سمير اسطيفو شبلا
الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 00:45
المحور:
المجتمع المدني
المقدمة
يبدو أن المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات لا زال ضبابيا، وهذا طبيعي جدا قياسا الى خبرتنا بالانتخابات العراقية السابقة على الاقل، ولكن من غير الطبيعي هنا هو التمسك كل طرف بموقفه تجاه من والاه
الموضوع
هناك صراع مرير يدور اليوم بين سائرون الفائزة بالانتخابات وبين ما يسمون انفسهم / مستمرون الى الابد أي "ما ننطيها" وكأنهم يقشمرون شعبهم مرة اخرى! كيف ذلك؟
الشعب العراقي يعلم إن التيار الصدري أي "سائرون" نحو ولاية الفقيه العراقية حسب فكر المرجع الديني محمد محمد باقر الصدر، رحمه الله واسكنه فسيح جناته كونه من الشهداء، وهذا الامر مفروغ منه ويعتبره التيار الصدري "ولاية مقدسة" أما الشيوعيين فمن جانبهم يرون في التيار الصدري عموما شريكا لهم بقارباتهما المشتركة (الخدمات - محاربة الاجنبي - محاربة الارهاب - العدالة الاجتماعية - تجاوز الطائفية والمذهبية باتجاه المواطنة) اذن نحن امام ديالكتيك الصدريين مقابل تكتيك الشيوعيين لاجتياز مرحلة التوجه نحو الديمقراطية، نعم توجه نحو ليس إلا - حسب مفهومنا المتواضع
كذلك ان الشعب العراقي الجريح اختبر جماعة "ما ننطيها" خلال حكمهم الذي دام 14 سنة!! يتقدمون خطوة الى الامام ويرجعون ست خطوات الى الوراء وليس خطوتين كما يقول "لينين العظيم" في كتابه مرض الطفولة اليساري، هذا المرض الذي انتشر بين سياسيينا المتصدرين للمشهد "علي بابا" العراق وهم جميع "ماننطيها" اي مستمرون الى الابد برئاسة رئيس الوزراء السابق وحاشيته
الخلاصة والنتيجة
لمن تكون الغلبة؟
الغلبة تكون لمن يصمد!! لا لمن يتنازل، من جانب ان رئيس الوزراء الحالي (النصر) محبوب لطرفي النزاع الرئيسيين (أمريكا وايران) فهناك احتمال 75% يكون رئيس الوزراء القادم وهذه النسبة تصل الى اكبر مدياتها عندما يوافق الصدر وتياره على ترشيحه لولاية ثانية، هنا سيصدم شعبنا بجدار (مستمرون) الذين يرغبون بجر شعبنا المتألم ووطننا الجريح نحو ولاية الفقيه الإيرانية ! أي العابرة للحدود كما يحدث اليوم في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وما الغاء الاتفاق النووي الا بداية نهاية الصراع هذا؟
ماذا يحتاج شعبنا بعد الاستقرار؟
يحتاج الى حكومة خدمات ويسير معها اعادة كرامة الشخص البشري العراقي، عندما يكون هناك استقرار يعني هناك جيش قوي، وليس تحرير احد شيوخ عشائر الانبار من قبضة الارهاب من قبل الجيش التركي؟ أين كان ذلك ومتى؟ المهم هناك حكومة قوية وقوتها بشعبها وجيشها وليس بمذهبها، قوتها الأساسية بمنح جميع المكونات حقوقها كاصلاء واصلين، (ليس حسب الدستور الأعرج) منهم الحقوق الكوردية وتقرير المصير، كفكر ومنهج ثابت!!! هنا تكمن قوة الحكومة باتجاه الدولة وليس الدولة باتجاه الحكومة كما حدث معنا خلال 14 سنة المنصرمة، فهل ينتصر الخير ام الشر مرة اخرى؟ الأمر متروك لإرادتك أيها المنتصر بنسبة 30% ؟؟؟
24/أيار 2018
#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟