أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مؤيد احمد - من يدعو اليوم للحرب ، ينوي قمع الجماهير بعد سقوط النظام!















المزيد.....

من يدعو اليوم للحرب ، ينوي قمع الجماهير بعد سقوط النظام!


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 422 - 2003 / 3 / 12 - 04:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

  الجماهير في العراق لا تريد الحرب و لا تريد ان تقتل و تتحول الى أشلاء متناثرة وتصبح  وقوداً للغطرسة العسكرية الامريكية وسياساتها في العالم و المنطقة. فالقلق و المخاوف المميتة التي يعيشها سكان العراق من اقصاه الى اقصاه هذه الايام يعكس تلك الحقيقة البسيطة. لا يرغب اي انسان شريف ليس في العراق فقط، بل وفي المنطقة و العالم ايضا، ومهما كانت الاهداف، ان يشهد حربا كارثية تبيد مئات الآلاف من سكان العراق.  الضجيج الذي  تطلقه المعارضة العراقية  القومية و الاسلامية و عملاء الـ CIA و المجرمون  القدامى من  النظام العراقي المجتمعون في الـ INC   دعما للحرب على العراق، اصوات غريبة على الانسانية المتمدنة  وتقف بالضد من ادنى آمال الجماهير في العراق  في العيش بعيدا عن وقائع  ارتكاب المجازر الجماعية ضدها.

ان ادعاءات الـ INC  التي تريد ان تربط تحرر جماهير  العراق من براثن النظام البعثي القومي الفاشي بالحرب المحتملة وتبرير هذه الحرب على هذا اساس، ليست الا اكاذيب. ان القوى المجتمعة في  الـINC  تكذب حين تقول ذلك، فدعمها للحرب والمشاركة فيها ليست الا وسيلة للوصول الى اهدافها الرجعية وتامين حصتها من الحكم فيما بعد الحرب. فالتطبيل للحرب هووسيلتها الدموية وعملها السياسي الخاص بها لتحقيق اهدافها السياسية  القومية و الاسلامية لا غير.

ان قضية التحرر من كابوس حكم النظام البعثي الفاشي في العراق و النضال السياسي و المدني من اجل اسقاطه شئ، والممارسات و الاهداف والاستراتيجية السياسية لقوى المعارضة العراقية البرجوازية بمختلف تلاوينها، شئ اخر. المعارضة البرجوازية العراقية بوصفها قوى سياسية ذات اجندة واهداف رجعية، لها استراتيجيتها الخاصة بها لتحقيق تلك الاهداف والاجندة  وتمارس على الدوام تاكتيكات واساليب عمل مناوئة للجماهير. انها وفي الحقيقة لم تتردد في ممارسة وتبني اي تاكتيك تراه مناسباً لها، اعمالا ارهابية كانت داخل مدن العراق كما يقوم بها الاسلاميون، او قتل المعارضين السياسيين في مركز مدينة السليمانية كما قامت به قوات الاتحاد الوطني ضد حزبنا في تموز 2000 ،  التلاعب بمصير الجماهير وعقد الصفقات على حسابها مع هذه الدولة او تلك كان ، اوحتى ادامة المفاوضات وعقد الصفقات مع النظام البعثي كما يفعل الحزبان القوميان الكرديان البارتي و الاتحاد. ان دعم المعارضة العراقية البرجوازية للحرب الكارثية المحتملة حلقةجرائمية اخرى من حلقات ممارساتها المناهضة للمواطنين. فكمالا يستنبط اي منصف من تلك الممارسات بان تكون لها ادنىصلة بمصالح الجماهير وتحررها، كذلك الحال وبابعاد اكبر  بالنسبة للتطبيل لجريمة الحرب على العراق. حقيقة،  ان الالتفاف حول الحرب التي تشنها امريكا يعني، وحين  يقتضى الامر، ارتكاب المجازر بحق الجماهير  في ما بعد النظام. 

ان موقف القوى  القومية الكردية من الحرب وحيال التدخل التركي، ذا دلالة  كبيرة لفضح تلك الادعاءات التي تقول بان الحرب ضرورية لتحرير الجماهير من قبضة النظام. القوى القومية الكردية تقف ضد هجوم تركيا على كردستان ولكن في الوقت نفسه تدعو الى "تحرير الجماهير" في العراق من ايدي النظام عن طريق الحرب. واضح ان هجوم تركيا جزء من الحرب  فالوقوف بوجه الحرب يملي ايضا الوقوف بوجه التدخل التركي ايضا. ولكن فيما يخص تلك الاحزاب، فان الهجوم التركي  يضر بمصالحها،  لذا تقف ضدها ولكنها تؤيد الحرب الكارثية على اطفال و شيوخ و رجال ونساء العراق حيث ان ذلك يخدمها سياسيا.

 ان استراتيجية الـ INC كما ذكرت،  هي المشاركة في الحرب من اجل مصالحها الخاصة وليس من اجل تحرير الجماهير من النظام البعثي. فمن غير المعقول ان يكون رد فعل الجماهير بوجه النظام البعثي الفاشي الدعوة الى حرب كارثية،  الطلب من امريكا بان تقذف بآلاف الاطنان من القنابل على مدن العراق  وان تدمر كامل البنيان الخدمي والاقتصادي للمجتمع، والاشتياق بعد كل تلك الابادة الجماعية والدمار، ان تحكمها قوى قومية و اسلامية غارقة في الرجعية وعملاء CIA  والمجرمون القدامىمن النظام البعثي. ان الجماهير تطالب بسقوط النظام و لكن هذه الحرب  ليست طريقتها في اسقاطه و التخلص منه. ان الالتجاء الى الحرب المحتملة الحالية  هي وسيلة تلك القوى المجرمة و المفلسة التي ليست لها شئ يقدمها للجماهير، وهي وسيلة تلك القوى التي لها اهدافها السياسية المناهضة للجماهير و تقف بالضد من متطلبات تحررها.

ان القبول بالمحاججة التي تطبل لهاINC الـ   بكون ضرورة تحرير الجماهير من حكم النظام يستوجب الدفاع عن هذه الحرب، يشبه القبول بالمحاججة التي تبرر شناعة الارهاب الاسلامي في 11 سبتمبر  على اساس رد الفعل ضد قمع و بطش امريكا ضد الجماهير في العالم . فحقيقة الامر  هو ان العمل الارهابي في  11 سبتمبر كان عملا وحشيا لقوة سياسية ، اي الاسلام السياسي الذي  يتصارع على السلطة و الاقتدار السياسي في المنطقة بوجه امريكا و البرجوازية المحلية.  فالحال ينطبق على تبريرات المعارضة العراقية و القوى التي تؤيد الحرب. ان  اي حزب سياسي جدي او اي تيار  له ادنى ارتباط بمصالح المواطنين لا يتبنى اجندة للابادة الجماعية لهم عن طريق الحرب الكارثية التي تدعو لها امريكا و تؤيدها هذه المعارضة ، بل بالعكس  يدعو اولا الى انهاء التهديد بالحرب  كي يوفي بمتطلبات عمله كحزب او كتيار  سياسيي عادي داخل المجتمع . 

هناك وسائل اخرى كثيرة للتخلص من النظام حتى في وضعه الحالي بدون حرب. ولكن حقيقة الامر هي ان امريكا تريد ان تسقط النظام عن طريق الحرب. فالحرب هي الوسيلة الاساسية  لتجسيد سياسات امريكا ومصالحها وليس اسقاط النظام. الجماهير تريد الخلاص من براثن النظام و هذا لا جدل حوله و لكن اهداف الحرب لا تتعلق بذلك . فكما هو واضح ان اهداف الحرب معروفة رغم كل الاكاذيب التي تطلقها الادارة الامريكية. انها  تتلخص في ان تكون للدولة التي لها آلاف من القنابل النووية التي بامكانها ان تمحو سكان الكرة الارضية عدة مرات، ان تكون لها سيادتها الوحيدة على العالم و ان تقود النظام العالمي الجديد،  و ان يكون باستطاعتها  ضرب  اي بلد يشكل خطرا عليها وعلى مصالحها واستراتيجيتها. ان هذه الحرب هي حلقة اساسية من حلقات تامين و تاسيس النظام العالمي الجديد عن طريق استخدام القوة العسكرية . انه من السخرية و المهزلة ان تقول بان  هذه الحرب هي وسيلة  لتحرير الجماهير في العراق في الوقت  الذي تشكل خطرا كبيرا على الامال الانسانية جمعاء في التحرر و المساواة. فلا يمكن ان تكون مصلحة الجماهير في العراق متناقضة مع مصالح الانسانية المعاصرة !.

 



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرات العالمية ضد الحرب وافتضاح دور المعارضة القومية -ال ...
- لنقوي الحركة العالمية المناهضة للحرب !
- الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !
- نص كلمة مؤيد احمد لالاف المتظاهرين في بيرن –بسويسرا
- استفتاء صدام : وسيلة قمع اخرى بيد النظام!
- لماذا الجلبي و -المؤتمر- و كتاب مأجورون يخفونحقيقة ما واجهه ...


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مؤيد احمد - من يدعو اليوم للحرب ، ينوي قمع الجماهير بعد سقوط النظام!