|
دليلك للتعرف علي موظف فاسد
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 14:05
المحور:
المجتمع المدني
((الرقابة الإدارية تلقى القبض على مسئولين بالعدل والإسكان والصحة والمحليات والجمارك)). قرأت بدقة هذا التحقيق الصحفي المنشور بجريدة الاهرام الاليكترونية يوم 25 مايو 2018عن قضايا تم ضبطها بواسطة جهاز الرقابة الذى يرأسه سيادة الوزير محمد عرفان..مالاحظته هو الاتي :- أن الفساد أصبح سلوكا يوميا لعدد من موظفي الدولة الذين بيدهم إتخاذ القرار أو التسجيل في الدفاتر الرسمية أو القدرة علي التحايل علي القوانين أو خداع المسئولين بأساليب تبدو كما لو كانت صحيحة و شرعية . أن الرقابة الادارية إضطرت للنزول إلي مستويات الادارة المتوسطة و الصغرى بعد أن كانت القضايا المضبوطة تخص الطبقة العليوى من المديرين و المسئولين . أن إيكال مهمة مكافحة الفساد لضباط الرقابة و مسئوليها .. مهمة تصبح مستحيلة أو شديدة الصعوبة .. في ظل عدم تعاون العاملين معهم و الرهبة من إنتشار فكرة أن شخص ما له صلات بمسئولي جهاز الرقابة فيتجنه المحيطون . أن الفاسد معروف واضح بين زملاءه و لكنهم يهابونه قد يكون لسلطاته أو لدسائسه أو لفتونته .. ولهذا يترددون في نقل أخباره لجهات الامن رغم أنهم يتداولونها بحرية بينهم .. فمعظم أعمال الفساد تتم عن طريق ثلاثة أطراف المستفيد و وسيط يعمل لصالحه ثم صاحب التوقيع و عادة ما تتصل بقبول أعمال ذات مواصفات منخفضة أو قدرة محدودة و سعر أقل .. مقابل سعرها المحدد في التعاقد كما لو كان المنفذ هو الاعمال او المواد المنصوص عليها في المواصفات أو شروط الاعمال .. القادم من الخارج يستحيل علية كشف هذه الفوارق .. و حتي عندما ينخفض الاداء أو يسوء فهو غير قادر علي ربط العلاقة بين الفاسد و مندوب المورد الاكثر فسادا و بين الاعطال . لدى المقاولون خصوصا الاجانب دائما شخصا أو أشخاص ..يساعدونهم علي تخفيض مستوى الخدمة المقدمة عن طريق تأمين ولاء صاحب التوقيع .. و المقاول أو المورد لا يمانع ما دام يجد عصابة تساعده من الكوادر المحلية تعمل لدية و لصالحة ضد مصلحة أهلها و بلادها . إسلوب إستمالة المسئولين عن (الموافقة ) و ايجاز إستلام المواد و المعدات و الاعمال غير المطابقة للتعاقد .. تتراوح بين .. العمولة الواضحة أوالمرتبات الشهرية أو إقتسام قيمة الفارق بين المفترض توريدة و المجاز توريده ..أو الخدمات العينية .. بتقديم سيارات و تعين الاقارب بمرتبات خيالية أو إستئجارهم كمقاولي باطن لهم دلال علي صاحب العمل ... وقد تؤجر شركة ما من المسئول عربتة الخاصة ليستخدمها سيادته في العمل طبقا لاشتراطات العقود.. أو تقدم الهدايا و السفريات للخارج و ما يصاحبها من فخفخة و بوكيت مني و شراءهدايا للاولاد ..أو تقدم وعودا بإستخدامه بعد إحالته إلي المعاش من وظيفته .. وقد تتدني هذة الاستمالة حتي تصل لعزومة في مطعم فاخر أو حتي نص نص ..و لفة تيك أواى مع الضيف و هو ماشي . الفساد بهذه الصورة .. يعني عدم الانتماء لوطن و أهل و ناس و تغليب المصلحة الانية علي المصلحة العامة مع ميوعة في المفاهيم الاخلاقية..و عدم قدرة كل من الوازع الاخلاقي أو الخوف من العقاب سواء في الدنيا أو الاخرة علي تحويل الفاسد عن مصالحه.. و ستظل قوات الامن تقبض و تحاكم من يسقط من الاشرار الفاشلين في إخفاء نشاطهم .. أما من هم في واقع ألامر أكثر خطوره فهم يجلسون في مكاتبهم الفاخرة ينتظرون الهدايا و عزومات الافطار و السحور و المأموريات للخارج .. ويمارسون حملات دعاية بين المحيطين عن مدى شرفهم و أخلاقهم و كفاءتهم و قراراتهم الصائبة ..أو يبررون ويشيدون بأعمال الحثالة من موظفي المقاول (المورد ) الذين تعودوا علي شيلني و أشيلك . وهكذا الفساد ليس لدية إنتماء أو أخلاق .. أو أعراف و يصل إلي درجات بيع الاعضاء البشرية أوتهريب الاثار .. أو تمكين البعض من وضع اليد علي أراض و ممتلكات ليست من حقهم ..أو تسهيل الرزيلة .. أو ترسية أعمال علي من يشاركهم أو يدفع المعلوم ..و هو لا يقوم و ينمو إلا مع الخوف سواء من الفقر أو الحرمان من الوظيفة أو السقوط الطبقي بعد الاحالة للمعاش .. أو الخوف من بلطجة الفاسد نفسه و إغماض العين عن أفعالة لا علاج لهذا الوباء إلا بالشفافية .. و الاعلام القادر علي قول الحقيقة ..و حماية بعض الذين يسبحون عكس التيار الذين يمكنهم تقديم المعلومات الصحية للجهات الرقابية . السؤال كيف يمكن فرزالموظف الفاسد من بين باقي العاملين. عندما تدخل إلي مقر عمل ..و تجدأن الجميع تحولوا لسكرتارية فنية أو إدارية لا يخرجون عن اللائحة إلا بأوامر .. فتأكد أنك في ماخور أحد الفاسدين الذين يجمعون كل السلطات كبيرها وصغيرها بين أيديهم مستخدما باقي العاملين كأدوات لا رأى لها و لا سلطة .. تنفذ التعليمات فقط . الفاسد يريد أن يعلق إعلانا علي باب مكان العمل يكتب فيه (أنا الكل في الكل و الباقي طراطير ) . عندما يقول لك شخص ما أن رئيسه (شرابة خرج) و أن هذا الشرابة لا حول له و لا قوة .. و أن العمل كله يسير من خلال إرادته ..فأنت امام فاسد يريد أن يدل الزبائن علي المكان الذى يضعون فية إستثماراتهم و يشعرون بالامان في ظل الرجل القوى . عندما تكتشف أن شخص ما يعمل ليل نهار حتي في ايام العطلات التي يعقد فيها إجتماعاته السرية مع مرشدى الموردين و المقاولين و يحرص علي أن تكون في أماكن بعيدة .. فهذا الشخص يعد لصفقة..أو يحاسب المرشد أو ينظم الاستيلاء علي المال العام .. أو يتفق علي سيناريو مواجهة الغافلين .. وضمان قناعتهم ا, خوفهم أو مشاركتهم . عندما تجد أحدهم يشتكي من أنه مظلوم و أن مرتبه لا يكفيه .. و أن من هم أقل منه يحصلون علي أكثر منه .. و مع ذلك لا يترك مكانه أو يبحث عن عمل أخر فمعني هذا أنه يحصل من تحت الترابيزة علي ما يكفية و يزيد . عندما يشترى أحدهم السندات و العقارات و الاراضي بإسم الهوانم و البهوات من الزوجات و الابناء و لا يترك شيء بإسمه سوى صكوك ديون .. فهو يعد نفسة ليوم الحساب عندما يقع . الفاسد طاووس امام مرؤوسيه .. و كلب يرقص ذيله أمام الموردين و مندوبيهم ..ومطيع أمام الرؤساء مؤمن لا يفوته فرض أو عمرة أو حج كل عام ..وبطل مغوار أمام أسرته و أصحابة و مريدية ..و هو في كل الاحوال .. لا يتقن من عملة إلا كيف يحلبه .. وعند النجاح ..( انا ) ..أما عند حدوث الكوارث ف( هم) ..و الضحايا دائما معد قرارات إتهاماتهم . في بعض الاحيان يتحول الفاسد إلي شيخ منسر و هذا يحدث عندما يبقي في منصبة لفترات طويلة .. فهو قد تعرف علي العمل و صاغة بحيث يصعب إستبداله .. وعجم عيدانه بين يدية .. فوضع أصلبها عودا وأصعبها مكسرا في المفاصل الحساسة سواء عند المقاوليين أو الاستشاريين أوفي طاقم عمله .. و هو قد عرف كيف يضمن ولاء كل منهم .. بالتهديد أو الوعيد أو بالمزايا أو المرتبات العالية و الحوافز و البدلات ..أو حتي بالمشاركة في البزينيس .. و هو قد تخلص من أصحاب الرأى و الاصوات العالية إما بالتأمر أو الاستبعاد و الفصل أو بالتبديل في المناصب أو بجعل حياتهم أسود من قرن الخروب فيفروا .. شيوخ المنسر الذين عاصرتهم كثيرون و لكن أكثرهم ضراوة وطمعا و تبديلا بين العاملين لاقل إشارة تدل علي أن أحدهم ليس علي إتفاق مع فرماناته .. هو ذلك القادم من أصول متواضعة و كان الفالح بين أخواته .. فرفع شعارالفرسان الثلاثة (( الفرد للجماعة و الجماعة للفرد)) وفتح لهم أبواب الرزق من واسع . الفاسد أعلي الناس صوتا .. غجرى .. قليل الادب ..لديه دائما منطقا مغلوطا .. و لا يتوقف عن النباح إلا لو هددته بأنك ستقطع حذائك فوق رأسه فيصير طيبا بكاءا غلبانا مكلوما مهضوم الحق .. مفترى عليه .. حتي يتمكن ثانيا فتعود ريمة لعادتها القديمة . بالطبع كل منا قفز لمخيلته شخصية ما فاسدة ..و لكنني كنت أرى وأنا أكتب هذا البوست العشرات من الفاسدين أمامي يهللون ويصخبون وهم يحلبون اللقحة التي جفت ضروعها
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبست ثوب العيش لم استشر.
-
نعم .. المليونيرات يحكمون ويتحكمون .
-
نظرة لما بعد حرق الاعلام .
-
ما هي الخطوة التالية يا سادة ؟؟
-
بونابرت في مصر..
-
نشأة الحضارة (ول - ديورانت )
-
23 يوليو( خمسة وستين سنة مرار )
-
خمسون الف سنة حيرة
-
قراءة في أسفار التحضر
-
مؤشرات الدولة الفاشلة
-
من الذى يحكمنا Ruling class
-
العيش في غابات المسلمين .
-
خُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما
-
في بلدنا عبث و نهب وتدمير.
-
نعم .. لقد فشل مشروع التحديث
-
نصف قرن يمر علي هزيمة 67
-
هل يشهد عام 2018 تغييرا
-
التخريب الاركيولوجي.. يا ناس
-
برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف
-
أديان أبناءك يا كميت
المزيد.....
-
كتائب القسام تبث مشاهد لتسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الإسر
...
-
مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: الأسرى المحررون تعرضوا للضرب
...
-
أهالي قطاع غزة يستقبلون الأسرى
-
-الأونروا- .. سؤال المصير عن خدمات الصحة والإغاثة والتعليم
...
-
مكتب إعلام الأسرى: إفادات الأسرى المحررين تكشف جرائم التعذيب
...
-
شاهد.. تواصل الإنفلات الأمني في سوريا مستهدفا الأقليات!!
-
خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق
...
-
كاميرا العالم توثّق مشاهد تسليم الأسرى من ميناء مدينة غزة
-
ماذا نعرف عن عاطف نجيب المتهم بتعذيب الأطفال في سوريا؟
-
مصر.. الحكم بالإعدام غيابيا على محمود فتحي المقيم في سوريا
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|