|
الفلسطينيون وتجربة الهنود الحمر
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 15:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الفلسطينيون وتجربة الهنود الحمر طلعت رضوان شغلنى سؤال منذ عدة سنوات: هل يكون مصيرالشعب الفلسطينى، نفس مصيرالهنود الحمرالذين احتلّ الأوروبيون أراضيهم، التى أخذتْ اسم (الولايات المتحدة الامريكية)؟ انشغل عقلى بهذا السؤال منذ أنْ قرأتُ مقالات الراحل الجليل المستشارمحمد سعيد العشماوى فى (مجلة المصورالمصرية) فى تسعينيات القرن العشرين..وكان من بينها المقال الذى تسبــّـب فى الهجوم عليه وتجريحه من العروبيين والإسلاميين والناصريين، لأنه قال: إنّ تنظيم حماس الإسلامى (صناعة إسرائيلية) من حيث التكوين والدعم والتمويل. وتمرالسنوات وتتجدد الأحداث (فى الشكل وليس فى الجوهر) وكلها تؤكد حقيقة واحدة ثابتة راسخة: تبعية الأنظمة العربية (بلا استثناء) للرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التى أعلنتْ- بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية- دعمها ومساندتها للدولة حديثة العهد (إسرائيل) ورأيتُ وعايشتُ تطورالخط البيانى المُـوضــّـح الفرق بين الأنظمة العربية وإسرائيل فى شتى المجالات..ومن أمثلة ذلك– على سبيل المثال: • فى عام 1970 ((أصبحتْ إسرائيل الدولة النووية السادسة فى العالم)) (د. فوزى حماد– مجلة الهلال– يوليو2002) أى بعد 22سنة من الاعتراف الدولى بإنشاء دولة جديدة باسم (إسرائيل) • طبقـــًا لتقرير(العلم فى العالم) عام1998الذى تُصدره منظمة اليونسكو، يُعد تمويل البحث العلمى فى العالم العربى من أكثرالمستويات انخفاضًا. فقد بلغ الإنفاق العلمى نسبة إلى الناتج المحلى الإجمالى 14 ,. % فى العالم العربى عام1996، مقابـــــــل 53, 2% عام1994لإسرائيل. • متوسط دخل الفرد فى إسرائيل، يعادل نظيره فى دولة أوروبية وسطية. • شاركتْ إسرائيل فى مشروع الجينوم البشرى. وفى نقل الرائحة عن طرق الكمبيوتر..وزوّدت طائرات الحلفاء فى حملة البلقان بأنظمة توجيه كمبيوترية..وشاركتْ فى شبكة الردع الصاروخى (د.هشام الحديدى– أهرام 4/ 6/2001 ) • عندما كان د.حسين كامل بهاء الدين وزيرًا للتعليم قال إنّ تكلفة إعداد التلميذ بالتعليم الأساسى فى مصريوازى 170دولارًا. وهذا الرقم فى إسرائيل3500 دولارًا (أهرام 16/ 7/ 2001)
• فى عام2000كان الناتج المحلى الإجمالى للفرد فى إسرائيل يفوق نظيره فى البلاد العربية كلها (د.نادرفرجانى– أهرام 19/ 5/ 2002)
• فى الوقت الذى غزتْ فيه إسرائيل العالم بمنتجاتها الزراعية والصناعية، بل وتبيع تكنولوجيا متقدمة لدول أعرق منها، فإنّ مصرتستورد حوالى80 %من غذائها من الخارج. بل إنّ القمح (وهوسلعة استراتيجية) فإنّ مصرتستورد أكثرمن60% من احتياجاتها منه من الخارج. وفى عام2004وفق تصريح د.حسن خضروزيرالتموين آنذاك، فإنّ ما تم استيراده من القمح الأمريكى (فقط) وصل إلى54% من حجم احتياجات مصر( أهرام 4/ 4/ 2004) • دمّرالطيران الإسرائيلى يــــــوم7يونيو1981المفاعل النووى العراقى. وفى يونيو82 غزتْ أراضى الشعب اللبنانى.
• فى تقريرالتنمية البشرية لعام2003الصادرعن الأمم المتحدة، وهوالتقريرالذى يضع ترتيب الدول وفق معاييرالمستوى المعيشى. وحجم الإنفاق على التعليم والبحث العلمى والصحة إلخ، كان ترتيب إسرائيل المركزالسابع (على مستوى العالم) من حيث الإنفاق على الصحة، والمركزالثانى من حجم الإنفاق على التربية..وفى الترتيب العام إحتلــّـتْ إسرائيل المرتبة رقم22، بينما مصرجاء ترتيبها فى المؤخرة مع الدول المتخلّفة وقبعتْ عند الرقم120(عبدالعاطى أحمد– أهرام 14/ 7/ 2003)
• ولعلــّـها واحدة من سخريات القدرومآسيه أنْ تفوزست جامعات إسرائيلية من بين أفضل500جامعة على مستوى العالم. بينما تم استبعاد كل الجامعات المصرية..مع مراعاة الفارق بين الدولتيْن: فى العمروالحضارة. • يتم تشويه الحضارة المصرية فى المدارس الأجنبية الخاصة الموجودة فى مصرلصالح إدعاءات العبريين الكاذبة، خاصة عن حق اليهود فى فلسطين (د.زكى البحيرى- مجلة أحوال مصرية- العدد42 ،43)
• يرى أ. شوقى جلال أنّ (الذات) العربية مازالت تعيش داخل (قبو) التراث السلفى الذى يحجب عنها رؤية (الآخر) المختلف. واعتمد فى الفصل الأخيرعلى (إعلان المبادىء الصادرعن القمة العالمية لمجتمع المعلومات- جنيف 2003 وتونس 2005 الذى رصد إتساع الهوة بين العرب والتقدم ، فبينما تُخصص الدول العربية (كلها) حوالى نصف % من دخلها القومى للبحث العلمى (أغلبه مرتبات) فإنّ كوريا الجنوبية تُخصص 2,5% وإسرائيل 3% وأمريكا 3% ويطبع العرب (كلهم) حوالى 6آلاف كتاب (ترجمة وتأليفًا) فى السنة ، أى أقل من 2% على مستوى العالم ولاتزيد إصدارات العرب (كلهم) فى الترجمة عن 350 عنوانًا فى السنة بينما تُصدرإسرائيل 450 عنوانًا مترجمًا فى السنة. وتُترجم إسبانيا أكثرمن عشرة آلاف عنوان فى السنة يُلاحظ فيها الإهتمام بالعلم. يؤكد أ. شوقى أنّ النهضة لن تتحقق إلاّ فى وطن حر والوطن الحرلايوجد إلاّ بوجود المواطن الحر. والمواطن الحرلايوجد إلاّ فى مجتمع عقلانى ينبذ الثبات ويرفض تقديس تراث السلف ويحارب المطلق والأحادية لتعظيم النسبى والتعددية. ويكون المدخل لذلك مناهج تعليم وبرامج إعلام تتخلى عن (التلقين) وتقديس (النص) لتفسح المجال للعقل الناقد الذى ينطلق من (الشك) قبل التسليم العاطفى أوالعقيدى أوالأيديولوجى. وكان المؤلف موفقًا وهويُصدّر كتابه بكلمات (دانييل دنيت) الذى قال ((النوع الإنسانى هومن اكتشف الشك. يتساءل عن المستقبل. يُراجع تقديراته وحساباته. يدفعنا الشك إلى البحث عن علاج. عن التماس وسيلة للحقيقة. لهذا اخترعنا (نحن البشر) الثقافة)) أما أ. شوقى جلال فأهدى كتابه إلى ((من يعتمدون حرية الفكروالشك والاختلاف حقًا إنسانيًا مشروعًا مع الخطوعلى طريق البحث والتجديد والتمكين)) (أنظركتابه: أركيولوجيا العقل العربى- دارعين للنشر- عام2009- من ص169- 171) سيطرالسؤال على عقلى أكثركلما تكاثرتْ الأحداث التى أكــّـدتْ أكذوبة العروبة..وبصفة خاصة بعد أنْ غزا جيش صدام حسين/ العروبى/ البعثى دولة الكويت (العربية) وتأكــد أكثرعندما استنجد النظام الكويتى بقوات حلف الأطلنتى، بقيادة أميركا لطرد الجيش العراقى من الكويت..والسؤال الذى تغافل عنه العروبيون والناصريون والإسلاميون وأغلب الماركسيين: لماذا لم يستنجد النظام الكويتى بالأنظمة العربية (الشقيقة)؟ وهل كان أمامه بديل آخرغيرالاستنجاد بقوات حلف الأطلنتى؟ وتأكــّـدتْ أكذوبة العروبة (للمرة الثالثة) عندما غزتْ القوات الأمريكية دولة العراق واحتلتْ أراضيها..وعيـّـنتْ وفرضتْ الأشخاص الموالين لها، حتى تضمن نهب ثروات العراق من جهة..ومن جهة ثانية تضمن تحقيق هدف تقسيم العراق..على أسس عرقية ودينية وطائفية. أكذوبة العروبة تأكــدتْ أكثربعد صدورتصريحات من شخصيات (عربية) لها مكانتها عن حجم الأرصدة المالية العربية المودعة فى بنوك أميركا وبعض الدول الأوروبية..من بين هذه التصريحات ما ذكره حسن إبراهيم (الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية) حيث قال إنّ ((رؤوس الأموال المستثمرة خارج الوطن العربى (فى أمريكا وأوروبا) تتجاوزألف ملياردولار..كما أن هذه الأموال تتعرض لمخاطرعديدة مثل تجميد الأرصدة)) (مجلة الغد العربى- العدد العاشر- يناير1999) أى أن الألف ملياردولاربسعرسنة1999. وشهادة ثانية أدلى بها د. إبراهيم قويدر(المديرالعام لمنظمة العمل العربية الذى قال: إنّ ((إجمالى استثمارات العرب خارج حدود الوطن العربى تصل إلى تريليون و200 ملياردولار..واشارإلى أنّ نسبة الاستثمارات التى يحصل عليها الوطن العربى من حجم الاستثمارات العالمية لايتجاوز2% فقط)) (أهرام12/10/2003) وفى تقريرشاركت فى إعداده منظمتان: إحداهما دولية هى (البرنامج الانمائى للأمم المتحدة) والثانية عربية هى (الصندوق العربى للانماء الاقتصادى والاجتماعى) والتقريرالعربى نتاج جهد بحثى لعدد من الباحثين العرب المرموقين فى مجالات تخصصاتهم..كما أنهم ينتمون إلى كل ألوان الطيف السياسى والفكرى. التقريرالعربى جاء به: إنّ المنطقة العربية والبالغ عدد سكانها 280مليون نسمة، بما يساوى 5% من التعداد العالمى، تــُـحقق ناتجـًـا إجماليـًـا إلاّبما يساوى 531 مليار دولار(وهوأقل من الناتج القومى الذى حققته إسبانيا التى تـُـعتبرمن أصغردول الاتحاد الأوروبى) بما يعنى أنّ شعوب 22دولة عربية لم تصل بإنتاجها إلى ما ينتجه الشعب الإسبانى منفردًا (أمينة شفيق- أهرام21يوليو2002- ص10) نفس المعلومة أكــّـدها أ. صلاح الدين حافظ الذى كتب إنّ ((دولة أوروبية واحدة هى إسبانيا تتفوق على 22دولة عربية مجتمعة من حيث الناتج العام..حيث يبلغ الناتج الاجمالى للدول العربية (كلها) بما فيها النفطية والزراعية وشبه الصناعية نحو531بليون دولار..فى حين أنّ الناتج الاجمالى لإسبانيا (وحدها) يبلغ نحو595 بليونا)) (صلاح الدين حافظ – أهرام24يوليو2002- ص11) وعن تردى الأضاع العربية (على كافة المستويات) كان التعبيرالذى لخــّـصه أحد الكتاب العرب حيث كتب ((كارثة العرب أنهم لم يتخلــّـصوا من ثقافة داحس والغبراء..ولم ينسوا تقاليد حرب البسوس وسلوكيات الثار..والنهب والسلب..والعراك البدائى..مُـتلبسين ثقافة ملكية الحقيقة المطلقة)) (الكاتب الليبى د. أبوالقاسم صميدة- أهرام- 16نوفمبر2003- ص11) ويستمرمسلسل التردى العربى الذى عبـّـرعنه وزيرالخارجية القطرية الشيخ (حمد بن جاسم) حيث قال إنّ ((على دول الخليج ألاّتخجل من الاحتماء لوجود القوات الأمريكية فى المنطقة العربية)) (أهرام12يناير2004- ص8) وما قاله الوزيرالقطرى أكــّـده ابن العقيد القذافى (سيف الإسلام) الذى قال إنّ ((بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى أطارصفقة تاريخية مع تونى بلير (رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) ولم يـُـمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا ((إننا نتخلى عن أسلحتنا..ومن ثـمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) (نقلا عن أ. سلامة أحمد سلامة- أهرام12يناير2004) كان تعليق أ. سلامة: لا أحد يعرف حماية النظام الليبى ضد من؟ خاصة أنّ سيف الإسلام أضاف: ((أنه لعب دورًا مهمًـا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا..وأقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية)) (المصدرالسابق- ص10) وعن العروبة كتب كاتب عراقى أنّ ((جـُـل (يقصد كل) ما حلّ بنا من نكسات ونكبات، يعود لمن ضللونا بشعارات الوحدة العربية والقومية العربية..ولكنهم الآن يتدخلون فى الشأن العراقى.. يدقون آخرمسمارفى نعش العروبة..وأنّ كثيرين بدأوا يتبرّأون حتى من كونهم عربـًـا)) ورصد تحذيرأغلب العراقيين من العرب لأنّ ((ما يقرب من ثلث الشعب العراقى غيرعرب أساسًـا..وأنّ الثلثيْن الآخريْن أخذا يـُـدققان فى نسبهما عسى أنْ يعثرا على ما يـُـثبت أنهما عرب)) (نقلا عن د. مصطفى عبدالغنى- أهرام 5يوليو2004- ص12) ولكن ما كتبه الكاتب العراقى لم يـُـعجب الكاتب المصرى/ العروبى (د. مصطفى عبدالغنى) فكان تعليقه ((أعرف أنّ موقف العرب كان ضعيفــًـا ومتخاذلا قبل سقوط بغداد بزمن طويل..وأثناء السقوط وبعده)) وبالرغم من اعترافه بهذه الحقيقة فإنّ نوازعه العروبية أملتْ عليه التشبث بالسراب فأضاف ((ولكن ما علاقة هذا كله بالتبرؤمن العرب)) (المصدرالسابق) فى تقريرالتنمية الإنسانية العربى بشأن البحث العلمى فى الدول العربية..والذى لايقتصرفقط على معدل نموضئيل ومتواضع بنسبة2% فقط لاغيرمن معدل نموه فى الدول الصناعية..ذكرالتقريرأنه مقابل169ورقة بحثية إسرائيلية، كان نصيب العرب ورقة بحثية واحدة لكل لبلد عربى (أسامة غيث- أهرام6مايو2006ص17) 000 أعتقد أنّ الخطوات السابقة كانت بمثابة التمهيد لما حدث فى الشهورالأخيرة، وبصفة خاصة التصريحات الصادرة عن ولى العهد السعودى (محمد بن سلمان) الذى عبـّـرعن انتقاد علنى حاد وشديد اللهجة ضد الفلسطينيين..وكان معلق الشئون السياسية بالقناة العاشرة الإسرائيلية (باراك رابيد) قال: إنّ ابن سلمان ذكرفى شهرمارس2018كلامًـا رائعـًـا لم يقل أحد مثله طوال الأربعين سنة الماضية..حيث فوّتتْ القيادة الفلسطينية (مرة تلوالأخرى) كل فرص الحل..ورفضتْ أى اقتراح تقـدّم لها..وأنّ الوقت قد حان ليوافق الفلسطينيون على الاقتراحات المقدمة لهم..والذهاب إلى طاولة المفاوضات وإلاّفإنّ الخسارة ستكون نصيبهم..وأضاف الأميرالسعودى: إنّ ((موضوع فلسطين ليس من أولويات الحكومة السعودية..ولا الرأى العام السعودى)) (تليفزيون وطن- 29 إبريل2018) وهكذا فإنّ الأميرالسعودى يعمل (فى العلن) ولايخفى نوايا ورغبات مملكته عن الجلوس مع الإسرائيليين..ولاطريق آخرأمام الفلسطينيين.. الذين سيحصدون الندم وفق تعبيره. وإذا كانت بعض الأنظمة العربية أعلنتْ (شجب نقل السفارة الأمريكية للقدس) بضميرصادق وإقتناع راسخ، فإنّ بعض الأنظمة أعلنتْ (الشجب) فى الظاهربينما الجوهرعكس..وكانت السعودية هى المثال الأشهر..صحيح أنه لم يصدرعن أى مسئول سعودى (بشكل مباشر) ولكنه صدرعن سعوديين لهم وزنهم داخل مؤسسة الدولة، مثل المستشارالاقتصادى السعودى (خالد الأشاعرة) الذى قال فى (دعاء رمضان) على تويتر: اللهم انصرإسرائيل على (عدوهم وعدونا) اللهم إنْ كان من الفلسطينيين قد باعوا أرضهم..ثـمّ نقضوا بيعهم..وخانوا المسلمين..وقتلوا المسلمين فى سوريا..واستكبروا وخذلوا المسلمين..فاللهم اخذلهم وشتتهم..وانصربنى إسرائيل عليهم (وكالة شهاب للأنباء- 17مايو2018) هكذا دون مواربة..ودون أية لغة (دبلوماسية) أى دون اللجوء إلى أية مساحيق لتجميل هذا النفاق لبنى إسرائيل. وشاركه فى الترحيب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مديرمعهد أبحاث الشرق الأوسط بجدة (عبدالحميد حكيم) الذى قال: أتقدم ((بتهنئة دولة إسرائيل- شعبـًـا وحكومة- بمناسبة هذا الحدث التاريخى، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأضاف: عندما زرتُ القدس وجدتها مدينة من العالم الأول..فأدركتُ احترام المجتمع الإسرائيلى لعاصمتهم القدس..واحترامهم لثقافة حرية العبادة فيها..وشكرتُ الله بأنّ مكة والمدينة المنورة والقدس، تحت إدارة أنظمة تحترم قداسة هذه المدن، وجعلتها من أجمل مدن العالم (المصدرالسابق) فهل المستشارالاقتصادى (السعودى) ومديرمعهد أبحاث الشرق الأوسط بجدة، أدليا بهذا الكلام دون توجيه من مؤسسة المملكة، أى بمبادرة شخصية؟ وهل كانا يملكان شجاعة الإدلاء بهذا الكلام..وهما يضعان احتمال أنّ كلامهما (قد) يـُـغضب الملك وولى عهده؟ والسؤال بصيغة أخرى: أليست تلك الشجاعة نابعة من يقين (ثابت وراسخ) بأنّ كلامهما سيـُـسعد الملك وولى عهده؟ وإذا تغاضى العقل الحرعن التحالف السعودى/ الأمريكى/ الإسرائيلى (وبصفة خاصة بعد زيارة ترامب للسعودية..وما تبعها من زيارات قام بها مسئولون سعوديون كبارلإسرائيل) وإذا تغاضى العقل الحرعن الخطوات المُـتسارعة نحوتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل (خاصة السعودية والأنظمة العربية التابعة لها) إذا تـمّ التغاضى عن كل ذلك- ووفقــًـا لقانون (علم الرياضيات) وعلى قاعدة التداعى الحريبرزالسؤال الذى يصعب تجاوزه وهو: ما موقف تلك المنظمة العربية التى أنشأتها بريطانيا عام1945وحملتْ الاسم الشهير(جامعة الدول العربية)؟ ولماذا كــُـتب على تلك المنظمة (العربية) أنْ تكون (مفعول بها) أى عليها تلقى أخبارالأحداث وتوابعها..وليس فى مقدورها (ولوالمشاركة فى صناعة الأحداث) فيجلس أمينها العام (وجيش موظفيه) فى انتظار(الحدث) وكل ما يستطيعه الأمين العام وجيش موظفيه هو(إصدارالبيانات) أو(عقد إجتماع طارىء للدول العربية) وهوما حدث بعد تنفيذ قرارترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وجاء السفورالأكثرمباشرة ووضوحـًـا على لسان خالد مشعل (رئيس المكتب السياسى السابق لحركة حماس) الذى قال: لدينا وثائق ومعلومات عن (صفقة القرن) تم تداولها بين الزعماء العرب..وهى تصفية القضية الفلسطينية..وليس تسويتها..وأضاف خصوصًا بعد فشل المصالحة الفلسطينية/ الفلسطينية..وأشارإلى تجارب هذا الفشل منذ اتفاق جدة عام2007وصولا إلى اتفاق القاهرة عام2017. تبع ذلك ما نشرته (وكالة غزة الآن الإخبارية) التى جاء بها ((قالت تقاريرصحفية أنّ السعودية نقلت رسالة إلى قيادة حماس، عبـْـرمصرفحواها أنّ السعودية لن تــُـقـدّم مساعدات جديدة للفلسطينيين..فى ظل النهج المُـتبع الرافض التعاطى مع أطروحات حل القضية..وفى مقدمتها (خطة الرئيس الأمريكى ترامب) وأشارتْ وكالة الأنباء المذكورة إلى ما نشرته صحيفة العربى الجديدة يوم الجمعة 18مايو2018من أنّ مديرالمخابرات المصرية (عباس كامل) طلب من قيادة حماس عدم ذكراسم السعودية أوطبيعة اجتماعات مسئولين سعوديين مع مسئولين إسرائيليين..وأنّ مصرأبلغتْ حركة حماس بضرورة عدم الحديث عن تفاصيل مواقف بعض الدول العربية..وطبيعة اتصالاتها بإسرائيل)) أليست هذه التصريحات والتصرفات تؤكد أنّ الأنظمة العربية (نفضتْ يدها) من القضية الفلسطينية؟ وأنّ المسرح مُـهيأ لإنزال الستارعن الفصل الأخيرتمهيدًا لمرحلة (تطبيق مصيرالهنود الحمرعلى الفسطينيين) خاصة حلم الصهيونية الدينية فى ترحيل الغزاويين إلى سيناء؟ وكيف (يؤمن) العرب بقضية الشعب الفلسطينى، فى حين أنّ ثلاث شقيقات لإسماعيل هنية (القيادى بحماس) يحملنَ الجنسية الإسرائيلية..وأنّ أبناء بعضهنّ يخدمون فى الجيش الإسرائيلى..والشقيقات الثلاث هنّ: خولديا وليلى وصباح..وهنّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية فى (تل شفيع) وقال زوج خولديا أنه سعيد بالعيش فى إسرائيل..ونعيش حياة طبيعية مع الإسرائيليين..ونتمنى أنْ تستمر..ونفس الكلام أكــّـده (يوسف أبورقية) السكرتيرفى المجلس البلدى (أنظرموقع صحيفة التليجراف البريطانية- تقريرعن عام2006) ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مغزى تحريض اليهود على قتل السيد المسيح
-
كشف المستور عن العلاقات السعودية / الإسرائيلية
-
الصراع السعودى/ الإيرانى: والضحية الشعب اليمنى
-
مدارس الفقه والمزايدة على القرآن
-
الفنان بقشيش وأرملته إيزيس العصرية
-
الصين وكيف حاربت الإرهاب
-
هل التطبيع الساداتى / الإسرائيلى ملزم وأبدى؟
-
جمهورية أفلاطون الطوباوية
-
الشهورالسابقة على يوليو1952 ثقافيا وسياسيا
-
متابعة كتب التراث العربى / الإسلامى
-
ما الفرق بين الكهنوت الإسلامى ووزيرالتعليم؟
-
أهمية قراءة كتب التراث العربى/ الإسلامى
-
ما هدف المشروع الأمريكى / السعودى من (تنقية التراث)؟
-
لماذا تأجيج الحرب الشيعية / السنية؟
-
فائدة قراءة كتب التراث العربى/ الإسلامى
-
قمم عربية أم انحدار عربى ؟
-
أليس طرد اليهود من مصرعملا وطنيا؟
-
هل تم دفن النشيد العروبى : أمجاد يا عرب أمجاد؟
-
المقاومة السلمية وفلسفة اللاعنف
-
رومانسية بعض المثقفين العرب
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|