أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - الدرس الذي يجب أن يتعلمه اليسار الايراني والجمهورية الاسلامية من انتخابات العراق















المزيد.....

الدرس الذي يجب أن يتعلمه اليسار الايراني والجمهورية الاسلامية من انتخابات العراق


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدرس الذي يجب أن يتعلمه اليسار الإيراني والجمهورية الاسلامية من انتخابات العراق
عن موقع "راه توده" الإيراني
ترجمة عادل حبه


جرت أخيراً الانتخابات البرلمانية العراقية، واستطاع الحزب الشيوعي العراقي بالتحالف مع إئتلاف يتزعمه مقتدى الصدر أن يفوز بمقعدين في الانتخابات، هذا الانتصار له أهمية خاصة لسببين. الأول هو وصول الحزب الشيوعي العراقي إلى مقاعد البرلمان العراقي، مما يضع حد لأسطورة نهاية الشيوعيين والاشتراكية في العالم وخاصة في الشرق الأوسط بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. لقد أوضحت نتائج الانتخابات العراقية أن أحزاب اليسار والأحزاب الشيوعية في العالم والمنطقة، وخلافاً للمؤرخين المفلسين الرسميين، لم تتأسس بناءاً على أوامر من الإتحاد السوفييتي، وهي بذك تنهار بمحض إنهيار الاتحاد السوفييتي. فهذه الأحزاب لها جذور تكمن في حاجات المجتمعات إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وما دامت هذه المطالب قائمة فإن هذه الأحزاب ستبقى فاعلة وتصبح أكثر فاعلية في المستقبل.
أما السبب الثاني، وربما الأهم، فإن الانتخابات البرلمانية العراقية جرت في ظل ائتلاف بين الشيوعيين ومقتدى الصدر المعروف بإكونه رجل دين مسلم. هذا الأئتلاف هو حدث له أهمية كبيرة في المنطقة، وهو حدث عبرت مجاميع يسارية غير قليلة في العالم وفي ايران عنه بعدم الرضى.
في عالمنا الراهن، تسعى الدول المتنفذة المسلطة إشاعة الفرقة في الدول الإسلامية بين القوى التقدمية وتصوير جميع المسلمين على أنهم على غرار "الطالبان" و "داعش" وسائر التيارات التقليدية الرجعية المعارضة للرقي والتجديد، ولذا فهي عبرت هذه القوى عن عدم رضاها القاطع من هذا الائتلاف والتعاون. فهذه القوى ترسم الخطط من أجل إشاعة الاختلافات بين الشيوعيين والعلمانيين واليسار والمسلمين والقوى الوطنية والتقدمية. ولقد أحرزت هذه القوى أكبر نجاحاً لها في إيران، حيث استطاعت زرع الفجوة بين المذهبيين وغير المذهبيين والتعصب الديني بحيث وضعت سداً أمام التعاون بين مختلف قوى اليسار في إيران، واستطاعت عبر هذه الوسيلة خلق مواجهة بين القوى الحية في الثورة الايرانية بحيث لم تستطع الثورة تحقيق أهدافها.
إن الحكم في داخل إيران هو الآخر وعلى غرار القوى العالمية المتنفذة غير راضي عن التحولات الأخيرة في العراق. فجلوس الشيوعيين العراقيين على مقاعد البرلمان العراقي، خاصة إثر الاتئتلاف مع رجل ديني شيعي، وبعد أربعين سنة من عدم اعتراف الحكم في ايران بحقوق حملة الأفكار الأخرى من الأقليات الدينية واليساريون وحتى حقوق أطراف من المسلمين، أصبحت حالة يشهدها الجمهور الآن. فهم يشهدون نوعاً آخراً من الإسلام وإدراكاً آخراً من الدين لا يتحدى الحكم في إيران فحسب، بل كل المراجع والتيارات السياسية المذهبية الإيرانية، من المتعصبين والإصلاحيين على حد سواء. إن أولئك الذين أنكروا حقوق حملة الأفكار المغايرة والتعاون معها خلال أربعين عاماً، لا يملكون الآن جواباً على تبرير سياستهم القائمة على الاقصاء والفرقة المدمرة.
إن بعض المجاميع اليسارية في خارج البلاد، هي الأخرى ومنذ اليوم الأول للثورة، وضعت في أساس برنامجها نفي أي جانب تقدمي في الثورة وكل القوى المذهبية المشاركة فيها، والتزمت هذه المجاميع اليسارية الصمت أزاء ما حدث أخيراً في العراق. وفي الواقع أن ائتلاف مقتدى الصدر مع الشيوعيين العراقيين يشكل دليلاً على أن الجوهر الخاص في الاسلام وايديولوجية القوى المذهبية لا يشكلا عائقاً أمام تعاونهم مع قوى اليسار. فلو اتبعت كل قوى اليسار مسبقاً وبعد الثورة الإيرانية سياسة حكيمة، وسعت إلى علاج سوء الفهم والاختلافات بين قوى اليسار والمذهبيين، خاصة بعد الانشقاق في منظمة مجاهدي خلق، وتفادت المواجهة والصراع في كل مرحلة الثورة واستعراض العضلات، لكان من الممكن أن نشهد ملامح من التعاون والتقارب بين قوى اليسار المذهبي وغير المذهبي بعيد الثورة.
إننا، وخلافاً لكل التيارات المشار إليها أعلاه، نعبر عن ارتياحنا لما جرى في العراق، فهذا الحدث يصب في مصلحة الشعب العراقي وفي مصلحة شعوب المنطقة وفي مصلحة الشعب الإيراني. إن ما حدث في العراق هو تحطيم حاجز سعى حزب توده ايران لإزالته قبل أربعين عاماً واستمر في سعيه، وللأسف لم يفلح في ذلك. إننا لا نستطيع إلاّ أن نتذكر سياسة حزب تدوده ايران بعد الثورة حيث كان حزب توده ايران الحزب الوحيد الذي أقدم على تشكيل قائمة ائتلافية في انتخابات مجلس الخبراء وأول انتخابات لمجلس الشورى. وفي انتخابات مجلس خبراء القانون الأساسي على سبيل المثال، وضمن سياسته هذه القائمة على الاتحاد وتحطيم الحواجز بين القوى المذهبية وغير المذهبية والوطنية واليسارية، أعطى رأيه إلى آية الله الطالقاني والدكتور حبيب الله بيمان ومسعود رجوي وابو الحسن بني صدر ومنصور بزركان واحمد حنيف نجاد وغيرهم. وفي أول انتخابات لمجلس الشورى صوّت الحزب، إلى جانب مرشحيه الأربعة عشر ومن بينهم نور الدين كيانوري واحسان طبري ومريم فيروز وسياوش كسرائي ومحمد علي عموئي، فإن الحزب قد صوت إلى خمس عشر مرشحاً من الأحزاب السياسية الأخرى ومن ضمنها حزب نهضة الحرية ومجاهدي خلق وفدائيان خلق وحزب الأمم الاسلامية والحزب الجمهوري الاسلامي وحركة المناضلين المسلمين في إطار سياسته القائمة على الاتحاد والتحالف. وهكذا صوت الحزب إلى محمد جواد حجتي كرماني وكاظم سامي وعزت الله سحابي وموسوي خوييني ها واعظم طالقاني ومسعود رجوي وابو القاسم سرحدي زاده ومدير شانه جي وعلي كشتكر وكاظم بجنوردي وبروانه فرهر وآخرون. وفي وقت لاحق صوت الحزب في انتخابات المجلس الخامس ورئاسة الجمهورية إلى محمد خاتمي. وعلى الرغم من أن الحزب كان محروماً من المشاركة وإلى الآن في الانتخابات وتقديم مرشحيه، إلاّ أنه صوت للقوى التي تسعى أكثر إلى تأمين مصالح إيران وشعبها.
إننا غير نادمين على الطريق الذي اخترناه صوب اتحاد كل القوى، وإننا على اعتقاد أن التاريخ سيشير إلى مساعينا على الرغم من التشويش الموجه ضدنا. إننا نشهد اليوم تراجع مكانة بعض القوى المذهبية في المجتمع وانخفضت شعبيتها بين أفراد الشعب إلى حد كبير أو فقدت مواقعها. ورغم ذلك فإننا على اعتقاد بأنه من الممكن بل ويجب التعاون مع القوى المذهبية الصادقة من أجل الدفاع عن حقوق الشعب. وإن النجاح الذي أحرزه ائتلاف القوى الوطنية واليسارية والمذهبية وغير المذهبية في العراق، صرف النظر عن تأثير ذلك في المستقبل، فهو يدل على الطريق الصحيح الذي تم اختياره.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسان الألفية
- يجب على واشنطن التعامل مع كوبا
- امل جديد للعراق - الانتخابات القادمة يمكن أن تكون نقطة تحول ...
- حزب العراقيين بكل أطيافهم
- الديمقراطية هي نتيجة لانتاج الثروة والتصنيع
- الحركات الاجتماعية الجديدة وإيران
- هل أضحت ايران حبلى بأحداث وتحولات مصيرية؟
- يجب وضع نهاية لتسلط الرأسمال التجاري على الاقتصاد الايراني
- ولادة اليسار الجديد في تركية
- وداعا وسلاما للعزيزة بشرى برتو
- مرور قرن كامل على ثورة اكتوبر في روسيا
- جمهورية رعب باسم داعش انطلقت من اروقة سجن بوكا وابو غريب
- لننسى الارهاب: ان السبب الحقيقي وراء أزمة قطر هو الغاز الطبي ...
- الخلود للرفيق عزيز محمد - رحيل رمز الثبات والتواصل والتجرد و ...
- ايران: عقدان من التحولات التدريجية
- نتائج الانتخابات الايرانية ودلالاتها
- قلق 141 خبير اقتصادي ايراني من الوعود الخيالية لبعض مرشحي ان ...
- آخر ما دوّنه كيانوري السكرتير الأول لحزب توده ايران قبل رحيل ...
- لماذا تعبوا من الدين؟
- التحالف ضد الجمهورية الاسلامية وانعكاساته الداخلية


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - الدرس الذي يجب أن يتعلمه اليسار الايراني والجمهورية الاسلامية من انتخابات العراق