث كان يبث مسلسل تلفزيوني ( لا اذكره) تكون الشوارع خالية من المارة وهم يشاهدون المسلسل ، في ذات اللحظة ، نلقي برسائل بريدية تحوي بيان الحزب ، موجهة الى السلطات الحكومية الموجودة داخل كركوك ، المحافظ ، مدير امن كركوك ، قائد الفرقة ، رئيس مؤسسة نفط الشمال ، مدير المرور ، مدير الشرطة .... الخ ، تكون في ظروف و القيتها في صندوق البريد قرب بريد كركوك .
تحركت مفارزنا كما مقرر ، على ان يلتقي واحد من كل مفرزة بمسؤله الساعة الثامنة والنصف ، ثم يلتقي هذا الرفيق بي لأعطائي نتائج الحملة ، الكمية التي وزعت ، وسلامة الرفاق جميعا لأرفع تقريرا الى الحزب حول العملية ، تمت العملية بنجاح كبير ، واشتكى رفيقين من قلة عدد البيان .
في اليوم التالي ظهرا ، نزلت قوات خاصة واجهزة الأمن الى شوارع كركوك بشكل هيستيري. ومضحك ، بأيديهم أوراق ويطلبون من المارة كتابة اي شئ على أوراق فارغة ، يظنون بأمكانهم التوصل الى معرفة كاتب البيان ( على أساس هم اختصاصيون في قراءة الخط !!!)
واستمر التضييق على المواطنين اياما لان السلطات تعتبر كركوك منطقة حساسة جدا وهي آمنة لهم تماما .
تأكدنا ان البيان قد وصل كما أردنا
عامل الخوري
#عامل_الخوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟