أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - عفوا سيدي الحجاج - أزهري رحيق زهور الحرية والسلام والديمقراطية














المزيد.....

عفوا سيدي الحجاج - أزهري رحيق زهور الحرية والسلام والديمقراطية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 04:19
المحور: حقوق الانسان
    


في عهد حجاج الخرطوم، ذلك الذي جمع حول بلاطه الطغاة والبغاة الظالمين والمستبدين، وأوكل مهام البطش لجهاز الأمن حامي شعارات نظامهم الإنقاذي الإسلاموعسكري، وأصدروا مجتمعين أحكام الحبس القهري علي رواد وعظماء مسارح الفن وأقمار مجالس الأدباء وحاملي بيارق التنوير والأوفياء لوطنهم وشعبهم، ولكنهم لا يعلمون أن أصحاب العقول النقية فكرهم النوراني المتحرر عابر للحدود بلا جواز سفر، وأن حجاجهم حبيس قصره لا يستطيع تجفيف منابع الفكر الشفيف بقمع ومنع سفر الشعراء الملهمين، وأن السماء ستمطر شعراء وحبا وسلام للجميع، والأرض ما زالت تنبت زهرا فواحا كأزهري محمد علي هذا الشاعر الثائر الذي لا ينكسر البتة للريح النتنة، فالرياح الطيبة حين تهب تصابح الشعراء بتسابيح الأمل والسلام ثم تنتشز عطرها في الفضاء، وهؤلاء هم صناع الوعي يعرفون لغة الجمال والرحيل عبرها إلي القلوب الطيبة أينما وجدت.


تناثر علي المواقع الإسفيرية خبر منع الشاعر السوداني أزهري محمد علي من السفر خارج البلاد، وأزهري شاعر الشعراء ورمز للثورة والثوار صوته يتردد في كل السودان وهو يصدح بآمال وأحلام الجماهير في وطن حر ديمقراطي شكله شعرا في أعينهم وحبا في قلوبهم وأسئلة تبحث عن أجوبة في عقولهم، ولكن في ظل نظام معادي لكل أشكال وأنواع السؤال عن السودان كمجتمع وثقافة وحضارة إنسانية وحرية رأي وفكر وضمير صاحي يبقى الصراع قائم وباقي إلي أن ينجلي ظلام هذا النظام ليتم الكشف عن السودان الحقيقي، وبينما صراع الحقيقة والباطل مستمر يظل الأمل معقود علي الشعب السوداني المبدع والعملاق والوفي لأبنائه وبناته الشرفاء، فهذا الشعب قد سير مواكب كواكب الفن والشعر والفكر من كل الأمكنة وعلي إمتداد الأزمنة وطالما لم يجف نسله لن تتوقف مسيراته، وهؤلاء الأبطال قد سطروا إسم الوطن علي صفحات التاريخ، وتاريخهم مصدر إلهام للسودانيين المشبعين بالثقافة والطواقين بشوق للحرية والسلام.

إننا فخورين بأن يكون الشاعر أزهري محمد علي مجايلا لنا كجيل إنفقع عينه في وطن سادته الفوضى الإنقاذوية لسنوات طويلة، لكنه ولحسن حظه جايل أناس طيبون آتون من خارج العهد الإنقاذي، يحملون تجاربهم النيرة في معاطفهم الضخمة تحكي قصص بطولاتهم في مقاومة الطغيان ونشر الإستنارة لبناء مجتمع سوداني إنساني تعاوني حر وموحد رغم الصدمات التي مرت بها البلاد بفعل الدكتاتوريات والمشاريع السياسية الفاشلة التي كانت تنازع بقوة لتفريق وتشتيت السودان كبلد متنوع الأجناس والثقافات واللغات والأديان لمنع تشكل أفكار جديدة تجعله بلد مضرب مثل للعالم أجمع، فمثل الشاعر أزهري إنسان عايش وإطلع علي أهم مراحل التكوين السوداني السابقة والحاضرة ونظم شعرا معبرا عن الوطن الذي نحلم به ونتمناه كجيل جديد إستطلع التاريخ بوعي ووضع فواصل بينه والماضي وطرح أسئلة المستقبل بمسؤلية وسانده أزهري ورفاقه لبلوغ هدف مشترك يتجلى في إيجاد وسائل جادة لحل الأزمات السودانية والإنتقال معا إلي دولة السلام والعدالة والحرية، هذه الأحلام المشتركة يسعى الظلاميون لتحطيمها بقمع الحالمين بها ومصادرة حقوقهم في التعبيير الحر عنها.

إذا ظن الظلاميون، مجرد ظن، إنهم سيمنعون تدفق الأدب الثوري ويقلقون منافذ ونوافذ الإبداع فهم واهمون كل الوهم، وهم بذلك لا يدركون ما الأدب وما الثورة وما تأثيراتهما علي المجتمع ودورهما في صناعة التغيير والتحرر وبناء المستقبل، فمن يحكمون عليهم بالحبس القهري في هذا الوطن أصواتهم ومشاعرهم وفكرهم كالنسائم تجوب الوطن والعالم ولا تستأذن الخروج والدخول ولا تمر عبر بوابات المطارات ولا محطات القطارات ولا مواقف العربات، إنها نسائم لا تحبس، تهب وتخترق الفضاء بحرية وتمشي في الأسواق وتزور مساكن الفقراء والمهمشين، هي أفكار وأراء حرة لا تحدها حدود، تسع الأرض وتصعد إلي السماء لتلون حياتنا في هذا الكوكب العجيب.

إن محاولات التضيق علي المثقفين والسياسيين والثوريين لن تمنعهم من القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي تجاه وطنهم، وما يفعله النظام حيال الشاعر الوطني أزهري الغيور علي بلاده فعل مستنكر ولن يمنع محبة الشعب لأزهري ولا إستمرار عملية التغيير للوصول إلي وطن ديمقراطي لا حجاج فيه يوزع صكوك الحقوق علي الناس كما يشتهي ويرفع سيفه المسلول في أوجههم إذاما هم قالوا لا بطريقة ما في وجهه لنقد سياساته الخاطئة، فعهد حكم الفرد والتوجه الواحد وفرض الأفكار والسياسات قد إنقضى، وسيأتي عهد الإختيار الحر، والسودانيين مهيئيين للدخول في عهد جديد خيوطه صلبة وخطوطه مستقيمة تشكل حلم السودان الديمقراطي الحر ووجدان شعب إنساني عظيم، وفي ذلك السودان سيلتقي شاعرنا الحبيب أزهري بجيل جميل عرفه وأحبه، وسنشعل معا شموع النصر في مهرجان الحرية والعدالة والسلام والديمقراطية.


سعد محمد عبدالله
26 مايو - 2018م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدليات الإنتخابات وخيارات الثورة - رأي شخصي
- الذكرى الخامسة والثلاثون لميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودا ...
- قضية نورة حسين إختبار جديد للقانون والقضاء السوداني والعالم ...
- رسائل إلي مجموعة طلاب حركة البان أفركانز في السودان
- صراع تيارات النظام علي منضدة البرلمان الإنقاذي
- خلع وزير الخارجية إبراهيم غندور بقرار جمهوري
- قصيدة - كنا معا
- د. يوسف الكودة والإنزواء السياسي والفكري
- لقاء في الذاكرة
- سفيرة النوايا الحسنة الصحفية أية زيدان
- نداء السودان
- نعي المناضلة ماريلي فرانكو
- حوار بين الإسلاميين والعلمانيين
- المؤتمر العلماني السوداني
- عيد الحب للفرد والمجتمع
- الفكر والقلم وصراع التغيير
- تعليق علي صحافة النظام السوداني
- ثوار السودان والسجون
- التعليق علي حملات الإعتقالات في سنار وسنجة
- هراء المفاوضات وحشرجة السقوط


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت لصالح قرار يطالب بوقف إطلا ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى قرارا داعما للأونروا
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً يدعو لوقف إطلاق نا ...
- الأمم المتحدة تعتمد مشروعي قرارين لوقف إطلاق النار بقطاع غزة ...
- الأمم المتحدة تتبنى قرارا بوقف إطلاق النار في غزة فورا
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ب ...
- المرصد السوري: نحو 105 آلاف شخص قتلوا تحت التعذيب بالسجون خل ...
- تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا ...
- وسط جثث مبتورة الأطراف ومقطوعة الرؤوس... سوريون يبحثون عن أق ...
- مسئول بالأونروا: ظروف العمل في غزة مروعة.. ونعمل تحت ضغوط لا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - عفوا سيدي الحجاج - أزهري رحيق زهور الحرية والسلام والديمقراطية