محيي الدين محروس
الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 17:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتناول مواضيع التواصل الاجتماعي، وبعض محطات التلفزة العربية، الحوارات الدينية المختلفة، من جهة بين المتدينين من مختلف الطوائف والأديان، وخاصة بين المؤمنين من السنة والشيعة، ومن جهةٍ أخرى بين اللادينيين وبعض رجال الدين.
هنا لن أبحث أيهمَ على صواب، وليس الهدف من هذا المقال التوعية الدينية باتجاه دينٍ أوطائفةٍ محددة، بل الهدف هو إعطاء الأولوية في حواراتنا للوطن السوري الذي يحترق، من جهة النظام الاستبدادي ومن جهة مختلف الدول القريبة والبعيدة.
عندما يكون وضع شعبنا في هذه الحالة المأساوية، أي حوارات دينية هي في أحسن الأحوال من باب الترف الثقافي، وسوء فهم لسلم الأولويات. خاصةً بأن شعبنا يتكون من مختلف المذاهب الإسلامية ومن مختلف الكنائس المسيحية ومن اللادينيين.
اليوم الأولوية هي للوطن وللدفاع عنه، والدعوة إلى الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا من مختلف أديانه وقومياته، للتصدي للنظام الاستبدادي، وللعدوان عليه من مختلف الدول.
وهنا من المفيد التذكير بأن: بعض الدول مثل السعودية وقطر وتركيا، كانت ولا زالت وراء تحويل الثورة الوطنية السياسية السلمية إلى صراعات مسلحة، تحت شعارات دينية، وبقيادة فصائل إسلاموية للوقوف ضد امتداد وتوسع ثورات الربيع العربي، خوفاً من وصوله إليها. فقدمت هذه الدول المال والسلاح لتشكيل فصائل مسلحة إسلاموية تقود " الثورة المضادة " على الأرض، كما قدمت المال والدعم السياسي لبعض الشخصيات ولبعض التنظيمات السياسية في الائتلاف " الوطني".
للأسف! الكثير من أبناء شعبنا وقع ضحية في هذا المطب، لكونه مجتمع متدين. فأخذ كل فريق يُدافع وينحاز إلى طرفٍ ضد الآخر! وهذا أيضاً كان لمصلحة النظام الذي دعم هذا التوجه، حيث أفرج عن المعتقلين الإسلامويين، ورمى بالسلاح لهم، وشجع بمختلف الوسائل على المعارك الدينية المسلحة من قبل ما يُسمى " الشبيحة" وبعض فصائل الجيش. وذلك بهدف نفي وجود " ثورة في سوريا" من اليوم الأول لها، وإنما هناك " إرهابيين " من مختلف الدول، وهذا ما يقوم به حتى يومنا هذا!
هناك سلم أولويات في كل مرحلة تاريخية. مثلما كان وقت الاستعمار الفرنسي: الدعوة للوحدة الوطنية ضد الاستعمار، حيث وقف رجالات الثورة السورية من مختلف الأديان والقوميات ضد الاستعمار.
اليوم أيضاً نحن نحتاج إلى هذه الوقفة الوطنية، وهي على رأس المهمات: الوطن أولاً !
الدفاع عن الوطن، وعدم خوض وفتح معارك دينية على الأقل في وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى التنديد بها!
عندما يشتعل الحريق في بيتك، تكون الأولوية لإنقاذ أهلك.
وعندما يحترق وطننا، تكون الأولوية لإنقاذه!
من المفيد العودة لشعارات الثورة السورية عند انطلاقتها في كافة أنحاء سوريا:
واحد واحد واحد …. الشعب السوري واحد
حرية - كرامة - عدالة اجتماعية
#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟