|
الإنتقالة من الطين الى الدين -جلد الذات-
ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 21:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الإنتقالة من الطين الى الدين .. "جلد الذات" #ماجد_أمين_العراقي غالبا في مجتمعات تدعي الفضيلة والتدين ..سيظهر لك سلوكيات منافقة .. **فنانة قضت شبابها ..تلعب لعب بالطين ..حين وصلت اعتاب الخمسين ..تحجبت وتحنكت ..ثم راحت تردد آيات وتطلب الرحمة .. كل ذلك بعد ان نشف وجف بئر الغرائز ..ولم يعد الشعر الذي لامس صدور عشرات الرجال والجسم المكتنز الذي ناور وحاور ..ولعب لعب الخضيري بشط ..وفجأة تحولت الى الاعتكاف في دير الحياة كراهبة ... في مفهوم علم الاجتماع يسمى ذلك نفاقا ..بينما في علم النفس يسمى جلدا للذات ..وفي علوم الدين ..يسمى توبة نصوح ...وفي علم البيولوجي يسمى خواءا غريزيا .. ترى لماذا نلجأ لتلك النهايات التي نشهدها ايضا في السينما والدراما .. اعتقد انها الكوميديا السوداء ..للخوف الذي يطوق وجودنا كقيد او سلاسل نقيد انفسنا متى شئنا لاسيما حين يدب الضعف فينا مشكلا عامل ضغط على الوعي .. "فوبيا النهاية " و "جلد الذات "..و "التوبة النصوح "او الخواء الغريزي ..هذه التسميات تظهر هشاشتنا ...امام غيمة من الخوف تتسمر قرب نهايتنا ..وترقب معول الهدم وهي توسع حفر قبورنا ..ولأننا كساعة رملية ..عندما يتناقص الرمل ينقلب الجزء الفارغ الاعلى دلالة نفود ساعة من الزمن ... اننا بالضبط كساعة رملية ..عندما يمتلىء النصف الاعلى بالغرائز ..يكون النصف الاخر مبهجا وسارا .. ونتفاخر بذكوريتنا ان كنا "ميلMale" او نتغنج بانوثتنا ان كنا "فيميل " Female...
وما ان ينتصف الوقت ..يخبو الألق ..وتخفت صيحات التفاخر ..ويشوب وجوهنا مسحة صفراء ...ثن نعيد بوصلة تفكيرنا .. ولكن عندما نمتلك الشجاعة ..ونشير صوب الكاهن على إنه خادع .. وان الموت لايعدو سوى نهاية حلم ابس اكثر ..وان الضمير هو صمام الاخلاق وليس الطوطم او الدين ..او الكاهن ..وان السماء هي محض فراغ مليء بالجسيمات ..وان الجنة والجحيم هي قصص عجائز ..وان الخوف هو من يشل حركة الوعي في عقولنا .. وان قيم الاخلاق والحب والايثار هي ف بذرات كامنة في دواخلنا ..وان بامكاننا ان نكون ملاكا بل الهة ... وكذلك بإمكاننا.. ان نختار ما يخالف ذلك ..ونكون آلات من الشر... نحن ندرك او نحاول ان نتصرف وكأننا لاندرك ..ان الافعال هي نتاجات لقدراتنا في التحكم بمشاعرنا ..برغباتنا ..بغرائزنا ..بان نكون اخيارا او شريرين... بيد اننا نعمد الى البصق في البئر كي لايشرب منه غيرنا ...ولكن ايضا نحن نزيل الحجر من الطريق.. من هنا فان قدرات التحكم هي من تشفي الصفات على افعالنا ...وهذه جميعا ..ندعوها بالقيم والقيم لم تأتي من السماء ..لأن السماء ليس فبها ..كائن هو كالساعة الرملية ... احدى زميلاتي في العمل .. اصرت بأني سأغير معطياتي عند المرض او عند حتمية النزع الاخير لأنفاسي.. نسائلت لماذا تسقطين افكارك الخائفة على مساحتي ..؟ هي وغيرها يدركون او تم تعبئتهم في منظومة مغلقة ..ان البدايات هكذا ..اذا فالنهايات ستؤول ..هكذا ..هل هناك احد ما غامر برحلة في كنه الوجود ..ثم عاد ليحكي رحلته بالادلة ...مثل كلكامش مثلا ..الحواب .. لا طبعا ..فقط كلكامش دون اسطورته ..ولكنه كان يتحدث عن اهم هاجس وهو الخلود ..فالخلود حلم ليس كوهم رسمه الكاهن في وعي مشوش ومصاب بالذهان ..من خلال إله واحد ..لاغير ...وهو إله الخوف ...بالعكس تماما كان كلكامش يحيي الوعي بان الخلود حلم العقل لا امنية الغيب التي لاتتحقق اطلاقا .. زميلتي ومن على شاكلتها هي مخلوقات تشبه لعبا للاطفال تم تعبئتها ببرنامج كيف تضحك وتبكي وتغني ..ثم بمجرد رفع البطارية ستسكن للصمت وللاشيء ..اللاحياة ..ثم نعيد وضع البطارية ..لنعيد ذات المدخلات ... من العبث ان الغيب يمثل وعيا ..فهذه اعظم اساءة قدمها الكاهن حتى يملأ معبده بالأضحيات والنذور ..وتكديس الجهل المقدس من اجل ان ينال مايريد بخداع القطيع ..بيد إن هناك من يكسر القواعد النمطية فالقطيعية اسهل تنظيما .. بينما الخروج عن مألوف القطيعية يعد اكثر تعقيدا واوفر ثراءا معرفيا ..وان القطيع لايعطي شكا ..الا ان الخروج عن القطيعية يزودنا بمعطيات جمة تقود لتحريك موجات الوعي وهذا بؤدي الى الفعل ورد الفعل .. كذلك حينما يخرج او يغرد طيرا خارج السرب ..ستمتليء سماء الفلسفة الحدسية ...بعشرات وربما مئات من الاسئلة التي تحرك فضاء الوعي بينما يعمل الغيب وهي احدى ادوات الكاهن على تنويم العقول ..وجعل مساحة الوعي راكدة وآسنة ...اغدت كل الاسئلة على زميلتي . .فكان جوابها ..لايمكن ان يكون ابي وامي ورجل الدين ..جلهم مخطئين ...سيدتي ..لايعد العدد او الكم مقياسا للصواب .. لأن الكم او العدد هو تسلسل كمي بدون فعل .. فالملايين كانت تؤمن بأن الارض ليست كروية ...وانها مركز الكون ..غير ان واحدا خرج عن القطيع وحرك البركة الساكنة فكان مصيبا بينما كان الكاهن واتباعه وكتبهم وآلهتهم جميعا كانوا مخطئين .. ولأن هذا الخارج والمغرد بعيدا عن السرب كسر قواعد النمطية الجمعية رغم وهمها وجهلها المقدسين ...لابد ان يصلب ويقتل ..ليكون مثلا وعبرة ...ترى اين اتباع الله من هذا الجرم...صامتون ..بل ساهموا بالجرم ... مايعني اننا بحاجة الى ان نكون مدمنين على ترياق الوهم ... ترياق لجعل العقول لاتفكر الا بما يمليه الكاهن ...مسيرون نحن ..لامخيرين ... من تفكر بالله لقد كفر .. الله خارج حدود الوعي .... كل هذه ماهي الا حبوب تخدير العقل ..لابل هي من تشل العقل وتجعلك رقما قطيعيا ... في الجيش لايعاملوننا ..بالاسم ..لايقولون تعال يا ماجد . بل تعال ايها الرقم 985123... لان فكرة الجيش هي فكرة قطيعية ..حينما يداهمني الموت او حين يطرق بابي السقم والمرض ..اطمأني يازميلتي .. فقد خرجت من المألوف ..القطيعي .. غادرت دهاليز الخوف لا اخشى ..فأنا في فضاء العقل ... العقل الحر ...
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الحضارة الأخيرة ..-
-
-تأثير الفاعل الاقتصادي فى بناء العقيدة الاسلامية -
-
لماذا فشل وسيفشل المصلحون الاسلاميون...!!
-
((الحتمية الوجودية ..))
-
الدلة الجديدة ...(المتتالية الهندسية ..الصعبة )..ج//2
-
الدالة الجديدة...((متتالية هندسية صعبة))
-
الحضارة ...والتضاد القيمي
-
نص//-فك رقبة -
-
نص ///مرحبا بالجحيم
-
نص ..طيف أمي
-
لماذا ستخلفنا -الربوتات-...
-
عذرية الجسد ...أم عذرية العقل..!
-
الانسان من الصباح الى المساء ..ومن الحيوان الى الملاك
-
نحن ...والطبيعة..من البوهيمية ..الى المثلية
-
حتى انت ...يابروتس ....!
-
من العدم ...والى العدم ..قصة الوجود الجزء /الثاني
-
من العدم ...والى العدم ..قصة الوجود الجزء /الاول
-
نص يقترب الى السماء
-
رؤى فلسفية في الكون والكوينات
-
نص..من نصوص مجنونة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|