حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 22:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وقفت على نص موسوم " قناع نيتشه " ل" جان فرانسوا بلوديل" يتناول نيتشه من حيث أصوله و تأثيرات " أبيقور" Epicure عليه يعود فيه كل الفضل إلى " ريشارد روس " Richard Roos
مثل هذه المباحث التي تنبش في أصول النصوص و ما ورائياتها و الأسس البانية لها خاصة امتدادها التاريخي الإيبيستمولوجي تهمني كثيرا و هي جزء من المشروع الذي أشتغل به و أبحث فيه...
و لا أحسب و أظن أن محمد المزوغي منح هذا الجانب حقه و مكانته المركزية...
و لا يعرف جدواها من يلتهمون النصوص الفلسفية الغربية إلتهاما بسطحية و جملة لا تدقيقا و تفصيلا...
و لا يحفرون فيها حفرا فلسفيا عميقا و لا ينمو عندهم حس التمييز و النباهة و التفاعل المتيقظ...
إن هذا العمل يشكل منعرجا معرفيا هاما في فهم الفلسفة الغربية و تحديد موقف معرفي و نقدي من أسئلتها و قضاياها و إشكالاتها...
لو انعدمت جدوى فهم و قراءة الفلسفة الغربية و ما بقي عنصر واحد يبرر ذلك
لقلنا إن الفلسفة الغربية حاضرة اليوم في كل المشاريع المفصلية للدول المتقدمة من تربية و ثقافة و حقوق و بحث علمي و ديداكتيكا و تقويم و تقييم و ماناجمانت ..الخ
و يكفي أن لها حضور قوي في برامج التربية و الثقافة و غيرها في الهيئات الدولية و منها اليونسكو...
و أن لها دور فاعل في فلسفة الإصلاحات التربوية التي تلزمنا بها اليونسكو اليوم..
و في تيارات عولمة الحقوق و بناء مطلق أرضي بدل المطلق السماوي يجتمع حوله الناس لا مكان فيه للسماوي أو الديني..
هذا إن قمنا بشيطنة الفلسفة و إعدام جدواها في حين ليس الأمر إلى هذا الحد بل يكفي معرفة الأسس البانية لها و لثقافتنا و تراثنا..
من فهم هذا أدرك لماذا نقرأ نيتشه و هايدغر و دريدا و فوكو و هابرماس و ريكور و غيرهم و جميعهم في قلب ما يكتب
و منهم المنظرين لإصلاحات نظم التربية في العالم و ما نلزم به نحن عربيا و سلاميا..
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟