أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نايف سلوم - الزمن الموحش- دراسة نقدية















المزيد.....



الزمن الموحش- دراسة نقدية


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 15:53
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"كيف(أيكا) جلست وحدها المدينة الكثيرة الشعب، كيف صارت كأرملة عظيمة بين الأمم!"(مراثي آرام دمشق، مراثي إرميا النبي) [و هذا السفر من العهد القديم اسمه "أيكا" بالعبرية ومعناها "كيف" حيث تبدأ بها المراثي] وقد كتبت بعد سبي إسرائيل وخراب أورشليم بعد 586 ق.م .
أمينة يرفض زواجها ، ومنى ترفض زواجه: ماض/ حاضر غير مقبول ومستقبل غير مُقْبل. أمينة "الأمان" الماضي المتسلم المنجز ومنى المستقبل والمنى. يقول السارد: منى وطني الخاص" ، أي وطن متخيل.
يحضر حرف الصاد في بداية السرد بشكل لا فت . نقرأ "وأنا متكئ بنصفي فوق جسدها الممدد، أتحلّب شهوة لامتصاص جذعي ثدييها الصلبين المتقلصين ، النافرين خارج قميصها الداخلي" ص 12 . وفي حرف صاد أقول : نطقه إص، واسمه صاد، وأصله في اللغة (صيد) قال ابن فارس:
صيد: هو ركوب الشيء رأسه ومضيّه غير ملتفت ولا مائل.. وسميت المرأة الصيدانة لقلة إلتفاتها" م3/ 325 إن نموذج الثوري بين 1963-1973 في سوريا له طابع طهرانيّ /بوريتانيّ، ولكون الشروط التاريخية ناقصة النضج ، ولكونه واقع تحت تأثير العقلية الستالينية السائدة وقتها فقد أخذ نمط الصِّيد الراكب رأسه الذي لا يلتفت . كان الجمود العقائدي هو السائد وكانت الأدوات المعرفية بسيطة إذا ما قورنت بتراث المعلمين الكبار. ولكن شتان بين إبليس وأحمد. قيل لأحمد لا تنظر فما نظر ، وقيل لإبليس اسجد فما سجد . إبليس سقط عن العين وأحمد كشف له عن عين العين . أحمد انتهى ورجع وإبليس ركب رأسه وتمرد على الأمر، وما رجع عن دعواه. وقيل لموسى لا تحدق في النار، نار العلّيقة فتصاب بالعمى . تظهر في السرد "أحلام العري مع الأم" وتفسيرها؛ كثرة التحديق في الماضي" ص 71 قال: تطوقني بقوة جنسية مفعمة بالأمومة" 75
أما نطق حرف صاد فهو إص: الإص: الأصل ، والرِّعدة . والراوي/ السارد يريد الوصول إلى أصل الأشياء وأسها. نقرأ في السرد: "بالخمرة والمرأة تتعرف على ما وراء الظواهر وتصل إلى نسوغ الأشياء" 85 ونسغه بالعصا ضربه؛ وهو إخراج الماء من الصخرة بضرب العصا كما فعل موسى. وموسى على وزن فعلى. فتصوّر.
"أحد ما ليس في مكانه الطبيعي .. أحد ما لا يستطيع أن يكون ما يود أن يكون"ص 65 ويأتي السرد بصفات على وزن (فَعْلى) جاء في السرد: "الطفلة سهرى.. تثب أمينة كغزالة عطشى" 72 وفعلى وفعلن وهذه الأخيرة شائعة في عامية بلاد الشام تقول: تشيطن تولدن، تحمرن ، تحيون..الخ. أما فعلى فتحيل إلى (ضِيزى) وتعني جائرة ظالمة ناقصة ، فإذا لم يكن الشخص في مكانه الطبيعي فهذه قسمة ضِيزى ظالمة جائرة والزمن معوّج وخارج سكته. جاء في سورة النجم: (.. تلك إذاً قسمة ضيزى) [22] وضِيزى فعلى كُسرت الضاد للياء التي بعدها.
هذا الثوري الراكب رأسه في زمن معوج وشروط ناقصة يستحضر في السرد أندري الكساندروفيتش جدانوف ومكارثي كرمزين للتعصب والتشدد الأيديولوجي ، جدانوف زعيم التشدد الإيديولوجي في العهد الستاليني بعد الحرب العالمية الثانية، مؤدلج الفن والعلم . أما جوزيف ريموند مكارثي نائب عن الحزب الجمهوري ، ومع بدايات عام 1950 أصبح مكارثي من أشهر الشخصيات العامة في فترةٍ بلغ فيها العداء والشكوك تجاه الشيوعية أوجها في الولايات المتحدة الأمريكية. ظهر مصطلح المكارثية عام 1950 في إشارة إلى ممارسات مكارثي ، واستخدم المصطلح فيما بعد للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجه ضد المثقفين اليسارين في أمريكا . وقد كتب راي براد بوري روايته (فهرنهايت 45 ) رداً على مكارثي واضطهاده للمثقفين التقدميين.
كتبت الرواية في مطلع السبعينات 1973 من القرن العشرين حيث نسبت إلى تيار الوعي بعد نكسة حزيران 1967 م حيث السرد يتحدث بضمير الأنا ويتسم بالتكرار واجترار الهزيمة ، حيث يقوم السرد عبر تداعي الذكريات والحلم في إشارة إلى حضور قوي للتحليل النفسي والفكر الفرويدي في إشارة إلى تجارب الرفاق الثوريين الوجودية ، واقع التسكع والضياع بين التنظير الأيديولوجي والخمر والنساء. وحيث التمرد على العادات السائدة فقد فشت ثقافة مقاومة الكبت الجنسي واستعانت كثقافة بفرويد وفلهلم رايش أحد تلامذته الذي حاول أن يجمع بين الماركسية والفرويدية في كتابه الشهير"الثورة والثورة الجنسية" يقول بطل الرواية (الراوي):
كل أمنيتك أن تختص بعلم النفس
قال راني: سأحقق هذه الأمنية في نيويورك أو لندن
صحت بخباثة: في بلد الإمبريالية العالمية
بدعابة قال: أنت جدانوفي
وقلت : الذي سيمنع روايتك جدانوفي ومكارثي معاً
بهبه، روايتي قومية
ابتسمت هزءاً هيه، ياللرواية القومية المفعمة بالجنس
قال راني ، اسمع أيها العقائدي: أزمة الثورة مرتبطة أساساً بالجنس في جانب من جوانبها الاجتماعية والنفسية . أحد السياسيين الكبار في هذا البلد قال: لن تكون هناك ثورة في هذا البلد ما لم تحل قضية الجنس والدين." ص 75

يميل السرد إلى استخدام ألفاظ في اللغة قليلة الاستعمال مهملة مثل : انتفج، بهبه ، غِبّ
انتفج: ينفج؛ ثار .. والنفّاج المفتخر بما ليس عنده . ثور: انبعاث الشيء، ومنه ثورة. م1/395
بهبه: البهبهة هدير الفحل ، والأصوات الكثيرة ، ويقال للجسيم الجريء بهبهيّ. (واضح أن هذه الألفاظ مناسبة لغرض السرد) أما غِبّ فيتكرر استعمالها في السرد لأكثر من مرتين ومعناها أن يترك الشيء فترة يتخمر حتى يأتي وقته وزمنه. ومنه قولهم: "رويد الشعر يغبّ" وذلك أن يترك إنشاده حتى يأتي عليه وقت ، ويقال: غَبّ الأمر؛ إذا بلغ آخره. والغِبّ: هو أن ترد الإبل يوماً وتدع يوماً(انقطاع وفترة). م4/ 379 بهذا الشكل يظهر السرد ثقافته باللغة والمعاني.
افتح يا سمسم ، افتح للعربي الناقص في الزمن المعوجّ الظالم (ضيزى) . وتثب أمام وجهي هامسة : لم ينم بعد. 76 إن استخدام صيغة المضارعة هنا تشير إلى معاصرة الكاتب للزمن الذي تتحدث عنه الشخصيات.
الطهرانية المجترة والضمير المتعب يغطي العمل . نقرأ: "في دمشق كل شيء يتلوث بعد حين..هذه الحياة هلامية ، غبراء كسطوح المستنقعات وهذه مملكة السباخ . جمهورية القتل والنساء البيضاويات ، يجتذبن سامر البدوي الثوري اليساري الملفوح بشمس الصحراء ، والحامل في دماه كل عطش العربي في القرن العشرين" 79 في خضم هذا التاريخ المرتج تنزع لأن تتطهر" والطهرانية البيروتانية في الثورة الإنكليزية 1640 م حركة اجتماعية مسيحية بروتستانتية كالفينية شكلت أساس جيش البرلمان الإنكليزي بقيادة كرومويل في مواجهة جيش الخيالة أو جيش الملك. من أفكارها تأكيد حرية الفرد(رد فعل تجاه سيطرة البيروقراطية) ، يقول راني: لاأحد نقي . وهذا الشعور بالتلوث والميل للطهرانية دليل صدع وتفتت في الشخصيات. يقول السارد: "لو قلت لأمينة مليون مرة ، أنا مفتت من الداخل موسوم بلعنة البحث عن الأصل (السر) عن الصدق، عن الرضى، وعن مطلقي الخاص بالأشياء " 88 وأص: أصل الشيء ومجتمعه ، والرِّعدة. وأسّ الشيء يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت ، والأُسّ: أصل البناء ، ووجه الدهر." م1/15
تشير بداية السرد إلى ثورة الفلاحين في سوريا وهبوطهم من الجبال وصعودهم إلى السلطة ، نقرأ: "ها هم قادمون من الجبال والسهول زحفاً باتجاه المدن ، في عيونهم غضب وعلى جباههم غبار ومجد منتظر . في الرياح تخفق راياتهم وأصواتهم الجليلة تملأ سمع العالم ، تحتهم ترتعش الأرض ، ونفوسهم مفعمة بالأماني والغبطة" ص9 هذا السرد يفتقد للمرح
غِبّ عشرة أعوام يُظهر السرد الفرق ، ويظهر الميلان الحاصل والاعوجاج. وأقول: إن عام 1967 م كان علامة فارقة في الحركة الاجتماعية الثورية العالمية . ففي هذا العام المشؤوم أعدم المناضل الثوري العالمي أرنستو تشي غيفارا ، وبعد عام واحد فشلت ثورة الطلاب في فرنسا ، بعد ثلاث سنوات مات عبد الناصر ، وكانت نكسة 5 حزيران 1967 حيث احتلت إسرائيل أراضي عربي في مصر وسوريا والقدس الشرقية. وأظهر العدوان ضعف النظم التقدمية في كل من مصر وسوريا ونقص استعداداتها لمواجهة العدوان الإسرائيلي- الإمبريالي. كان هناك بعد الهزيمة وبعد عام 1970 ميل نحو اليمين في مصر وسوريا والسودان. وفي العالم
عائلة أيوب السرحان (وهنا السرد يستخدم الكنايات كأسماء) من العائلات الدينية الدارسة. فـ "قبل عام 1860 كان أعيان دمشق ، كلهم تقريباً من أبناء العائلات التي تسيطر على المواقع الدينية في المدينة.. وكانت تدّعي التحدر من سلالة النبي (الهاشميين) وكانت بالتالي تؤلف ارستقراطية الدم" أعيان 30 وأيوب السرحان ينتمي من خلال السرد إلى واحدة من هذه العائلات الدارسة. درس: يدل على خفاء وخفض وعفاء.. يقال درس المنزل: عفا .. والدّريس: الثوب الخَلَق. ودرستُ الحنطة ، إذا دستها وجعلتها تحت الأقدام ، كالطريق الذي يُدْرس ويمشى فيه.. والدارس يتتبع ما كان قرأ ، كالسالك للطريق يتتبعه" م2 / 267-268
قال الراوي أو السارد: هو ذا يتكور أمامي على جلد خروف عتيق . رجل منقرض يمت إلى الدهور الماضية . يدخن ويحتسي خمرته في غرفة عتيقة تفوح منها رائحة العفن والإهمال." ص82
يقول السارد لأمينة: "الحياة هي الماضي يا عزيزتي أمينة والثورة تحدث بقوانينها أو لا تحدث على الإطلاق وهذه القوانين ما تزال طي المستقبل" 82 فإذا احتضر القديم والجديد ولد مشوهاً فإن القديم يعاقِبُ بشكل مضاعف ليس عبر استمرار الكثير من عيوبه بل عبر عيوب الجديد المشوه ، وهذا الجديد المشوه يعيد انتاج كل ما هو بال وفائت حتى يبرر نفسه المشوهة. إنه حداثة التخلف ، فنحن هنا لا نعاني من الأموات فقط بل ومن الأحياء أيضاً. وكما قال ماركس: الميْت يمسك بتلابيب الحيّ.
قال راني: في الصمت يتضاءل الآخر.. أمشي وحيداً أتأمل وأصطاد الحشرات" 88 فبدل التبشير بفكرته الجديدة الاشتراكية ، وتربية وكسب الرفاق والكوادر راح يصطاد الحشرات . وراني عدمي ملحد مذعور من المستقبل . يقول: فجأة سقط البشر من حسابي" 89 راني سفسطائي بالمعنى الفلسفي، يقول: "بروتاغوراس يقول: الإنسان مقياس جميع الأشياء، هذا صحيح وحقيقي" ص 89 ليس في جبتي إلا رغبتي وبوهيميتي (شهوانيتي الحيوانية). أنا الثورة والمركز والمطلق وما عدا ذلك إلى الجحيم ، هكذا أفهم الثوري" 89 في الأزمنة شبه الثورية وفي فترة ما قبل نضج الفكر الثوري تكثر التيارات العدمية والإلحادية والفوضوية وهذا ما شاهدناه في القرن التاسع عشر في روسيا القيصرية. وهو ما تشير إليه أعمال غوغول ودستويفسكي بشكل ملفت.
بروتاغوراس (500-411 ق. م) زعيم السفسطائيين ، علم من أعلام الفلسفة العملية الجديدة (السياسة والقضاء) . أول من ذهب ان لكل قضية وجهين متضادين، وأن الخطيب الفذ يستطيع أن يدافع عن صحة كل منهما " وهذا معناه أن اختبار صحة الأفكار مسألة عملية لا نظرية. كما ورد في المطارحة الثانية من مطارحات ماركس حول فيورباخ . إن مسألة ما إذا كان يمكن أن تنسب حقيقة موضوعية إلى الفكر البشري ليست مسألة نظرية بل عملية. فالإنسان يجب أن يثبت في الممارسة حقيقة فكره" (الإيديولوجية الألمانية ص 651 )
ولعل اشهر الأقوال المنسوبة إلى بروتاغوراس، قوله في كتابه "الحقيقة": "الإنسان مقياس كل شيء" (ماجد فخري : تاريخ الفلسفة 54 )
هذا الذئب الصحراوي الذي اختار الجنس مأوى ، اختار الآخرين شاشة عرض لأناه التي تدرجت حتى شارفت تلال النبوة صائغاً حياته جحيماً ومطهر في تجربة الانفلات الحسّي" 95 (ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذاً قسمة ضيزى) النجم /22 ، هذا الذئب الصحراوي مزيج من الانحطاط مع شرارة اليقظة المعاصرة. 96 أفرأيتم اللات والعزّى ، ومناة الثالثة الأخرى .. إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان ، إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس" 19-23 النجم . قال: بل سولت لكم أنفسكم." جاء في السرد: سؤال دائم يدوّي: "ما قيمة الإنسان في العالم بلا ضوء نفسي يهديه إلى نسوغ الأشياء" 97 وهنا يستخدم السارد صيغة الجمع من نسغ (نسوغ) بدل اسم الجنس (نسغ ). نسوغ على وزن عيون (وفجّرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر) القمر /12
ترصد الرواية نماذج من الشخصيات ما بعد ثورة البعث 1963 حتى تاريخ كتابتها 1973 . كانت المسألة الزراعية ومسألة الاقطاع والإصلاح الزراعي في أساس الكثير من التيارات الثورية التي نمت وظهرت بعد الاستقلال وبعد الحرب العالمية الثانية . شكل انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية رافعة لليسار الشيوعي في سوريا والعراق ومصر والسودان ، كما دفع بالبعث القومي العربي للميل نحو اليسار فمزج الإصلاح الزراعي ومصادرة أملاك الاقطاعيين وأعيان المدن السورية بتاميمات ذات طابع اشتراكي عقائدي. إن تحقيق هذه المهمات الديمقراطية خاصة توزيع الأرض على الفلاحين سحب البساط من تحت باقي التيارات الثورية خارج البعث سواء أكانت قومية أم شيوعية. أما القومي السوري فكان قد ضرب وعزل في سوريا منذ منتصف الخمسينيات من القرن العشرين. بعد اغتيال البعثي عدنان المالكي . ولما جاءت نكسة 1967 وأظهرت ضعف وعجز النظام التقدمي في سوريا ومصر عن مواجهة العدوان الاسرائلي واجتياحه لأراضي جديدة زادت مرارة وإحباط هذا الجيل من الثوريين على اختلاف مشاربهم. الرواية تجتر العجز والموت والهزيمة الذي يصيب الشخصيات وهي في قلب هذا الحدث. سامر البدوي ثوري العصر الملعون .. الريفيون غرباء في هذا العالم.. على أجساد النساء يلاشي عمره ليقهر التشويه وغلبة الزمن للأب الذي سقط جريحاً ، مشوهاً فوق تراب فلسطين.." ويضيف السرد: أحببت سامر البدوي بعد أن تعرّى أمامي بكل أدرانه وتآلفت مع راني حتى المكامن المخبأة ، كذلك أمينة ومنى ، جميع هذه الجحافل المقهورة كانت جزءاً مني " 98 ولقد فنيت أرواح هؤلاء في الإحباط والخمر وعلى أجساد النساء والانتقام منهن فظهرت شخصيات ثورية نرجسية ملحدة عدمية وفوضوية . وائل مشيته خيلاء مزهو أحمق ، يعبر عن نفسه بطريقة حديثة ومغامراته تثير القرف والاشمئزاز .. وتغطي غباءه المستتر، يومها قلت: هوذا نرجسي آخر.. الفوضوي شبلي عبد الله وأشرت نحوه ساخراً" 99
قلت لوائل: البركة فيكم سيدي ، كل ما خربت تعمرونها بانقلاب(1966 ، 1970 )
وتطرح الرواية السؤال: ما علاقة الثورة بالجسد؟ وأقول الثورة تنقلنا من جسد مهدم بائد إلى جسد جديد ممتلئ بالحياة الجديدة ، الثورة الاجتماعية تطهر وتفعل فعل النار والماء. الثورة تعميد وقيامة جديدة ، قيامة من بين الأموات بالجسد أيضاً . وهنا يميز السرد بين جيلين جيل الانحطاط وجيل الصعود: جيل الانقلابات والثورة المؤجلة والجنس يصطدم برغباته ، يخبط فينسى ويقع (ولقد عهدنا إلى آدم فنسي) وجيل الصعود يجري كالطلقة إلى غايته ولا يتوقف إلا بالموت" 114 ويسأل سامر البدوي السارد سؤالاً فيه الكثير من البلبلة والالتباس وغياب النظر الاجتماعي الثوري، يقول سامر: هذه الأوطان لماذا لا تجتاحها ثورة تقتلع جذور المحرمات الدينية؟ بالطبع ينسى سامر أن ثبات جذور هذه المحرمات وكثير من العادات والتقاليد باقية بضيافة حداثة التخلف وعجز النظم البورجوازية بكل اشكالها عن انجاز تحديث على شاكلة بلد متطور. إن ضعف التطور والتحديث العربيين على مدى مئة عام استضاف إلى جانبه كل نفايات التراث القومي والديني وقد أحياها هذا التطور المشوه وكرّسها كقيم للأسلاف العظام.
يجري نقاش بين السارد وراني حول كفاية التحرير الاقتصادي من عدمه ، وضرورة التربية والثقافة والحرية الفردية بعد التحول الاجتماعي الثوري كضرورة لتفتح الفرد البشري وازدهار إنسانيته. سألت راني: لماذا لاتقيم الماركسية كبير وزن للمثقفين؟ وأجاب السارد بفجاءة : لأنهم لايستسلمون بسهولة لقوانينها الحتمية والاقتصادية
راني: هل أنت ضد الماركسية؟ أنا ضد الحتمية التاريخية والتعسف ، أؤمن بالإرادة وصراع الأجيال إلى جانب صراع الطبقات ، فرويد وماركس يمكن أن يفسرا العالم إلى حد كبير. هذه المضايفة بين الفرويدية والماركسية تعكس رؤية وجودية لدى السارد. يقول: نظرية واحدة (يقصد الماركسية) عاجزة عن استيعاب الإنسان ." 119
هذا النقاش حول المثقفين والأحزاب الشيوعية كان قد طرح في الخمسينات حين لم يستطع الحزب الشيوعي السوري ذو العقلية الستالينيّة استيعاب مثقفين ثوريين من أمثال الياس مرقص وياسين الحافظ ، وهما العائدان من أوربا ، بغض النظر عن تفاصيل الخلافات النظرية بينهما وبين الحزب. وهذا الصدام بين مثقفين ماركسيين مع حزب شيوعي ستاليني العقلية بيروقراطي أوامري وجامد عقائدياً حصل في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية بين الحزب الشيوعي الفرنسي الستاليني الطابع وبين روجيه غارودي وسارتر وألتوسير ولوفيفر وغيرهم كثر.
تعرج الرواية على التراث الصوفي والسياسي للعرب ودمشق كمقتل الحسين ، وفكرة الحلول الصوفية . ويأتي نقاش الحلول من كون الشخصيات تعيش في زمن معْوجّ فتميل إلى تمجيد فرديتها وأنويتها لتصل إلى الشعور بأنها والمطلق شيء واحد. يقول السارد: وددت أن أهتف بوقاحة : انا الحب وأنا الثورة ، أنا الفرد وأنا المجموع ، أنا الله وأنا الاشتراكية ، ومني ينبثق معنى العالم" 118 وهذا الموقف من الأنا والعالم يذكرنا بالصوفي الشهيد الحسين بن منصور الحلاج . قال الحلاج في الديوان:
أأنت أم أنا هذا في إلهين حاشاك حاشاي من اثبات اثنين(الأعمال 325) والحلاج يصرح انه ناسوت حلّ فيه اللاهوت. الاتحادية قالوا بواحد (المسيحية اليعقوبية؛ المسيح طبيعة واحدة لاهوتية ) والحلولية قالوا باثنين (النساطرة قالوا بالطبيعتين: المسيح ناسوت حلّ فيه لاهوت). واليعاقبة أو اليعقوبية نسبة إلى المطران يعقوب البرادعي(اسقف الرُّها وسوريا وآسيا الوسطى 543م) ، والنساطرة نسبة إلى نسطوروس بطرك القسطنطينية (428-431 م) أما وحدة الوجود التي قال بها ابن عربي فهي ترى ان وجود الكائنات هو عين وجود الله (من الأعيان إلى العين التي اسمها ميم). والحلول نوعان: الحلول السرياني وهو اتحاد الشيئين بحيث تكون الإشارة إلى احدهما إشارة إلى الآخر ، كحلول ماء الورد في الورد فيسقى الساري حالاً والمَسري فيه محلاً.
النوع الثاني هو الحلول بالجوار أو التجاور (الجواري): كون أحد الشيئين ظرفاً للآخر كحلول الماء في الكوز.
وكون فلسطين ونكبة 1948 ونكسة حزيران 1967 في قلب الرواية ، فإن هاجس فلسطين لا يغيب عن السرد إلا ليظهر من جديد في اجترار أشخاص ضمائرهم مثقلة وقواهم خائرة تحت سياط الخمر وأجساد النساء والشعور بالتفتت والعجز والهزيمة . فلسطين ومنى متزامنتان في الحضور (حلول سرياني) ومنى لا تحضر وفلسطين جرح ناغل في الجانب الأيسر اللصيق للقلب ، كلما حركت منى أوتار القلب سمع نداء فلسطين وعزيفها" 142 ثم سألها (لمنى) لماذا تزوجت ما دامت تكره الرجال ، وتخاف الأجساد العارية ، فأجابت أن ذلك تمّ على نحو تلقائي ، وقد أعطت جسدها وأنجبت ميسالينا(يوم ميسلون) حتى لا يقال عنها بأنها عاقر. " 140 ففي "صباح 24 تموز / يوليو اشتبك جيش شريفي مفكك ومتنافر ، مستكمل بعناصر من الأحياء الشعبية ، وبقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة ، مع الجيش الفرنسي المتقدم عند خان ميسلون غرب دمشق . انتهت المعركة في ساعة مبكرة من بعد ظهر اليوم نفسه ، وهزمت القوات العربية وتفرقت" (أعيان المدن 144 ). وحتى لا يقال عن خديجة الكبرى بأنها عاقر فقد تزوجت مرتين قبل زواجها الختم الثالث والأخير بمحمد . وفي هذا إشارة إلى أن زواجها لم يختم لا مع اليهودية ولا مع النصرانية ، ولكن مع محمد خاتم الأنبياء. قالت منى: كانت ميسالينا في رحمي حين مات ، وأقول وكان محمد في رحم آمنة حين مات أبوه عبد الله بن عبد المطلب. إن مقتل زوج منى يعني مقتل رجال المستقبل وموت المشاريع التاريخية العظيمة.
ثم ينقلنا السارد إلى ظاهرة الالتفات في السرد. نقرا في الرواية: فتحت دفترها الصغير وراحت تقرأ شعراً كنت أدخن وأتامل إيقاع سطح وجهها وهي تتطهر بالشعر . قدمانا متعانقتان تحت الطاولة تضغطان أثر المقاطع الحارة ، بينما مجموع جسدها يرتعش مشبوقاً والشعر يجتاحها. (وهنا السرد يتحدث عن منى ثم يلتفت السرد إلى ديانا) . وقالت ديانا رداً على سؤال لم اسأله الآن أنها تزوجت مسرور بالصدفة .." 141
منّ أصلان: أحدهما يدل على قطع وانقطاع (الثورة والقطيعة مع الماضي) والآخر على اصطناع خير وهو ما تسعى الثورة الاجتماعية لانجازه. والمنّ: الاعياء وذلك أن المعيي يتقطع من السير كأشخاص الرواية . يقول السارد: "أتذكر إعيائي عن قطع مسافة المئتي متر (باتجاه منى على شاطئ البحر)" 144 منى : يدل على تقدير ونفاذ القضاء به. والثورة بحاجة إلى تقدير ونظرية وتحتاج إلى إرادة لتنفيذ ذلك التقدير. منّ الماني : قدّر المقدر . والمني : ماء الانسان أو سائله المنوي. ومنه يبتدر منه خلقته . والمنية الموت لأنها مقدرة . وتمنى الإنسان الشيء الذي يرجوه ، والأمنية فعولة منه . ومنى مكة مكان سمي به لما قدر أن يذبح فيه إسماعيل ابن إبراهيم ، وعبد الله بن عبد المطلب زوج آمنة بنت وهب، من قوله: مناه الله . أي خصه واجتباه بان يكون قرباناً للحق. وتمنى القرآن قرأه متمنياً تأويله. وماني مماناة: إذا بارى غيره وجادله ، ومنه مجادلات المانوية (ماني والمانوية) لأنه يقدّر فعله بفعل غيره يريد أن يساويه . قال الشاعر: أخو القوم مانى القوم في الخير أورد. وهذا بعكس شخصيات الرواية الذين ضربتهم الأنانية والنرجسية . الآخرون مجرد مرآة لتأمل وجوههم وأنويتهم (سيلفي) وليس لمباراة الآخر والقياس عليه.
ألم اقل لك أن دمشق قطب العالم ومن عرفها مرة تسكنه كالوباء . قالت أنها حجت إلى الكعبة ، دارت حولها وتعلقت بأستارها قائلة : يا رب أنسينيه" 145 خارج المدينة تقوم البراري حيث لاحجارة ولا بشر، يقوم الانعتاق من المنازل الشبيهة بالشرائع التي استنت في غيابنا.." 147 هذا الانعتاق شبيه بالانعتاق المسيحي الذي يتحرر من التاريخ بالهروب منه.
نعود في (ص 150) إلى التفات للسرد متعدد ، التفات يثير غيظ المرأة الصيدانة التي لاتلتفت وتركب رأسها وهي تسير باستقامة: "في ذلك المساء اشتعل البيت بالرغبة مرة ومرة، حتى الفجر(يتوقع القارئ أن يكمل السرد بالقول: ونحن عاريان، لكن انظر ماذا فعل) مرة ومرة حتى الفجر وأنتما عاريان (التفات من الضمير نحن إلى انتما. ثم التفت من أنتما إلى الضمير هي) وفوق جسدها المرمري الأملس المصون، سبحت، تطهرت في بحر جسدها . وللأزمنة القديمة والنسل المنفي خارج جسده(هو) ثأرت. لم نشعر بالليل ونحن نتفتح كياسمين في ظلام رطب ، داخل بيت منفرد مغمور بالغابات وموسيقى النهر(عاد السرد إلى الضمير نحن الذي بدأ به)" ص150 هذا الالتفات المتعدد يعطي السرد جمالية إضافية وشعرية عالية.
القول بالتلوث يجري اجتراره على طول السرد ، كما تجتر الهزيمة ، ما يعطي شعور بالضيق والملل، وقد يتسلل الإحباط إلى القارئ. "نحن ملوثون بطريقة شيطانية ، ناقصون ، مشوهون " 156 . ويضيف"منى جدار كون أقامته مسافات زمنية عمرها آلاف السنوات، سنوات النهب والاستلاب والانتهاك والدم الملوث فولدت داخله طغياناً من الثأر اللاشعوري الصامت " ويتحدث السرد عن جيل الصعود والهبوط : "جيلنا الجيل الزائغ ، قَدِم العالم قبل الأوان (ولادة لستة أشهر) "، وزيغ يدل على ميل الشيء.يقول : "إنني أعتقد أن مشاريع ثورات العرب كوكتيل عجيب من الدين والقومية والماركسية المبسطة" 158 ويتحدث السرد عن التطهر بالمرأة وبالجنس: الولوج يطهر البدن وينشر في ربا الروح نسيماً عذباً " 150 ولكن لماذا يتبع الولوج في بعض الأحيان شعور بالذنب أو شعور بالقرف؟ وهذا ما يعطينا دافع للقول بأن الفهم الوجودي الفردي والطابع العدمي هو المسيطر عند شخصيات الرواية. فقط عندما يرافق الجنس الحب يعطي هذا الأثر التطهري ، فأي تطهر يحصل في الاغتصاب؟! فليس هناك سوى الجريمة والفقر. الرجل الذي يجيء عليه أن يفتح النفس قبل الجسد" 165 أن ينقل الجسد من جسد مهجور منذ عصور الأجداد الدينيين إلى جسد جديد وعهد جديد.
إن ولادة ميسالينا شبهة ولادة جديدة وظهور (وشبّه لهم وما قتلوه يقيناً) : "وإذا اشتبه عليها الأمر يوماً فولدت ميسالينا راحت تدعوها إليها .. لتعيدها على رحمها إلى وطن الطهر المريمي" 158 منى الصورة العذراء (icon) بقرة لم يشد إلى عنقها نير قط، ولم تعرف الخنوع والذل والتشوه. في كلماتها الفطرية نزوع للسمو: "نزوع نحو الأعلى . إن مفرداتها تتحدث عن النجوم والغيم والشمس بوحدانية متطهرة" 159 إنها أيقونة: صورة الحق. Vera icon
إن "شبهة الثورة" تطرح السؤال الكبير : لماذا كل الإرث القديم التالف يتجلى الآن ؟ لعل هذا يفسر رفضها لنا جميعاً. وأقول لأن حداثتنا حداثة تخلف
منى هي مريم ، وهي رحم الظهور والذي لم يئن آوانه بعد ، وإن لوثة الانبثاق المباغتة قبل النضج كانت شبهة ولوثة معاصرة مجنونة. السرد يصبو إلى ثورة اجتماعية تطيح بالارث التالف وتنقل العرب إلى مصاف الأمم المتطورة متجاوزين التخلف والتجزئة والاستعمار الصهيوني- الإمبريالي.
الزمن الموحش ، حيث يتم الجنس كما يتم القتل في الغرف السرية ، والمرأة الدمشقية تطلب أكثر من عشيق ، فلا هيمنة لأحد من عشاقها عليها .
الزمن الموحش، نحو فلسفة للزمن ، تطرح السؤوال بشكل ساذج : هل الزمن في الخارج أم فينا؟ أهو مطلق أم نسبي ؟ ثم تميل إلى التعبير عنه بشعرية: وهو هناك بعينيه الوحشيتين ولامبالاته " لأن ثورة العرب حتى الآن شبهة ، لا تمتّ إلى الزمن والفعل التاريخي- الاجتماعي المؤسِّس أو التخيلي.
ويذكر السرد شعراء الصوفية(النُّصيرية) الكبار : والمكزون السنجاري ، منتجب الدين العاني ، وأبو نواس . ويلوّنهم بابن الفارض ، ويعرّج على الخمرة فيقول: "الخمرة طريق من طرق الوصول " خمرة الله الباطنية والأسرار الوجودية ، وهي التي يجري تداولها وتسلّمها في جلسات المنادمة الخاصة (تسلم الأسرار الوجودية) والتخمير ستر العجين أو العصير حتى يتخمر ويجود (غِبّ).
وفي غمرات منتشية بالخمرة يقول السارد من شعر الخصيبيّ:
لا تشرب الراح إلا مع أخي ثقة موحّد عارف بالعين والميم
والبيت نهي للأخوة عن إفشاء أسرار العقيدة الباطنية لغير النقي الثقة العارف بسر (عمس).
وهذا البيت للحسين بن حمدان الخصيبيّ موجود في الدبوان(ص 493 )، حيث يقول:
لا تشرب الراح إلا مع أخي ثقة مهذّب عارف بالعين والميم
مُهذّب: تعني مُنقّى مما يُعيبه.
أقول : عندما يتعين العين ويظهر يأخذ اسمه العظيم ميم. إن تعيين العين وظهوره بالاسم ميم هو تأسيس و ظهور لكون جديد ، هو زمن جديد(عهد جديد) وخلق جديد. يكتب الخصيبي في الرسالة الرّستباشية: "وما حدث بعد كون محمد فهو بمحمد فعله وتكوينه" (ص 173)
ويدخل السرد في سلسلة من الكوابيس وأحلام الهيلة ثم يختم بملحقات ما هي إلا اجتراراً إضافياً لما تمّ الحديث عنه من قبل . كاجترار الفكر العربي بعد هزيمة 1967 م وجلد الذات المهزومة وتأنيبها وكأننا في عاشوراء مصغّرة مع لطم كلامي.



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة -المفتش العام- ل غوغول
- عائد إلى حيفا- تعليق هوامش بسيطة
- قراءة في -طقوس الإشارات والتحولات-*
- قراءة في رواية -حجر الصبر-
- تعليق حاشية على تراجيديا -أوديب ملكاً-
- ملاحظات أساسية حول بيان حزب توده
- استهلال كتاب -نقد النساء-
- إيمان الرجل التعس الخاطئ وإيمان إبراهيم
- تعقيب مقتضب على مقالة: -ماذا بقي من الماركسية؟-!
- ديالكتيك الطبقي والقومي
- هوامش الأيديولوجية الألمانية - القسم الثالث
- هوامش -الأيديولوجية الألمانية- - القسم الثاني
- هوامش -الأيديولوجية الألمانية-
- استعراض الأدب الاقتصادي/ السياسي الماركسي بعد الحرب العالمية ...
- الاشتراكية الماركسية والمهمات الديمقراطية
- حول الإمبريالية الجديدة
- مقاربة لأزمة الإمبريالية الرأسمالية سنة 2008
- عرض وتلخيص مقدمة مارتن نيكولوس ل -الغروندريسّة-
- قراءة نقدية في مقدمة -العقل والثورة- - ملحوظة عن الديالكتيك-
- نقد مفهوم -العولمة-وظروف ظهور المفهوم


المزيد.....




- دراجون يرتدون زي -سانتا كلوز- يجوبون شوارع الأرجنتين.. لماذا ...
- فيديو: افتتاح مراكز لتسوية وضع عناصر -جيش الأسد- في دمشق
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين في خاركوف ودونيتسك والقضاء على ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر جديدة بالقطاع
- تقرير المكتب السياسي أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية
- رغم الخسارة التاريخية أمام أتلتيكو.. فليك راضِِ عن أداء برشل ...
- خامنئي: أمريكا والكيان الصهيوني يتوهمان أنهما انتصرا في سوري ...
- يسرائيل كاتس: لن نسمح لـ-حزب الله- بالعودة إلى قرى جنوب لبنا ...
- الشرع: لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل ببناء علاقة ا ...
- -حزب الله- يكشف عن -المعادلة الوحيدة- التي ستحمي لبنان


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نايف سلوم - الزمن الموحش- دراسة نقدية