أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - بقع على نسيج عراقي















المزيد.....


بقع على نسيج عراقي


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 03:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بقع على نسيج عراقي
اثبتت تجارب 15 سنة بعد سقوط النظام السابق في 2003 ان السياسين في العراق فاشلين ، وإن كان هناك سياسيين مخضرمين فقد شوهت مواقفهم و شخوصهم بفعل الفساد و التكتلات الطائفية و العرقية والمصالح الشخصية [مع العلم ان لا احد ينكر ان هناك احزاب عراقية عريقة مثل الحزب الشيوعي العراقي و الحزب الديمقراطي الكردستاني و حزب البعث القومي وحزب الدعوة (مع تحفظات كثيرة عن حزب الدعوة لأن اغلب ولائات قياداته خارجية)] الا ان هذه الاحزاب فسدت بفساد قادتها حين انخرطوا في اجواء الفساد و الطائفية واصبح هَمْ اعضائها الاول و الاخير هو المصالح الشخصية ، وهنا علينا ان نقر ان لا وجود حقيقي عقائدي للاحزاب الدينية في العراق الا وكانت معتمدة بالاساس على المذهبية الطائفية خصوصا الاحزاب التي برزت بعد 2003 واستقطبت ابناء الشعب المتعطش لتشكيل تكتلات وقوى مسلحة ومليشياوية نقابية واحيانا مناطقية ، وما زاد الطين بله ( والبلة هنا هو الانهيار المدني و الحضاري والعلمي والصناعي و الخدمي في كل مؤسسات الدولة دون استثناء) ان الانفلات والفوضى وغياب السيادة الوطنية و الفراغ السياسي ادى الى جنون الهاجس الامني الذي استهلك كل الامكانات البشرية الشبابية والمالية و خصصت نسب كبيرة من الايرادات المالية للانفاق على قطاع الامن (الجيش و الشرطة و المليشيات المدعمة من الاحزاب الحاكمة) وقد تسيدت عمليات الانفاق فساد كبير في نهب المال العام وكل ذلك مقابل حجة ضريبة التطلع الى البناء الديمقراطي الذي يفترض بالعراق ان يسعى للوصول اليه بعد سقوط النظام السابق . تلك الديمقراطية المستوردة بصيغ لا تتلائم ولا يتقبلها التشكيل المعقد للمجتمع العراقي خصوصا بعد ان استحوذت الاحزاب الاسلامية على الحكم واخذت تعمل بنفس طائفي و عرقي. لذلك لم يكن من السهل ممارسة التغيير باسم الديمقراطية لوجود عقبات ومعاضل كبيرة تتمثل في العقائد الدينية و الموروثات الاسلامية و التقاليد الاجتماعية التي تتعارض في كثير من الاحيان في جوهرها مع الديمقراطية و الحياة المدنية .
ما تناولناه في ما سبق يعكس صورة واقعية مظلمة لمستقبل العراق لا يستطيع اي من المثقفين و لا الفلاسفة و الباحثين من المؤرخين و المتابعين للقضايا السياسية ان يضعوا توقع واضح يعبر عن حال العراق بعد عدة سنوات قادمة ، لا اربع (وهي عمر مجلس النواب) و لا خمس ولا حتى عشر سنوات قادمة . وفي وسط هذه الفوضى نجد ان النسيج العراقي قد اصيب بتشوهات كأنها بقع تثير الاشمئزاز شوهت النسيج العراقي ، بعض هذه التشوهات او البقع قد تظهر بشكل وقتي ثم تزول بعد فترة بسهولة واحيانا يستعصي زوالها او زوال اثارها من المجتمع و من مسرح النشاط العراقي السياسي المشوه .. تلك البقع المنفرة منشرة وبكثرة في جسد النسيج العراقي .. وهي متنوعة ، فقسم منها بشعة و كبيرة ويمكن للناظر التنبه لها بسهولة لتأثيرها الكبيرعلى المجتمع واول اسباب تكون هذه البقع يتمثل في السماح للعابرين بالدخول الى المعترك السياسي بسهولة دون اي اعتبارات منطقية يفرضها عليهم السياق العام ، إذ يفترض بالسياسي ان يتمتع بخبرة متراكمة وتجربة ميدانية مبنية على تاريخ ثقافي متمرس و واع كللته العلوم و التحصيل العلمي والممارسة بقدرات تؤهله للعمل السياسي ... واقرب من استسهل هذه اللعبة واستغلها بسهولة وانخرط في العمل السياسي ودخل عالم التنظير والتحليل هم رجال الدين و يليهم الاعلاميون ثم تنفتح القائمة الى كل من هب و دب مع ملاحظة ان القانون العراقي بموجب الدستور الجديد قد سمح بذلك و السبب معروف لأن من سن الدستور و بنى بموجبه القانون يعلم علم اليقين ان التركة التي ورثها المجتمع العراقي هي انك لن تجد من بين المثقفين والمخضرمين والقياديين الا وكان اما سني واكيد محسوب على البعث او شيعي لكنه بعثي (وقد غيب هؤلاء تماما عن اي دور في مستقبل العراق الجديد) ، اما من لا يقع ضمن فئة القيادات اعلاه فقد اعتبرو من ازلام النظام السابق وتم ابعادهم و الاستيلاء على مناصبهم ، وقد نجح الاسلاميون في استغلال هذه الفرصة بشكل كبير ، لذلك كانت الاسس و القوانين و الاعتبارات الاخرى مبنية على عدم تثبيت شرط التعليم في الترشيح لمجلس النواب ، اما المناصب الادارية فحدث ولا حرج . وهنا علينا ان ندرك اننا لا ننتقص من قيمة الفرد العراقي ولكن هي حقائق علينا ادراكها لأنها تسببت بكوارث اسقطت العراق و المجتمع العراقي الى ذيل قائمة الدول في الحضارة و التحضر و وضع العراق على رأس قائمة الفساد وجرائم القرن وانه اسوأ مكان للعيش في العالم .
دع افكارك تنطلق لتستعرض السياسيين ومجلس النواب والمناصب الادارية العليا و خصوصا الحساسة من 15 سنة الى الان وحاول ان تضع معيار واضح للشخوص في امكانات الثقافة و التعليم و الخبرات السياسية المتراكمة او في الحقل الاكاديمي او الوظيفي و الاداري ؟ ، ونظم التخطيط و توظيف الامكانات وغيرها . ستجد ان النتائج مخجلة ولن نستغرب من الفشل الذريع و الانجازات الهزيلة و المخزية على مستوى الدولة و اداراتها . لذلك ولمواجهة هذه الكارثة المدمرة ومن اجل التخلص من اثارها ، فأن على المثقفين العراقيين من المدنيين بذل الجهود فوق الجهود ولسنوات طويلة قادمة في العمل على إصلاح هذا الواقع المدمر كدمار الجانب الايمن لمدينة الموصل ، وان يتحلو بالصبر الذي بجوهره يعطي الجواب الواضح والصعب في ان الحل و الخلاص من هذه الورطة هو العمل بصبر ، والذي يعني ان على المنظومة الوطنية (يصعب تشخيصها او التعرف على ملامحها في الظرف الراهن) أن تبدأ ببناء جيل جديد متعلم مثقف مبني على اسس بعيدة عن التلوث بالطائفية و امراض التعصب الديني و الفكري وان تنزع عنها الموروث المسموم المنقول عبر ما يعرف بالاعراف والعقائد و التقاليد الدينية و الاجتماعية والقبلية العشائرية .
مرة ثانية نحن نبعد ونبتعد عن اي قصد للانتقاص من قيمة الافراد لكن الامر مفروغ منه في ان العراق يسير في النفق المظلم الذي تعودنا ان نوصف انفسنا فيه و الظلام الحقيقي هو الجهل الحضاري بالدرجة الاولى يليه المزاج الشخصي الذي تنقله معها الشخوص القادمة من الاوساط الدينية والاعلامية التي صورت او تصورت انها تفهم عالم السياسة ودخلت عالمه في الانتخابات ونجحت فعلا وكل ذلك سببه الاجواء المظلمة بالجهل و الفساد .



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا نخسر الجولة
- نظرة في الاسلام السياسي
- ما دام الحمقى موجودون
- المأمول عند الفاسدين
- في نيسان 2003
- التمدن ... يعني الخلاص
- نحو ساعة الفصل
- كفى لمن دمر العراق
- كيف توصف الرجولة في العراق
- لماذا تخلف المسلمون
- امال وطنية ضائعة
- عقوق الوالدين لأبنائهم
- كيف نستقبل العام الجديد
- من قصص بغداد 1001
- شعب يعضّ و لا يتّعظ
- واقع و ليس يأس
- العرب و الحضارة
- التغيير بين السيرة والسلوك
- يطلب من الحافي نعال
- الموصل .. من يقطف ثمار الانتصار


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - بقع على نسيج عراقي