|
السعودية دولة علمانية و الدين الشائع من صناعة البشر ..
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 21:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما تنظر لدور شيوخ الدين و السلفية في السعودية المضحك و المقزم و المتخلف و الذي يشتغل بتفاهات الشأن اليومي...
يتضح لك جليا أن السعودية أوضح نموذج للعلمانية المتمسحة بالدين ....
و قد أخطأ من عدها دولة دينية أو " ثيوقراطية " حيث يحصر الدين في جزئيات مثيرة للضحك و السخرية ...
الدين ناظم رؤية كونية و إنسانية و أخلاقية و روحية و فلسفية و حياتية ...
الدين الذي لا يحارب الفقر و الجوع و التفاوت الإجتماعي و الإنساني و يكون المال فيه دولة بين الأغنياء ...
الدين الذي لا يحارب الفساد و الغش و الإحتكار و الغبن و التدليس
و يحرص فقط على الزكات و لا يمنع الغبن و كنز الأموال و الذهب و الفضة و الثراء الفاحش و لا يقيد المباحات عند الضرورة المؤدية لذلك...
الدين الذي يعتقد أهله و دعاته أنه لا يقيد المباحات و يسمح بالغنى الفاحش و لا يبحث كيف تراكم المال بصورة لا متوازنة..
و يكتفي فيه أصحاب المال فقط بالزكاة و منح الصدقات من يد عليا إلى يد صغرى...
الدين الذي يجعل عدم الخروج على الحاكم الجائر الفاسد المستبد عبادة و يحرم الخروج و يجعله من العقائد ...
دين مفخخ مخدوع صنع في مخابر الأوليغارشية العالمية ليرضي عبيدها و هم الحكام العرب...
الدين الذي لا يبعث في الناس حوافز العمل و العلم و الإبتكار و الإختراع و التنافس العلمي...
الدين الذي لا ينهى عن منكر و يختصر المناكر في الفروج و ما بين الفخذين لا في العقول..
و يختصرها في زيغ الأنظار و الحواس لا في الأفعال..
و يسكت عن تهاوي المدرسة و وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب....
الدين الذي يجعل كل من تراكم عنده المال يهرول إلى تعدد الزوجات و تعدد المراكب و تعدد الفيلات و كنز الأموال و يردد " التجارة بارك فيها ربي"...
الدين الذي ينتقص من قيمة مؤمن عشق في فتاة و زلت معها قدمه فيعد ذلك من كبائر الكبائر ...
و هو يتتبع عورات المخطئين يتسور ( أي يعتلي السور ) كما فعل عمربن الخطاب رضي الله عنه في الحديث ...
و يظن أن انفلات النفس و الحواس ليس لمما و ان هنا أخطر من حكم فاسد متغطرس او جاهل يقلد أمانة المسؤولية و يرضى بتهميش أهل العلم ..
الدين الذي لا يطهر السرائر و لا يجعل المسلم يحب الإنسانية و يرد شططها لكنه ينصفها في حسنها...
الدين الذي يتصدق أصحابه من المال الفائض و يعلمون أنهم لن ينالوا البر حتى ينفقوا مما يحبون لكنهم يتمشدقون بالحديث احتيالا " إتقوا النار و لو بشق تمرة" ...
الدين الذي يقوم على أغمض عينيك و اتبعني ..
امن ثم اعلم ...
و اعتزال الفتن إيمان...
الدين الذي يعشق و يعبد أهله ابن تيمية و مالك و الشافعي و احمد و الحسين و علي و ابن حزم و ابن عربي و ابن العربي و الحلاج و ابن رشد و مالك بن نبي و البنا و قطب و المدخلي و الجامي و محمد عبد الوهاب و الألباني و العثيمين ...الخ ...
يخاصمونك إن نلت منهم نقدا يريدون مقاتلتك و يحملون لك الضغائن أكثر مما يعشقون و يحبون و يعبدون الله...
الدين الذي يكره فيه المسلمون الغرب و يعتبرونه كفرا و إلحادا و شيطانا و يكرهون لغته و منجزه و فلسفته ...
و ينشرون عليه كل نقائصهم و عيوبهم و كبواتهم و هم أجهل الناس به و لا يميزون بين إغتراب و إستلاب و تغريب و إرتهان و هيمنة و تثاقف و تفاعل ...
الدين الذي يكاد و هو يزرع هلوسة النص يدفع بالناس للبحث عن نص يعتمدون عليه ليتنفسوا جرعة هواء ..
أو نص يبيح لبس بذلة من الغرب أو شرب كوب ماء ...
و يحشو العقول بترهات لا يبقى بعدها مساحة لفهم كون الله و الانتشار في أرضه و ملكوته....
هل هذا هو الدين الذي سوف يؤسس " دولة الإسلام" ويعارض دولة الإنسان ....
ابنوا و شيدوا أولا دولة الإنسان ستتحقق تباعا دولة الإسلام ....
لست علمانيا و لا ثيوقراطيا و لا شيعيا و لا سنيا و لا قوميا...
فلكم دينكم و لي ديني...
حمدا لله عرفت ربي بربي لا بعباد ربي...
هذا الدين دين من صناعة البشر لا يخدم دين الله..
و هو من جعلني اليوم أقول بأن السعودية دولة علمانية...
و أن حملة شعارات دين و دولة أو عقيدة و شريعة قزموا الدين و أفرغوه من كونيته و إنسانيته و أفقه الرفيع الواسع الذي يمكن أن يشكل خلاصا للبشرية...
قال شيخنا الغزالي رحمه الله لماذا دين نظيف في أمة وسخة و كاد يبكي...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية والهوية و العلمانية ...
-
ديباجة من أجل ميثاق نحو أمة مسلمة موحدة في إطار التنوع...
-
أوهام البحث عند أساتذة الشريعة الإسلامية في الجامعات و غيرها
...
-
النص ضد النص / إسلام ضد إسلام
-
في تطوير العلوم الإسلامية و مقاصد الشريعة و أصول الفقه و الن
...
-
دوران الحكم مع العلة ..ابن تيمية و العقل
-
ملامح أولية لمشروع معرفي إسلامي حضاري إنساني - - الجزء الأول
...
-
فهم القران ..بداية البداية (2)
-
فهم القران ..بداية البداية (1)
-
كيف نصوم رمضان
-
إسلام عليك بخويصة نفسك ...خياركم خياركم لأهله..
-
العقل و الأنسنة و مفاهيم أخرى و مشكلة ضبط المفاهيم في نصوص ا
...
-
بوح وجودي إنساني ذاتاني عرفاني بمسحة الإناسي ....
-
في مقولة - التشكيل البشري للإسلام عند محمد أركون ..(1)
-
في الحيدري و أركون و اختراقات العلمانيين للفضاء الإسلامي الس
...
-
- أركون - في مراة - موران- .. (1)
-
ماضيهم و ماضينا / الدرس اللساني الحديث و اللغة و درسها البلا
...
-
في الماهية و الوجود : الوجودية المؤمنة و الوجودية الملحدة
-
في بعض مكر الإستشراق
-
العالم العربي و الإسلامي و شروط الإقلاع الضائعة / اضطراب في
...
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تزف مجاهدا خامسا استشهد على طريق
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تزف مجاهدا سادسا استشهد على طريق
...
-
منظمة خيرية: إعمار كنائس يعزز بقاء مسيحيين عراقيين في أرضهم
...
-
أي دور يلعبه يهود أميركا في الانتخابات الرئاسية؟
-
أين يتركز اليهود في أميركا، ولمن يصوتون؟
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تزف أربعة من مجاهديها استشهدوا ع
...
-
مصادر: ميرتس مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشار
-
ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة Toyor Aljanah 2024 علي
...
-
بيان الجهاد الاسلامي حول احداث اليوم في لبنان
-
حركة الجهاد الاسلامي: العملية الغادرة التي نفذتها اجهزة الكي
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|