حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 21:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القوامة تكليف لا تشريف ..
لما كانت المسؤوؤلية تكليفا لا تشريفا و لما كان المسؤول على مؤسسة ما بداية من مؤسسة الدولة إلى مؤسسة الأسرة يمارس المسؤولية تكليفا
كان الرجل الذي اختير لهذه المهمة ليس تشريفا و لا تمييزا و لا استعلاء و لا رفعة و لا تبجيلا و لا تفضيلا ....
بل ليتحمل أمانة التسيير لمؤسسة الأسرة و إدارة شؤونها و ليس في هذا أدنى تفضيل
و الخطاب القراني الموجه لادم من سورة طه لا علاقة له بالتفضيل في معنى القوامة
لكن الذين ذهبوا إلى تفسير القوامة تفضيلا هم من " جروا و اصطحبوا معهم اثار وعي مرتبط بحقبة جاهلية كانت تقوم بوأد المرأة حية و تراها عارا
فامتد ذلك إلى الوعي و اللاوعي في قراءة النص القراني و كل الفقهيات التي تتعلق بالمرأة و مكانتها الإجتماعية ...
لقد تداخل الفهم الجاهلي مع الفهم الإسلامي للمرأة و حصل إنزياح دلالي حرف المعنى و طغى على الروح الإنسانية و التحررية التي نظر بها الإسلام إلى المرأة ...
و هيمنت الذكورية الجاهلية على الفهم طغيانا و انتصارا للنزوع الذكوروي شهوة و هوى لا تدينا مبصرا متحررا من نوازع النفس...
لو قيل لماذا اختار الله الرجل " قواما " و لم يختر المرأة لكان الجواب بأنه لو اختار الله المرأة لطرح نفس السؤال
و يحصل أن يكون هذا السؤال حسب المناطقة القدامى سؤالا دوريا يسقط و لا يعتد به لأنه يتكرر
مثل السؤال " لماذا لم يشرع الله ست صلوات مثلا أو أكثر و ليس خمس صلوات أو أقل من خمس صلوات
و السؤال المتعلق بعدد الركعات و غيرها من الأسئلة التي سماها المنطق القديم أسئلة دورية...
القوامة تكليف ليس فيه تفضيل للرجل على المرأة حتى لا نسيء فهم قوله تعالى " بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " - قران -
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟